recent
أخبار عاجلة

خطبة الجمعةفظللتُ أستغفر الله منها ثلاثين سنة إعداد الشيخ/ أحمد عزت حسن

  فَظَلِلْتُ أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْهَا ثَلَاثِينَ سَنَةً             

 


 معنى الاستغفار

  الاستغفار فى القرآن الكريم

  أوقات وأحوال الاستغفار

  الاستغفار سنة الأنبياء والمرسلين

  أنواع وصيغ الاستغفار

 فوائد الاستغفار

 الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا رسول الله ﷺ، "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولًا سديدًا . يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزًا عظيمًا"، أما بعد

   ماذا تفعل إذا شعرتَ أخي المسلم الحبيب بضيقٍ في صدرك، وتزاحَمَت على قلبك الهمومُ والأحزان، وضاقت عليك الدنيا، وسُدَّت في وجهك الأبواب؟

اعلَمْ أنك بحاجةٍ لأَنْ تُكثِرَ مِن قول: (أستغفِرُ الله).

كثير من الناس فى هذه الأيام التى نعيشها يبحث عن أمنٍ وأمانٍ له من هذه الفتن والمحن والابتلاءات التى نعيشها، ومن أعظم وسائل الأمن الاستغفار، فبالاستغفار تُغفر الخطايا والذنوب، وبالاستغفار تكون البركة فى الأرزاق.

* إن الاستغفار زادُ الأبرار، وشعار الأتقياء، ومَفزَع الصالحين، به تسعَدُ القلوب، وتنشَرِح الصدور، وتنجلي الهموم، وتُثقَل الموازين، وتُرفَع الدرجات، وتُحَط الخطيئات، وتُفرَّج الكُرُبات، وكم جلب الاستغفارُ لأهله من الخيرات، وكم صرف عنهم من البلايا والمُلِمَّات!

فتعالوا بنا فى هذه الدقائق المتواضعة  نقول وبالله التوفيق:

 معنى الاستغفار:

 الاستغفار معناه: طلب المغفرة من الله بمحو الذنوب، وستر العيوب، ولا بد أن يصحبه إقلاع عن الذنوب والمعاصي.

أولاً: الاستغفار فى القرآن الكريم:

إن المتأمل والمتدبر لآيات القرآن الكريم يجد أن المولى سبحانه وتعالى قد بين لنا فضل ومكانة الاستغفار فى مواضع كثيرة من كتابه العزيز ومنها:

١- الاستغفار يُنقِّي القلبَ ويُطهِّره:

 إن الاستغفارَ يُنقِّي القلب مِن ظُلُمات المعاصي والذنوب؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله -ﷺ- قال: (إن العبد إذا أخطأ خطيئةً نُكِتَت في قلبه نكتةٌ سوداء، فإذا هو نزع واستغفر وتاب صقل قلبه، وإن عاد زِيدَ فيها حتى تعلوَ قلبَه، وهو الران الذي ذكر الله: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}  [المطففين: ١٤]. قال العلماء: إن الذنوب تُسوِّد القلب، ولا يزال العبد كلما أذنب ذنبًا زادت الظُّلمة وعظم السواد في قلبه، فأما إذا بادر بعد الذنب بالتوبة والاستغفار، نقي قلبه وهذب ونظف.

٢- وعد الله مَن استغفره أن يغفر له سبحانه وتعالى: قال الله تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: ٨٢].

٣- مَن لزم الاستغفار سرَّته صحيفتُه يوم القيامة: هنيئًا لِمَن داوم على الاستغفار، فجاء يوم القيامة قد ذهبت سيئاتُه هباءً، وتضاعَفَتْ حسناتُه وعظُمَت، فعن عبدِالله بن بُسْر رضي الله عنه قال: قال النبيُّ -ﷺ-: «طُوبَى لِمَن وَجَد في صحيفته استغفارًا كثيرًا» أخرجه ابن ماجه بسند حسن.

وعن الزُّبَير بن العوَّام رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله -ﷺ-: «مَن أحبَّ أن تَسُرَّه صحيفتُه، فليُكثِر فيها مِن الاستغفار» [سنده حسن: أخرجه الطبراني في الأوسط: ٨٣٩].

٤- الاستغفار سبب للنجاة مِن عذاب النار:

فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، عن رسولِ الله -ﷺ- أنه قال: «يا معشرَ النساءِ، تصدَّقْنَ وأكثِرْنَ الاستغفار، فإني رأيتُكن أكثرَ أهل النار» [أخرجه مسلم (٧٩)].

وتأمَّل في هذا الخبر: «عن عائشة رضي الله عنها قلت: يا رسول الله، إن ابنُ جُدْعَانَ كان في الجاهلية يَصِلُ الرَّحم، ويُطعِم المسكين، فهل ذاك نافِعُه؟ قال: "لا ينفَعُه، إنه لم يَقُلْ يومًا: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين» [أخرجه مسلم (٢١٤)].

٥- الاستغفار سببٌ لرحمة الله تعالى في الدنيا والآخرة: قال صالح عليه السلام لقومِه: {يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [النمل: ٤٦]. فكثرة الاستغفار والتوبةُ مِن أسباب تنزُّل الرحمات الإلهية، والفلاح في الدنيا والآخرة.

٦- الاستغفار سبب لدخول الجنة: أن الاستغفار من صفات المتقين كما أخبر سبحانه وتعالى فى قول الله  سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [آل عمران: ١٣٥، ١٣٦]

 قال الإمام القرطبي رحمه الله:

قال علماؤنا : الاستغفار المطلوب هو الذي يحل عقد الإصرار ويثبت معناه في الجنان، لا التلفظ باللسان. فأما من قال بلسانه: أستغفر الله ، وقلبه مصر على معصيته فاستغفاره ذلك يحتاج إلى استغفار، وصغيرته لاحقة بالكبائر. وروي عن الحسن البصري أنه قال: استغفارنا يحتاج إلى استغفار. ثم قال رحمه الله: "هذا يقوله في زمانه! فكيف في زماننا هذا الذي يرى فيه الإنسان مكبًا على الظلم! حريصًا عليه لا يقلع، والسُّبْحة في يده زاعمًا أنه يستغفر الله من ذنبه وذلك استهزاء منه واستخفاف. وفي التنزيل {وَلا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا}.

٧- الاستغفار سبب لرفعة الدرجات:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله -ﷺ-:  «إن الله عز وجل ليَرفَعُ الدرجةَ للعبد الصالح في الجنة، فيقول: يا رب، أنَّى لي هذه، فيقول: باستغفارِ ولدِك لك» [سنده حسن: أخرجه أحمد (٢/ ٥٠٩)].

فانظر كيف يرفع الاستغفارُ العبدَ المؤمن بعد موته؟ فإن كان أحدُ والديك قد تُوفِّي، فاستغفِرْ له كثيرًا، فإن هذا مِن أعظم ما ينفعه في قبره. ولهذا كان النبيُّ ﷺ يأمُرُ أصحابه أن يستغفِرُوا للميت؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «نعى لنا رسولُ الله -ﷺ- النجاشيَّ صاحبَ الحبشة يوم الذي مات فيه، فقال: (استغفروا لأخيكم»  [أخرجه البخاري (١٣٢٧)، ومسلم (٩٥١)].

٨- الاستغفار سببٌ لسَعَة الرزق، ونزول المطر، وكثرة المال: قال الله تعالى: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ} [هود: ٣].

قال العلماء: {يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا} أي: يُمتِّعْكم بالمنافع من سَعَة الرزق ورَغَد العيش، والعافية في الدنيا، ولا يستأصِلْكم بالعذاب كما فعَل بمَن أهلَك قبلكم إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ، وهو وقت وفاتكم.

٩- الاستغفار سببٌ لتفريج الهموم والكُرُبات: عن ابن عباسٍ، قال: قال رسولُ الله -ﷺ-: «مَن لزِم الاستغفارَ جعَل اللهُ له مِن كلِّ ضيقٍ مخرجًا، ومِن كل همٍّ فرجًا، ورزقه مِن حيث لا يحتسب» [أخرجه أحمد (١/ ٢٤٨)، وأبو داود (١٥١٨)، وابن ماجه (٣٨١٩)، بسند ضعيف، وصححه بعض العلماء، والأظهر ضعفه، والله أعلم].

فكم مِن رجلٍ لزِم الاستغفارَ ففرَّج اللهُ همَّه، وأزال كربَه، وأبدل أحزانَه أفراحًا، وضِيقَه سَعَةً، وعسرَه يُسرًا، وفقرَه غِنًى، وأقبلَتْ عليه المَسرَّات.

 أوقات_وأحوال_الاستغفار

والاستغفار مشروع في كل وقت، وهناك أوقات وأحوال مخصوصة يكون للاستغفار فيها مزيد فضل،

  كان ﷺ إذا دخل المسجد صلى على النبي ﷺ، وقال: رب اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج ﷺ، وقال: رب اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب فضلك، حتى في المسجد دخولًا وخروجًا،

  وبعد الوضوء مع أنه عباده علمنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبد الله ورسوله تفتح أبواب الجنة الثمانية بهذا الدعاء العظيم: "سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك"، فيقال ختام المجلس، ويقال بعد هذه العبادة أيضًا، ويقال عند

  الخروج من الغائط: "غفرانك"، وكذلك الاستغفار في

  الركوع والسجود كان يقول: "سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي"، وبين السجدتين: "رب أغفر لي رب أغفر لي"، وأيضًا فإنه كان يقول هذا

  في التشهد الأخير علمه للصديق: "اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم،

  وعقب الصلاة: أستغفر الله أستغفر الله، أستغفر الله، ثلاثًا،

  وكذلك يودع الميت بالاستغفار، وفي دعاء الجنازة استغفار للميت، وأعظم ما يصل للميت الدعاء بالمغفرة والرحمة، والاستغفار للمؤمنين والمؤمنات فضله عظيم، وأجره كبير، وربما يكون له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة،

 الاستغفار_سنة_الأنبياء_والمرسلين

ومن فضائل الاستغفار أنه من سنة الأنبياء والمرسلين، وطريق ووسيلة الأولياء والصالحين، يلجؤون إليه في كل وقت وحين، في السراء والضراء، به يتضرعون وبه يتقربون.

  فهذا نبي الله آدم عليه السلام لما أكل من الشجرة التي نهاه الله عنها تاب إليه وتضرع قائلًا هو وزوجه: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} الأعراف

  ونبي الله نوح عليه السلام استغفر ربه متضرعًا:

{رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَارًا} نوح ٢٨.

 نبي الله موسى عليه السلام لما قتل رجلاً من الأقباط: {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} القصص.

  ونبي الله شعيب عليه السلام قال لقومه: {وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ} هود.

  ونبي الله صالح عليه السلام قال لقومه بعد أن أمرهم بعبادة الله: {يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ} هود

 وهذا_نبينا_ﷺ الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يستغفر الله في اليوم الواحد أكثر من مائة مرة

فوردت الكثير من الأحاديث فى السنة النبوية المطهرة تبين لنا فيها المصطفى -ﷺ- فضل الاستغفار وأنه صلوات الله عليه وسلامه كان دائم التوبة والاستغفار مع أنه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فعن الأغر المزني رضي الله عنه أن رسول الله -ﷺ-قال:« إنه ليغان على قلبى وإنى لأستغفر الله فى اليوم مائة مرة» [أخرجه مسلم].

أيها الإخوة المؤمنين: إن الدنيا عرَضٌ حاضر، يأكل منه البر والفاجر، وإن الآخرة لوعد صادقٌ يحكم فيها ملك عادل، فطوبى لعبدٍ عمِل لآخرته وحبله ممدود على غاربه، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فتوبوا إلى الله واستغفروه وادعوه وأنتم موقونون بالإجابة.

الخطبة الثانية

إن الحمد لله نحمده ونستعينه، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله ﷺ. قاد سفينة العالم الحائرة في خضم المحيط، ومعترك الأمواج حتى وصل بها إلى شاطئ السلامة، ومرفأ الأمان.

فقد قال تعالى ولم يزل قائلا عليما وآمرا حكيمًا تشريفًا لقدر المصطفى ﷺ وتعظيمًا "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"، فاللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين ... وبعد:

أيها الإخوة المؤمنين،

 أنواع_وصيغ_الاستغفار:

إن المتأمل فى السنة النبوية المطهرة يجد أن للاستغفار صيغًا كثيرة منها:

أن يبدأ العبد بالثناء على ربه، ثم يثني بالاعتراف بذنبه، ثم يسأل الله المغفرة، فعن شداد بن أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله -ﷺ-: "سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي، وأنا عبدك، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، أصبحت على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت ، وأبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنوبي، فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت" [أخرجه أبو داود:‏١٣٠٩، الترمذي:‏٣٥٨٦].

وفي رواية البخاري "من قالها من النهار موقنًا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن به فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة"

وثبت في الصحيحين عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه ؛ أنه قال لرسول -ﷺ-: "علمني دعاء أدعو به في صلاتي، قال: قل: "اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم" [البخاري ٨١١ ].

ومنها قوله -ﷺ-: "أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه".

 وعن زيد مولى النبى -ﷺ- أنه سمع رسول الله -ﷺ- يقول: «من قال أستغفر الله الذى لا إله إلا هو الحى القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان فر من الزحف» (أخرجه أبو داود فى سننه:‏١٣٠٩).

وفي هذا الحديث دلالة على أن الاستغفار يمحو الذنوب سواء كانت كبائر أو صغائر، فإن الفرار من الزحف من الكبائر. لكن مما ينبغي أن يعلم هنا أن المراد بالاستغفار ما اقترن به ترك الإصرار، فهو حينئذ يعد توبة نصوحا تجب ما قبلها، أما إن قال المرء بلسانه: أستغفر الله، وهو غير مقلع عن ذنب، فهو داع لله بالمغفرة، كما يقول: اللهم اغفر لي، وهذا طلب من الله المغفرة ودعاء بها، فيكون حكمه حكم سائر الدعاء لله، ويرجى له الإجابة.

 فوائد_الاستغفار :

إن للاستغفار فوائد كثيرة منها:

١. الاستغفار يجلب الغيث المدرار للمستغفرين ويجعل لهم جنّات ويجعل لهم أنهارا.

٢. الاستغفار يكون سببا في إنعام اللّه- عزّ وجلّ- على المستغفرين بالرّزق من الأموال والبنين.

٣. تسهيل الطّاعات، وكثرة الدّعاء، وتيسير الرّزق.

٤. زوال الوحشة الّتي بين الإنسان وبين الله.

* إن الاستغفار دواءٌ ناجع، وعلاجٌ نافع، يقشَعُ سُحُب الهموم، ويُزِيل غيم الغموم، فهو البَلْسَم الشافي، والدواء الكافي.

* إن للاستغفار ثمارًا يانعة، وفوائدَ جَمَّة، وغنيمة باهظة، إن فيه خيرَي الدنيا والآخرة، إن فيه السعادةَ في الدنيا والفلاح في الآخرة، ومَن لزِم الاستغفار فلا بد أن يربح،

كانت هذه بعض فضائل الاستغفار فى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وبعض آثار السلف الصالح رضوان الله عليهم فى الاستغفار وصيغ الاستغفار وفوائده اسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعمل بها إنه ولى ذلك والقادر عليه اللهم آمين.

والله يقول الحق وهي يهدي السبيل، وهو من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل.

 

google-playkhamsatmostaqltradent