اترك أثراً طيباً يذكرك الناس به
وَكُن رَجُلاً إِن أَتَوا بَعدَهُ يَقولونَ مَرَّ وَهَذا الأَثَر،
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين أما بعد
فيا عباد الله يقول الله تعالي:" مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (الأحزاب/23)
عباد الله :"من أى الأبواب ندخُلُ مع حضراتِكُم على هذا العنوان
"وَكُن رَجُلاً إِن أَتَوا بَعدَهُ يَقولونَ مَرَّ وَهَذا الأَثَر"،
تعريف الرجولة وصفة الرجال
الرجولة ليست مرتبطة بالجنس البيولوجي،فكم من ذكر ليس برجل الفرق بين الرجولة والذكورة: الذكورة مرتبطة بالنوع والجنس البيولوجي، بينما الرجولة هي سلوك وموقف وفِكر.
وكم من رجل بألف رجل وألف بخف ورجل ذو همة يحي الله به أمة
قال الحكماء :: الرجالُ ثلاثة :"رجلٌ رجُل ورجُلٌ نصفُ رجُل ورجُلٌ لا رجُل
أما الرجُلُ الرجُل هو صاحبُ الرأى والمشورة والرجُلُ النصفُ رجُل هوالذي له رأي ولا يشاور وأما الرجل الذي ليس برجل فالذي ليس له رأي ولا يشاور
حاجة الأمة إلي رجال يحملون الراية
عباد الله:" الأمة اليوم بحاجة إلى رجال يحملون الدين وهمّ الدين ويسعون جادّين لخدمة دينهم وأوطانهم شعارهم “من المؤمنين رجال” .
رجال لا يُقاسون بضخامة أجسادهم وبهاء صورهم، فعن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: “أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- ابن مسعود فصعد على شجرةٍ أمره أن يأتيه منها بشيء فنظر أصحابه إلى ساق عبد الله بن مسعود حين صعد الشجرة فضحكوا من دقة ساقيه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مما تضحكون؟ لَرِجلُ عند الله أثقل في الميزان يوم القيامة من أحد"(أحمد)
الرجولة أُمنية الفاروق :
-كَانَ عُمَرُ رضى الله عنه جَالِسَاً ذَاتَ يَوْمٍ مَعَ الصَّحَابَةِ فَسَأَلهُمْ سُؤَالاً: قَالَ لِيَتَمَني كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ شَيْئَاً!؟ قَالَ الأَوَّلُ أَتمَني أَنْ يَرْزُقَني اللهُ جبل مِثلَ أُحُدٍ ذَهَبَا فَأُنْفِقَهُ في سَبِيلِ الله!!وَقَالَ الثَّانِي وَأَنَا أَتمَني مِلءَالمَدِينَةِ خَيْلاً أَغْزُو بِهَا في سَبِيلِ الله!! وَقَالَ الثَّالِثُ وَأَنَا أَتمَني مِلءَ المَدِينَةِ عَبِيدَاً فَأُعْتِقَهُمْ في سَبِيلِ الله!!كُلُّ هَذَا وَعُمَرُ صَامِتٌ ؛ فَسَأَلُوهُ مَاذَا تَتَمَني أَنْتَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِين ؟ قَالَ أَتمَني مِلءَ هَذَا المَسْجِدِ رِجَالاً مِثلَ أَبِي بَكر !!. (موسوعة الرقائق والأدب (صـ7096).-
تخيل أمة كلها رجال كالصحابة كيف حالهم بين الأمم.
صفات الرجولة:
ومن صفات الرجولة الأخلاق والقيم:وتتضمن الصدق، الأمانة، والوفاء والإخلاص، العفو، والتسامح.
القرآن يتحدث عن صفات الرجال :
عباد الله:" ذكر الله عز وجل فى قرآنه العظيم صفات الرجال المطلوبين
لبناء الدنيا والدين بهؤلاء الرجال تعلو الهمم وتتقدم الأمم وينتشر الأمن والأمان والسعادة فى كل مكان منهم مثلا
(1)الرجال يحبون الطهارة ظاهرا وباطنا - قال تعالى:لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108)التوبة
-.(رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا) رجال يحبون الطهارة أى النظافة مثلاً (1) نظافة داخلية مثل :
(أ)نظافة القلب من الحقد والحسد والغل وسوء الظن لأن هذه ملوثات للقلوب .عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ قَالَ: إِنَّ العَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، فَإِذَا هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ سُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ.سنن الترمذى (3334)وذلك بالتوبة واكثرة الاستغفا
(ب)طهارة اللسان من الغيبة والنميمة والكذب و.. بالبعد عنها وعدم التحث بها
(2)طهارة خارجية بنظافة الجسم من الحدث الأصغربالوضوء،والحدث الأكبر بالإستحمام ونظافة الثوب
-الجزاء : محبة الملك سبحانه (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ )
(2)الرجال دائموا الذكر لله تعالى قال تعالى:" رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِاللَّهِ ُ "(النور/37
رِجالٌ أى أبطال كُمل مخلصون مُنجذبون نحو الحق مُنقطعون عن الدنيا الدنية وما فيها بحيث لا تُلْهِيهِمْ ولاتشغلهم ولا تخدعهم ولا تغرهم تِجارَةٌ وأرباح وَلا بَيْعٌ أيضا كذلك مُطلقا عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وعن التوجه نحو جنابه والعكوف حول بابه.
(3) إقامة الصلاة فى مواعيدها خاشعين لله تعالى :قال تعالى : رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِاللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ "(النور/37
(أ)فَقَوْلُهُ{رِجَال}فِيهِ إِشْعَارٌ بِهِمَمِهِمُ السَّامِيَةِ، وَنِيَّاتِهِمْ وَعَزَائِمِهِمُ الْعَالِيَةِ،الَّتِي بِهَا صَارُوا عُمَّارا لِلْمَسَاجِدِ الَّتِي هِيَ بُيُوتُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَمَوَاطِنُ عِبَادَتِهِ وَشُكْرِهِ،وَتَوْحِيدِهِ. تفسير ابن كثير (6/67)
(ب) إِقَامِ الصَّلَاةِ :لم يقل: يفعلون الصلاة،أو يأتون بالصلاة،لأنه لا يكفي فيها مجرد الإتيان بصورتها الظاهرة.فإقامة الصلاة،إقامتها ظاهرا، بإتمام أركانهاوواجباتها، وشروطها. وإقامتها بإقامة روحها، وهو حضور القلب فيها، وتدبر ما يقوله ويفعله منها، هي التي قال الله فيها: {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} وهي التي يترتب عليها الثواب. فلا ثواب للإنسان من صلاته، إلا ما عقل منها، ويدخل في الصلاة فرائضها ونوافلها.( تفسير السعدى (1/40)
(ج)وإقامة الصلاة تحتاج إلى الإكثار من الدعاءثم جهاد النفس على إقامة الصلاة.قال تعالى :رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40) ابراهيم
(4) من صفات الرجال َإِيتَاءِ الزَّكَاةِ :-
-أى إعطاء الزكاة لمستحقيها دون تأخير وهم راضون فالرجال الذين يؤدون الزكاة هم من أهل التقوى والفوز والفلاح أصحاب الفردوس الأعلى قال تعالى:قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ "( المؤمنون /1-11).
(5)من صفات الرجال الإستعداد ليوم القيامة :
-قال تعالى: رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِاللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ .
-يخافون من شدة أهوال يوم القيامة والتى منها مثلا:يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2) الحج .
من أوصاف يوم القيامة الرهيبة هي:
1- يوم تذهل الزلزلة كل مرضعة عن وليدها الرضيع. والذهول: الغفلة عن الشيء بطارئ من هم أو وجع أو خوف.
2- وتسقط الحامل جنينها من بطنها من شدة الخوف والفزع.
3- وتجد الناس كالسّكارى من الخوف، وهم في الواقع غير سكارى من الشراب، ولكن شدة العذاب أفقدتهم وعيهم.(الوسيط للزحيلى (2/1624)
استعدوا ليوم القيامة:(يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ) يعني:الحامل لهم على ذكرالله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة خوفهم من يوم تتقلب فيه القلوب والأبصار،وهذا يوم لا محالة آت، ولا شك في وقوعه أبداً .(سلسلة التفسير لمصطفى العدوى (36/9)
-عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِﷺ ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ ، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا» ، قَالَ: فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْيَسُ؟ قَالَ: «أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ
ذِكْرًا، وَأَحْسَنُهُمْ لِمَا بَعْدَهُ اسْتِعْدَادًا، أُولَئِكَ الْأَكْيَاسُ»سنن ابن ماجه (4259) حسنه الألباني. الكيس :العاقل جزاء هؤلاء الرجال عظيم
(6)الرجال صادقون فى العهد والوعد:-
-قال تعالى :- مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) الأحزاب- فحقيقة الرجولية الصدق ومن لم يدخل في ميدان الصدق فقد خرج من حد الرجولية .تفسير السلمى (2/143)- {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ} أي: وفوا به، وأتموه، وأكملوه، فبذلوا مُهجهم في مرضاته، وسبَّلوا أنفسهم في طاعته.{فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ} أي: إرادته ومطلوبه، وما عليه من الحق، فقُتل في سبيل الله، أو مات مؤديًا لحقه،لم ينقصه شيئُ.{وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ} تكميل ما عليه، فهو شارع في قضاء ما عليه،ووفاء نحبه ولما يكمله وهو في رجاء تكميله، ساع في ذلك، مجد.{وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا} كما بدل غيرهم، بل لم يزالوا على العهد، لا يلوون، ولا يتغيرون، فهؤلاء، الرجال على الحقيقة، ومن عداهم، فصورهم صور رجال، وأما الصفات، فقد قصرت عن صفات الرجال. (تفسير السعدى (1/660)-
(7)الرجل يشهد بالحق دائما:
-قال تعالى :وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا.. (282) البقرة
- مِنْ رِجالِكُمْ الَّذِينَ تَعْتَدُّونَهُمْ لِلشَّهَادَةِ بِسَبَبِ الْعَدَالَةِ. وَذَلِكَ لِأَنَّ عَقْلَ الْإِنْسَانِ وَدِينَهُ وَعَدَالَتَهُ تَمْنَعُهُ مِنَ الْكَذِبِ .وَلا يَأْبَ الشُّهَداءُ إِذا مَا دُعُوا فَهَذَا يَقْتَضِي أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى كُلِّ مَنْ كَانَ شَاهِدًا الذَّهَابُ إِلَى مَوْضِعِ أَدَاءِ الشَّهَادَةِ، وَيَحْرُمُ عَلَيْهِ عَدَمُ الذَّهَابِ إِلَى أَدَاءِ الشَّهَادَةِ.مفاتيح الغيب (7/94)
(8)الرجال قوامون على النساء: قال تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ...(34) النساء .يخبر تعالى أن الرِّجَال {قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} أي: قوامون عليهن بإلزامهن بحقوق الله تعالى، من المحافظة على فرائضه وكفهن عن المفاسد،والرجال عليهم أن يلزموهن بذلك وقوامون عليهن أيضا بالإنفاق عليهن،والكسوة والمسكن، ثم ذكر السبب الموجب لقيام الرجال على النساء فقال{بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ}.تفسير السعدى (1/177).
(9)من صفات الرجال حُسن الخلق :عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَاتِ قَائِمِ اللَّيْلِ صَائِمِ النَّهَارِ"(صحيح الجامع (1620).
إنماأُعطى صاحب الخلق الحسن هذا الفضل العظيم لأن الصائم والمصلي بالليل يجاهدان أنفسهما في مخالفة حظهما الصائم يمنعها من الشراب والطعام والنكاح والمصلى يمنعها من النوم فكأنهمايجاهدان نفساً واحدة وأما من يُحسن خلقه مع الناس مع تباين طباعهم وأخلاقهم فكأنه يجاهد نفوساً كثيرة فأدرك ما أدركه الصائم القائم فاستويا في الدرجة بل ربما زاد.(السراج المنير (2/
الآثار بعد الموت
ونكتب أثارهم
عباد الله :" تعالوا اليوم نتأمل آية في كتاب الله، فالقرآن الكريم فيه رحمة وهدى وموعظة وشفاء.
يقول سبحانه " إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ "(يس: 12).
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أربعةَ أشياء:
الأول: أنه يحيي الموتى مؤكداً ذلك متكلماً عن نفسه بصيغة التعظيم.
الثاني: أنه يكتب ما قدموا في الدنيا.
الثالث: أنه يكتب آثارهم.
الرابع: أنه أحصى كل شيء في إمام مبين أي: في كتاب بين واضح. (أضواء البيان 6 /654).
وسوف نركز حديثنا حول الثالث وهو الآثار ونعرض للبقية باختصار.
قال سبحانه "إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى "قال السعدي: أي: نبعثهم بعد موتهم لنجازيهم على الأعمال.
وفي الجملة التي بعدها قال ابن جرير:"وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا" في الدنيا من خير وشر، وصالح الأعمال وسيئها.
وفي قوله "وَآثَارَهُمْ "قولان مشهوران لأهل العلم وكلاهما صحيح ولا تعارض بينهما بل لكل منهما شواهد من القرآن والسنة.
التفسير الأول: قال الحسن وقتادة:" وآثارهم "يعني: خطاهم؛ فعن جابرِ بنِ عبدِاللهِ قال: خلتِ البقاعُ حول المسجدِ. فأراد بنو سلمةَ أن ينتقلوا إلى قربِ المسجدِ. فبلغ ذلك رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ. فقال لهم: " إنَّهُ بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قربَ المسجدِ ؟" قالوا: نعم. يا رسولَ اللهِ! قد أردنا ذلك. فقال: " يا بني سلمةَ! ديارَكم. تُكتبُ آثارُكم. ديارَكم. تُكتبُ آثارُكم " رواه مسلم.
ومما يشهد لهذا المعنى من القرآن قوله سبحانه في المجاهدين" وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِياً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ "(التوبة: 121).
فخطواتك إن كانت في خير كتبت لك أجرا وإن كانت في معصية كتبت عليك وزرا!.
والتفسير الثاني: آثار الخير وآثار الشر فيموت الإنسان ويبقى أثر عمله الذي عمله في حياته، وما سنّه في حياته وصار فيه قدوة. قال السعدي: "﴿ وَآثَارَهُمْ ﴾ وهي آثار الخير وآثار الشر، التي كانوا هم السبب في إيجادها في حال حياتهم وبعد وفاتهم، وتلك الأعمال التي نشأت من أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم، فكل خير عمل به أحد من الناس، بسبب علم العبد وتعليمه ونصحه، أو أمره بالمعروف، أو نهيه عن المنكر، أو علم أودعه عند المتعلمين، أو في كتب ينتفع بها في حياته وبعد موته، أو عمل خيراً، من صلاة أو زكاة أو صدقة أو إحسان، فاقتدى به غيره، أو عمل مسجدا، أو محلا من المحال التي يرتفق بها الناس، وما أشبه ذلك، فإنها من آثاره التي تكتب له، وكذلك عمل الشر " اهـ.
وممّا وردَ في ذلكَ قولهُ -جلّ وعلًا-:"إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِين)[يس:12]؛ وسببُ نزولِ هذهِ الآيةِ كما رُوِيَ عن أَبُي سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ -رضيَ اللهُ عنهُ-: كَانَ بَنُو سَلِمَةَ فِي نَاحِيَةٍ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَأَرَادُوا أَنْ يَنْتَقِلُوا إِلَى قُرْبِ الْمَسْجِدِ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ), فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ آثَارَكُمْ تُكْتَبُ فَلِمَ تَنْتَقِلُونَ؟"(رواه أحمد), وفي روايةٍ أخرى قَالَ: شَكَتْ بَنُو سَلِمَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بُعْدَ مَنَازِلِهِمْ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ -تعالى-: (وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ), فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "عَلَيْكُمْ مَنَازِلَكُمْ؛ فَإِنَّمَا تُكْتَبُ آثَارُكُمْ"(رواه عبدالرزاق في مصنفه).
عبادَ اللهِ: ومِنْ أعظمِ النّعَمِ الّتِي يمنُّ بها اللهُ -جلّ وعلَا- على عبادِهِ أنْ يجعلَ لهمْ آثارًا طيبةً؛ يُحْيِي بها ذِكْرَاهُمْ، ويُجري بها أجرَهم، ويمدُّ بها أعمارَهم بدوامِ الحسناتِ بعدَ موتهِمْ، وكذلك إذا كانَ العملُ الصالحُ بدايته نيةٌ صالحةٌ جعلَ اللهُ أثرهُ يزدادُ رسوخاً وعمراً وقبولاً.
يبقى الإنسان المؤمن حيا وحاضرا بآثاره الطيبة التي تركها قبل موته قال الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ"( يس/).
الآثار الطيبة :
علم علمته غيرك ، آية من القرآن حفظها ولد على يديك ..
الآثار الطيبة : خلق حسن عشت عليه ومت عليه وكنت مثالا فيه وقدوة ..
الآثار الطيبة:جهد بذلته ، وعمر أفنيته في سبيل الله تعالى ، ينفع الناس في حياتك وبعد مماتك ..
الآثار الطيبة: أن تأخذ بيد أحدهم إلى الله تعالى وأن تكون سبباً في هداية غيرك ، وفي الحديث ( لئن يهدي لك الله رجلاً واحداً خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت)
تموت يوم تموت وتبقى صحيفة العمل يكتب فيها أعمال وأقوال وسنن وأجور وحسنات دللت غيرك عليها لك أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أجورهم شيء ..
علمٌ علّمته ونشرته:
إن الإسلام حث على العلم ورغّب فيه، وجعل طلبه فرضا على التعيين أو الكفاية، وهذا يقتضي أن يكون هناك علماء يعلمون، وطلاب علم يتعلمون.
ولقد كان صلى الله عليه وسلم يُرغِّب في نشر العلم وتعليمه، فكان يقول:"بلِّغُوا عَنِّي ولَوْ آيَةً "(البخاري) .
"نَضَّرَ الله امْرءاً سمِع مِنا شَيْئاً ، فبَلَّغَهُ كما سَمعَهُ فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أوْعى مِنْ سَامِع" الترمذيُّ وقال : حديثٌ حَسنٌ صَحيحٌ .
"منْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ منْ تَبِعَهُ لا ينْقُصُ ذلِكَ مِنْ أُجُورِهِم شَيْئاً" مسلم
"أَلاَ إِنَّ الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ ، مَلعون مَا فيها ، إِلاَّ ذِكْرَ اللَّه تعالى ، ومَا وَالاَه وَعالماً وَمُتَعلِّماً "الترمذي وقال : حديثٌ حسنٌ .
"إنَّ اللَّه وملائِكَتَهُ وأَهْلَ السَّمواتِ والأرضِ حتَّى النَّمْلَةَ في جُحْرِهَا وحتى الحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلى مُعلِّمِي النَّاسِ الخَيْرْ" الترمذي وقالَ : حَديثٌ حَسنٌ .
فيا شباب الإسلام، تعلّموا وعلّموا، فإن هذا والله جهاد عظيم، قال الله تعالى:"وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ"التوبة122
والله – يا طالب العلم – ((لأن يهدي الله بك رجلا واحداً خير لك من حمر النعم)) متفقٌ عليهِ، وهنيئا لك تموت ويظلّ أجر ما قدّمت من التعليم، وما أخرت من العلم، يأتيك إلى يوم القيامة.
ولدٌ صالح تركته:
وهذا الإطلاق يفيد انتفاع الوالد بولده الصالح سواء دعا له أم لا. كمن غرس شجرةً فأكل منها الناس، فإنه يحصل له بنفس الأكل ثواب، سواءً دعا له من أكل أم لم يدع. فالوالد ينتفع بصلاح ولده مطلقاً، وكل عملٍ صالح يعمله الولد فلأبويه من الأجر مثل أجره، من غير أن ينقص من أجره شيء، لأن الولد من سعي أبيه وكسبه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:"إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وإن ولده من كسبه" ، والله عز وجل يقول:"وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى"النجم:39.
مصحفٌ ورَّثّته:
فمن اشترى مصحفاً ووضعه في البيت ليقرأ فيه أولاده أو وضعه في المسجد ووقفه لله تعالى، فإنه يأتيه من ثواب ذلك المصحف بعد موته ويلحق بالمصحف كتب العلم الشرعي، ككتب العقيدة الصحيحة، والتفسير، والحديث، والفقه، ونحوه ذلك من العلوم الشرعية، فإذا اشترى الرجل كتباً منها ووضعها في بيته ليقرأ فيها أولاده، أو وضعها في المسجد ووقفها لله تعالى، فإنه لا يزال يأتيه من ثواب هذه الكتب إلى يوم القيامة.
فاحرصوا – رحمكم الله – على إنشاء مكتبات في بيوتكم وفي مساجدكم، وساهموا فيها بشراء المصاحف والكتب، فإنها مما ينفعكم بعد موتكم.
مسجدٌ بنيته: إن الله تعالى اتخذ في الأرض بيوتاً لعبادته:
"يسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِِ رجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ"(النور:36-37).
ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرغّب في بناء المساجد فيقول: "من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة"البخاري : في الصلاة ، باب من بنى مسجدا 648 / 1.
ويلحق بالمساجد المدارس ونحوها مما يعود نفعه على المسلمين.
بيتٌ لابن السبيل بنيته: فمن بنى بيتاً ووقفه على ابن السبيل يأوي إليه وينزل فيه في سفره فإنه يأتيه من ثواب ذلك بعد موته.
ومعنى ذلك أن الإسلام يُرغِّب في بناء بيوت المسافرين – التي تُعرف بالفنادق – تطوعاً، لينزل فيها المسافرون مجاناً، لأن الغالب على المسافرين الحاجة وقلة المال، ولذا كثر في القرآن الكريم الوصية بابن السبيل.
نهراً أجرته:
إنَّ أهمية الماء في الحياة لا تخفى على أحد، فقد جعل الله من الماء كل شيء حي.
والإسلام يُرغِّب في العمل على توفير الماء للمحتاجين , وسقاء العطشى ,فمن أجرى نهراً يشرب منه الناس ويستقوا، فإن له الجنة، كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلمأنه قال: ((من حفر بئر ذرومة فله الجنة)). وكانت لرجلٍ من بني غفار عين في المدينة ، وكان يبيع منها القربة بمد، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((تبيعنيها بعين في الجنة؟ فقال: يا رسول الله! ليس لي ولا لعيالي غيرها. فبلغ ذلك عثمان بن عفان فاشتراها بخمسة وثلاثين ألف درهم ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أتجعل لي فيه ما جعلته له؟ فقال: نعم، قلل: قد جعلتها في المسلمين)).
فمن استطاع منكم أن يُجري نهراً، أو يحفر بئراً , ويجعلها للمسلمين فليفعل وله مثل ذلك في الجنة.
صدقة أخرجتها من مالك: حالة كونه يخشى الفقر ويأمل الغنى، فإن هذه الصدقة يأتيه من ثوابها بعد موته ما شاء الله .
صدقة جارية ومنها المشاريع الاقتصادية التي ينفع الله بها الأمة.
فالبدار البدار..والمسارعة إلى أن تدَّخر لك أخي الكريم عند الله ما ينفعك غداً
{يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ اِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }الشعراء89-88
فالأيام تطحن الأعمار طحن القمح في الرحى.. ثم تذرى الأعمال أدراج الرياح؛ ولا يبقى إلا ما رضيه الله سبحانه، وأحبه من الأقوال والأفعال.
إنا لنفرح بالأيام نقطـعها --- وكل يوم مضى يدني من الأجل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً --- فإنما الربح والخسران في العمل
أخي الحبيب :
بادر الأيام بالعمل الصالح، وأملأ خزائنها بالفرائض والنوافل قبل أن تبادرك هي بموتٍ أو عجز، وقبل أن تجدها فارغة خاوية تقول :
{يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي }الفجر24
أخي الكريم :
خذ لك زادين من سيرةٍ
ومن عملٍ صالح يُدّخر
وكن في الطريق عفيف الخُطا
شريف السماع كريم النظر
وكن رجلاً إن أتوا بعده
يقولون مرّ وهذا الأثر
الخطبة الثانية
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين وبعد
فلازلنا نواصل الحديث حول اترك لنفسك أثراً تذكر به وينفعك في حياتك وبعد مماتك
عباد الله و الأثر أيضاً:
تعليم الفاتحة وقصار السور للطفل فإنه إذا حفظها بتعليمك له سيكون له بإذن الله مثل ثوابه كلما قرأها في صلاة أو غيرها!
وكذلك تعليم الطفل الصلاة وأذكارها! وكم في ذلك من الأجور! وأطفال اليوم هم رجال الغد فلعلهم يعلمون غيرهم وهكذا فيكون لك خيراً مستمراً. سُجل القرآن صوتياً منذ خمسين سنة وأكثر وسجلت أغان كذلك، فكم من الأجور لأهل القرآن ولمن علموهم! وكم من الأوزار على أهل الغناء ومن نشروا لهم!
حين يهتدي بسببك كافر للإسلام فأنت شريك في أجور عباداته ومن يهتدي بسببه، أسلم فلبيني بسبب كتيب عن التوحيد وصار داعية فيما بعد وأسلم على يديه أكثر من عشرة آلاف! كلهم بإذن الله في صحيفة صاحب الكتيب،
" فوالله لأَن يهديَ اللهُ بك رجلاً واحداً، خيرٌ لك من أن يكونَ لك حُمْرُ النَّعَمِ " (أخرجه الشيخان).
قد توقف كتاباً كرياض الصالحين أو كتيباً كحصن المسلم فيكون له نصيب من أجور من تعلم منه وعمل به علما أن حصن المسلم صغير الحجم عظيم النفع ويباع بريال واحد!
قد توقف مصحفاً أو تهديه فتحصل على مثل ثواب القارئ وهذه من أبواب الخير المتيسرة ولله الحمد.
ومن أبواب الخير العظيمة اليسيرة دلالة غيرك على الخير، جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: إني أُبدِعَ بي فاحمِلْني. فقال ( ما عندي ) فقال رجلٌ: يا رسولَ اللهِ! أنا أدلُّه على من يحملُه. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ "من دَلَّ على خيرٍ فله مثلُ أجرِ فاعلِه "( مسلم).
أيها الأحبة:
اليوم صارت مواقع التواصل تحتل جزءا كبيرا من حياة الناس، وبعض الموفقين يستفيد منها من نواح دنيوية ودينية فينشر من خلالها علما أو صدقة فتكون من آثار الخير الباقية الجارية للإنسان وبعضهم هي عليه وزر وآثار فهو ينشر عبرها محرمات فتكون أوزاراً مستمرة فيجد مع أوزاره يوم القيامة أوزار ملايين بسبب ما نشره! وعدد مشاهدات مقاطع الفيديو في أحد المواقع الشهيرة عشرات الملايين فهنيئا لمن استغلها في الخير وما أعظم خسارة من استخدمها في شر!.
قد تغتاب مسلمًا في مجلس فيروى غيبتك بعض الحاضرين في مجالس أخرى أو يتناقلها الناس في وسائل التواصل فتكون آثامهم عليك لأنها من آثار عملك! قد تطلق على شخص لقباً فيبقى أجيالاً ينبز به فتكون تسببت لنفسك بآثام كثيرة هي من آثار عملك السيئ!.
ومن أبواب الخير العظيمة في زماننا المساهمة في الأوقاف الخيرية وهي كثيرة متنوعة فبعضها لمصارف القرآن
قصة وعبرة
هيا اخي لنرى الأثر الطيب وكيف يكون
سببا للنجاة في الدنيا قبل الاخرة
يعود إلى الحياة بعد أن أغلقت عليه
ثلاجة حفظ الاسماك .. بسبب كلمة!
تعلمها عساها تنقذك في يوم من الايام...
الصورة لعامل كان يعمل في أحد مصانع
تجميد وحفظ اﻷسماك في إحدى الدول...!!
وذات يوم وقبل نهاية الدوام دخل إلى
ثلاجة حفظ اﻷسماك لينجز أخر عمل له في ذلك اليوم...!!
وبينما كان ينجز عمله ، حدث أن أغلق
باب الثلاجة وهو داخلها...!!
حاول الرجل فتح الباب ، ولم يستطع ،
أخذ يصرخ وينادي بأعلى صوته طالبا المساعدة من العمال اﻷخرين ، ولكن كان الدوام قد
انتهى ولم يبقى أحد في المصنع...!!
وبعد مرور قرابة (5) ساعات ، وكان
الرجل قد أوشك على الموت من شدة البرد ، إذ بحارس المصنع يفتح باب الثلاجة ،
وينقذه...!!
وعندما قام مدير المصنع بسؤال حارس
المصنع ، كيف عرف أن ذلك العامل كان موجود داخل المصنع ولم يخرج مع باقي
العمال...؟
قال الحارس: أنا أعمل بهذا المصنع منذ
ثلاثين عاما يدخل ويخرج من المصنع مئات الموظفين والعمال يوميا ، لم يكن أحدا منهم
يلقي علي التحية يوميا ويسألني عن حالي إلا ذلك العامل...!!
وعند نهاية هذا اليوم لم أسمعها منه
وافتقدته عند خروج العمال ، فعلمت أنه لا زال في المصنع فبحثت عنه حتى وجدته...!!
أخيرا...
قال الله تعالى : " وقولوا للناس
حسنا
"
الكلمة الطيبة مفتاح القلوب...!!
فرب كلمة طيبة لا تلق لها بالا أيقظت
أملا في نفس غيرك ، وأنت لا تعلم...!!
فلا تحقرن من المعروف شيئا.
ما كان الرِّفْقُ في شيءٍ إلَّا زانَه
، ولا نُزِعَ من شيءٍ إلَّا شانَه