شرف الدفاع عن الأوطان
من ركائز قوة الأوطان .
الوقف الفورى لكل معاول هدم
المجتمع.
كيف أدافع عن الوطن ؟
الحمد لله على نعمة الإسلام ونشهد أن
لاإله إلا الله الملك العلام ونشهد أن محمد ﷺ سيد الأنام وبعد وبعد فحديثى معكم
بحول الله الواحد الديان تحت عنوان: شرف الدفاع عن الأوطان .
أولاً:من ركائز قوة الأوطان مثلاً :
(1)حب الوطن :-
-حب الوطن واجب على بني الإنسان جاءت
بها الشرائع وأقرتها الطبائع وحب الوطن غريزة فطرية فى كل ما يَدب على وجه الأرض
من إنسان أوحيوان أو طير:قال تعالى:وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ
اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا
مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ (66)النساء.
-قوله تعالى :اخْرُجُوا مِنْ
دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ. فمن الصعب الخروج من الوطن
لأن عشق الوطن فى الدم والقلب والعقل والوجدان.-عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِمَكَّةَ:«مَا أَطْيَبَكِ مِنْ بَلَدٍ، وَ أَحَبَّكِ إِلَيَّ،وَلَوْلَا
أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا سَكَنْتُ غَيْرَكِ»سنن الترمذى (3926)،
صحيح الجامع (5536).
(2)المحافظة على المال العام للوطن:
-المال العام كالمياه والمراعى والمعادن، والمرافق العامة
التى يستفيد منها الجميع، كالمساجد والمدارس والمستشفيات والطرق والجسور وما
إليها.المحافظة على المال العام ركيزة أساسية فى تقدم المجتمع وبناء
حضارته،والتعدى عليها هدم للمجتمع كله لأنها ملك للمجتمع.عَنْ خَوْلَةَ
الأَنْصَارِيَّةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا،قَالَتْ:سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ،يَقُولُ:
«إِنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ فِي مَالِ اللَّهِ بِغَيْرِ حَقٍّ، فَلَهُمُ
النَّارُ يَوْمَ القِيَامَةِ»صحيح
البخارى(3118).(يَتَخَوَّضُونَ):يَتَصَرَّفُونَ.(فِي مَالِ اللَّهِ):أَيْ مَا فِي
بَيْتِ الْمَالِ مِنَ الزَّكَاةِ وَالْجِزْيَةِ وَالْغَنِيمَةِ
وَغَيْرِهَا،(بِغَيْرِ حَقٍّ):أَيْ بِغَيْرِ إِذَنٍ مِنَ الْإِمَامِ،
فَيَأْخُذُونَ مِنْهُ أَكْثَرَ مِنْ أُجْرَةِ عَمَلِهِمْ وَقَدْرِ
اسْتِحْقَاقِهِمْ (فَلَهُمُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).(مرقاة المفاتيح
(6/2433))
(3) البناء والتنمية :-
-من حقوق الوطن على أبنائه أن يعملوا
دائبين على بنائه ورفعته والعمل على النهوض به ليرقى بين سائر الأمم والمجتمعات
،قال تعالى :وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ
وَالْمُؤْمِنُونَ (105) التوبة ، ولذلك على كل فرد من أفراد المجتمع بإتقان عمله
المكلف به بأن يُحسنه ويُجوده ويُكمله ويكفى إن من فضائل إتقان العمل الحصول على
محبة الله تعالى، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ:«إِنَّ اللَّهَ
عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ» المعجم
الأوسط للطبرانى (897)،وصحيح الجامع (1880)
(4) الإتحاد والتعاون وعدم التفرقة :-
-قال تعالى :وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ
اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا (103) آل عمران . وقال تعالى :وَتَعَاوَنُوا
عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2) المائدة -مما يُساعد على
تماسك الوطن التحلى بالأخلاق الحسنة والتخلى عن الأخلاق السيئة من أذية الناس
بالسخرية وسوء الظن والتجسس والغيبة والنميمة و... -قال تعالى :يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا
يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ
مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ
وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ
وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا
تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ
يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ
اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) الحجرات
ثانياً :الوقف الفورى لكل معاول هدم
المجتمع:-
-قال تعالى:ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي
الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ
الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ(41) الروم.وصور الفساد كثيرة منها مثلاً:
(1)الفساد العام فى البعد عن طاعة الله تعالى :-
-قال تعالى:فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ
فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ
أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)طه
(أ){وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي}
أَيْ: خَالَفَ أَمْرِي، وَمَا أَنْزَلْتُهُ عَلَى رَسُولِي، أَعْرَضَ عَنْهُ
وَتَنَاسَاهُ وَأَخَذَ مِنْ غَيْرِهِ هُدَاهُ. تفسير ابن كثير (5/322)
(ب) (لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً) أي فإن له
في هذه الدنيا عيشا ضيقا،ومعيشة شديدة منغصة،إما بشح المادة وإمابالقلق والهموم
والأمراض.التفسير المنير للزحيلى (16/298) .قال تعالى:وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ
شُعَيْبًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ
قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ
وَلَا تَبْخَسُواالنَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ
إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ(85) الأعراف.{ولا
تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها} أي في البلاد بعد إصلاحها، وذلك بترك الشرك والذنوب
ومن ذلك ترك التلصص وقطع الطرق، وترك التطفيف في الكيل والوزن وعدم بخس سلع الناس
وبضائعهم ذلكم الذي دعوتكم إليه من الطاعة وترك المعصية.(أيسر التفاسير (2/202)
(2) الفساد الأخلاقى والمجاهرة بالمعاصى:-
-عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ،
قَالَ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ:"يَا مَعْشَرَ
الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ
تُدْرِكُوهُنَّ: لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ، حَتَّى يُعْلِنُوا
بِهَا، إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ، وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ
مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ
وَالْمِيزَانَ، إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ، وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ، وَجَوْرِ
السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا
مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ
يُمْطَرُوا،وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ، وَعَهْدَ رَسُولِهِ، إِلَّا سَلَّطَ
اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي
أَيْدِيهِمْ،وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ، وَيَتَخَيَّرُوا
مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ، إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ"سنن
ابن ماجة (4019)،صحيح الجامع (7978)- هذا حديث عظيم جامع لأسباب هلاك الأمم يشرح ﷺ
واقع الأمةاليوم،وكأنه يعيش بيننا الآن فى بداية الحديث يستعيذ ﷺ من هذه الأحوال
التى فيها الهلاك العاجل للأمة فى الدنيا- فالعيب من أنفسهم: وَمَا أَصَابَكُمْ
مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ(30)الشورى.
(3) الفساد المالى :
-عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ
النَّبِيِّ ﷺ ، قَالَ: «لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، لاَ يُبَالِي
المَرْءُ بِمَا أَخَذَ المَالَ، أَمِنْ حَلاَلٍ أَمْ مِنْ حَرَامٍ». صحيح البخارى
(2083)-(أمن حلال) يأخذ (أم من حرام) وجه الذم من جهة هذه التسوية بين الأمرين
وإلا فأخذ المال من الحلال غير مذموم من حيث هو وهذا من معجزاته فإنه إخبار عن أمر
غيبي وقد وقع على وفق ما أخبر.(فيض القدير (5/346)-وهذا ينطبق على كثير من
المسلمين في هذا الزمن, فتجدهم لا يتحرون الحلال في المكاسب, بل يجمعون المال من
الحلال والحرام. (الموسوعة العقدية الدرر السنية (4/207)
الخطبة الثانية :
ثالثاً : كيف أدافع عن الوطن ؟
بأمور
كثيرة منها مثلاً:
(1)الدفاع عن الوطن بالنفس:
- الجهادفي سبيل الله والدفاع عن الوطن
بالسلاح وبالكلمة لمن أخلص نيته ومن قُتل
في ذلك فنرجوا له الشهادة. -عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ
دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ
قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ» سنن أبى داود(4772)،سنن الترمذى
(1421).فالوطن هو المال والأهل والعرض والدين و. فكل من مات أو قُتل مدافعا عن
هؤلاء أو بعضهم فهو شهيد .وجزاء الشهداء عند الله عظيم منها مثلاً :
=قال تعالى: وَلَا تَحْسَبَنَّ
الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ
رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَاآتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ
وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا
خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170)يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ
اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا
يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) آل عمران.
=عَنْ المِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ:يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ
دَفْعَةٍ،وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الجَنَّةِ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ
القَبْرِ،وَيَأْمَنُ مِنَ الفَزَعِ الأَكْبَرِ،وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ
الوَقَارِ، اليَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا،
وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الحُورِ العِينِ،وَيُشَفَّعُ
فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ " سنن الترمذى (1663) ،صحيح الجامع (5182)
(2)الدفاع عن الوطن بالسهر لحماية الوطن:
-عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ:"عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ:عَيْنٌ
بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
"سنن الترمذى (1639)،صحيح الجامع (4113).
-المعنى:لا تمس النار صاحب هاتين
العينين،وهما: عين إنسان جندي يحرس في سبيل الله سبحانه وتعالى، والآخر: إنسان بكى
من خوف الله سبحانه.(شرح الترغيب -حطيبة (3/10).
-الساهرون لحراسة الوطن كثيرمنهم:رجال
الجيش والشرطة يسهرون لحماية الشعب والأطباء والتمريض يسهرون على راحة المرضى
والعلماء يسهرون لنفع البلاد والعباد و...
(3) الدفاع عن الوطن بالمال لتنمية الوطن :
-من هذه الأمثلة :هاجر النبي ﷺ إلى
المدينة اشتكى الصحابة رضي الله عنهم أزمة خطيرة،اشتكوا أزمة الماء؛ لأنه لم يكن
بالمدينة ماء يُستعذب غير بئر رومة، وكانت ليهودي جشع ،يَبيع ملء القربة بأغلى
الأثمان! فاشتكى الفقراء جشع هذا اليهودي إلى رسول الله ﷺ ،وتمنى النبي ﷺ أن لو
وجد من بين الصحابة من يَشتري بئر رومة ويجعل ماءها للمسلمين بغير ثمن ولا
حساب،وقام النبي ﷺ يُعلن رغبته هذه بين الصحابة .عن عُثْمَان، قال هَلْ تَعْلَمُونَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَدِمَ المَدِينَةَ وَلَيْسَ بِهَا مَاءٌ يُسْتَعْذَبُ
غَيْرَ بِئْرِرُومَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:«مَنْ يَشْتَرِي بِئْرَ رُومَةَ
فَيَجْعَلَ دَلْوَهُ مَعَ دِلَاءِ المُسْلِمِينَ بِخَيْرٍ لَهُ مِنْهَا فِي
الْجَنَّةِ»؟ فَاشْتَرَيْتُهَا مِنْ صُلْبِ مَالِي.سنن الترمذى
(3703).(فَجَعَلْتُهَا لِلْغَنِيِّ, وَالْفَقِيرِ,وَابْنِ السَّبِيلِ؟,قَالُوا:
اللَّهُمَّ نَعَمْ) سنن الترمذى (3699) ولم تجد الأزمة إلا عثمانها المعطاء رضي
الله عنه، الذي سمع الدعوة من رسول الله ﷺ ، وأن فيها عيناً في الجنة! فعلم أنها
نعم التجارة، وأنها أربح التجارة، وينطلق عثمان سريعاً إلى هذا اليهودي يريد أن
يشتري منه البئر بكاملها فيرفض اليهودي الجشع أن يبيع البئر،فساومه عثمان على أن
يشتري نصفها، فاشترى عثمان نصفها باثني عشر ألف درهم! على أن يكون لليهودي يوم ولـ
عثمان يوم آخر،وكان المسلمون يستسقون في يوم عثمان مايكفيهم ليومين،فلمارأى
اليهودي أن تجارته قد بارت، وأن سوقه قد كسدت، ذهب بنفسه إلى عثمان ليعرض عليه
النصف الآخرفاشترى عثمان نصفها الآخر بثمانية آلاف درهم؛ ليجعل ماء البئر كله إلى
المسلمين بغير ثمن ولا حساب.(سلسلة مصابيح الهدى (8/6)
(4)الدفاع عن بالوقت لنفع أهل الوطن :-
-عنْ عبدِ الله بنِ عمر رضي الله عنهما
قَالَ:جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ النَّاسِ
أَحَبُّ إلى اللهِ؟ وَأَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إلى اللهِ؟ فقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ: أحَبُّ النَّاسِ إِلَى الله أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ وأحَبُّ الأعْمَالِ
إِلَى الله عَزَّوجَلَّ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ على مُسْلِمٍ أوْ تَكْشِفُ عنهُ
كُرْبَةً أوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْناً أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعاً ولأَنْ أمْشِيَ
مَعَ أخِي المُسْلِمِ فِي حاجَةٍ أحَبُّ إلي من أن أعتكف فِي هَذَا الْمَسْجِدِ
شَهْراً ومَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ الله عَوْرَتَهُ ومَنْ كَظَمَ غَيْظاً ولوْ
شاءَ أنْ يُمْضِيَهُ أمْضاهُ مَلأ الله قَلْبَهُ رِضًى يَوْمَ القيامة ومن مشى
مَعَ أخِيهِ المُسْلِمِ فِي حاجَتِهِ حَتَّى يُثْبِتَها لهُ أثْبَتَ الله تَعَالَى
قَدَمَهُ يَوْمَ تَزِلُّ الأقْدَامُ.المعجم الصغير للطبرانى (861) السلسلة الصحيحة
(906)
.
(5)الدعاء للوطن بالأمن والسلام :
-وهذا طريق الأنبياء والمرسلين
والصالحين .قال تعالى :وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا
آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الْآخِرِ..(126) البقرة .دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام لوطنه بنعمة
الأمن والسلامة من كل الآفات وكثرة الخيرات والبركات -عَنْ أَبَى سَعِيدٍ
الْخُدْرِيَّ أَنَّ رَسُولَ اللهِﷺ قال :اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا،
اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا، اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي
مُدِّنَا،اللهُمَّ اجْعَلْ مَعَ الْبَرَكَةِ بَرَكَتَيْنِ.صحيح مسلم (1374)-(اللهم
بارك لنا في مدينتنا) أي أكثر خيرها(في صاعنا ومدنا) أي فيما يُكال به.(فيض القدير
(2/126)