التطرفُ ليسَ في التدينِ فقطْ
معنى التطرف. من أنواع التطرف . من أضرار التطرف والتعصب الرياضى. علاج مشكلة التعصّب الرياضي.
الحمد لله على نعمة الإسلام ونشهد أن لاإله إلا الله الملك العلام ونشهد أن محمد ﷺ سيد الأنام وبعد فحديثى معكم بحول الله الواحد الديان تحت عنوان: التطرفُ ليسَ في التدينِ فقطْ
أولاً : معنى التطرف :
(1) التطرُّف: المغالاة السياسية أو الدينية أو المذهبية أو الفكرية، وهو أسلوب خطِر مدمِّر للفرد أو الجماعة " «تطرَّف في إصدار أحكامه: جاوز حدّ الاعتدال ولم يتوسّط»«معجم اللغة العربية المعاصرة» (٢/ 1396)
(2)التطرف الرياضي: هو انحياز مفرط وغير عقلاني لفريق أو لاعب معيّن، يصل فيه الشخص إلى درجة رفض تقبّل الحقائق، أو عدم احترام آراء الآخرين، أو التقليل من شأن الفرق المنافسة، وقد يتطور أحيانًا إلى سلوك عدواني أو نزاعات كلامية بسبب الرياضة.
ثانياً :من أنواع التطرف منها مثلاً :
(1) التطرف الديني (الغلو في الدين):
وهو مجاوزة الحد في العبادة أو الفهم أو التطبيق، بما لم يأمر به الله.قال تعالى : يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ (171)النساء.نهي صريح عن الغلو، وهو أساس التطرف. وقال تعالى : وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا (143) البقرة .الأصل في الإسلام الاعتدال، ونقيضه هو التطرف.
=«عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: غَدَاةَ الْعَقَبَةِ وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ «الْقُطْ لِي حَصًى» فَلَقَطْتُ لَهُ سَبْعَ حَصَيَاتٍ، هُنَّ حَصَى الْخَذْفِ، فَجَعَلَ يَنْفُضُهُنَّ فِي كَفِّهِ وَيَقُولُ «أَمْثَالَ هَؤُلَاءِ، فَارْمُوا» ثُمَّ قَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ، فَإِنَّهُ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ»«سنن ابن ماجه» (٣٠٢٩)، صحيح الجامع (٢٦٨٠)
-«قال ابن تيمية: قوله إياكم والغلو في الدين عام في جميع أنواع الغلو في الاعتقادات والأعمال والغلو مجاوزة الحد بأن يزاد في مدح الشيء أو ذمه »«فيض القدير» (٣/ 126)
(2) التطرف الفكري:
وهو تبنّي أفكار متشددة أو منحرفة بعيدة عن منهج الإسلام القائم على الوسطية.قال تعالى: فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18)الزمر.الإسلام يدعو للتفكير المنضبط، لا التعصب الأعمى.
«عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ» قَالَهَا ثَلَاثًا»«صحيح مسلم» (٢٦٧٠) .(هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ) أَيِ الْمُتَعَمِّقُونَ الْغَالُونَ الْمُجَاوِزُونَ الْحُدُودَ فِي أَقْوَالِهِمْ وَأَفْعَالِهِمْ»«شرح النووي على مسلم» (١٦/ 220)
(3)التطرف السلوكي:
وهو اتخاذ سلوكيات عنيفة أو متشددة، سواء على النفس أو على الآخرين.
قال تعالى:وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190)البقرة .نهي صريح عن كل سلوك فيه اعتداء وتطرّف.
(4)التطرف السياسي :
وهو ربط الدين بمواقف سياسية متشددة أو تكفير المجتمع أو الحكومات بغير حق.قال تعالى: أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99)يونس .يمنع الإكراه أو فرض المواقف بالقوة.
«عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَخْرُجُ نَاسٌ مِنْ قِبَلِ المَشْرِقِ، وَيَقْرَءُونَ القُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ لَا يَعُودُونَ فِيهِ حَتَّى يَعُودَ السَّهْمُ إِلَى فُوقِهِ»«صحيح البخاري»(٧٥٦٢)،صحيح مسلم (١٠٦٨).
إشارة إلى التطرف والسياسي الذي يحمله أصحاب الفكر المنحرف.
(5) التطرف الاجتماعي:
وهو التشدد في التعامل مع الناس، أو التفرقة، أو النظر للآخرين بدونية باسم الدين.قال تعالى : ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (34)فصلت.عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ ، قَالَ: «إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ»صحيح مسلم (2594).
دعوة للرفق واللين، ونفي لأي تشدد اجتماعي.التطرف ضد الرفق، والرفق أساس التعامل الإسلامي.
(6) التطرف الشخصي (التشدد على النفس):
مثل تكليف النفس بما لا تطيق من العبادة أو الحرمان دون سند شرعي.قال تعالى: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ (185)البقرة.الشريعة قائمة على اليسر ونقيضه التشدد. « عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: قال رسول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ مِنَ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ مَا دُووِمَ عَلَيْهِ، وَإِنْ قَلَّ».«صحيح مسلم»(٧٨٢) .
ثالثاً : من أضرار التطرف والتعصب الرياضى منها مثلاً :
(1)إثارة العداوة والبغضاء بين الناس:
-التعصّب يجعل الشخص يحتقر الآخرين ويعتدي عليهم لفظيًا أو فعليًا، مما يفسد العلاقات الاجتماعية.قال تعالى: إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ (91)المائدة.وهذا يشمل كل ما يثير الخصومات من لهو أو لعب أو كلام.
(2) التشاحن والجدال والمشاجرات:
-كثير من الجماهير يدخلون في نزاعات بسبب كرة القدم، وقد يصل الأمر للضرب والإيذاء. « عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا».صحيح البخارى (٦٠٦٤ )«صحيح مسلم» (٢٥٦٣).
«(ولا تباغضوا) أي لا تتعاطوا أسباب البغض لأنه لا يكتسب ابتداء (ولا تدابروا) أي تتقاطعوا من الدبر فإن كلا منهما يولي صاحبه دبره. و التدابر أن يولي كل منهم صاحبه دبره (ظهره) محسوسا بالأبدان أو معقولا بالعقائد والآراء والأقوال (وكونوا عباد الله إخوانا) أي اكتسبوا ما تصيرون به إخوانا مما ذكر وغيره فإذا تركتم ذلك كنتم إخوانا وإذا لم تتركوا صرتم أعداء »«فيض القدير» (٣/ 123).التعصّب الرياضي يناقض هذا التوجيه تمامًا.
(3) إضاعة الوقت وضياع الحقوق:
-قد يقضي الشخص ساعات طويلة في متابعة مباريات وفيديوهات وانتقادات وجدالات بلا فائدة، مما يضيع وقته وحقوق أهله وأعماله. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ النَّبِيُ ﷺ: "نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالفَرَاغُ "صحيح البخارى (٦٤١٢) .«غبَنَ والمفعول مغبون والمغبون: خسر ورجع فارغ اليدين، عاد خائبًا» «معجم اللغة العربية المعاصرة» (٢/ 1593)والتعصب يجعل الوقت فارغًا بلا فائدة.
(4) تأثير سلبي على الصحة النفسية:
من أضراره: القلق، التوتر، العصبية، سوء المزاج، والاكتئاب بعد خسارة الفريق. الغضب المذموم (الْغَضَبِ الدُّنْيَوِيِّ): هو الغضب الذي يكون لنفس الإنسان، بدافع الحسد، أو الحقد، أو التكبر، أو الغرور، أو لأمور دنيوية، ويؤدي إلى ظلم الآخرين أو التعدي عليهم أو التفوه بالكلام السيئ.أو مخالفة الشرع. و الغضب المذموم الذى يجمع الشر كله :«عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوْصِنِي؟قَالَ:"لَا تَغْضَبْ"،قَالَ: قَالَ الرَّجُلُ: فَفَكَّرْتُ»حِينَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَالَ، فَإِذَا الْغَضَبُ يَجْمَعُ الشَّرَّ كُلَّهُ.«مسند أحمد» (٢٣١٧١) وصححه الأرنؤط. صحيح الترغيب والترهيب(٢٧٤٦) -فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْغَضَبَ جِمَاعُ الشَّرِّ، وَأَنَّ التَّحَرُّزَ مِنْهُ جِمَاعُ الْخَيْرِ».«جامع العلوم والحكم » (١/ 362)التعصب الرياضي يُخرِج الإنسان عن السيطرة على غضبه.
(5)تقليد السلوكيات الخاطئة والتعصب الأعمى التعصب يحول الرياضة من مجال للمتعة والتنافس الشريف إلى ساحة للسب والشغب وتخريب المنشآت.يتحول المشجع لنسخة منفعلة عدوانية، يقلد الشتائم والسخرية والتهور.قال تعالى :يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11)الحجرات.بينما المتعصب يرد بحدة وسب.«عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«سِبَابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ»«صحيح البخاري» (٦٠٤٤) ، وصحيح مسلم (٦٤) الفسق في الشرع: الخروج عن طاعة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهو في عرف الشرع أشد من العصيان. قال تعالى: وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7).الحجرات.
(6)إهدار المال بغير منفعة:شراء تذاكر أو أدوات باهظة أو السفر لمتابعة مباريات لمجرد العصبية، وليس حبًا صحيًا للرياضة.قال تعالى: وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ (27)الإسراء.والتعصب قد يجر إلى التبذير.
الحطبة الثانية :
رابعاً : علاج مشكلة التعصّب الرياضي منها مثلاً :
(1) تذكير النفس بأن الرياضة للمتعة لا للعداوة الرياضة
وُجدت للتسلية المشروعة وتنمية البدن، وليست سببًا للتخاصم.قال تعالى: وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا (20)الفرقان .
أي يُبتلى الإنسان بعلاقاته ومخالطاته، فينبغي أن يضبط نفسه ولا ينقاد وراء العصبية.
(2) ضبط اللسان والابتعاد عن السب والشتم:
اللسان هو أكثر ما يُظهر التعصّب، ومعالجته تعالج أغلب المشكلة. « عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ، لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ»»«صحيح البخاري» (٦٤٧٨)، «عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:«مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ »«صحيح البخاري»(٦٤٧٥)،
صحيح مسلم (٤٧).
(3) تذكّر فضل كظم الغيظ والتحكم في النفس:
عند خسارة الفريق أو حصول استفزاز، يحتاج الإنسان لضبط غضبه. السكوت وعدم الكلام :أحكم لسانك وتمكن منه -استحضار الأجر العظيم لكظم الغيظ فمن استحضر الثواب الكبير الذي أعده الله تعالى لمن كتم غيظه وغضبه كان سببا في ترك الغضب والانتقام للذات-قال تعالى :وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)آل عمران .-كَظْمُ الْغَيْظِ رَدُّهُ فِي الْجَوْفِ، يُقَالُ: كَظَمَ غَيْظَهُ أَيْ سَكَتَ عَلَيْهِ وَلَمْ يُظْهِرْهُ مَعَ قُدْرَتِهِ عَلَى إِيقَاعِهِ بعدوه،تفسير القرطبى (4/206).«عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " عَلِّمُوا، وَيَسِّرُوا،وَلا تُعَسِّرُوا، وَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْكُتْ »«مسند أحمد» (٢١٣٦)،صحيح الجامع (٦٩٣)«وَهَذَا أَيْضًا دَوَاءٌ عَظِيمٌ لِلْغَضَبِ، لِأَنَّ الْغَضْبَانَ يَصْدُرُ مِنْهُ فِي حَالِ غَضَبِهِ مِنَ الْقَوْلِ مَا يَنْدَمُ عَلَيْهِ فِي حَالِ زَوَالِ غَضَبِهِ كَثِيرًا مِنَ السِّبَابِ وَغَيْرِهِ مِمَّا يَعْظُمُ ضَرَرُهُ، فَإِذَا سَكَتَ زَالَ هَذَا الشَّرُّ كُلُّهُ عَنْهُ»«جامع العلوم والحكم » (١/ 366)
و إن كان الإنسانُ قائمًا فليجلس، وإن كان جالسًا فليضطجع.« عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَنَا: «إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ قَائِمٌ فَلْيَجْلِسْ، فَإِنْ ذَهَبَ عَنْهُ الْغَضَبُ وَإِلَّا فَلْيَضْطَجِعْ»«سنن أبي داود (٤٧٨٢)
(4)تجنّب حضور أو متابعة المحتوى الذي يُثير التعصب:مثل برامج السخرية أو التحليل الاستفزازي أو صفحات التعصّب. قال تعالى :وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168)البقرة.وما يثير التعصب هو من خطوات الشيطان.
(5) الإكثار من ذكر الله والاستغفار:فهو يهدّئ النفس ويخفّف الغضب ويجعل الشخص متزنًا. قال تعالى :الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)الرعد
(6) التربية على الروح الرياضية والعدل:
تعليم الأبناء والطلاب معنى اللعب النظيف والاحترام المتبادل. قال تعالى :يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ (135)النساء. يأمر تعالى عباده المؤمنين أن يكونوا {قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ} والقوَّام صيغة مبالغة، أي: كونوا في كل أحوالكم قائمين بالقسط الذي هو العدل في حقوق الله وحقوق عباده، فالقسط في حقوق الله أن لا يستعان بنعمه على معصيته، بل تصرف في طاعته.تفسير السعدى (صـ 208)
(8)نشر الوعي المجتمعى :
-بأن التعصب سلوك جاهلي وإظهار خطورته على المجتمع. «جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كُنَّا فِي غَزَاةٍ - قَالَ سُفْيَانُ: مَرَّةً فِي جَيْشٍ - فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ، رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: يَا لَلْأَنْصَارِ، وَقَالَ المُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَا بَالُ دَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: «دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ» «صحيح البخاري» (٤٩٠٥) ،صحيح (٢٥٨٤).(9)وضع ضوابط للتشجيع مثل:عدم السب وعدم رفع شعارات مسيئة احترام المنافسين