recent
أخبار عاجلة

حسم الجدال في حضورمحامي مع المتهم ومحاميان عبدالناصربليح

حَسْمُ الْجِدَالِ فِي حُضُورِ مَحَامِّي مَعَ الْمُتَّهَمِ وَمُحَامِيَانِ




الحمدلله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد

فهناك جدل قائم في الشأن العام هذه الأيام عن هل يجوز للمتهم إحضار محامي يحضر معه التحقيقات الأولية أمام النيابة العامة أو الإدارية وغيرهم ..

وفي الحقيقة أننا سنتناول هذه المسألة من النواحي الدينية والنفسية والاحتماعية 

الناحية الدينية :"

يجوز ذلك بل يكون أمراً هاماً أن يحضر معك من يستطيع التحدث ويفهم الكلام 

قال الله تعالي علي لسان موسي لما قتل رجلاً قال  ربِّ إني قتلت من قوم فرعون نفسًا فأخاف أن يقتلوني، وأخي هارون هو أفصح مني نطقًا، فأرسله معي عونًا يصدقني، ويبين لهم عني ما أخاطبهم به، إني أخاف أن يكذبوني في قولي لهم: إني أُرسلت إليهم

قال تعالي:" قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ   وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ   قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا ۚ بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ "(القصص/33-35).

 وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءًا  أي: معاونا ومساعدا " يُصَدِّقُنِي "فإنه مع تضافر الأخبار يقوى الحق.

 وذلك أن موسى ، عليه السلام ، كان في لسانه لثغة ، بسبب ما كان تناول تلك الجمرة ، حين خير بينها وبين التمرة أو الدرة ، فأخذ الجمرة فوضعها على لسانه ، فحصل فيه شدة في التعبير ; ولهذا قال :" واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري"( طه : 27 - 32 ).

 ولهذا قال :"وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا [ يصدقني ] ) ، أي : وزيرا ومعينا ومقويا لأمري ، يصدقني فيما أقوله وأخبر به عن الله عز وجل ; لأن خبر اثنين أنجع في النفوس من خبر واحد ; ولهذا قال :"إني أخاف أن يكذبون" .

وقال محمد بن إسحاق :"ردءا يصدقني" أي : يبين لهم عني ما أكلمهم به ، فإنه يفهم [ عني

متى يكون الجدال مفيدًا؟

الجدال لإظهار الحق: يُشجع على الجدال بالتي هي أحسن لإظهار الحق وإبطال الباطل، أما لمن يريد الحق ويرغب فيه.

الجدال بالحكمة والموعظة: الجدال بالحكمة والموعظة الحسنة أمر مطلوب للدعوة إلى سبيل الله، مع التأكيد على أن يكون الجدال عن علم ومن لديه القدرة على الرد على الشبهات، كما ورد في الآية:"ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"(النحل: 125).

أن يجادل شخص آخر عنك في الحياة الدنيا له فوائد متعددة، سواء كان ذلك في سياقات شخصية أو مهنية أو قانونية. هذه الفوائد يمكن أن تشمل:

في سياقات قانونية ومهنية

تمثيل الحقوق: المحامي يمثل موكله أمام المحكمة. يضمن حصوله على محاكمة عادلة، ويجادل بالنيابة عنه، خاصة إذا كان الموكل غير قادر على الدفاع عن نفسه بسبب ظروف معينة.

الوصاية والتوكيل: قد لا يتمكن الشخص من اتخاذ قراراته بنفسه، مثل حالات الغياب أو المرض. في هذه الحالات، يمكن تعيين وكيل قانوني أو وصي للتحدث نيابة عنه.

الدفاع عن المظلوم: قد يدافع أحد الأشخاص عنك في مواجهة الظلم الاجتماعي أو المؤسسي، مما يساعد في حماية حقوقك وتحقيق العدالة.

في سياقات شخصية وعاطفية

منظور موضوعي: عندما يجادل شخص آخر عنك، فإنه يوفر منظورًا أكثر موضوعية للوضع، خاصة في المواقف التي تكون فيها عواطفك قوية. يمكنه رؤية الأمور بشكل أوضح واقتراح حلول لم تفكر فيها.

تجنب المواجهة المباشرة: يمكن أن يجادل عنك في المواقف الصعبة التي قد تضر بعلاقاتك أو طاقتك العاطفية إذا شاركت فيها بشكل مباشر.

الحفاظ على السمعة: قد يدافع عنك أحدهم في غيابك، ويصحح أي سوء فهم أو شائعات، مما يحمي سمعتك ويحفظ كرامتك.

في سياقات إنسانية عامة

بناء المجتمعات: تؤدي المناصرة والجدال بالنيابة عن الآخرين إلى بناء مجتمعات أكثر مرونة، وتساهم في حل المشكلات، وتشجع على المشاركة المجتمعية.

تعلم الدروس: من خلال مشاهدة شخص يجادل عن قضية أو فكرة، يمكن أن تتعلم كيفية عرض حجتك بشكل أفضل في المستقبل، وتطور مهاراتك في التفكير النقدي.

مع ذلك، من المهم التفرقة بين الجدال الإيجابي والسلبي. الجدال عن الحق هو أمر محمود وضروري لتحقيق العدل والدفاع عن المظلوم. أما الجدال بالباطل، والدفاع عن المخطئ، فهو أمر مذموم وقد يؤدي إلى إشاعة الظلم.

 ما الفائدة أن يجادل أحد عنك في الدنيا؟

  يتصور البعض أنه لا فائدة من جدال شخص آخر عنك في الدنيا، خاصة إذا كان الجدال بقصد الانتصار للنفس أو كان فيه خطر على الدين. فمن يجادل عنك في الدنيا لا يستطيع أن يجادل عنك يوم القيامة، حيث سيأتي كل إنسان ليحاسب على عمله أمام الله وحده. إن الجدال في هذه الحياة قد لا يكون مفيدًا، خاصة إذا كان يستهلك الطاقة ويضر بالدين، بخلاف الجدال بالتي هي أحسن لدعوة الناس إلى الحق.

أسباب عدم الفائدة:

الجدال لا يفيد يوم القيامة: يوم القيامة، لا يوجد أحد يمكن أن يجادل عنك أو يدافع عنك، لأن الجميع سيكون تحت قبضة الله وسيُسأل كل إنسان عن أعماله.

يقول تعالي:" هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلا"(النساء/109)

  وإنما يعني بذلك: إنكم أيها المدافعون عن هؤلاء الخائنين أنفسهم، وإن دافعتم عنهم في عاجل الدنيا، فإنهم سيصيرون في آجل الآخرة إلى من لا يدافع عنهم عنده أحد فيما يحلُّ بهم من أليم العذاب ونَكال العقاب.

= وأما قوله: " أم من يكون عليهم وكيلا "، فإنه يعني: ومن ذا الذي يكون على هؤلاء الخائنين وكيلا يوم القيامة= أي: ومن يتوكل لهم في خصومة ربهم عنهم يوم القيامة

الجدال قد يكون خطرًا على الدين: إن الجدال الذي يقصد به الانتصار للنفس أو الغلبة على الآخرين هو جدال مذموم ويضر بالدين، ويجب على المسلم تجنبه، كما ورد في الآية:"وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ"(العنكبوت: 46),

الجدال لا يفلح: بعض العلماء يرون أن الجدال لا يؤدي إلى خير، وأن من يدخل في الجدال لا يفلح، وأن السلامة تكمن في ترك الجدال والخصومات والرجوع إلى السنن وما كان عليه العلماء قبلنا.

google-playkhamsatmostaqltradent