الوصايا العشر للمحافظة علي صلاة الفجر
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد فياعبد الله
تقول نومي ثقيل ولا أستيقظ لـ صلاة الفجر إلا نادراً، ما العمل ؟!
ونقول وبالله التوفيق :"إذا أردت أن تستيقظ لصلاة الفجر عليك بأمور عشرة..
أولاً:" اخلص النية لوجه الله تعالى والدعاء، ادعو الله أن يعينك دائماً على أداء الصلاة ولا تتكاسل فالله بإذنه تعالى سوف يعينك على أدائها والمحافظة عليها , تدعو الله أن يهديك صراطه المستقيم، وأنت تعلم أنه لا يهلك مع الدعاء أحد، فإن الله جعله آية من آياته الواضحة،فأنت تقرأ:"اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ"(الفاتحة/6).
وأن تسأل الوالدين الدعاء لك، فإن دعاء الوالدين كما تعلم لا يُرد؛ فقد أخبرصلي الله عليه وسلم بقوله: "ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهنَّ"، فأنت تحتاج أن تستعين بعد الله تعالى بدعاء الوالدين؛ لأن دعاء الوالدين على درجة عظيمة من الأهمية بالنسبة لك.
ثانياً:" نظم وقتك بحسب ما أمر الله به وليس بحسب ما تريده أنت، حاول أن يكون موعد نومك مبكراً حتى تتمكن من الاستيقاظ مبكراً لأداء الصلاة، ولا تسهر كثيراً ويثقل عليك الاستيقاظ، اجعل نمط حياتك يتماشى مع مواعيد أداء عباداتك، وليس العكس ولا تتهاون في ذلك فقد قال تعالى :" وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ "(القصص/50)،
ثالثاً :" قبل الخلود للنوم، احرص أن تتوضأ وتصلي ركعتين لوجه الله تعالى يومياً،أوحسب مايتيسر لك وحافظ على أذكار النوم وقراءة المعوذتين، حتى تكون محصناً من وساوس الشيطان إلى أن تصحو من نومك.
رابعاً :" قوي عزيمتك وإرادتك وتذكر أهمية صلاة الفجر، وإذا غلبك النوم ووسوس لك الشيطان استعذ بالله تعالى وانوي بنية صادقة واعتزم الاستيقاظ وتغلب على وساوس الشيطان، فمن غير الإرادة القوية لن تتمكن من إتمام مهمتك في محاربة الشيطان .
أن تكون على دراية كاملة بفضل صلاة الفجر وثوابها، فالمحافظة على صلاة الفجر تحفظك من النفاق كما قال صلى الله عليه وسلم قال :"ليست صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء ولو يعلمون مافيهما لأتوهما ولو حبوا، ولقد هممت أن آمر المؤذن فيقيم، ثم أمر رجلا يؤم الناس، ثم أخذ شعلا من نار، فأحرق على من لا يخرج إلى الصلاة بعد"(البخاري)، وصلاة الفجر تمنحك محبة الله تعالى لك وما أعظمها من محبة وتحفظك من المعاصي قال تعالي:"إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ"(العنكبوت/45).
ويقول صلى الله عليه وسلم: "احفظ الله يحفظك"(الترمذي). فأنت ما دمت تحافظ على الصلاة فإن الله سيحفظك ببركة المحافظة على الصلاة، وتُعدّ صلاة الفجر أحد الصّلوات الخمسة الواجبة على المسلمِ، لكنَّ الله تعالى خصّها بمزيدٍ من الأهميّة، وجعل لمن يُحافظ عليها الكثير من الأجر والثواب، وفيما يأتي بيان ذلك:
تكون صلاة الفجر سبباً في دخول الجنّة، والنّجاة من النّار، فقد وعدَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم من صلّى البَردين؛ أي الفجر والعصر بدخولِ الجنَّة؛ وذلك لما فيهما من مشقّة على المسلمِ، حيث إنَّ وقت الفجر يكون في وقت النّوم والرّاحة، ووقت العصر يكون غالباً في وقت سعي النّاس إلى أعمالها وأرزاقها؛ فكان لهما الأجر العظيم، كما حرّم اللهُ على من يُصلّيها النّار، قال صلى الله عليه وسلم-:"لَا يَلِجُ النَّارَ مَن صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا"(مسلم).
أي صلاتي الفجر والعصر.تشهدُ ملائكة اللّيل وملائكة النّهار صلاة الفجر، قال تعالى :"وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا"(الإسراء/78).
والمقصود بالقرآن هنا هو أداء صلاة الفجر؛ إذ تكون الملائكة حاضرة في هذا الوقت، وهذه الملائكة هي نفسها الملائكة الحَفظة التي تتعاقب على الإنسان في اللّيل والنّهار، فتجتمع على المسلم في وقتي الفجر والعصر، وهذا تشريفٌ كبير لمن يُصلّي الفجر في وقتها. فصلاة الفجر نور يقذف القلوب وهي خير من الدنيا ومافيها ..
ينعم مُصلّو الفجر بالنّورِ التّامِّ يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم :"بشِّرِ المشَّائينَ في الظُّلَمِ إلى المساجِدِ بالنُّورِ التَّامِّ يومَ القيامةِ"(أبوداود).
فالمشي للصلاةِ بشكلٍ عام فيه أجرٌ عظيم، لكنَّ المشيَ لصلاةِ الفجر في شدّةِ الظّلام فيه مشقّةٌ أكبر على النّفس، فيُجازيهم الله يوم القيامة بالنّورِ التّام؛ لأنّهم مَشوا في الظّلام في الدّنيا فاستحقّوا النّور يوم القيامة، والجزاء من جنسِ العمل.
تُعتبر صلاة سُنّة الفجر خيرٌ من الدّنيا وما فيها؛ إذ إنَّ لذّة صلاة الفجر تُعادل كلّ ما في الدّنيا من نعيم، فترتاح نفس مُصلّيها و تطمئنّ مهما كان حاله، قال صلى الله عليه وسلم:"ركعتا الفجرِ خيرٌ من الدنيا وما فيها"(مسلم).
يَحظى مصلّو الفجر بشرفٍ عظيمٍ يوم القيامة، ألا وهو رؤية وجه الله الكريم كما يرى البدر في السّماء، وهذا وعدٌ من الله تعالى..
تعدُّ صلاة الفجر حافظةً لصاحبها؛ لأنّ من يُصلّي الفجر يبقى في ذمّة الله وفي حفظه كما ورد في الأحاديث النبويّة، فلا يضرّه شيء طيلة يومه لأنّه محاطٌ بكنفِ الله ورعايته.
خامساً :" سجل كل يوم تقوم به بأداء صلاتك واليوم الذي لا تقوم به وحاسب نفسك على هذا اليوم واطلب التوبة وقم ببعض العبادات التي تكفر عن هذا التقصير واعزم على عدم تكرار ذلك مرة أخرى لتتمكن من ابتعاد وساوس الشيطان عنك ومحاربته بكثرة العبادات لينصرف عنك تماماً .
سادساً :" التّوبة من الذّنوب والمعاصي، وهي من أكثرِ الأسباب التي تُقوّي عزيمة المسلم على الالتزام بأداءِ صلاة الفجر في وقتها؛ لأنّ النّفس تظلّ مُتيقّظة لئلّا تقعَ في الذنب ثانية.
سابعاً :" الحرص على صحبةِ الصّالحين الذين يُعينون المسلم على الالتزامِ بالطّاعة، ويُذكّرونه دوماً بالله تعالى، فإن تقاعسَ يوماً عن صلاةِ الفجر يُذكّرونه بوعيد الله عزَّ وجل. فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تصاحب إلا مؤمناً،ولا يأكل طعامك إلا تقي"(الترمذي)، فاجتهد في الصحبة الصالحة والارتباط بهم؛ فإذا منَّ الله عليك بصحبة صالحة فإنك بإذن الله ستجد عوناً كبيراً.
ثامناً:" احرص علي دعوة الآخرين للصلاة ولاسيما لصلاة الفجر فدعوتك لهم تذكير لنفسك فكلما قصرت في أداءها قل لنفسك:"أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ"( البقرة/44)،
تاسعاً :" الاستعانة بالله تعالى، والتّقرب إليه، ثم بالنوم خلال النهار وهو نوم القيلولة قال صلي الله عليه وسلم :"اسْتَعِينُوا بِطَعَامِ السَّحَرِ عَلَى صِيَامِ النَّهَارِ، وَالْقَيْلُولَةِ عَلَى قِيَامِ اللَّيْلِ"(ابن ماجه).
عاشراً :" استعن بالوسائل المتاحة لك لتساعدك على الاستيقاظ مبكراً مثل ضبط المنبه على ساعة التنبيه أو الجوال فأصبح هناك العديد من التطبيقات التذكيرية والمنبهة لصلاة الفجر، كما يمكنك الطلب من أصدقائك الاتصال بك هاتفيا لإيقاظك .ولعلاج هذه المشكلة عليك بالنهوض والجلوس على السرير فور سماعك صوت الأذان أو رنين المنبه، وترمي بالغطاء ولاتتردد.وأنت تقول:"لاإله إلا الله"ولاحول ولاقوة إلابالله .
عملاً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذى قال فيه : " يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ علَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إذَا هو نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ، فَارْقُدْ فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فأصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وإلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ"(البخاري ومسلم).
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بحالِ الإنسانِ الَّذي يُريدُ القيامَ لصَلاةِ اللَّيلِ أو الفَجرِ مع الشَّيطانِ، وصِراعِه معه؛ فإنَّ المؤمنَ إذا ذهَبَ إلى النَّومِ يَعقِدُ الشَّيطانُ على قافيتِه -يعني: مُؤخَّرِ رَأسِه- ثَلاثَ عُقَدٍ، فإذا استيقَظ المؤمنُ وذكَرَ اللهَ تعالَى ولم يَستجِبْ لوَساوسِ الشَّيطانِ؛ انفكَّتْ عُقدةٌ، فإنْ توضَّأ انفكَّت الأخرى، وإنْ قام فصلَّى انفكَّتِ العُقدةُ الثَّالثةُ، وأصبَحَ نَشيطًا طيِّبَ النَّفْسِ؛ لأنَّه مَسرورٌ بما قدَّمَ، مُستبشِرٌ بما وعَدَه اللهُ مِن الثَّوابِ والغُفرانِ، وإذا لم يُصَلِّ أصبَحَ خَبيثَ النَّفْسِ، مَهْمومًا بكَيدِ الشَّيطانِ عليه، وكَسلانَ بتَثْبيطِ الشَّيطانِ له عمَّا كان اعتادَهُ مِن فِعلِ الخَيرِ.
أما إذا لم تسطع بكل هذه الوسائل فعليك بتجربة جيفري لانج وهو عالم رياضيات أمريكي أسلم وبعد إسلامه أراد أن يقوم ليصلي الفجر ولكنه لم يستطع، لأن ساعته البيولوجية لم تتعود على هذا، فماذا فعل ؟!اشتري ثلاثة منبِّهات من النوع القديم، والتي لها أجراس عالية مزعجة.ضبط المنبه الأول على الرابعة صباحاً، ووضعه عند رأسه.
وضبط المنبِّه الثاني على الرابعة وخمس دقائق، ووضعه في الصالة. وضبط المنبه الثالث على الرابعة وعشر دقائق، وجعل مكانه في الحمام فكان يستيقظ على المنبه الأول فيسكته، ثم ينام فيبادره المنبه الثاني المزعج في الصالة، فيسير نحوه، ويسكته ثم يرتمي على الكنبة لينام، وقد طار نصف النوم من عينيه وما هي إلا خمس دقائق حتى يضرب المنبه الثالث في الحمام، فينتبه ويسير إلى الحمام، ويُسكِت المنبه، لكن لا سرير هناك، فيتوضأ للصلاة.
العبرة : إذا صحَّ منك العزم وحضرت الإرادة أُرشِدْتَ للحِيَل ..
ولو علم الله منك صدقاً لإستيقاظك على صلاة الفجريوقظك بلا منبه !
اللهم أعنا على ذكرك و شكرك وحسن عبادتك اللهم اجعلنا للصلاة مؤدين وعلي صلاة الفجر محافظين يارب العالمين .