شمائل النبي صلى الله عليه وسلم وأساليبه التربوية
التي يحتاجها كلُّ معلم
الحمدلله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد
فياعباد الله :" لا ريب أن شمائل النبي صلى الله عليه وسلم وأخلاقَه العظيمة من الكثرة بمكانٍ، ونعرض هنا للشمائلِ التي يحتاجها كل معلِّم يوَدُّ أن يقتديَ بالنبي صلى الله عليه وسلم في أداء مهمَّته التعليمية والتربوية:
1- الحرص على طلب العلم.
2- الحرص على تبليغ العلم.
3- تقدير المعلم والعالم ورفع منزلتهما
4- وصية النبي صلى الله عليه وسلم بطلاب العلم والرِّفق بهم
5- العناية بالطفل (الطفل ليس حيوانًا بحاجة إلى ترويض ليصبح أليفًا؛ وإنما هو إنسانٌ له كِيانه المستقل، وعزته وكرامته التي ينبغي أن تصان؛ مصطفى أبو سعد: رخصة القيادة التربوية).
6- الإخلاص لله تعالى.
7- التعليم بالسيرة الحسنة والخُلق العظيم.
8- تعليمُه صلى الله عليه وسلم بالحِوارِ والمُساءَلة: وكان مِن أبرز أساليبه صلى الله عليه وسلم في التعليم الحِوارُ والمُساءلةُ، لإثارةِ انتباهِ السامِعين، وتشويقِ نفوسِهم إلى الجوابِ، وحَضِّهم على إعمال الفكر للجوابِ؛ ليكون جوابُ النبي صلى الله عليه وسلم - إذا لم يستطيعوا الإجابة - أقربَ إلى الفهمِ، وأَوقعَ في النفس.
9- تعليمه صلى الله عليه وسلم بالمُحادَثةِ والموازنة العقلية: ومن أساليبه صلى الله عليه وسلم في التعليم أنه كان يَسلُك في بعض الأحيان سبيلَ المحاكمةِ العقليةِ على طريقة السؤالِ والاستجواب؛ لقلعِ الباطلِ مِن نفسِ مُستَحسِنه، أو لترسيخ الحقِّ في قلب مُستبعِدِه أو مُستَغرِبهِ.
10- سؤالُه صلى الله عليه وسلم أصحابَه ليَكشِف ذكاءهم ومعرفتهم: وتارةً كان صلى الله عليه وسلم يَسألُ أصحابَه عن الشيء وهو يَعلَمُه، وإنما يسألُهم ليُثيرَ فِطنَتَهم، ويُحرِّك ذكاءَهم، ويَسقِيَهم العلمَ في قالَب المُحاجاة؛ ليَختَبِر ما عندهم من العلم.
11- تعليمُه صلى الله عليه وسلم بالمُقايَسةِ والتمثيلِ: وتارةً كان صلى الله عليه وسلم يُقايِسُ لأصحابه الأحكامَ ويُعلِّلُها لهم، إذا اشتبهَتْ عليهم مَسالِكُها، وغَمُضَ عليهم حُكمُها، فيَتَّضِح لهم ما اشتَبَه أمرُه وخَفِيَ فَهْمُه، ويكونُ لهم من تلك المقايَسةِ معرفةٌ بمسالِكِ الشريعة ومقاصِدِها.
12- تعليمُه صلى الله عليه وسلم بالتشبيهِ وضرب الأمثال: وكان صلى الله عليه وسلم في كثير من الأحيانِ يَستَعين على توضيح المعاني التي يُريد بيانَها بضربِ المَثَل، مما يَشْهَدُه الناسُ بأبصارِهم، ويَتَذَوَّقونَه بألسنتِهم، ويَقَع تحت حواسِّهم وفي مُتناوَلِ أيدِيهم، وفي هذه الطريقة تيسيرٌ للفهمِ على المتعلِّم، واستيفاءٌ تامٌّ سريعٌ لإيضاح ما يُعلِّمُه أو يُحذِّرُ منه.
13- استعمال وسائل الإيضاح بأشكالها المتعددة، (بالرسم على الأرض والتراب).
14- تعليمُه صلى الله عليه وسلم الشرائعَ بالتدريجِ: عن جُنْدُب بن عبدالله رضي الله تعالى عنه قال: "كُنَّا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فِتْيان حَزَاوِرَةٌ، فتعلَّمنا الإيمان قبل أن نتعلَّم القرآن، ثم تعلَّمنا القرآن، فازدَدْنا به إيمانًا".
15- رِعايتُه صلى الله عليه وسلم في التعليم الاعتدالَ والبُعدَ عن الإملال: وكان صلى الله عليه وسلم يتعهَّد أوقاتَ أصحابه وأحوالَهم في تذكيرهم وتعليمهم؛ لئلا يَمَلُّوا، وكان يُراعِي في ذلك القصدَ والاعتدال.
16- رعايتُه صلى الله عليه وسلم الفروقَ الفردية في المتعلِّمين: وكان صلى الله عليه وسلم شديدَ المراعاة للفُروقِ الفردية بين المتعلِّمين من المُخاطَبين والسائلين، فكان يُخاطِبُ كلَّ واحدٍ بقَدرِ فَهْمِه وبما يُلائِمُ منزلتَه، وكان يُحافِظ على قُلوبِ المبتدِئين، فكان لا يُعلِّمُهم ما يُعلِّم المنتهين، وكان يُجيب كلَّ سائلٍ عن سُؤالِهِ بما يهمُّه ويُناسِبُ حالَه.
17- ضبط المعلومات بالكتابة (اتخاذُه صلى الله عليه وسلم الكتابةَ وسيلةً في التعليم والتبليغ ونحوهما)، فقد كان له أكثر من خمسةَ عشرَ كاتبًا يكتبون عنه القرآن، وكتَّابٌ آخرون إلى الآفاق والملوك لتبليغ الإسلام والدعوة إليه.
18- جمعه صلى الله عليه وسلم بين القولِ والإشارة في التعليم: وتارةً كان صلى الله عليه وسلم يَجمَعُ في تعليمه بين البيانِ بالعبارة، والإشارة باليدين الكريمتين؛ توضيحًا للمَرام، وتنبيهًا على أهميةِ ما يذكُره للسامعين أو يُعلِّمُهم إياه.
19- إجابتُه صلى الله عليه وسلم السائلَ عما سأل عنه، أو بأكثرَ مما سأل عنه، أو إلى غير ما سَأَل عنه.
20- تفويضُه صلى الله عليه وسلم الصحابيَّ بالجواب عما سُئِل عنه ليُدرِّبه.
21- امتحانُه صلى الله عليه وسلم العالِمَ بشيءٍ مِن العلم؛ ليقابله بالثناءِ عليه إذا أصاب.
22- تعليمُه صلى الله عليه وسلم بالسكوتِ والإقرارِ على ما حَدَث أمامه.
23- انتِهازُه صلى الله عليه وسلم المناسباتِ العارِضةَ في التعليم.
24- تعليمُه صلى الله عليه وسلم بالترغيب والترهيب.
25- تعليمُه صلى الله عليه وسلم بالقَصَصِ وأخبار الماضين.
26- تمهيده صلى الله عليه وسلم التمهيدَ اللطيف عند تعليم ما قد يُستَحْيَا منه.
27- اكتفاؤه صلى الله عليه وسلم بالتعريض والإشارة في تعليم ما يُستحيا منه.
28- اهتمامُه صلى الله عليه وسلم بتعليم النساء ووعظِهن.
29- غضبُه وتعنيفُه صلى الله عليه وسلم في التعليم إذا اقتضت الحالُ ذلك.
30- أمرُه صلى الله عليه وسلم الصحابةَ بتعلُّم اللغة السُّريانية.
31- تعليمه صلى الله عليه وسلم بالمُمازَحةِ والمُداعَبة.
32- تأكيدُه صلى الله عليه وسلم التعليم بالقَسَم.
33- تَكرارُه صلى الله عليه وسلم القولَ ثلاثًا لتأكيد مضمونه.
34- إشعارُه صلى الله عليه وسلم بتغيير جلسَتِه وحاله، وتَكرار المقال.
35- إثارتُه صلى الله عليه وسلم انتِباهَ السامع بتَكرار النداء مع تأخير الجواب.
36- إمساكُه صلى الله عليه وسلم بيدِ المُخاطَب أو مَنكِبِه لإثارةِ انتباهِه.
37- إجمالُه صلى الله عليه وسلم الأمر، ثم تفصيلُه؛ ليكونَ أوضحَ وأمكَنَ في الحفظ والفهم.
38- تعليمُه صلى الله عليه وسلم بالوعظ والتذكير.
39- التعليم بذاتيتِه الشريفة صلى الله عليه وسلم.
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مُعلِّمًا اختاره الله تعالى لتعليم البشرية دينَ اللهِ تعالى وشريعتَه الخاتمةَ والخالدةَ، وليس في الدنيا أغلى على الله تعالى مِن (دين الله تعالى)، فاختار الله سبحانه لنشرِه وتعليمِه أفضلَ الأنبياء والرُّسُل محمدًا عليه وعليهم أفضلُ الصلاة والسلام.
40- التحذير من العلم الذي لا ينفع:روى مسلمٌ عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول:"اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع".
41- الرحمة واليسر في التعليم وترك العَنَت:لقد كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مِن الرأفة والرحمة، وترك العنت، وحبِّ اليسر، والرفق بالمتعلم، والحرص عليه، وبذل العلم والخير له في كل وقت ومناسبة - بالمكانِ الأسمى، والخُلُق الأعلى، قال الله تعالى: " لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ "(التوبة: 128). "أي: يعزُّ عليه الشيء الذي يُعنتُ أمَّتَه ويشق عليها""حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ "(التوبة: 128).
أ- الحرص: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ "(التوبة: 128)، "يا أبا ذر، إني أراك ضعيفًا، وإني أحبُّ لك ما أحب لنفسي"(مسلم).
:"إنما مَثَلي ومَثَل أمتي، كمَثَل رجل استوقد نارًا فجعَلَت الدوابُّ والفراش يقَعْنَ فيه، فأنا آخذ بحُجُزِكم وأنتم تقتحمون فيه"(مسلم).
ب- الرفق واللطف في التوجيه: "إن الله رفيقٌ يحب الرفق في الأمر كله"(البخاري).
ج- التواضع.
د- الإجابة عن الأسئلة.
و- التريث في الإجابة عن السؤال، وترك القول بلا علم
﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا "(الإسراء: 36).
سأل جابر بن عبدالله النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، كيف أصنع في مالي؟ كيف أقضي في مالي؟ فلم يُجِبْني بشيء حتى نزلت آية المواريث"(البخاري).
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أي البلدان شر؟ فقال: "لا أدري حتى أسأل ربي))، فلما أتاه جبريل عليه السلام قال: "يا جبريل، أي البلدان شر؟..."(أحمد).