كيف يصلي مريض سلس البول وانفلات الريح ؟
هل يصلي المريض بسلس البول لكبر أو لمرض، أم أن الصلاة تسقط عنه؟
إن الصلاة ركن الإسلام الثاني وهي عمود الدين ولا تسقط بأي حال من الأحوال ما دام
العقل موجود وجب عليه أن يصلي..
والطهارة شرطٌ من شروط صحة الصلاة، فلو خرج البول ولو قطرة واحدة في حالة
الشخص السليم انتقض الوضوء؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم:"لَا يَقْبَلُ اللهُ صَلَاةَ
أَحَدِكُمْ إِذَا أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ"(البخاري)،
فإذا كان الشخص مريضًا والبول ينزل منه دون ضابط لتحكمه؛ فعليه أن يتوضأ مرة
واحدة ولا يلتفت بعد ذلك لما يتقاطر منه من البول من غير تحكم، وتعتبر صلاته
وقراءته صحيحة مع قيام هذا العذر، وذلك حتى ينتقض وضوؤه بشيء آخر غير هذا
العذر.
ولكن يتوضأ لكل صلاة ، إذا أصابه السلس المستمر وهو البول المستمر الرطوبة يتوضأ
لكل صلاة ويصلي كل صلاة في وقتها مثل المستحاضة ، الذي معها الدم الدائم، تتوضأ
لكل صلاة وتصلي، ولا تسقط عنها ولا عن صاحب السلس الصلاة،ولاعن مريض انفلات
الريح ولهم الجمع إذا دعت الحاجة إذا شق عليهم الأمر،وقيل:" الرجل ينبغي له أن لا
يجمع حتى يصلي مع الجماعة، أما المرأة فإذا جمعت لحاجة فلا بأس؛ لأن النبي صلي
الله عليه وسلم رخص لحمنة أن تجمع.
كيفية الصلاة:
صاحب السلس يتوضأ لكل صلاة ويصلي مع الجماعة ويستحب له أن يضع حفنة ماء
علي سرواله فإذا ما وجد ماء ظن أنه هو و يجوز لمرضى سلس البول أن يرتدي
الحفاضة وإذا ما حضر وقت الصلاة خلعها وطهر موضع البول وتوضأ للصلاة كما أنه
إذا حدث و نزل بول أثناء الصلاة فلا يلتفت لذلك.
الضرورات تبيح المحظورات :
وعلى من ابتلي بهذا العذر أن يتوضأ لوقت كل صلاة ويصلي بهذا الوضوء ما شاء من
الفرائض والنوافل في الوقت المحدد للصلاة، عند سماع الأذان ويصلي مباشرة ولا
يلتفت لأي شيء يحدث له.
ويبطل وضوءُه بخروج الوقت،ويجب أن يستأنف الوضوء للصلاة التالية قياسًا على حكم
المستحاضة.
و يجوز لمريض سلس البول أو أنفلات الريح أن يؤخر الصلاة بمعني أنه يجوز له تأخير
صلاة الظهر إلى قبل صلاة العصر بدقائق بحيث إذا ما انتهى من صلاة الظهر وأعقبه
آذان العصر فليصل العصر مباشرة قبل أن يحدث له ما يفسد وضوءه وطهارته من بول
أو ريح .
ويجوز الجمع بين الصلوات كأن يصلي الظهر والعصر جمع تقديم أو تأخير وكذلك
المغرب والعشاء أما الفجر فيصليه بمفرده
ما جعل عليكم في الدين من حرج :
أنه لا حرج عليه في فوات صلاة الجماعة، أما إذا استمر سلس البول حتى موعد الوقت
الذي يليه فله أن يتوضأ ويصلي حتى ولو نزل منه البول أثناء الصلاة .
قال تعالى " يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر"
وقال النبي صلى الله عليه وسلم "إن الدين يسر"(البخاري).
ولا يجوز لمريض السلس إمامة المصلين في المسجد حتى ولو كان أفقههم علما
وأحفظهم لكتاب الله لأن الطهارة ركن أساسي للصلاة ولا يقبل الله صلاة من غير طهارة
ولكن مريض سلس البول إذا صلي بالمصلين في صلاة الجماعة صحيحة شرعًا ولا حرجَ
في ذلك، وهذا ما عليه فقهاء السادة المالكيَّة في قولٍ، والشافعيَّة في الأصح
عندهم؛ لأنَّ الحدث الدائم لصاحب السلس معفو عنه شرعًا، وإذا عُفي عن الحدث في حق
صاحبه عُفي عنه في حق غيره.
و لا يجوز أن يصلي مريض السلس البولي الصلوات الخمس بوضوء واحد
كما يقول البعض وإنما يتوضأ لكل صلاة.وتتوضأ لوقت كل صلاة إن خرج شيء، لقول النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت أبي حبيش: توضئي لكل صلاة حتى يجيء ذلك الوقت. رواه أحمد وأبو داود
هذا والله أعلم