recent
أخبار عاجلة

خطبة الجمعة كن جميلاًتري الوجود جميلاً الشيخ / إبراهيم المغربى كبير آئمة

كُنْ جَمِيلًا تَرَ الْوُجُودَ جَمِيلًا  



   فمن أى الأبوابِ ندخُلُ مع حضراتِكُم على هذا العنوان بدايةً لابُد ان نطرحَ هذا السؤالَ اولاً الا وهو

س:: كيف يكونُ الإنسانُ جميلاً حتى يرىَ الوجودَ جميلاً؟

والجوابُ على هذا السؤالِ يتلخصُ فيما يلى ::

  يكون الإنسان جميلاً من خلال الجمع بين الجمال الخارجي والداخلي، بمعنى يكونُ الإنسانُ بوجهٍ واحدٍ فقط والشيئُ لا يُعرفُ إلا من خلال ضدهِ  ،،

 والرسولُ صلى اللهُ عليه وسلم حذرنا من هذا النوعِ من الناس وقال لنا (( إن شرَ الناسِ ذو الوجهين الذى يأتى هؤلاء بوجهٍ وهؤلاء بوجه ،،

 إذاً يكونَ للإنسانُ جميلاً إذا كان لهُ وجهٌ واحدٌ ظاهرُهُ  كباطنهِ لايكونُ بوجهين ،،

  ثانياً يكونُ الإنسانُ  جميلاً إذا كان َ مُحباً للخيرِ للناس اجمعين،،  رحيماً ،، ودوداً ،، سهلاً ،، متواضعاً ،، هيناً ،

  كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لن يلجَ النار َ عبدٌ كان هيِّنًا ليِّنًا سهلاً ،، فهذا العبد حرَّمَ اللهُ جسدهُ ولحمهُ  على النَّارِ. )

  ثالثاً :: يكونَ الإسانُ جميلاً إذا كان يألفُ ويؤلف ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمنُ يألفُ ويؤلف ولا خيرَ فيمن لا يألفُ ولا يؤلف وخيرُ الناسِ أنفعهُم للناس”

  وفي الحديث قال رسول الله ﷺ المؤمنُ الذي يُخالطُ الناسَ ويصبرُ على أذاهُم أفضلُ من المؤمنِ الذي لا يُخالطُ الناسَ ولا يصبرُ على أذاهُم؟

 رابعاً :: يكتملُ جمالُ الإنسانِ إذا كان يتمتعُ بالتواضع لدرجةِ انهُ يستطيعُ  أن يُشير َ بإصبُعهِ  إلى فلانٍ ويقول هذا أفضلُ  مني دون تكبُر .. يكونُ الإنسانُ جميلاً عندما تسعهُ ثقتُهُ بنفسهِ ليقولَ للجميلِ يا جميلٌ في وجههِ ، دون أن يشعُرَ بالكبرِ والغرور ،،

   يكونُ الإنسانُ جميلاً  عندما يجدُ في قلبهِ تواضعًا للتعلُّم ممن هو أفضلُ منهُ دون تذمُّر

 وقال الحسن البصري: إخوانُنا أُحبُ إلينا من أهلنا وأولادنا، لأن أهلنا يذكروننا بالدنيا.. وإخواننا يذكروننا بالآخرة ومن صفاتهم: الإيثار 

 

 وقال لقمانُ الحكيم لابنهِ : يابُني ليكن أول شي ء تكسبُهُ بعد الإيمان بالله  أخا "صادقا" 

 إنهُ كمثل "شجرة" إن جلستَ في ظلها أظلتكَ

وإن أخذتَ منها أطعمتك  وإن لم تنفعك لم تضرك 

 خُلاصُةُ القول يكونُ الإنسانُ جميلاً إذا جمعَ بين الجمالِ الخارجى والجمال الداخلى ،، ولقد سلطنا الأضواء حول الجمال الخارجى وهو الذى يتمتعُ بهذه الصفاتِ التى ذكرناها

 اما الجمالُ الداخلى فيكمُلُ فى طهارةِ القلبِ

وإذا طهرتَ قلبك كُنتَ من خير الناس بصريحِ كلامِ رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم

 (( ان خيرَ  النَّاس هو صاحبُ القلب المَخْمُوم واللِّسان الصَّادق ) قالوا يارسول الله  : صدوقُ اللسان نعرفُهُ  ،

فما هو مخمومُ القلب ؟

 قال رسولُ الله صلى اللهُ عليه وسلم هو النقيُ ، التقيُ ، الذى لا إثمَ عليه ، ولا بغي ، ولا غل ، ولا حسد )

  إذا نأخُذُ من هذا الحديثِ ان الإنسان الجميلَ هو الذى عنونهُ رسولُ الله صلى اللهُ عليه وسلم بالخيريةِ هنا ،

 وهو صاحبُ القلب الطاهر ،،

 والسؤالُ الذى يُطرحُ علينا الأن ،، إذا كان خيرُ الناس

هو صاحبُ القلب المخموم وهذا هو الجميلُ حقاً

فهل هُناك انواعٌ أُخرى اخبرنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عنهُم أنهُم من خير الناس ؟ ومعنى خيرِ الناس

يعنى اجمل الناس

س:: هل هُناك انواعٌ أُخرى اخبرنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عنهُم أنهُم من خير الناس ؟

ج:: والجواب نعم هُناك انواعٌ أُخرى اخبرنا الرسولُ عنهُم أنهُم من خير الناس يعنى من اجمل الناس فمنهُم هُم ؟

   إسمع ماذا قال رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم فى الحديثِ الثانى ( خيركُم من تعلم القُرآن وعلمهُ )) فإذا اردتَ ان تكونَ جميلاً  فتعلم القرآن وعلمهُ إن إستطعت

 ثالثا. ::  قال رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم ( خياركُم أحاسِنكُم أخلاقا ) فإذا اردتَ ان تكونَ جميلاً كُن صاحب اخلاقِ حسنة - إنما الأُممُ الأخلاقُ مابقيت :::

- فإن هُمُ ذهبت اخلاقُهُم ذهبوا :::

- متى يبلغُ البُنيانُ  يوماً تمامهُ :::

- إذا كُنتَ تبنيه وغيرُكَ يهدمُ :::

- وليس بعامرٍ  بُنيانُ  قومٍ  :::؛

- وليس بِعامرٍ بُنيانُ قومٍ :::

    -    إذا أخلاقُهُم كانت خَرَابَا :::

- وإذا أُصـيبَ الـقومُ في أخلاقِهم:::

- " فـأقمْ عـليهم مـأتماً وعـويلا :::

 رابعاً  قال رسولُ الله صلى اللهُ عليه وسلم ( خيرُكُم  أحسنكُم  قضاء ) فإذا اردتَ ان تكونَ جميلاً 

فقُل الحقَ ولو كان مُراً ،، وردَ الديونَ إلى اصحابِها

أي عند رد القرض تكونُ جميلاً فى ردِها دون تذمُر ،

 خامساً  قال رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم ( خيرُكُم من يُرجى خيرُهُ  ويُؤمٓنُ شرُهُ ) فإذا اردتَ ان تكونَ جميلاً ،، فإياك ان تضُرَ أحداً ،، او تكونَ سبباً فى حُزنهِ وهمهِ ، فكُن شمعةً تحترقُ لتُضيئَ لمن حولها ،

 سادساً  قال رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم ( خيرُكُم  خيرُكُم لأهله ) فإذا اردتَ ان تكونَ جميلاً ،، فكُن على مستوى المسؤليةِ تجاه اهل بيتِك واولادك ،،

  سابعاً  قال رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم ( خيرُكُم  من أطعم الطعام وردَّ السلام ) فإذا اردتَ ان تكونَ جميلاً كُن سبباً فى إطعامِ جائعٍ ،،

  وكما قال الشيخ عبد القادر الچيلانى فى اقصرِ خِطبةٍ لهُ قال :: لقمةٌ في بطنِ جائعٍ خيرٌ من بناء ألف جامع ، وخيرٌ ممن كسا الكعبةَ وألبسَها  البراقع ، وخيرٌ ممن قام للهِ راكع وساجد ، وخيرٌ ممن صامَ الدهرَ والحرُ واقع ، وإذا نزل الدقيقُ في بطنِ جائعٍ له نورٌ كنورِ الشمس ساطع ،

فيا بُشرىَ لمن أطعم جائع  ".

  ثامناً ::  قال رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم ( خياركُم  ألينُكُم مناكب في الصلاة ) فإذا اردتَ ان تكونَ جميلاً أي: يفسحُ لمن يدخُلُ معهُ  الصف في الصلاة .

 تاسعاً  قال رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم ( خيرُ الناس من طال عُمرُهُ وحسُنَ  عملُهُ ) فإذا اردتَ ان تكونَ جميلاً كُن   صالحاً بفعلِك للصالحاتِ من الأعمال واسأل ربك ان يُميتك عليها وان يقبضك عليها اللهُم احسن ختامنا يارب العالمين

  عاشراً :: قال رسولُ الله صلى اللهُ عليه وسلم  ( خيرُ الناس أنفعهُم للناس ) فإذا اردتَ ان تكونَ جميلاً  : فاسعى   في قضاء حوائجِ الناس بمعنى :: أن نقضى لهُما حوائجهم الدُنيوية :

 وقال رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم (( مَن كان وُصْلَةً لأخيهِ المسلمِ إلى ذي سلطانٍ في مبلغِ برٍّ ، أو تيسيرِ عسيرٍ ، أعانَهُ اللهُ على إجازةِ الصِّراطِ يومَ القيامةِ ،))

  ولقد ثبتَ أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ ؟ وَأَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (( أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعَهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الأعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٍ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دِينًا، أَوْ تُطْرَدُ عَنْهُ جُوعًا، وَلأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ، شَهْرًا كاملاً ،،

  السببُ الحادى عشر  قال رسولُ الله صلى اللهُ عليه وسلم ( خيرُ الأصحاب عند الله خيرُكُم  لصاحبهِ ، وخيرُ الجيرانِ عند اللهِ خيرُكُم لجارهِ ) صحيح الأدب المفرد/

  ولا ننسى الحديثَ الذى معنا والذى قال فيه رسولُ الله صلى اللهُ عليه وسلم (( ان خيرَ الناس ذو القلب المَخْمُوم واللِّسان الصَّادق ) قالوا : صدوقُ اللسان نعرفهُ ، فما مخمومُ القلب يارسول الله ؟

 قال رسولُ الله صلى اللهُ عليه وسلم

 " هو النقيُ ، التقيُ ، الذى لا إثمَ عليه ، ولا بغي ، ولا غل ، ولا حسد) .صحيح الجامع / 3291

جعلني الله وإياكُم من خير الناس عِنْدَ الله لنكونَ من اجملِ العبادِ فى نظرهِ تعالى ،، وإذا متعنا اللهُ تعالى بهذه الصفاتِ هُنا سنرى الوجودَ جميلاً كُلهُ جميلاً

وكيف لا  والوجودُ كُلُهُ من صُنعِ الله تعالى

مافي الوجودِ سِواكَ  ربي يُعْبَدُ      

كلا ولامولى سِواك َ  فَيُقْصَدُ

 يامَنْ  لَهُ عَنَتِ الوجوهُ بأسْرِها 

حباً وكُلُّ  الكائناتِ تُوَحِّدُ

 أنت الإلهُ الواحدُ الفَرْدُ الصمدْ

كل القلوبِ لهُ  تُقِرُّ  وتَشْهَدُ

   نعم كُن جميلاً ترى الوجودَ كُلُهُ جميلاً

 انا من انا.. انا في الوجودِ وديعةٌ..

              وغداً سأرحلُ عابراً في رحلتى

 انا ما قصدتُ سواكَ ربِِ حاجةً  ....

              انا ما خفضتُ لغيرِ ذاتكَ جبهتي

 انا ما مددتُ يدى  لغيركَ  سائلاً ......

              فاغفر بعفوكَ يا مُهيمنُ زلتي

 يا من يراني في عُلاهُ ولا اراهُ..

              يامن يُجيرُ المُستجيرَ  اذا دعاهُ

                          يا من يجودُ  على العبادِ بفضلهِ..

             جل القديرُ  وجلَ ماصنعت يداهُ

 هبني رضاك فانتَ اكرمُ  واهبٍٍ ..

              واغفر لعبدِكَ ياعظيماً في عُلاهُ

 واعلموا إخوتاه إن أجملَ شيء في هذا الوجود هي الإبتسامةٌ التي تشُقُ طريقَها وسط الدموع.

  إن مفتاحَ القلوب هي الإبتسامةُ وإن الإنسانَ منا إذا خسِرَ الإبتسامةَ  فلقدَ خسِرَ أيام  عُمرهِ

  فلتبتسم في كُلِ يومٍ  حتى لاتخسر مابقىَ

من أيامِ عُمرك   .بل لك ان تبتسمَ في الوقت الذي ينتظرُ فيه  الآخرون  مِنك البُكاء ،،

  إذاً بالإبتسامةِ سنرى الوجودَ جميلاً  جميلاً ،،

ولا تغضب ابداً  لأنك تخطو  إلى الشيخوخةِ يوماً  بكُلِ دقيقةٍ من الغضب ،،

 واكتفى  بهذا القدرِ فى هذه الخُطبة وارجوا من الله أن اكونَ  قد وفقنى اللهُ معكُم

فى تخفيفِ تحضيرِ هذه  الخُطبة عليكُم ،

 وأن اكون قد وضعتُ بين ايديكُم مدخلاً سهلاً خفيفاً تخرجون من خلاله وتدخُلون اثناء  الخُطبة ،، ليكونَ بها ما يُسمى بالرياضياتِ وفن إثارة الجمهور لنصرفَ عن الناس  المللَ أثناء الخُطبة لأن التنوعَ يُعطى عدم الملل ،، ولا تنسونا من صالحِ دُعائِكُم ،،

google-playkhamsatmostaqltradent