التَّطَرُّفُ لَيْسَ فِي التَّديِّنِ فَقَطْ
الإسلام ينهي عن التطرف بجميع صوره وأشكاله.
أبرز أنواع التطرف ومجالاته
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين أما بعد فياجماعة الإسلام
حديثنا إليكم اليوم عن التطرف بكل صوره وألوانه وأنواعه فالتطرف ليس في الدين فقط وإنما يشمل أنواعاً كثيرة كما سنعرفها اليوم ..
الإسلام ينهي عن التطرف بجميع صوره وأشكاله.
عباد الله :"
لقد نهَى الشارعُ الحكيمُ عن التطرف والتشددِ والغلوِّ بجميع صور التشدد والتطرف والغلو، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ :" إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَىْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ ". ( البخاري ومسلم).
وعن ابنِ عباسٍ، قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ: "يا أيُّها الناسُ، إيَّاكُم والغلوَّ في الدِّين؛ فإنّهُ أهلَكَ مَن كان قبلَكُم الغلوُّ في الدينِ.(ابنُ ماجةَ حديث صحيح).
فينبغِي على كلِّ مسلمٍ أنْ يعبدَ اللهَ على علمٍ وبصيرةٍ، وأنْ يحذرَ مكائدَ الشيطانِ الذي يُحيدُ عن الطريقِ المستقيمِ، ويُزيغُ عن الهديِ القاصدِ، الذي قالَ فيهِ النبيُّ ﷺ: "الْقَصْدَ الْقَصْدَ تَبْلُغُوا".(البخاري).
خصائص التطرف عموماً
عباد الله :"ومن خصائص التطرف التعصب ورفض الآخر. والجمود الفكري وصعوبة تقبل الآراء المختلفة.و الانعزال عن المجتمع. واحتمال استخدام العنف أو التحريض عليه.
يمكن أن يظهر التطرف في مجالات أخرى مثل الاستقطاب الرياضي، ويشمل انحرافاً عن المألوف فكرياً وعملياً في مختلف مناحي الحياة،
والتطرفُ والتعصب ليس مقصورًا على أبوابِ العبادةِ والتدينِ فقط، بل قد يكون في العاداتِ والأعرافِ والفكرِ والرياضةِ والإعلامِ، وكلها صورٌ لميلِ الإنسانِ عن الحقِّ والوسطِ الذي شرعه اللهُ تعالى لعباده.
فمن تعصب لرأيه ورفض الحوارَ، فقد تطرف في الفكرِ. ومن جعل هواه قاضيًا في كل نزاعٍ فقد تطرف في السلوكِ. ومن تحزب لقبيلته أو لجهته وتعالى على الناسِ فقد تطرف في النسبِ والانتماءِ. ومن عادى الناسَ لخلافِ رأيٍ أو لونٍ أو موقفٍ فقد تطرف في الإنسانيةِ نفسها.
لذلك نهانا الإسلام عن التطرف والتعصب بكل صوره وأشكاله وألوانه، وحثنا على الوسطية والاعتدال، لأن الدينَ الإسلاميَّ دينُ الوسطيةِ والاعتدالِ، كمَا أنَّ هذه الأمةَ المحمديةَ أمةُ الوسطيةِ والاعتدالِ، قالَ تعالَى:"وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا"(البقرة / 143).
والوسطيةُ هنَا تعنِي الأفضليةَ والخيريةَ والرفعةَ، فالأمةُ وسطٌ في كلِّ شيءٍ، وسطيةٌ شاملةٌ .. فهي وسطٌ في الاعتقادِ والتصورِ، وسطٌ في العلاقاتِ والارتباطاتِ، وسطٌ في أنظمتِهَا ونظمِهَا وتشريعاتِهَا، وحريٌّ بالمسلمينَ أنْ يعودُوا إلى وسطيتِهِم التي شرفَهُم اللهُ بهَا مِن أولِ يومٍ، وهذه الوسطيةُ أهَّلَتْ هذه الأمةَ ومنحتهَا الشهادةَ على جميعِ الأممِ.
أنواع التطرف
عباد الله :" وأنواع التطرف متعددة وتشمل التطرف الديني، السياسي، الفكري (الثقافي)، الاجتماعي، الإعلامي، والسلوكي، والرياضي بالإضافة إلى التطرف الرقمي، وتتميز هذه الأنواع بانحراف الأفكار والسلوكيات عن المعتدل نحو التشدد، رفض الآخر، وتبرير العنف أو استخدامه، خاصة في مجالات الدين والسياسة والثقافة، ما يؤدي لتبني مواقف متطرفة
وفصل الفرد عن المجتمع.
أبرز أنواع التطرف ومجالاته:
التطرف الديني: الانحراف في تفسير النصوص الدينية وتطبيقها بشكل متشدد، ورفض الآراء الأخرى.
التطرف الفكري/الثقافي: التعصب الأيديولوجي، رفض الحوار، تبني أفكار متطرفة، والانعزال عن المجتمع.
التطرف السياسي: التعصب لمواقف سياسية معينة، رفض التعددية، واللجوء للعنف لتطبيق الأجندات.
التطرف السلوكي (العنيف): استخدام العنف أو التهديد به للوصول للأهداف، أو تبريره وتمجيده.
التطرف الاجتماعي: التمرد على الأعراف، التفكك الأسري، والانجراف نحو السلوكيات الضارة مثل المخدرات والعصابات.
التطرف الإعلامي: توظيف الإعلام والوسائل الرقمية لنشر الأفكار المتطرفة وتشويه الحقائق.
التطرف الرقمي: استخدام الإنترنت ومنصات التواصل لنشر الكراهية والتطرف، ويعد من الأشكال الحديثة.
دور التطرف الفكري والإرهابي في تدمير المجتمعالآثار التعليمية والصحية: ينعكس الإرهاب والتطرف سلبًا على قطاعي التعليم والصحة، حيث يؤدي إلى تفاقم ظاهرة التسرب المدرسي، وتدمير المدارس والجامعات، والاعتداء على الأطباء والطواقم الطبية.
التأثير على الأفراد: قد يعاني الأفراد من مشكلات في الهوية أو الشعور بالانتماء، مما يدفعهم للبحث عن مجموعات جديدة تشعرهم بالفهم، وهنا يستغل المتطرفون هذه المشاعر لدفعهم نحو التطرف والعنف.
كيفية المواجهة
الوقاية والحماية: تعزيز الأمن الفكري والوعي المجتمعي في مواجهة الأفكار المتطرفة، ومراقبة وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
الإعلام والتوعية: استخدام وسائل الإعلام والحملات التوعوية لنشر ثقافة التسامح والتعايش، ومواجهة الخطاب المتطرف.
التشريعات والقوانين: سن القوانين التي تجرم خطاب الكراهية والتطرف، ومكافحة تمويل الجماعات الإرهابية.
التعاون الدولي: تعزيز التعاون الأمني وتبادل المعلومات بين الدول لمكافحة الإرهاب والتطرف عبر الحدود.
مواجهة شاملة: تتطلب استراتيجية متكاملة تجمع بين الوقاية والحماية، مع التركيز على تعزيز القيم الوطنية والمواطنة.
تظافر الجهود الدولية: التعاون بين الدول لمكافحة الإرهاب وفقاً للقانون الدولي.
معالجة الأسباب الجذرية: مكافحة الفقر، الظلم، وانتهاك الحقوق، التي تغذي التطرف.
إن السياسة الجيدة تسعى إلى الوقاية من التناقضات والانشقاقات المحتملة وتجفيف مصادر القلق الاجتماعي، بالتعرف على المسببات، وتوقع ما يمكن أن ينجم من النـزاعات والتوترات. ذلك أن العنف ليس نتيجة مباشرة للواقع الموضوعي بل هو انعكاس هذا الواقع في النفوس والإدراك غير الصحيـح لذلك الواقـع، وما يترتب عنه من وجود الشعور بالغبن والعداء والإحباط.
وتحـتاج البلاد إلى أسس للتنظيم حذرا من الفوضى، فمن حق الدولـة أن تمـارس القوة لإبطال العنف المضاد وأن تبسط هيبتها، ومع ذلك، فإنه إذا وقـع نزاع، فـلا ينبغـي المبـادرة إلى الاستـخـدام الفـارط للقـوة، ذلك أن العنف حـين يقع تكون مسـؤوليته مشـتـركة، إذ يعني أن الطرفين أخفقا في خلق التفاهم والتعاطف المتبادل وفهم وجهة النظر الأخرى. ومن المؤكد أن التفـاهم الصحيـح مـع (الآخر) من شـأنه أن يهيـئ قدرة أكبر لفهم (الذات).
وقد يقال: إنه مهما أعطيت من فرص للمشاركة السياسية وفرص الحوار، تظل هنالك فئة من الناس في كل مجتمع لديهم قابلية للعنف والاندماج فيه بما ينطوون عليه من تعصب يعميهم عن التفكير السليم. العنف قبل أن يتجسد في عمل مادي تدميري أو تفجيري هو فكرة في عقل إنسان. والتعامل المناسب هو مواجهة الفكرة بالفكرة، لا استئصال الأجساد بدافع الانتقام.
إن من يفكر بالاستـئصال والقمـع لا يكون مختلفا عن دعاة العنف والتطرف، لأن الدولة من واجـبها أن تمارس القوة المنظمة بالقانون، الموجهة بأهداف وغايات.
ولا شك أن مواجهة العنف بالعنف تزيد الاستقطاب وردود الفعل المتوالية وتهدد بنتائج لا تحمد عواقبها.. الصراع بين القضية ونقيضها يؤدي إلى إزالة القضية ونشوء قضايا أكبر منها.
الأصل في الولاية (المناصب):
العدل والكفاءة: يجب أن تُعطى المناصب لمن هو أهل لها، لا للمحسوبين أو الأقارب.
تحذير نبوي: يقول النبي ﷺ: "مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا فَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أَحَدًا مُحَابَاةً فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا حَتَّى يُدْخِلَهُ جَهَنَّمَ".
الأصل في صلة الأقارب (المعروف):
المعروف: هو الإحسان والبر بهم بالمال والكلمة الطيبة، حتى لو أساءوا هم لك، كما في حديث الرجل الذي يصلهم ويقطعونه.
الأقربون أولى بالمعروف: لكن هذا المعروف لا يتنافى مع العدل في المناصب، بل هو في باب الصلة والبر.
الخلاصة:
من يولي قريباً في منصب بسبب قرابته فقط، يقع في الإثم ويعرض نفسه للعنة، لأن الولاية تتطلب العدل والكفاءة، بينما صلة الأقارب والإحسان إليهم (المعروف) هو أمر آخر يثاب عليه المرء، حتى لو لم يقابلوه بمثل ما فعل.
إسلام ويب - باب فيمن استعمل على المسلمين أحدا محاباة- الجزء رقم5
من ولي من أمر المسلمين شيئا فأمر عليهم أحدا محاباة فعليه لعنة الله لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا حتى يدخله جهنم ،
ظاهرة متنامية تؤثر بشكل مباشر على تماسك المجتمعات واستقرارها، وهو حالة من التشدد في المواقف أو السلوكيات تجاه قضايا اجتماعية. وينشأ التطرف الاجتماعي من التعصب ورفض التنوع، ويتطور في كثير من الأحيان إلى مظاهر قمع، أو عنف تجاه الآخر المختلف.
ويشير التطرف الاجتماعي إلى تبني مواقف متشددة وغير مرنة في القضايا الاجتماعية؛ مما يؤدي إلى رفض الآخر، أو فرض أفكار وقيم محددة على المجتمع، ويمكن أن يظهر التطرف الاجتماعي في أشكال مختلفة، مثل: العنصرية، التمييز على أساس اللون، أو العرق، أو الجنس، أو غير ذلك، ورفض الثقافات الأخرى، أو الإقصاء بناءً على الوضع الاقتصادي، أو الاجتماعي
آليات التطرف الإعلامي:
غرف الصدى: تقوم وسائل التواصل الاجتماعي بخلق "غرف صدى" تعزز الأفكار المتطرفة وتفصل المتلقين عن وجهات النظر الأخرى، كما يوضح موقع الجامعة الأمريكية في كوينيبياك.
تزييف المصداقية: يستغل المتطرفون تطور الصناعة الإعلامية لنشر أخبار وتقارير غير مهنية، مما يربك المتلقي حول مصداقية المحتوى.
مواجهة التطرف الإعلامي:
استراتيجيات الدولة: تطوير حملات إعلامية لمواجهة التطرف ونشر التسامح مع مراقبة الخطاب الديني والمنصات الرقمية، كما يقترح التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب.
دور الأسر والمجتمع: توعية الأسر لمراقبة سلوك الأبناء وعلاقاتهم على الإنترنت، وتشكيل لجان من الوسطيين لمناصحة المنحرفين فكريًا.
التشريعات والقوانين: سن قوانين تجرم خطاب الكراهية وتمويل الإرهاب وتجرم الإساءات للأديان، مثل قانون نبذ خطاب الكراهية في الإمارات، حسبما يوضح موقع التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب.
التعليم والوعي الثقافي: تعزيز ثقافة السلام والتعايش لمواجهة الفكر المتطرف، فمواجهة التطرف حق من حقوق الإنسان، كما تشير الهيئة العامة للاستعلامات.
المبادئ الإسلامية لمواجهة التطرف الإعلامي:
رفض الغلو والتطرف: الإسلام يرفض أي شكل من أشكال الغلو الفكري أو السلوكي، ويؤكد على الوسطية، لقوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}.
الوسطية والاعتدال: تقديم نموذج متوازن يمثل الاعتدال والرحمة، مع التحذير من التكفير والعنف.
الجهاد المنضبط: جعل الجهاد عبادة منضبطة لا وسيلة للفوضى، كما جاء في منظمة المؤتمر الإسلامي الذي يرفض الإرهاب.
الأدلة الشرعية: الاعتماد على النصوص الشرعية التي تحذر من الغلو في الدين (مثل حديث: "إياكم والغلو في الدين").
دور الإعلام في مواجهة التطرف (وفق رؤية إسلامية):
نشر ثقافة التسامح والتعايش: عبر حملات توعوية تستخدم أساليب إعلامية فعالة.
مراقبة الخطاب الديني: ومحاسبة من يروجون لأفكار متطرفة عبر وسائل الإعلام.
تأصيل الثقافة الإسلامية الصحيحة: لمواجهة الأسباب التي تدفع الشباب للتطرف، مثل سوء الفهم للدين.
استخدام الحكمة والموعظة الحسنة: والتبشير والإنذار، مع مخاطبة العقل والتبصر.
فتح الحوار والمصارحة: وإشراك الجمهور في العملية الاتصالية لمواجهة الأفكار المتطرفة.
سن التشريعات: تجريم خطاب الكراهية، ودعم الأفكار المتطرفة (مثل قوانين مكافحة خطاب الكراهية).
تعزيز القدرات الإعلامية: تدريب الإعلاميين على رصد الخطاب المتطرف والتصدي له بفاعلية.
باختصار، الإسلام يدعو لاستخدام الإعلام كأداة بناءة لنشر الوعي والاعتدال، ومحاربة التطرف من جذوره الفكرية، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، ورفض الإرهاب بكل أشكاله
أهمية الكلمة في الإسلام:
مسؤولية عظيمة: الكلمة لها أثر كبير في بناء العلاقات أو هدمها، وتؤثر في الآخرين نفسيًا واجتماعيًا، ولها عواقب وخيمة إن كانت سيئة.
مقياس الإيمان: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت"؛ فاللسان الصادق علامة على استقامة القلب.
سلاح ذو حدين: قد ترفع الكلمة درجات العبد (كالكلمة الطيبة) وقد تهوي به (كالكلمة السيئة)، كما في حديث أبي هريرة: "إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً، يرفع الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً، يهوي بها في جهنم".
توجيهات الإسلام للكلمة:
قول الخير: التزام الكلمة الطيبة واللين، مثل إفشاء السلام، وحسن الكلام.
الصمت: إذا لم يكن هناك خير يُقال، فالصمت أفضل من الكلام فيما لا ينفع.
الحذر من الباطل: النهي عن الغيبة، والنميمة، والتجسس، والقول بالظن، وإطلاق اللسان فيما يسوء.
الرقابة الذاتية: تذكر أن الله رقيب على كل قول، وأن كل لفظ موثق ومحاسب عليه (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ).
أمثلة عملية:
الكلمة الطيبة: تدخل الجنة، وتلين القلوب، وتغسل الضغائن، وتجلب المحبة، وقد تُدخل غير المسلمين في الإسلام، كما حدث مع إبراهيم بن أدهم عندما رد على يهودي بكلام طيب.
استقامة اللسان: تعني ألا ينطق إلا صدقًا، ولا يقول إلا حقًا، ولا يحكم بالظن، وهذا جزء من استقامة الإيمان والقلب.
تعصب شديد تجاه نادٍ أو رياضة معينة، يتجاوز المنافسة الصحية ليتحول إلى سلوكيات سلبية مثل الإساءة والرفض للاختلاف، وقد يتخذ أشكالاً عنيفة مثل أعمال الشغب والهتافات الغير لائقة والسباب والقذف .. أو يمتد إلى محاولة إقصاء الآخرين، ويشكل تهديداً للقيم الرياضية الأصيلة ويهدف لتحقيق انتماء مفرط عبر رفض الآخرين.
فوائد ممارسة الرياضة واسهامها في بناء العقول
الرِّيَاضَةُ تُسْهِمُ فِي تَنْمِيَةِ الْعُقُولِ، وَصَقْلِ مَهَارَاتِ التَّفْكِيرِ، كَمَا تَحْفَظُ لِلْأَبْدَانِ قُوَّتَهَا وَسَلَامَتَهَا، وَهِيَ كَذَلِكَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ التَّرْوِيحِ الْمَشْرُوعِ، تُذْهِبُ عَنْ النُّفُوسِ مَا يَعْتَرِيَهَا مِنْ مَلَلٍ وَكَسَلٍ، وَتُعِيدُ إِلَيْهَا نَشَاطَهَا وَهَمَّتَهَا، وَهَذَا كُلُّهُ مِمَّا نَدَبَ إِلَيْهِ الشَّارِعُ الْحَكِيمُ، إِذْ وَجَّهَ إِلَى كُلِّ مَا يُقَوِّي الجَسَدَ، وَيُشْرِحُ الصَّدْرَ، وَيُعِينُ عَلَى أَدَاءِ الْوَاجِبَاتِ الدِّينِيَّةِ وَالْدُّنْيَوِيَّةِ عَلَى أَكْمَلِ وَجْهٍ؛ فَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "رَوِّحُوا الْقُلُوبَ سَاعَةً بِسَاعَةٍ"
الرِّيَاضَةُ تُسْهِمُ في تَقْوِيَةِ الْمُؤْمِنِ فَالْعَقْلُ السَّلِيمُ في الْجَسَدِ السَّلِيمِ فَإِذَا اجْتَمَعَتْ صِحَّةُ الْأَبْدَانِ مَعَ صِحَّةِ الْقُلُوبِ بِإِيمَانِهَا وَخَشْيَتِهَا وَاسْتِقَامَتِهَا عَلَى عِلْمٍ وَاتِّبَاعٍ كَانَ ذَلِكَ مِنْ أَحْسَنِ مَا يُعْطِيهِ اللَّهُ لِعَبْدِهِ قَالَ صلى الله عليه وسلّم (المؤمن القوي خير وأحب إلى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلِّ خَيْرٍ) أَي قَوِيُّ الْبَدَنِ قَوِيُّ الْإِيمَانِ قَوِيُّ الْعَزِيمَةِ في الْخَيْرِ.
وَدِينُنَا وَنَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَّمَنَا مَا يُسَمَّى بِالرُّوحِ الرِّيَاضِيَّةِ ، حَيْثُ ضَرَبَ لَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْوَعَ الْأَمْثِلَةِ فِي التَّحَلِّي بِالرُّوحِ الرِّيَاضِيَّةِ وَالْخُلُقِ الرِّيَاضِيِّ الْقَوِيمِ ، وَتَقَبُّلِ الْهَزِيمَةِ كَتَقَبُّلِ الْفَوْزِ ، وَالِاعْتِرافِ لِلْخَصْمِ بِالتَّفَوُّقِ ، وَعَدَمِ غَمْطِهِ حَقَّهُ لِأَنَّ لَا يُعَدُّ ذَلِكَ نَوْعًا مِنَ الْكِبْرِ ، فَعَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَأَنَا جَارِيَةٌ لَمْ أَحْمِلِ اللَّحْمَ وَلَمْ أَبْدُنْ فَقَالَ لِلنَّاسِ تَقَدَّمُوا فَتَقَدَّمُوا ثُمَّ قَالَ لِي تَعَالَى حَتَّى أُسَابِقَكِ فَسَابَقْتُهُ فَسَبَقْتُهُ فَسَكَتَ عَنِّي حَتَّى إِذَا حَمَلْتُ اللَّحْمَ وَبَدَنتُ وَنَسِيتُ خَرَجْتُ مَعَهُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ فَقَالَ لِلنَّاسِ تَقَدَّمُوا فَتَقَدَّمُوا ثُمَّ قَالَ تَعَالَى حَتَّى أُسَابِقَكِ فَسَابَقْتُهُ فَسَبَقَنِي فَجَعَلَ يَضْحَكُ وَهُوَ يَقُولُ هَذِهِ بِتِلْكَ"( أَحْمَدُ فِي الْمَسْنَدِ).
التطرف الرياضي ومخاطره
عباد الله :" يُعد أساساً لظواهر تطرف أخرى (اجتماعية وفكرية). يؤدي إلى العنف والشغب بين الجماهير. يهدد قيم السلام والروح الرياضية.
التَّعَصُّبُ الْكُرَوِيُّ مِنْ أَخْطَرِ أَنْوَاعِ الْعَصَبِيَّةِ الْبَغِيْضَةِ!!
عباد الله:" مُمارَسَةُ الرِّيَاضَةِ مِنَ الأُمُورِ المُبَاحَةِ شَرْعًا إِذَا كَانَتْ فِي ظِلِّ الضَّوَابِطِ المُسْمَوحِ بِهَا، وَلَمْ تَخْرُجْ عَنْ الْمَقْصِدِ الَّذِي أُنشِئَتْ مِنْ أَجْلِهِ، مِثْلَهَا فِي ذَلِكَ مِثْلُ "الرَّمْيِ" الَّذِي شَجَّعَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَعَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَسْلَمَ يَنْتَضِلُونَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ، فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا، ارْمُوا، وَأَنَا مَعَ بَنِي فُلاَنٍ» قَالَ: فَأَمْسَكَ أَحَدُ الفَرِيقَيْنِ بِأَيْدِيهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا لَكُمْ لَا تَرْمُونَ»، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَرْمِي وَأَنْتَ مَعَهُمْ؟، قَالَ: «ارْمُوا وَأَنَا مَعَكُمْ كُلِّكُمْ"(الْبُخَارِيُّ).