أئمة وخطباء المساجد | تحضير , تكرار, إصالة, أخطاء لغوية , أحاديث موضوعة , قصص واهية
(الحلقة الثانية).
إطالة .. أخطاء لغوية .. أحاديث موضوعة.. قصص واهية !!
عزيزي الإمام الهمام لقد تحدثنا في الحلقة الماضية عن أركان الخطبة وأولها الخطيب الناجح البارع المؤثر المستنير الذي يستطيع أن يوصل معلومته للجمهور من أقصر الطرق وأقرب المسالك وأقل وقت..
وبالنظر والاهتمام إلى أركان الخطبة وهي الخطيب والمستمع والخطبة والمكان، نخرج بموعظة حسنة مفيدة نافعة .. حتي ينطبق علينا قول الله تعالي :"وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ"(الأنبياء/73).
فقد تكون الخطبة جيدة ولكن الخطيب ليس لديه براعة ومهارة الإلقاء أو يكون الخطيب بارعاً ماهراً في الإلقاء لكن تركيبته للخطبة وإعداده لها ليس بالمستوى المطلوب او تكون الخطبة جيدة والخطيب كذلك، لكن المستمع لا يهتم بأمور دينه أوأن المكان غير مهيأ وأجهزته الصوتية كذلك، فهذا مما يقلل الاستفادة من الخطبة،
وينبغي أيضا علي الخطيب أن يحرص كل الحرص علي أن تكون الخطبة محاربة لكل ما يتصادم مع حقيقة الإسلام ومع العادات والتقاليد الحسنة، وأن يحذر الخطيب أن يجعل منبره على ضد ذلك.
فالخطيب الجيد هو الذي يفكر في خطبة الأسبوع القادم منذ خروجه من المسجد في هذه الخطبة
فإذا أردت أن تكون مجدداً وداعية مستنير وإماماًعصرياً فلابد من اتباع الخطوات التالية
أولا:"تحديد الأولويات بمعني أن تقدم الأخلاق والمعاملات علي غيرها من الأمور الأخري فلتركزعلي تدني الأخلاق لأنها تنعكس في الكثير من الممارسات مثل عدم احترام النظام والمرور والبيئة المحيطة به وعدم توقير الكبير والطمع والجشع في البيع والشراء والتركيز على السماحة والرحمة في البيع والشراء..الخ. ومن الأولويات التركيز علي علاج الخلافات الزوجية وزيادة نسبة الطلاق في المجتمع المسلم بسبب غياب الوازع الدينى حيث أن الإحصائيات تبين أن 18ثمان عشر ألف حالة طلاق شهريا بمصر فالكثير من مشكلات المجتمع تعالج بالعظات المرققة للقلوب والمهذبة للنفوس والموجهة لوجوه الخير والسعادة في الدنيا والآخرة.
فالداعية المستنير والإمام المجدد هو الذي يرتقي بمجتمعه أخلاقياً وغيره هو الذي يظل يتحدث عن فقه القديم بما لايتفق وروح العصر كإرضاع الكبير والصلاة بالخف وعدم تهنئة المسيحيين ..الخ وغيره يتحدث عن روايات وأحاديث مكذوبة وموضوعة وواهية .. هذه الأمور التي لا يستفيد منها المجتمع .. وضد تجديد الخطاب الديني ..
الداعية المستنير والخطيب المجددهوالذي يطوع الخطاب الديني لخدمة المجتمع وتنمية وعي المستمعين ورفع مستوى تجاوبهم بماينعكس علي حسن تسيير حياتهم وحسن تدبر أمورهم ..وبمايعود عليهم وعلي وطنهم بالخير النفع فالاستخدام الرشيد للمياه والكهرباء والهاتف والمترو والقطار والسيارات وغيرها من المال العام أمن قومي..
الداعية المستنير والخطيب المجدد هو الذي يهتم بالمشتركات بين البشر وعمل علي غرس روح المواطنة في المجتمع بدعوة القرآن الكريم وخطابه الشامل للناس جميعاً ..
الداعية المستنير والخطيب المجدد هو الذي يعرف جيداً أن لكل مقام مقال فيحدد عناصر خطبته وفق الزمان والمكان المناسب وحاجة جمهوره فليس مقبولاًأن يخاطب جيل الشباب بلغة الشيوخ فلكل فئة عمرية احتياجاتها من الوعظ والإرشاد فالخطبة التي تلقي بالمسجد لايليق أن تقال بمركز الشباب أو النادي ..كما لايليق أن أٌدعي لافتتاح مسجد وأتحدث عن مملكة النحل أو الحقوق الزوجية ..الخ.
الداعية المستنير والخطيب المجدد هو الذي يتميز بالحكمة عندمعالجة أمر سلبي يتعلق بأفراد كزنا وسرقة واختلاس وقتل وغيره فلايتسرع في الحديث عنه علي الفور بل يؤجله الي وقت مناسب ..وعند معالجة انحرافات وعقائد مجتمع وارتكاب بدع وخرافات لاينبغي أن تتناول الموضوع ب:"شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ..الخ.
فإذا كان الأمر يتعلق بضريح فلا أصعد المنبر وتطالب بهدم الضريح وإلا سوف تهدم الدنيا فوق رأسك..
وإذا كان الأمر يتعلق بالولي وأفعال شركية كطلب الحاجة منه فلابد أن توضح من هو الولي وماهي الكرامة وماالفرق بين الكرامة والمعجزة وماهي حدود المخلوق مع الخالق ..الخ .
وإذا تعلق الأمر بالشيعة أو الدواعش او أي من الفرق المارقة فلا تسارع بتكفيرهم ولكن توضح بعض معتقداتهم وضعها أمام المستمع واترك له الحكم عليها بنفسه ولايتعدي الأمر خمس دقائق فقط أي عنصر واحد من عناصر الخطبة وإن كان ولابد فاختم الحديث عنهم بلعنة الله علي شرهم كما ورد عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ..
وبالجملة فعلي أئمة وخطباء المساجد أن يتقوا الله في هذه المنابر فهي تشريف لهم وتكليف عليهم سيسألهم الله تعالى عن حقوق هذا المنبر وكذلك هذه المنابر عندما ساقه الله إليهم وهي غرم سيحاسبهم الله على التفريط في دعوتهم إلي الله ..
وإلي لقاء أخرإن شاء الله مع أئمة وخطباء المساجد..
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.