اَلْبِيئَةُ هِيَ الرَّحِمُ الثَّانِي وَالْأُمُّ الْكُبْرَي
الحمدلله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد
فمن اى الأبواب ندخُلُ مع حضراتِكُم
على هذا العنوان بدايةً لابُد ان نعرفَ معنى البيئةَ اولاً ،، حتى نستطيعَ ان
نُمسك بطرفَ الخيطِ من اولهِ ماهى البيئةُ إخوتاه
؟
الجوابُ :: البيئةُ هى المُجتمعُ الذى
يعيش فيه الإنْسانُ ويتأثَّرُ به، وبما
يُحيطُ فيه ،،
وهنُاك بيئةٌ داخليةٌ وبيئةٌ أُخرى خارجية
اما البيئةُ الداخلية هى بيئةُ الأُسرة
التى تؤثرُ
فى الإنسانِ وتُشكلُهُ تشكيلاً كاملاً
فى تُشكلُ طبعهُ وخُلُقهُ وانتمائهُ وشهامتهُ ورجولتهُ ، ومروءتهُ ،،
ولذلك قال القائل "
الأمُ مدرسةٌ إذا أعددتَها
أعددتَ شعبًا ً طيبَ الأعراقِ
إذاً فإن الأسرة هي البيئة الطبيعيةُ
الأولى التي تتعهدُ الطفلَ بالرعايةِ
والتنشئةِ الاجتماعيةِ مُنذ الصغر، نظرًا لِما لها من أهمية في غرس القيم
في نفوس الأطفال، فقد اهتمَّ بها
الإسلامُ باعتبارها مؤسسةً تربويةً خطيرةً ، وباعتبارها ذاتَ تأثيرٍ بالغٍ في تربيةِ
الأطفال - فهى رحمٌ ثانى للإنسانِ من طفولتهِ
ومن ثم على الأسرة أن تُبرزَ قيمةَ
الفضائلِ الأخلاقيةَ والدينيةَ والإجتماعيةَ للطفلِ ،
وأن تُلقنَ الطفل مبادئ الدين، وتعودُ
الأطفالَ على العبادات، وتعوِّدهم على
مُمارسة الشعائرِ الدينيةِ مُنذُ الصغر
ومن هُنا يقولُ القائلُ
الأمُ مدرسةٌ إذا أعددتَها
أعددتَ شعبًا ً طيبَ الأعراقِ
وهكذا الوالد لابُد ان يكونَ قدوةً
صالحةً لأولادهِ
ولذلك يقولُ الشاعرُ أبو العلاء المعري -
وَيَنشَأُ ناشِئُ الفِتيانِ مِنّا
عَلى ما كانَ عَوَّدَهُ أَبوهُ
فالوالدُ هو محطُ انظار الأولاد لأنهُ
هو اصلٌ من اصول البيئةِ الداخلية فوجبَ عليه ان يكونَ قدوةً لابنائهِ
فهُناك رجلٌ بألفٍ ،، وهُناك الفٌ
بِخُفٍ ،،
وإن عملَ رجُلٍ فى ألف رجُلٍ،،
أقوى تأثيرًا من قولِ الفِ رجُلٍ فى
رجُل ،،
كما لو قُلتُ مثلاً :" إنَ اسداً يقودُ
ألف نعامةٍ يغلبُ جيشاً فيه الفُ اسدٍ تقودوهُم نعامةٌ ))
فالمُهمُ فى العمل لا فى القول ومن
هُنا قيل :" حالُ الإنسانِ ابلغُ من قولهِ " ومن ثم لا بد للأنسان أن يكون قدوةً لغيره فى عملهِ وأقوالهِ وأن
يُطبِقَ الكلام على فعلهِ وقولهِ
وحتى لا يندرج تحت قول القائل ::
يا أَيُّها الرَجُلُ المُعَلِّمُ
غَيرَهُ
هَلا لِنَفسِكَ كانَ ذا التَعليمُ
تَصِفُ الدَّواءَ لِذي السَّقامِ وَذي
الضَّنا
كيما يَصحّ بِهِ وَأَنتَ سَقيمُ
وَتَراكَ تُصلِحُ بالرشادِ عُقولَنا
أَبَداً وَأَنتَ مِن الرَّشادِ عَديمُ
فابدأ بِنَفسِكَ فانهَها عَن غَيِّها
فَإِذا اِنتَهَت عَنهُ فأنتَ حَكيمُ
فَهُناكَ يُقبَلُ ما تَقولُ وَيَهتَدي
بِالقَولِ منك وَينفَعُ التعليمُ
لا تَنهَ عَن خُلُقٍ وَتأتيَ مِثلَهُ
عارٌ عَلَيكَ إِذا فعلتَ عَظيمُ
وفى الحقيقةِ هُناك أُسرٌ مُمزقةٌ لا
تعرفُ رسالتهَا فى الحياه ،، فلابُد للأُسرةِ ان تهتم َ بجانبِ التربيةِ فى
اولادِنا ،، لأن هُناك من يُسمن ،، وهُناك من يُربى ،، يُسمنُ كما يُسمنُ احدُنا
بهيمتهُ للأسف الشديد ،، وهُناك من يُربى ،،
ولذلك هُناك يتامى مع وجودِ الأبوين كما
قال شوقى رحمهُ اللهُ تعالى عندما قال :؛
ليـسَ اليتيمُ من انتهى أبواهُ
من هـمِّ الحـياةِ ، وخلّفاهُ ذليـلا
إنَّ اليتيمَ هـوَ الذي تلقـى لَـهُ
أمّاً تخلّـتْ أو أبَاً مشغـولا
والضحيةُ هُنا تكونُ فى الأولاد
وليسَ لنا ان نُحملَ الأُسرةَ وحدَها
العبءَ في مجالِ غرسِ القيمِ والفضائلِ فى الإنسانِ ،
ومن هُنا تعالوا بنا لننتقلَ سوياً من البيئةِ الداخليةِ إلى البيئةِ
الخارجية
فإن المدرسة والمسجدَ يُسهمان بدور
بارزٍ في هذا المجال
ولو سلطنا الأضواء على المدرسة اولاً
فنرى المُدرسَ المُعلِمَ الجليل الذى
يتقى الله تعالى فى تلاميذهِ ويُحافظُ على مبدء القدوةِ فيهِ ليكونَ عَلَماً
لطُلابهِ وتلاميذهِ طولَ حياتهِم وهذا يصدُقُ فيهِ قولُ القائل
قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا
كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ
الَّذي
يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا
فالمدرسةُ هى رحمٌ أُخرى ينشئُ
الإنسانُ فيها
وتؤثرُ تأثيراً إيجابياً ،، او تأثيراً سلبياً
لأننا نرى المُدرسَ
الذى ماكان قدوةً لطُلابهِ وتلاميذهِ
ابداً ابداً فهو يؤثرُ فيهم تأثيراً سلبياً ،، ولذلك لما فقدَ الطالبُ القدوةَ فى
مُعلمهِ المُنافق الذى يكونُ فى مدرستهِ ودور العلمِ بوجه ،
وفى الدروس الخصوصيةِ بوجهٍ أخر تماماً
وهذا النوعُ من المُدرسين يؤثرونَ تأثيراً سلبياً عِنْدَ طُلابهِم وتلاميذهم ،،
لأن المالَ قد طغى على حياتهِم تماماً
،، وأهٍ ثُم أهٍ ثُم أهٍ ،
مما بعد أه ،، المالُ لهُ سحرُهُ
عِنْدَ ضِعاف النفوس
فللدنانير بريقها وللدراهم رنينها
آه من المال
فصاحةُ حسانٍ وخطُ ابنُ مُقلةٍ
وحكمةُ لُقمانٍ وزهدُ ابنُ أدهمِ
لو اجتمعوا في المرء والمرء مفلس
ونادوا عليه فلا يُباع بدرهم
ولكن كما قُلتُ المالُ لهُ سحرُهُ
عِندَ ضعافِ النفوس فقط
ومن بابِ إستحقاقِ الحق فإن البيئةَ
الخارجيةَ
لا تقتصرُ على المدرسةِ فحسب فإن كِلَ
فئاتِ المُجتمعِ لهُم تأثيرٌ فى تكوينِ شخصيةِ الإنسان
وسنضربُ لحضراتِكُم امثلةً اولاً من
السلبيات::
فترى الشاعرَ المُنافق الذى يُنافقُ
على قدرِ
ما يُعطىَ من المال حتى انهُ لا يرى
عيباً فى ان يخلعَ على هذا الذى يمدحهُ صفةً من صفاتِ الألوهية
كا هذا الذى مدحَ المُعزَ لدينِ الله الفاطمى فقال :
شئتَ لا ما شاءتِ الأقدارُ
فاحكُمْ فأنتَ الواحد القهّارُ
و كأنّما أنتَ النبيُّ محمّدٌ
وكأنّما أنصاركَ الانصارُ
وشاعرٌ اخر يمدحُ إنساناً فيخلعُ عليه
صفةً من صفاتِ رسولِ الله صلى اللهُ عليه وسلم فيقول ::
لَوْ تَعْقِلُ الشّجَرُ التي
قابَلْتَها
مَدّتْ مُحَيّيَةً إلَيكَ الأغْصُنَا
والثانى يمدحُ من يُريدُ ان يمدحهُ
بقولهِ
:
ولو أن بُردَ المصطفى إذ لبستهُ
يظُنُ البُردُ أنك صاحبـُه ُ
وقال وقـد اُعطيتهُ ولبسـتهُ
نعم هذه اعـطافـُهُ ومناكبـُهُ
وترى الطبيَبَ المُنافق الذى يكونُ فى
عيادتهٍ بوجهٍ مع الناس يسمعُ لهُم ويقومُ بالكشفِ عليهم ،،
وفى المُستشفيات المجانيةٍ والتأمينيةِ بوجهٍ أخر تماماً
لايسمعُ لهُم ولا يقومُ بالكشفِ عليهم
،،
يُعاملُ الناسُ فى عيادتهِ بمُعاملةٍ طيبة
وفى غير ذلك تكونُ المُعاملةُ مُعاملةً
سيئة
وهكذا ترى الصاحبَ المُنافق وصدقَ
القائلُ حيثُ قال
يَلْقَاكَ يُقْسِمُ أَنَّـهُ بِـكَ
وَاثِــــــقٌ
وَإِذَا تَـوَارَى عَنْـكَ فَهْـوَ
الْعَقْـــــــرَبُ
يُسْقِيكَ مِنْ طَرَفِ اللِّسَانِ حَـــلَاوَةً
وَيَرُوغُ مِنْكَ كَمَـا يـَرُوغُ
الثَّعْلَـبُ
لا خَيْرَ فِـي وُدِّ امْـرِيءٍ
مُتَمَلِّــــقٍ
حُلْـوِ اللِّسـَانِ وَقَلْبـُهُ
يَتَلَهَّـــــبُ
وبقولُ النَّبِيُ صلى الله عليه وسلم،
قَالَ:"إِنَّمَا مَثَلُ الْـجَلِيسِ الصَّالِحِ، وَالْـجَلِيسِ السَّوْءِ،
كَحَامِلِ الْمِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ: إِمَّا أَنْ
يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا
طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ: إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ
تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً"
خُلاصُةُ القولِ إذا اردنا مُجتمعاً
نظيفاً وبيئةً نظيفةً طاهرةً صادقةً فعلينا ان نقضى على هذا النفاق الذى اصبحَ
يسيرُ بيننا ويجرى بين الناس كما تجرى
النارُ فى الحلفاء ،، وكما يسرى السُمُ الزُعافُ
فى الأمعاء لابُد ان نقضى على النفاقِ
تماماً
ولقد قال اللهُ تعالى :"إِنَّ
الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ
نَصِيرًا"
ولقد قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"إنَّ شَرَّ النَّاسِ ذُو الوَجْهَيْنِ، الذي يَأْتي هَؤُلَاءِ بوَجْهٍ، وهَؤُلَاءِ بوَجْهٍ".
والنفاقُ هو السوسُ الذى ينخُرُ فى عظامِ هذه الأُمة وهذا الوطن لأن اصحابهُ
يعيشونَ فى بيئةٍ ملوثةٍ بنفاقهِم وبالنفعيةِ والوصوليةْ التى طغت عليهم
وتعالوا بنا لنلتقطَ بعضَ الصور الإيجابية من البيئةِ الخارجية حتى
لا ننظُرَ إلى المُجتمعِ الخارجى بنظارةٍ سوداء ،، ومن هُنا نعودُ من حيثُ خرجنا
عندمنا قُلنا سابقاً ،، وآنفاً ،،
ليسَ لنا ان نُحملَ الأُسرةَ وحدَها
العبءَ في مجالِ غرسِ القيمِ والفضائلِ فى الإنسانِ ، وانتقلنا من البيئةِ
الداخليةِ وهى بيئةُ الأُسرة ، إلى البيئةِ الخارجية حيثً قُلنا بأن المدرسة
والمسجدَ يُسهمان بدور بارزٍ في هذا المجال وتحدثنا عن دورِ المدرسةِ وتركنا دورَ
المسجدِ
والمسجدُ لهُ من الأهميةِ لمكان فهو
البيئةُ الإيمانيةُ الطاهرة لأن التربيةَ الصحيحة لاتكونُ إلا فى بيوتِ اللهُ
وتعالوا بنا سوياً إلى سورةِ النور
لنُضيفَ هذه الأياتِ ونسألُ الله تعالى بعد سماعِنا لها نسألُ الله تعالى اسئلةً
ونسمعُ الإجابةَ منهُ ايضاً
يقولُ اللهُ تعالى فى هذه الأيات :" اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا
مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ
دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا
غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ
عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ
الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ "
ولو سئلنا الله تعالى اين يوجدُ هذا
النورُ يارب العزة ؟
يُجيبُنا اللهُ تعالى قائلاً فى الأيةِ
التى بعدها :" فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ"
ولو سئلنا الله تعالى من هؤلاء الذين
يوجدون فى هذه البيوت وماذا يفعلون فيها ؟
يُجيبُنا اللهُ تعالى قائلاً
:"يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ
وَالْآصَال رِجَالٌ"
ولو سئلنا الله تعالى عن اوصافِ هؤلاء
الرجال
يُجيبُنا اللهُ تعالى قائلاً :"رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ
الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ "
ولو سئلنا اللهَ تعالى مما يخافون يارب العزة
اى مما يخافُ هؤلاء الرجال ؟
يُجيبُنا اللهُ تعالى قائلاً :"يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ
فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ
"
ولو سئلنا اللهَ تعالى ماجزائُهُم يارب العزة ؟
يُجيبُنا اللهُ تعالى قائلاً:"لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۗ
وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ "
خُلاصُةُ القول فإن التربيةَ الصحيحةَ
لا تكونُ إلا فى بيوتِ الله تعالى لأن بها هذا النورُ الذى ضربَ اللهُ بها المثل فى هذه الأيةِ ،
وهذه هى البيئةُ الإيمانيةُ الطاهرة التى تكونُ رحِماً ثانياً للإنسانِ وأظُنُ الأن
اننا قد علمنا معنى عنوان هذه الخُطبة وكيف ان البيئةَ هِيَ الرَّحِمُ الثَّانِي
وَالْأُمُّ الْكُبْرَي للإنسان ،،
واكتفى بهذا القدرِ فى هذه الخُطبة
وارجوا من الله أن اكونَ قد وفقتُ معكُم
فى تخفيفِ تحضيرِ الخُطبة عليكُم ، وأن اكون قد وضعتُ بين ايديكُم المداخل
والمخارج التى تخرجون من خلالها وتدخُلون اثنا، الخُطبة ،، ليكونَ بها ما يُسمى
بالرياضياتِ ، وفن إثارة الجمهور لنصرفَ عن الناس
المللَ أثناء الخُطبة لأن التنوعَ يُعطى عدم الملل ،، ولا تنسونا من صالحِ
دُعائِكُم
وسلامُ الله عليكُم ورحمتُهُ وبركاتُهُ