بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
الحمدُ للهِ رب العالمين ، والصلاةُ والسلامُ على
سيدنا رسول الله،
أَمَّا بَعْدُ :
فيَقُولُ اللَّهُ تعالي :"وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ "(فصلت/34).
إن النفوس إذا تنافر ودّها
مثل
الزجاجة كسرها لا يجبر
عبادالله:
إعلموا جيدًا أنه ليس من الضرورى دائماً كسب المواقف ، فمن حاول قتل ذبابة على وجهه بصفعها بيده فسواء ماتت أو لم تمت فأنت فى كلا الحالتين ستصفع نفسك بالألم , أى بالقلموهذا يؤكد لنا شيئا مهما ألا وهو أننا ليس دائما على صواب وغيرنا خطأ...
عباد الله :"
ادفع بالتى هى أحسن ..منهج سِلم وسلام ، ومحبة ووئام ،منهج أساسه الاحترام واستيعاب الآخر،منهج يستجلب رضا الناس ورب الناس ،
ذات يوم لقى أحدهم صاحبه فقال له لماذا
أنت دائماً منشرح صدرك ..؟
فقال لإنني دائماً أقول لمن يجادلني
أنت محق ومعك حق وأتخلص منه..
فقال له : ولكن هذا خطأ ! فرد عليه : أنت محق ..!
ما أجمل التساهل والتجاهل
فليس أسرع إلى القلوب وأحب إلى النفوس
من قول يهدي إلى الحق والخير، ولن يتم ذلك إلا بالمسالمة والحسنى، أما السفسطة
ومحاولة الغلبة عن طريق الخشونة والطعن، فهذا أسلوب مرفوض يؤدي إلى نتيجة عكسية،
ويُنفر المستمع من الكلام حتى لو كان حقًّا؛
ومن أجل ذلك أمر الله عز وجل رسوله صلى
الله عليه وسلم أن يجادل بالتي هي أحسن، وأن يستعمل الرفق واللين وحسن الخطاب في
دعوته
.
وقال سبحانه فى غير ما موضع عن عبارة "بالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" في القرآن الكريم في سبع آيات مختلفة.
الأمر بقول التي هي أحسن مرة واحدة
قال تعالي:" وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا"(الإسراء/٥٣).
وقل - أيها الرسول - لعبادي المؤمنين بي: يقولوا في تخاطبهم وتحاورهم الكلمة الطيبة والكلام الحسن الطيب ، ويجتنبوا الكلمة السيئة المنفِّرة؛ لأن الشيطان يستغلّها فيسعى بينهم بما يفسد عليهم حياتهم الدنيوية والأخروية، إن الشيطان كان للإنسان عدوًّا واضح العداوة، فعليه أن يحذر منه
كما وردت وجادلهم بالتي هي أحسن مرتين
قال تعالي :"ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ"(١٢٥/ النحل).
ومن الحكمة الدعوة بالعلم لا بالجهل والبداءة بالأهم فالأهم، وبالأقرب إلى الأذهان والفهم، وبما يكون قبوله أتم، وبالرفق واللين، فإن انقاد بالحكمة، وإلا فينتقل معه بالدعوة بالموعظة الحسنة، وهو الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب.
إما بما تشتمل عليه الأوامر من المصالح وتعدادها، والنواهي من المضار وتعدادها، وإما بذكر إكرام من قام بدين الله وإهانة من لم يقم به.
"( العنكبوت/46).
أي: ولا تجادلوا -أيها المؤمنون- اليهودَ والنصارى إلا بالأسلوب الحسن، والقول الجميل، والدعوة إلى الحق بأيسر طريق موصل لذلك، إلا الذين حادوا عن وجه الحق وعاندوا وكابروا وأعلنوا الحرب عليكم فجالدوهم بالسيف حتى يؤمنوا، أو يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون، وقولوا: آمنا بالقرآن الذي أُنزل إلينا، وآمنا بالتوراة والإنجيل اللذَيْن أُنزلا إليكم، وإلهنا وإلهكم واحد لا شريك له في ألوهيته، ولا في ربوبيته، ولا في أسمائه وصفاته، ونحن له خاضعون متذللون بالطاعة فيما أمرنا به، ونهانا عنه
ووردت :"ولاتقربوا مال اليتيم إلابالتي هي أحسن"(2 مرتين).
قال تعالي:" وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ۖ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ۖ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۖ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۖ وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ "(الأنعام/ ١٥٢).
أي: ولا تقربوا أيها الأوصياء مال اليتيم إلا بالحال التي تصلح بها أمواله ويَنْتَفِع بها، حتى يصل إلى سن البلوغ ويكون راشدًا، فإذا بلغ ذلك فسلموا إليه ماله، وأوفوا الكيل والوزن بالعدل الذي يكون به تمام الوفاء. وإذا بذلتم جهدكم فلا حرج عليكم فيما قد يكون من نقص، لا نكلف نفسًا إلا وسعها. وإذا قلتم فتحرَّوا في قولكم العدل دون ميل عن الحق في خبر أو شهادة أو حكم أو شفاعة، ولو كان الذي تعلق به القول ذا قرابة منكم، فلا تميلوا معه بغير حق، وأوفوا بما عهد الله به إليكم من الالتزام بشريعته. ذلكم المتلوُّ عليكم من الأحكام، وصَّاكم به ربكم؛ رجاء أن تتذكروا عاقبة أمركم
وقال تعالي:"وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ۚ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ۖ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا "(الإسراء/
أي: ولا تتصرَّفوا في أموال الأطفال الذين مات آباؤهم، وصاروا في كفالتكم، إلا بالطريقة التي هي أحسن لهم، وهي التثمير والتنمية، حتى يبلغ الطفل اليتيم سنَّ البلوغ، وحسن التصرف في المال، وأتموا الوفاء بكل عهد التزمتم به. إن العهد يسأل الله عنه صاحبه يوم القيامة، فيثيبه إذا أتمه ووفَّاه، ويعاقبه إذا خان فيه
كما وردت :" ادفع بالتي هي أحسن"(مرتين2).
قال تعالي:" ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ ۚ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ"(المؤمنون/96).
إذا أساء إليك أعداؤك -أيها الرسول- بالقول أو الفعل فلا تقابلهم بالإساءة، ولكن ادفع إساءتهم بالإحسان منك إليهم، نحن أعلم بما يصفه هؤلاء المشركون من الشرك والتكذيب، وسنجازيهم عليه أسوأ الجزاء"
وقال تعالي:" وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ"
وليّ حميمٌ : صَديقٌ قريبٌ يَهتمّ لأمركَ
أي: ولا تستوي حسنة الذين آمنوا بالله، واستقاموا على شرعه، وأحسنوا إلى خلقه، وسيئة الذين كفروا به وخالفوا أمره، وأساؤوا إلى خلقه. ادفع بعفوك وحلمك وإحسانك مَن أساء إليك، وقابل إساءته لك بالإحسان إليه، فبذلك يصير المسيء إليك الذي بينك وبينه عداوة كأنه قريب لك شفيق عليك. وما يُوفَّق لهذه الخصلة الحميدة إلا الذين صبروا أنفسهم على ما تكره، وأجبروها على ما يحبه الله، وما يُوفَّق لها إلا ذو نصيب وافر من السعادة في الدنيا والآخرة
عباد الله :" وهذا من مكارم الأخلاق، التي أمر الله رسوله بها فقال:"ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ " أي: إذا أساء إليك أعداؤك، بالقول والفعل، فلا تقابلهم بالإساءة، مع أنه يجوز معاقبة المسيء بمثل إساءته، ولكن ادفع إساءتهم إليك بالإحسان منك إليهم، فإن ذلك فضل منك على المسيء، ومن مصالح ذلك، أنه تخف الإساءة عنك، في الحال، وفي المستقبل، وأنه أدعى لجلب المسيء إلى الحق، وأقرب إلى ندمه وأسفه، ورجوعه بالتوبة عما فعل، وليتصف العافي بصفة الإحسان، ويقهر بذلك عدوه الشيطان، وليستوجب الثواب من الرب، قال تعالى:" فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ "
عباد الله:" ليس هناك أي عازة أن نكسب موقف و نثبت دائماً أننا علي صواب وغيرنا
علي خطأ وما أحسن ما قاله الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: " قولي صواب يحتمل الخطأ، وقول المخالف خطأ يحتمل الصواب "
من أجل ذلك دائماً ساعة المواجهة لابد من التراجع والوقف يتم فى اللحظة الصح
ماانتصررسول الله لنفسه قط وإنما كان غضبه لله فهو الذي يقول:" من أحبَّ للهِ وأبغض للهِ وأعطَى للهِ ومنع للهِ فقد استكمل الإيمانَ"(أبو داود والطبراني ).
يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "من أحَبَّ للهِ، وأبْغَضَ للهِ"، أي: أحَبَّ وأبْغَضَ بما يُقرِّبُ مِن طاعةِ اللهِ، فيُخرِجُ حظَّ النَّفسِ مِن الحُبِّ والكُرهِ للغيرِ، إلَّا بما يُرضي اللهَ عزَّ وجلَّ، "وأعطَى للهِ"، أي: ما كان مِن إنفاقٍ كصَدَقةٍ وهَديَّةٍ، لا يُريدُ بها إلَّا وجهَ اللهِ عزَّ وجلَّ، فيُعطي في مَرضاةِ اللهِ مَن يُحبُّهم اللهُ ويُحبُّونَ اللهَ، وفي الحديثِ القُدسيِّ الذي رواه أحمدُ: "حَقَّتْ مَحبَّتي للذين يَتباذَلون مِن أجْلي"، "ومَنَعَ للهِ"، أي: وأمْسَكَ وامْتنَع عن إنفاقِ مالِهِ في غيرِ ما أمَر به اللهُ عزَّ وجلَّ، وكان إمساكُه طلبًا لرِضا اللهِ وليس منعًا لِهوًى في نفْسِه كالشُّحِّ والبُخْلِ، "فقد استَكمَل إيمانَه"، أي: يكون إيمانُهُ كاملًا لا نقْصَ فيه إذا اتَّصَفَ بهذه الصفاتِ، ومَن جعَل حَياتَه كلَّها للهِ، كان جَزاؤُه أنَّه كَمُلَ إيمانُه. وإنَّما خَصَّ الأفعالَ الأربعةَ؛ لأنَّها حُظوظٌ نَفْسانيَّةٌ؛ إذْ قلَّما يُمحِّصُها الإنسانُ للهِ تعالى، فإنْ قدَرَ على مِثلِ تلك الأمورِ أنْ يَجعَلَها للهِ تعالى، كان على غَيرِها أقدَرَ .
عباد الله :" لاتضق ذرعاً بمن يخاطبك بسفاهة وجهل :" وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا"(الفرقان/63).
بقولك سلاماً لابد أن يفهم من امامك أنك فاهم وتسطيع أن تقول وتفعل ولكنك تكظم غيظك كما قال صلي الله عليه وسلم :"ليسَ الشَّديدُ بالصُّرَعَةِ ، إنَّما الشَّديدُ الَّذي يملِكُ نفسَه عندَ الغَضبِ"(البخاري ومسلم).يفهم أنك تترك للود مجالا ولحبل الصلة سبيلا
وكما كان يقول معاوية بن أبي سفيان :" لو كان بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت، إن شدوها أرخيتها وإن أرخوها شددتها".
والمقصود هو الموازنة وعدم قطع أي علاقة بشكل نهائي، بل الحفاظ على مسافة معقولة تجعل العلاقة مستقرة وقابلة للتعديل حسب الموقف
ليس هناك بد فى الخلاف أن تجرح وتدبح لتنتقم لنفسك ،وفى النهايات تحرق مراكبك اترك لغيرك دائماً الباب موارباً لعله يعود ...دع له منفذاً يحمى به نفسه ويسترها...لا تضيّق الحصار لأنه ليس انتصاراً
فالانتصار الحقيقى ان تُبقى على إنسان وعلى ستر انسان ..وتلك والله أخلاق الفرسان
وأخلاق الفرسان لا تظهر إلا في المواقف
العصيبة الشديدة كموقف المسلمين عند فتح مكة، التي أخرجهم أهلها دون مال أو جاه
ودون بيت أو ممتلكات، فقد كانوا ينتظرون قطع رقابهم وتعليقها لتكون شاهدة على
جحودهم وظلمهم لعباد الله،
وحتى تكون رادعًا ودرسًا واضحًا للقرى
المجاورة، ولكن جاءت المفاجأة بخروج الصيحة مدوية “اذهبوا فأنتم الطُلقاء”، وهكذا
الفارس النبيل عندما يمتلك قوة الردع فإنه في نفس ذات الوقت يعفو ويغفر ويُطبق
أخلاق الفرسان.
يونس بن عبد الاعلى أحد طلاب اﻹمام
الشافعي اختلف مع أستاذه اﻹمام محمد بن إدريس الشافعي في مسألة أثناء إلقائه درساً
في المسجد!
فقام يونس مغضباً ،وترك الدرس ،وذهب إلى بيته .!!فلما أقبل الليل ،سمع يونس صوت طرق على باب منزله! فقال يونس :من بالباب..؟ قال الطارق : محمد بن ادريس !!
قال يونس : فتفكرت في كل من كان اسمه
محمد بن إدريس إلا الشافعي
.!!
قال : فلما فتحت الباب ، فوجئت به .!!
فقال اﻹمام الشافعي : يا يونس تجمعنا
مئات المسائل ، وتفرقنا مسألة ؟
العبرة :
لا تحاول الانتصار في كل الاختلافات ، فأحيانا كسب القلوب أولى من كسب المواقف .
ولا تهدم الجسور التي بنيتها وعبرتها
مع اخيك، فربما تحتاجها للعودة يوماًما .
دائماً إكره الخطأ ، لكن لا تكره
المُخطئ
.
أبغض بكل قلبك المعصية ، لكن سامح
وارحم العاصي
.
انتقد القول ، لكن احترم القائل .
فإن مهمتنا هي أن نقضي على المرض ، لا
على المرضى
.
نعم
مهمتنا هي أن نقضي على المرض ، لا على
المرضى
.
قال الإمام الشافعي:
إذا شئت أن تحيا سليمًا من الأذى
وحظك موفور وعرضك صيِّن..
فعاشر بمعروف وسامح من اعتدى
وفارق
ولكن بالتي هي أحسـن.
أقول قولي هذا واستغفرُ الله لي ولكم
والتائب من الذنب كمن لا ذنب له... !
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي المبعوث رحمة للعالمين وبعد فياعباد الله
روي أبو داوود والطبرانى بسند حسن والبيهقي وغيرهم عن أبى أمامة الباهلي رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"أنا زعيمٌ ببيتٍ في ربَضِ الجنَّةِ لمن تركَ المِراءَ وإنْ كان مُحقًّاً وببيتِ في وسطِ الجنَّةِ لمَن تركَ الكذبَ وإن كان مازحًا، وببيتٍ في أعلى الجنَّةِ لمَن حَسُنَ خُلُقُه".
حُسنُ الخلقِ يَرقَى بِصاحِبه إلى أعلى
المراتبِ في الدُّنيا والآخِرةِ، وفي هذا المعنى يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ
وسلَّم: "أنا زَعِيمٌ"، أي: ضامِنٌ وكفيلٌ، "بِبَيتٍ"، أي:
قَصرٍ، "في رَبَضِ الجنَّةِ"، أي: نواحِيها وأطرافِها، "لِمَنْ
تَركَ المِراءَ"، أي: الجِدالَ، "وإن كانَ مُحِقًّا"، أي: فِيما
يقولُ؛ وهذا لِمَا فيهِ من الحِفاظِ على النفوسِ وما يَتسبَّبُ فيهِ المراءُ من
خِلافٍ وشَقِّ للصفوفِ.