recent
أخبار عاجلة

أئمة وخطباء المساجد | تحضير الخطبة

 


أئمة وخطباء المساجد (الحلقة الرابعة)

تحضير .. مهارة .. تكرار .. إطالة .. أخطاء لغوية ..أحاديث موضوعة.. قصص واهية !!

تحضير الخطبة

خطبة الجمعة تحارب العادات والتقاليد التي تصطدم مع حقيقة الإسلام والاخلاق الكريمة والقيم الاصيلة.

وعلي  كل خطيب أن يعد للخطبة قبلها بعدة أيام وأن يستحضر عناصرها في ذهنه وأن يكتبها بدقة ويرتبها ترتبيباً جميلاً بليغاً يشد السامعين ويجذبهم دون التطويل عليهم متمنيا من الجهة المشرفة إعداد دورات في فن إلقاء الخطب ونشرات توعوية لكل الخطباء.حتي يتميزوا ويكونوا وفق مراد الله تعالي :"وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ"(الأنبياء/73).

  وسوف نبحر هنا مع السادة أئمة وخطباء المساجد في عدة لقاءات عن الخطبة وتحضيرها وإلقاءها لعلها  تكون نبراساً وزاداً   وعوضاً  عن حرمانهم من التدريب أو التدريب الأكاديمي الذي يحدث .. وقد حذرنا مرارً وتكراراً أن التدريب له أصوله وناسه حتي نصل بالإمام إلي أعلي درجة من الفهم والإدراك والفراسة واللغة ..الخ ماينبغي أن يكون عليه الخطيب العصري الذي يحمل مشعل التجديد والتطوير.

عزيزي الإمام:" وحتي لايضيع الوقت من بين أيدينا هيا بنا نبدأ متوكلين علي الله عزوجل ولنبدأ بــ

 تحضير الخطبة وأهميته:"

تحضيرك لخطبة الجمعة احتراماً لنفسك ولجمهورك.

فكم من خطيب تهاون في تحضير خطبته فعرض نفسه للمهانة والسخرية إما بسبب ركاكة اللغة واللحن وإما بسبب ضعف الموضوع والطرح وإما بسبب الإطالة لأن إطالة الخطبة والبعد عن اللغة العربية دائما يكون سببه عدم التحضير والتركيز في الموضوع .لذلك ينبغي على الخطيب أن يتعلمَ كيفية تحضير الخطبة، ويهتم بها اهتمامًا عظيمًا، ويستشعرَ عِظَم الأمانة المُلقاة على كاهِله، ولا يحتقر أحدًا من المستمعين، ويقول: قد مرت الخطبة، وستمر غيرُها."ولا يظن أن تحضير الخطبة يدل على عجز الخطيب،أو على ضعفه العلمي؛ بل يفتخر بعض الخطباء إذا سُئل عن موضوع الخطبة قبلها - بقوله: الذي يفتح الله به!

كنا ولازلنا نحضر لخطبة الجمعة من بعد صلاة الجمعة حتي صعود المنبر الجمعة التي تليها.. ونخصص لها ساعات قبل الصلاة للتركيز ومراجعتها ذهنياً وترتيب الأفكار والعناصر حتي إذا صعدت المنبر وكأنك تنظر في كتاب مفتوح..

وإياك إياك أن تحفظ الخطبة حفظاً بل عنصرها ورتبها في ذهنك واشغل نفسك بها وركز فيها جيداً قبل الجمعة علي الأقل بساعتين فتكرارك لها طوال الأسبوع قد أثقل قدرتك علي التركيز في اللغة والآيات والأحاديث ودرجة صحتها,وإياك من الموضوع والباطل وإذا استندت لضعيف فلتشير إلي ضعفه واحذر :" من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار.."

فوائد تحضير الخطبة :"

أيها الإمام :لتحضير الخطبة فوائد عظيمة؛ منها:

أنه يكسبك الثقة الجيدة بنفسك وبقدرتك العلمية والخطابية،بخلاف مالو لم تكن معدًّالهاإعدادًاجيدًا،فربماارتبكت وأرتج عليك،أوخشيت منَ الخطأأونقص المعلومات.

ومنها: كسب ثقة المستمعين وإعجابهم بك؛ لأنك أشعرتهم بتقديرك لهم واحترامهم، وحرصك على إفادتهم من خلال العناية الفائقة بالموضوع، اختيارًا وإعدادًا لمادَّتِه العلميَّة.

ومنها:أن الإعداد الجيِّدَ للخطبة يتيح لك فرصة العمق العلمي في تناول الموضوع.

ومنها :أن تحضير الخطبة  يمكنك من اللغة العربية حيث أن عدم  تحضير الموضوع يجعلك تتلعثم ولاتركز في اللغة بقدر ماتبحث عن كلمات تقولها .. والخطبة الناجحة يجب أن تتميز بوضوح العبارة ووحدة الموضوع حتي يستفيد منها كل المستويات الثقافية.

ومنها: أن تحضير الخطبة يجعلك تتحكم في الوقت فعندما تفقد التركيز يسيح منك الموضوع وتهرب من لسانك الجمل  ولاتسطيع السيطرة عليه وتتمادي في الوقت بحثاً عن خاتمة للموضوع .. وكما يقول القائل:" دع الناس يخرجون من المسجد يقولون ليته أطال , ولايقولون ليته سكت"

ومنها: أنه يتيح لك تحديد وحصر أفكارك في نقاط وعناصر معينة تفيد الجميع، وهو أمر يساعدك على عدم التشتت، وتَكرار العبارات من غير حاجة، فتستطيع أن تلمَّ بالموضوع دون إطالة ولا إرهاق للسامعين؛ مما يبعث في نفوسهم المَلَل والسآمة والضَّجَر"


عزيزي الإمام :"نقول إن  ضرورة الاهتمام بتحضير الخطبة جيداًلأنه من احترام الخطيب لنفسه ولمستمعيه..

ونؤكد علي أننا نريد من وراء هذا القصد الله ورسوله ثم الاستفادة ولعلها ان تكون عوضاً لنا عن حضور الدورات أو الدورات الأكاديمية لمن حضر..

فاليوم نطرح طريقة مختصرة لتحضير الخطبة فلابد من التحضير وكتابة الخطبة في كشكول أو فولدر خاص بالخطب لأنه كما يقولون :"العلم صيد والكتابة قيد " فالكتابة عليها نسبة الثلث من نجاح الخطبة وتساعد علي التذكير والحضور علي المنبر وبالتالي الثقة بالنفس فهؤلاء الذين يطبعون الخطبة ويقرأونهاوبعد انتهاء الخطبة يلقون بالورق في القمامة أوحتي يحتفظون بها أعتقد أنه ليس لديهم رصيد كاف أوحصيلة من العلم ..

استحضار النية

إذا أردنا تحضير خطبة الجمعة لابد أن نستحضر النية الخالصة أولاً ف:" نية المرء خير من عمله..وإنما الأعمال بالنيات .."

ثم يكون عندنا الاستعداد النفسي والبدني، وتفريغ الذهن، وتوحيد الهَمِّ، والتركيز فيما سنلقيه على عباد الله المسلمين.

الادلة من الكتاب والسنة

ثم نبدأ في جمع الآيات في هذا الموضوع، ومراجعة تفسيرها من التفاسير المعتمَدة عند أهل السنة؛ كتفسير الطبري، وابن كثير - رحمهما الله تعالى - وغيرهما، والرجوع إلى ما تحتاجه من تفاسير الأحكام، والمعاني مع الاحتراز مما يخالف اعتقاد الصدر الأول، والقرون الثلاثة المفضلة؛ وهو أمر لازم.ثم  جمع الأحاديث في الموضوع، وتخريجها تخريجًا مُخْتَصَرًا، ومعرفة الصحيح منَ الضعيف؛ المقبول منها والمردود، فلا يلقي على المسلمين إلا الأحاديث المقبولة، ويتجنَّب المردود إلا في النادر؛ للطيفة معينة، ولا بد أن يبيِّن ضعفها.

الأثار والأمثلة

أئمة الهدي:" لنحرص علي جمع الآثار ، والعبارات الذهبية، والانتقاء من أطايب كلامهم، كما يُنتقى أطايبُ الثَّمَر.

ونهتم بجمع الأمثلة والمواقف العملية والنماذج الحية التي تترجم الموضوع ترجمة حية؛ ليرتبط العلم بالعمل؛ فَهُما - العلم والعمل - وجهان لعملة واحدة، ولا ينفصلان في دين الله - تبارك وتعالى - ألبتة.

وعلينا أن نحرص على الإفادة من مراكز المعلومات، والموسوعات العلمية، المطبوعة والإلكترونية، فهي توفِّر الجهد والوقت، وتساعدك على جمع مادة علميَّة متنوعة ومتميزة.

القصة:

ونتزود من القَصَص النافع الهادف الذي يزيد الموضوع وضوحًا وترجمة، ويُسلي القوم مع الإفادة منه؛"لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ"(يوسف/ 111).

الترغيب والترهيب

 وعلينا أن نوازن بين الترغيب والترهيب فنرغب في حالة وجودالإيجابيات ونرهب عندوجودالسلبيات والمعوقات،وفي نفس الوقت نحثّ على اجتنابها.

عرض المشكلة وحلها

أئمة الهدي :" إن كنا نتحدث عن مشكلة ما، فلا بد أن نبينَ مظاهرها في الواقع، وأن نذكر أسبابها، وأن نعرضَ الحل المناسب، بطريقة عملية مناسبة؛ فهو المقصود.

اللغة العربية

وعلينا بالاستعانة بالقواميس العربية؛ كـ"لسان العرب"، و"القاموس المحيط"، و"مختار الصحاح"، و"المعجم الوسيط". فلا بد من توثيق كل معلومة، ونسبة كل قول إلى قائله قدر المستطاع.

ملخص الخطبة

ولنحرص علي إجمال الخطبة في كلمات معدودة، وتلخيص ما تحدَّث عنه؛ ليحفظه السامع ويتذكره؛ والربط بين مقدمة الخطبة وخاتمتهالأن أهمَّ ما ينبغي في الخطبة هو مقدمتها المشتملة على براعة الاستهلال، ثم ما في جعبتك من الأساليب البيانية واللغوية، ثم وضوح المقصد والمعني بجلاء، ومن خلال جمل قصيرة مؤثرة، وتقسيم الخطبة إلى أقسام واضحة المعالم، ثم موضوعها وهو لُبُّها وزبدتها، ثم خاتمة الخطبة وهو أن تشتمل على فقرات يسهل تذكُّرها أو حفظها بعد أن تنتهي من حديثك، وهذه العناصر متداخلة فيما بينها، يبلغ الترابط بينها ذروته وجودته حسب مقدرتك كخطيب مؤثر، وغزارة معلوماتك، ومهارتك وخبرتك فمن البلاغة رد العَجُزِ على الصدر.

الخاتمة وأثرها

أئمة الهدي :" وللخاتمة الأثر في بقاء قوة الخطبة في أذهان المستمعين؛ لأنها آخر جزء منها، وهي آخر ما ينساه المستمع من حديثك؛ والسبب أن المستمع يركِّز على مقدمة الخطبة وخاتمتها، أما في وسطها وما يتعلَّق بموضوع الخطبة، فربما أصيب المستمع بقلة التركيز، وشرود الذهن، فوجب علك الاهتمام بالخاتمة، وأن تكون في غاية الوضوح، والتأثير، والجمال والروعة. وإلي لقاء أخر مع همسة أخري في أذنك لعلها تكون سبباً في الصلاح والتجديد 

 والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل، والحمد لله رب العالمين.

google-playkhamsatmostaqltradent