حكم وقوف الأطفال في الصف الأول في المسجد
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد
الحكم على المسألة فرع عن تصورها
أولا :حضور الصبي المسجد على حالتين
الحالة الأولى :إذا كان الصبي لم يتأدب بآداب المسجد ويعبث فيه ويشوش على المصلين فيكره اصطحابه إلى المسجد
العلة من منع بعض الأطفال من دخول المساجد:إن العلة من منع الأطفال من دخول المسجد يكون إذا أحدثوا به ضررًا ما فقد يشوشون على المصلين أو يلحقون الضرر بأحد متعلقات المسجد؛ لذا يجب على الوالدين أن يعلموا أطفالهم آداب دخول المسجد.
ملحوظة :الطفل إذا ظَهَرَ منه سفه أو عَبَثٌ أوطيشٌ أو سلوك مُؤْذٍ في المسجد فيمنع من الدخول إلى المسجد والأَوْلَى إبقاؤُه في المنزل مع أهله لأن المُصَلُّون يتضررون بسفهه و بعَبَثِه وتشويشِه وهو غيرُ مكلف بالصلاة .
الحالة الثانية :إذا كان الصبي تأدب بآداب المسجد ولا يعبث فيه ولا يشوش على المصلين فيجوز
ثانيا :وقوف الأطفال الذين تأدبوا بآداب المسجد في الصف الأول في المسجد
المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (2/ 62)
وإنما خص - صلى الله عليه وسلم - هذا النوع بالتقدُّيم لأنه الذي يتأتى منهم التبليغ وأن يستخلف منهم إن احتاج إليهم، وفي التنبيه على سهو إن طرأ، ولأنهم أحق بالتقدم ممن سواهم لفضيلة العلم والعقل.
إكمال المعلم بفوائد مسلم (2/ 346 ـ 347)
" لِيَلَنِى منكم أولوا الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم "، الأحلام والنهى بمعنى وهى العقول، واحدها نهية؛ لأنه ينهى صاحبه عن الرذائل، وكذلك العقول تعقله... لاستخلافه إن احتاج إليهم، وللتبليغ لما سمعوه منه، والضبط لما يحدث عنه، والتنبيه على سهو إن اتفق منه، ووجدهم عن قرب لما يحتاجهم له، ولأنهم أحق بالتقدم على من سواهم وليقتدى بهم من بعدهم، ويتوصل بهم إليه فى مهمات الأمور
(ثم الذين يلونهم) أي كالصبيان المميزين والذين هم أنزل مرتبة من المتقدمين حلماً وعقلاً
والمعنى: لِيَدْنُ منّي البالغون العقلاء؛ لشرفهم، ومزيد فِطْنتهم، وتيقّظهم، وضبطهم لصلاته، وإن حدث به عارض استخلفهم في الإمامة.
منة المنعم في شرح صحيح مسلم (1/ 289)
: (هيشات الأسواق) هي ما يقع فيها من الهيج والاضطراب ورفع الأصوات، واللغط والجلب والمنازعة والخصومات وغير ذلك. أي لا ترفعوا أصواتكم في المساجد، وأثناء إقامة الصلاة وقبلها وبعدها، مثل ما ترفع تلك الأصوات في الأسواق.
المسألة على حالتين
الحالة الأولى :لا يجوز وقوف الأطفال في الصف الأول خلف الإمام مباشرة
ويجب زحزحتهم إلى أطراف الصف الأول ذات اليمين وذات الشمال
الدليل :قال ﷺ(لِيَلِنِي مِنْكُمْ أُولُو الْأَحْلَامِ وَالنُّهَى، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ). رواه مسلم (432) ( ليلني) أي ليدن مني وليقرب مني
وجه الاستدلال :الحديث دليل على منع الأطفال من الوقوف خلف الإمام مباشرة لأن خلف الإمام لأولي الأحلام والنهى
المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (2/ 62)
وإنما خص - صلى الله عليه وسلم - هذا النوع بالتقدُّيم لأنه الذي يتأتى منهم التبليغ وأن يستخلف منهم إن احتاج إليهم، وفي التنبيه على سهو إن طرأ، ولأنهم أحق بالتقدم ممن سواهم لفضيلة العلم والعقل.
إكمال المعلم بفوائد مسلم (2/ 346 ـ 347)
" لِيَلَنِى منكم أولوا الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم "، الأحلام والنهى بمعنى وهى العقول، واحدها نهية؛ لأنه ينهى صاحبه عن الرذائل، وكذلك العقول تعقله... لاستخلافه إن احتاج إليهم، وللتبليغ لما سمعوه منه، والضبط لما يحدث عنه، والتنبيه على سهو إن اتفق منه، ووجدهم عن قرب لما يحتاجهم له، ولأنهم أحق بالتقدم على من سواهم وليقتدى بهم من بعدهم، ويتوصل بهم إليه فى مهمات الأمور
(ثم الذين يلونهم) أي كالصبيان المميزين والذين هم أنزل مرتبة من المتقدمين حلماً وعقلاً
والمعنى: لِيَدْنُ منّي البالغون العقلاء؛ لشرفهم، ومزيد فِطْنتهم، وتيقّظهم، وضبطهم لصلاته، وإن حدث به عارض استخلفهم في الإمامة.
منة المنعم في شرح صحيح مسلم (1/ 289)
: (هيشات الأسواق) هي ما يقع فيها من الهيج والاضطراب ورفع الأصوات، واللغط والجلب والمنازعة والخصومات وغير ذلك. أي لا ترفعوا أصواتكم في المساجد، وأثناء إقامة الصلاة وقبلها وبعدها، مثل ما ترفع تلك الأصوات في الأسواق.
الحالة الثانية يجوز وقوف الأطفال في أطراف الصف الأول، ذات اليمين وذات الشمال
وجه الاستدلال :لا يدل الحديث السابق على منع الصبيان من الوقوف في الصف الأول فلهم أن يصفوا في أطراف الصف الأول، ذات اليمين وذات الشمال، وفيما يليه من الصفوف.
ملحوظة :لا يجوز طرد الأطفال الذين تأدبوا بآداب المسجد من الوقوف في أطراف الصف الأول، ذات اليمين وذات الشمال..
الدليل :عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله ﷺقال:( لا يقم أحدكم أخاه من مجلسه ثم يجلس فيه) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح، فإن وجه الاستدلال :لحديث بعمومه يدخل فيه الصبي
العلة : لأن الطفل إذا سبق إلى أطراف الصف الأول فهو أحق به من غيره.
والله سبحانه وتعالى اعلم
ــــــــــــــــــــــ
المراجع1/البيان والتحصيل (1/ 283)
2/المعيار المعرب والجامع المغرب (2/ 78)
3/المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (2/ 62)
4/إكمال المعلم بفوائد مسلم (2/ 346 ـ 347)
5/منة المنعم في شرح صحيح مسلم (1/ 289)