وَكُن رَجُلاً إِن أَتَوا بَعدَه يَقولونَ مَرَّ وَهَذا الأَثَر
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين أما بعد
فيا عباد الله يقول الله تعالي:" مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (الأحزاب/23)
عباد الله :"من أى الأبواب ندخُلُ مع حضراتِكُم على هذا العنوان
"وَكُن رَجُلاً إِن أَتَوا بَعدَهُ يَقولونَ مَرَّ وَهَذا الأَثَر"،
تعريف الرجولة وصفة الرجال
عباد الله :" لابد أولاً أن نعرف الرجولة ومن هؤلاء الرجال الذين يتركون البصمة والأثر
ونقول:" الرجولة ليست مرتبطة بالجنس البيولوجي،
بل هي مجموعة من الصفات والسلوكيات الروحية والأخلاقية كالصدق، الأمانة، الكرم،
الشجاعة، المسؤولية، الحكمة، والتواضع، بالإضافة إلى احترام الآخرين والتعامل معهم
بلطف وحنان، وهي تتجلى في الأفعال والمواقف النبيلة التي يتبناها الرجل، لا سيما
في العطاء والتضحية والالتزام بالمبادئ الإنسانية والدينية.
صفات الرجولة:
ومن صفات الرجولة الأخلاق والقيم:وتتضمن الصدق، الأمانة، والوفاء والإخلاص، العفو، والتسامح.
والشجاعة والشهامة:وهي القوة والقدرة على مواجهة الصعاب والدفاع عن الحق.
والمروءة والكرم:القدرة على العطاء والبذل والتضحية من أجل الآخرين.
والمسؤولية:الوفاء بالكلمة والالتزام بالواجبات تجاه النفس والآخرين.
والحكمة والعقل:القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة وفهم الأمور بعمق.
واللين والرحمة:التعامل بلطف وحنان مع الآخرين والتعاطف مع آلامهم.
والتواضع:الشعور بأن الإنسان لا شيء أمام الله بغض النظر عن قوته أو مكانته.
الرجولة في الإسلام:
عباد الله :" وتعريف الإسلام للرجولة أنها خوف الله والتقوى:أن يخشى الرجل الله في كل أقواله وأفعاله وأن يلتزم بتعاليم دينه.
واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم:الاقتداء بسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في كل شؤونه.
وعمارة المساجد:السعي في إعمار المساجد وتذكر الله وإقامة الصلاة والزكاة.
"فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ
رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ" (النور/36-37).
الفرق بين الرجولة والذكورة: الذكورة مرتبطة بالنوع والجنس البيولوجي، بينما الرجولة هي سلوك وموقف وفِكر.
الرجولة مفهوم أعمق وأشمل يتجاوز
المظهر الخارجي، ويشمل النخوة والعفة والشرف، وهو لا يحتاج إلى إثبات أو استعراض.
قال الحكماء :: الرجالُ ثلاثة :"رجلٌ رجُل ورجُلٌ نصفُ رجُل ورجُلٌ لا رجُل
أما الرجُلُ الرجُل هو صاحبُ الرأى والمشورة والرجُلُ النصفُ رجُل هو صاحبُ رأىٍ ولا مشورة أى لا يستشيرُ أحداً وأما الرجُلُ الذى لا رجُل ٌهو لا رأىَ عِندهُ ولا مشورة
فلك أن تعيشَ لحظةَ صدقٍ مع نفسك لتسألَ نفسك من أى الأنواعِ انت ومن أى الأنواع أنا فنحنُ لاشك فى حيرةٍ نحنُ نتمنى أن نكونَ من النوعِ الأولِ ألا وهو "الرجُلُ الرجُل "
وهو صاحبُ الرأى
والمشورة
الرجولة عند الحكماء
وقال الحكماءُ أيضاً :" الرجالُ أربعةٌ رجُلٌ يدرى ويدرى أنهُ يدرى فهذا عالمٌ فاسألوه
ورجُلٌ يدرى ولا
يدرى أنهُ يدرى فذاك ناسٍ فذكروه
ورجُلٌ لايدرى
ويدرى أنهُ لا يدرى فهذا جاهلٌ فعلموه
ورجُلٌ لايدرى ولا يدرى أنهُ لايدرى فهذا أحمقٌ فاجتنبوه
وقيل فى الرجولةِِ أيضاً هذا القول :"إن عملَ رجُلٍِ فى ألف رجُلٍ أقوى تأثيراً مِن قولِ ألفِ رجُلٍ فى رجُل "وقالوا:" رجل بألف وألف بخف:
إن رجلاً واحداً قد يساوي مائة، ورجلاً قد يوازي ألفاً، ورجلاً قد يزن شعباً بأسره، وقد قيل: رجل ذو همة يحيي أمة.
يُعد بألف من رجال زمانه …لكنه في الألمعية واحد.
حاجة الأمة إلي رجال يحملون الراية
عباد الله:" الأمة اليوم بحاجة إلى رجال يحملون الدين وهمّ الدين ويسعون جادّين لخدمة دينهم وأوطانهم شعارهم “من المؤمنين رجال” .
رجال لا يُقاسون بضخامة أجسادهم وبهاء صورهم، فعن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: “أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- ابن مسعود فصعد على شجرةٍ أمره أن يأتيه منها بشيء فنظر أصحابه إلى ساق عبد الله بن مسعود حين صعد الشجرة فضحكوا من دقة ساقيه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مما تضحكون؟ لَرِجلُ عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة من أحد"(أحمد)
الأمة بحاجة اليوم إلى رجال يتربون على عظائم الأمور ومكارم الأخلاق ، صفوفهم منتظمة ، حريصون على الوحدة والائتلاف وليس الفرقة والخلاف ، يعلمون أن الغضب لله لا يعني الجور وتجاوز الحدّ الشرعي في إنكار المنكر .
رجال هممهم عالية ، صبرٌ على المحن ، وبُعدٌ عن الفتن ، عقولهم متزنة ، جنوبهم لينة ، أخطاؤهم معدودة ، إذا ذُكر الله وجلت قلوبهم ، وإذا تُليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون ، دامعة أعينهم ، حزينة قلوبهم ، يبكون يوماً قصيًرا لغد طويل ، لا يحزنون على ما فاتهم من الدنيا ، ولا يفرحون بما أتاهم منها أنفاسهم طويلة مثل طول طريقهم .. وآراءهم حكيمة على مثل ما يواجهون .. إنهم رجال لا يُعرفون عند الاتفاق بل عند الاختلاف ، حيث يُسفر الاختلاف عن مدى ورع الإنسان وحلمه ، وتحريه والتزامه العدل والإنصاف.
هم الصف الأول ،هم النخبة الموجهة ،هم الصفوة المنتقاة ،هم حراس الأمة وقادتها وعقولها .
رجال هم عين الأمة وضميرها ، رجال يذودون عن الأمة ، ويدافعون عنها ،ويدفعون الأعداء ، رجال يوجهون الأمة ، وبهم تسترشد الأمة.
رجال لاغني للأمة عنهم علي مدي تاريخها.. وحاجتها إليهم اليوم أشد إنهم رجال المواقف …
نعم ذهبَ عهدُ الرجالُ وأتى عهدُ النساء فلتُزَلزِلى يا أرض ولتُزمجِرى يا جبال لعدمِ وجودِ الرجالِ نعم :" إلا من رحِمَ ربى مِن الرجال ولذلك يقولُ القائل:"
إنَ أسداً يقودُ ألفَ نعامةٍ يغلبُ جيشاً فيه ألفُ أسدٍ تقودُهُم نعامةٌ
فالرجولةُ ليست كلمةً تُقال لكنَ الرجولةَ هى العملُ لا فى القول ومن هُنا قيل :"حالُ الإنسانِ ابلغُ من قولهُ " ومن ثم لا بد للأنسان أن يكون قدوةً لغيره فى عملهِ وأقوالهِ وأن يُطبِقَ الكلام على فعلهِ وقولهِ
وحتى لا يندرج تحت قول القائل ::
يا أَيُّها الرَجُلُ المُعَلِّمُ غَيرَهُ
هَلا لِنَفسِكَ كانَ ذا التَعليمُ
تَصِفُ الدَّواءَ لِذي السَّقامِ وَذي الضَّنا
كيما يَصحّ بِهِ وَأَنتَ سَقيمُ
وَتَراكَ تُصلِحُ بالرشادِ عُقولَنا
أَبَداً وَأَنتَ مِن الرَّشادِ عَديمُ
فابدأ بِنَفسِكَ فانهَها عَن غَيِّها
فَإِذا اِنتَهَت عَنهُ فأنتَ حَكيمُ
فَهُناكَ يُقبَلُ ما تَقولُ وَيَهتَدي
بِالقَولِ منك وَينفَعُ التعليمُ
لا تَنهَ عَن خُلُقٍ وَتأتيَ مِثلَهُ
عارٌ عَلَيكَ إِذا فعلتَ عَظيمُ
إياك ان تكونَ
من الذين يقولونَ ولا يعملون
ولقد حَثُّ الإسلامِ على العملِ الشريفِ: وأمرَ بالعملِ، وحثَّ عليه،
ورغّبَ فيه، وقد ربطَ اللهُ في القرآنِ الكريمِ بين الإيمانِ والعملِ الصالحِ، فلا
تجدُ آيةً وردَ فيها الإيمانُ باللهِ إِلّا وقد قُرِنَ فيها العملُ، كما وردَ لفظُ
العملِ في القرآنِ الكريمِ في «360» آيةً
تضمنتْ الحديثَ عن أحكامِ العملِ، ومسؤوليةِ العاملِ وعقوبتِهِ
ومثوبتِهِ في الدنيا والآخرةِ قال تعالى:"إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً"
وقال تعالى :"مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ
مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ
بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" .إنها الرجولة فى مُجتمعٍ قلتْ فيه الرجولة
والقولُ والحالُ
لابُد لهُما من أن يُترجما إلى عملٍ لأن العمل هو الأساس
إذاً لابُد لكُلِ طاعةٍ من ثلاثةِ اشياء علمٌ ،،وحالٌ اى نية ،،وعملٌ ،،
فالحالُ والعملُ ابلغُ من القول بكثيرَ اتمنى ان تكونَ قد وصلت
رسالتُنا إليكُم
فالرجولةُ مبادئ
قيمٌ أخلاقٌ مروءةٌ شهامةٌ
وقوفٌ بجانبِ الضعيفٌ
صدقُ حديثٍ ووفاءٌ بعهدٍووفاءٌ بوعد ووفاءٌ بالجميل جودٌ وكرمٌ وخفضٌ صوتٍ
وغضٌ طرفٍ واحترامٌ للأخرينومشىُ قصد وحِفظ محارموحفظُ جوارح وحفظُ أمانةٍ
هى تفقهٌ فى الديناغتنامُ وقتٍاغتنامُ صحةٍاغتنامُ شبابٍ قيامُ ليلٍ برٌ للوالدين تنفيذُ لأوامرِ الله وإجتنابُ مانهى اللهُ عنهُحفظُ لِلسانٍ حِفظُ فرجٍ طهارةُ يدٍاحترامُ مشاعرالناس
وتواضعٌ من غير ذِلةعِزةٌ من غير كِبر وتحمُلٌُ من غير مذلة تعففٌ عن المسألةالا وهى العِفةٌإن الرجولة هى الرحمة إنها العفوإنهاالقدرةُ على التحمل إنها رجاحةُ العقل انها علو الهمةإنها العطاء هى الورعُ والحياءُهى الغيرةٌ هى الإيمانوعدلٌ فى الرضا والغضب
وقصدٌ فى الغنى والفقروخشيةٌ الله فى السرِ والعلانية العفو عن من ظلمك وإعطاءُ من حرمك والصلةُ لِكُلِ من قطعك الرجولةُ فرحُك بِفرح الأخرينوحُزنُك لِحُزنِ الأخرين إنها الإيثار هى مُساعدةُ الناس وقضاءُ حوائجِهم وحِلمٌ على جاهلِهِم بل هى شكرٌ لله وإعطاءُ كُلِ ذى حقٍ حقهُ هى بشاشةُ وجهٍ فى وجوهِ الناسوطهارةُ قلبٍ وسلامةٌ صدرٍإنها الرضا هى إنهاالصبرُ علىى الشدائد وعرّفَنا اللهُ وإياكُم بِكُلِ ماتحويه هذه الكلمةُ الغاليةُ والنادرةُ ألا وهى (( الرجولة ))
أمثلة للرجال الصادقين الأوفياء
عبااد الله :"
تعالوا بنا إلى غزوةِ بدرٍ لنضربَ مثالاً على الرجولة والوفاء بالعهد ،، فلقد وقع رجلٌ فى الأسرِيُسمى (( أبا العاص بن الربيع ))هذا الرجلُ كان زوجاً لزينب بنت رسولِالله (( صلى اللهُ عليه وسلم ))لما وقع فى الأسرِ وأخذا رَسُولُ الله صلى اللهُ عليه وسلم بمبدأِ الفديةَ للأسرى :أى من اهالى الأسرى ففدت زينبُ بنتُ رسولِ الله زوجَها أبا العاص بن الربيع بِعقدٍ كانت السيدةُ خديجةُ أُمُها أهدتُهُ لها ليلةَ زفافِها لدرجةِ أن النبى صلى اللهُ عليه وسلملما رأى العقد تذكر زوجتهُ السيدة خديجة فبكى
خُلاصةُ القول :"اطلقَ الرسولُ سراحَ إبا العاص إبن الربيع دون فدية لأن بلال ابن رباح قد سامح فى هذه الفدية إكراماً لرسولِ اللهِ وابنتهِ
ولماذا بلالُ إبن رباح هو الذى سامح؟ لأن أباالعاص إبن الربيع كان من نصيبِ بلال
إبن رباح فى الأسرى اى لما قسموا الأسرىَ المُهم قال لهُ رَسُولُ الله صلى اللهُ عليه وسلم قال لهُ يا أبالعاص أنت الأن مُشركٌوزوجتُك زينبُ إبنتى مُسلمة وقد حرم الأسلامُ زواجَ المُشركين بالمُسلمات وأنا اُريدُ مِنك أن تُعطينى عهداً أن إذا عُدتَ إلى مكةَ أن ترُدَ إلىَ إبنتى زينب بِمُجردِ وصولِك إلى مكة فهلا أعطيتنى ألعهد بذلك فأعطى أبو العاص بنُ الربيع العهدَلرسولِ الله بذلك والرجُلُ الحُر يُنفذُ العهدَ الذى أعطاهُواقتطعهُ على لسانهِ مهما كانت النتائج فهذا هو أبو العاص كانَ كافراً ولكنهُمادامَ قد أعطى عهداً لابُدَ أن يُنفذهُ ألسنا نشعُرُ بالخجلِ إذا قارنَ أحدُنانفسهُ بواحدٍ من هؤلأء وهذا درسُ لنا جميعاً كافرٌ وينفذُ عهدهُ :: ومُسلمٌ ويتخلى عن تنفيذِ عهدهِ ولا يكونُ على مُستوى كلمتهِ وبعدما عاد أبو العاص بنُ الربيع جهز زوجتهُ زينبَ وأعادها إلى رسولِ الله
ابيها مُعززةً مُكرمةً لدرجةِ أن أبا العاص بن الربيع أسلمبعد ذلك فى العام السابع من الهجرة ثُمَّ قاللرسولِ الله " هل لك أن ترُدَ إلىَ زينبَ يارسول اللهأى هل لك أن تُعيدها لى زوجةً مرةً أُخرى يارسول الله "فقال لهُ الرسولُ صلى اللهُ عليه وسلمياأبا العاص لقد وعدتَ قبل ذلك فوفيتَ ونحنُ إذا واعدنا وفينا ياأبا العاص عُدّ إلى زوجِك فهى حِلٌ لك ،، او حلالٌ لكَ مادُمتَ قد اسلمتَ فهل تعلمنا هذه الفضيلةَ التى إلتزمَ بها بعضُ الرجالِ وتخلى عنها الكثيرُ من الناس فى إيامِنا تلك ولذلك قال رَسُولُ الله صلى اللهُ عليه وسلم" لا دينَ لمن لا عهدَ لهُ ولا إيمانٌ لمن لا أمانةَ له "
اسمعىَ يادُنيا المبادئ والقيماسمعى يادُنيا وصُمتْ أُذناكى إن لم تسمعىإنها القيم إنها المروءةإنها المبادئ إنها الرجولةفضلاً أن رسول صلى اللهُ عليه وسلمقال :" اضمنولى ستاً مِن أنفُسِكُم أضمن لكُم بِهن الجنةاصدقوا إذا حدثتُم وأوفوا إذا واعدتُموأدوا إذا ائتُمنتُم
وغضوا أبصاركُم واحفظوا فروجكُموكفوا أيديكُم" أى عن الحرام
ومرةً أُخره نعودُ إلى بلال إبن رباح الذى اطلقَ سراحَ اباالعاص إبن الربيع بدونِ فديةً إكراماً لرسولِ وابنتهِ ،،وما دامَ الحديثُ قد ذهبَ بنا إلى العهد ومسؤليةِ العهد
الخطبة الثانية
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين أما بعد فيا
عباد الله:"
تعالوا بنا:" لِنُقارنَ بين ماسرنا إليه وبين ماكانوا عليه زمن الرسول والصحابة لنرى قوةَ إيمانهم وقوة شخصيتهم وقوة عزيمتهم ..
أراد الرسولُ صلى اللهُ عليه وسلم أن يخطُبَ عائشةَ من أبى بكرٍ :وقال لَهُ رَسُولُ الله :" ياأبابكر أُريدُ أن أخطب عائشة فهل تقبل فقال لهُ أبوبكرٍ أُجيبُكَ غداً يارسولَ الله أى سأردُ عليك غداً يارسول الله أتدرونَ لماذا؟
لأن أبا بكرٍ كان قد أعطى كلمةً لرجُلٍ أخر إسمُهُ مُطعم بن عدى وكان مُطعمُ إبنُ عُدى قد طلبَ مِن أبى بكرٍ عائشةَ لولدٍ من أولاده وكان أبوبكرٍ قد أعطاهُ كلمةََ ولذلك أجلَ أبو بكرٍ إجابتهُ على رسولِ الله للغد:: ليتأكدَ إذا كان الرجلُ عِندَ عهدهِ معهُ أم لا ليتملصَ من عهدهِ معهُ ( لا )-إنما ليتأكدَ إذا كان الرجُلُ عند عهدِهِ معهُ أم لا
وذهبَ أبوبكرٍ ليتأكدَ فقط ( لا ) ليتملصَ كما يفعلُ بعضُ الناس أعطاهُ أبوبكرٍ كلمةَ وما أرادَ أن يعودَ فيها حتى لو كان الذى سيخطُبُ إبنتهُ :: سيدُ الخلقِ مُحمد (صلى اللهُ عليه وسلم ) ولما ذهبَ أبوبكرٍ إليه قالَ لهُ يامُطعم كُنتَ قد طلبتَ مِنى عائشةَ لولدٍ مِن أولادِك أعِندَ رأيك :فأجابت زوجةُ مُطعم وقالت ياأبابكرٍ لن نسمحَ لولِدِنا أن يتزوج بابنتِنك آبداً ياأبابكر فأعادَ أبوبكرٍ الكلامَ على مُطعم فأجابت زوجةُ مُطعم على أبى بكرٍٍِ بنفس الأجابةِ
أعادَ
أبوبكرٍالكلامَ عليه للمرةِ الثالثة ، وما أخذا بكلامِ النساء وتملصَ فى عهده ( لا
)
إنما أعاد أبوبكر الكلام على مُطعم وقال يامُطعم كُنتَ قد طلبت منى عائشةَ لولدٍ من أولادك آعِندَ رأيك قال مُطعمٌ :: القولُ ماسمِعتَ : ياأبابكرٍ ،، سُبحان الله ،،
نعم هُناك من الناسَ من لا كلمةَ لهُم فى بيوتهِمأسدٌ علىَ وفى البيوتِ نعامةٌ طبعاً محكوم وشورتها كما نقول عِندئذٍ عاد أبو بكرٍ ووافقَ على خِطبة رسولِ الله من عائشةَ ::
والسؤالُ الذى يُطرحُ علينا هل أصبحَ الواحدُ مِنا على مُستوى
كلمتِهِ كما كان أبوبكرٍ على مستوى كلمتِهِ وطبقَ هذا الكلامَ حتى على رسولِ الله
صلى اللهُ عليه وسلم نفسهِ
أم أننا فى وادٍ والرجولةُ فى وادٍ أخر الكلمة كلمتها والشوري شورتها كما هو الحال لمطعم بن عدي ..
عباد الله :" هذه فضيلةُ
الوفاء بالعهد والوعد ،، التى قد تنحينا عنها فى وقتِنا هذا ،، فأين الرجولةُ إذاً
وتعالي لتري لِما صارَ ألناسُ عليه فى إيامِنا تلك مِن حِنثٍ فى العهد وخُلفٍ فى الوعدِ
ورجوعٍ فى الكلمةِ من أجل دُنياأين نحنُ الْيَوْمَ بجانبِ هؤلاء الرجال
يموتُ الفتىَ بِعثرةٍ من لِسانهِ
وليسَ يموتُ الفتى بِعثرةِ الرِجِلِ
. فعثرةُ اللسانِ لا دواءَ لها
وعثرةُ
الرجِلِ تُشفى على مهلٍِ
فكُن عند كلمتِك مهما كانت النتائجوتعلم من أبى بكرٍ ومن غيرهِ من الرجال
فهُناك رجُلٌ باألف وهُناك ألفٌ بِخُفٍ والرسولُ صلى اللهُ عليه وسلم يَقُولُ :" لا دين لمن لا عهدَ لَهُ"
عباد الله:"
إن عُنوان الخُطبة هو :" وَكُن رَجُلاً إِن أَتَوا بَعدَهُ يَقولونَ مَرَّ وَهَذا الأَثَر،
فما احوجنا أن
نُقوىَ إيماننا اولاً لأن الإيمان هو صانعُ المُعجزات ،،
وما احوجنا ان نتمسك بهذه المبادئ والقيم لنُقاومَ كُلَ هذا من
التحديات
وصدقَ القائلُ عندما قال لا تُحدثنى عن الإسلام إنما دعنى أنا ارىَ
الإسلام فى افعالِك
واكتفى بهذا القدرِ فى هذه الخُطبة وارجوا من الله أن
اكونَ قد وفقنى اللهُ معكُم
فى تخفيفِ تحضيرِ هذه
الخُطبة عليكُم ،
وأن اكون قد وضعتُ بين ايديكُم مدخلاً سهلاً خفيفاً تخرجون من خلاله
وتدخُلون اثناء الخُطبة ،، ليكونَ بها ما
يُسمى بالرياضياتِ وفن إثارة الجمهور لنصرفَ عن الناس المللَ أثناء الخُطبة لأن التنوعَ يُعطى عدم
الملل ،، ولا تنسونا من صالحِ دُعائِكُم ،