recent
أخبار عاجلة

خطبة جمعة وَلَوْ أَعجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيث

وَلَوْأَعجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيث 



الحمد لله المتفرِّدِ بالعظمة والبقاء والدوام، يكوِّر الليل على النهار، ويكوِّر النهار على الليل، ويصرّف الشهور والأعوام، لا إله إلا هو، الخلقُ خلقه، الأمر أمرُه، فتبارك ذو الجلال والإكرام

أحمده  سبحانه  وأشكره، وأتوب إليه أستغفره، وَالَى علينا نعَمَه، وتابع علينا آلاءه، وبالشكر يزيد الإنعام.

  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قدّر الأمور بإحكام، وأجراها على أحسن نظام،

يا من إذا وقف المسيء ببابه .....

                   ستر القبيحَ وجاد بالإحسانِ

أصبحتُ ضيف اللهِ في دار الرضا.....

                  وعلى الكريم كرامةُ الضيفانِ 

تعفوا الملوكُ حين النزول بساحتهم .....

               فكيف النزولُ بساحةِ الرحمنِ

يا واحداً في ملكه ماله ثانِ    .....  

                يا من إذا قلت يا مولاي لبانِ

أعصيك تستُرني أنساك تذكُرني  ......

        فكيف أنساك يا من لستَ تنسانِ

وأشهد أن سيّدنا ونبيَّنا محمّدًا عبدُ الله ورسوله، أفضل الرسل وسيّد الأنام، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله الأطهار وأصحابه الكرام، والتابعين ومن تبعهم بإحسان، وسلم تسليمـــا كثــيرا على الدوام،

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]

 (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تََسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،...

 أما بعد:

أيها المؤمنون/عباد الله:

إن الله -سبحانه وتعالى- طيب لا يقبل إلا طيباً، سواء كان ذلك في الاعتقاد أو العمل أو القول،

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإنَّ الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ)[المؤمنون: 51]،

وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ)[البقرة: 172]، ثم ذكر الرجل يطيل السفر: أشعث، أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب! يا رب! ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟!"(مسلم: 1015).

وقد أمرنا الله -عزّ وجلّ- أن نكون طيبين في أعمالنا وأقوالنا وأموالنا وحياتنا ،

فلا يُقبل قولٌ ولا يُرفع عملٌ إلا ما كان طيباً،

قال تعالى: (من كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ) [فاطر: 10].

وما بعث محمدًا -صلى الله عليه وسلم- إلا ليشرع ويحلل كل طيب ويحرم كل خبيث،

قال تعالى: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [الأعراف 157]. 

عبـــاد الله:

لا يمكن أن يستوي الخبيث والطيب ، قال تعالى: (قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ) [المائدة:100] ..

 نعم لا يمكن أن يستوي من كان عمله خالصاً لوجه الله ومن كان عمله رياءً ونفاقاً،

ولا يمكن أن يستوي من كانت جهودهم في منافع البلاد والعباد وجمع الكلمة ورأب الصدع وحل المشاكل وتفريج الكربات وإصلاح ذات البين،

وبين من أهلك نفسه وماله ومنصبه ومركزه الاجتماعي في إثارة العداوات وتأجيج الخلافات..

لا يمكن أن يستوي من كان قوله وكلامه فيما يحب الله ويرضى، وفي ما يكون سبباً في نشر فضيلة أو تعليم جاهل، أو حل مشكلة، أو قول كلمة حق،

وبين من يكون كلامه كذبًا وغشًّا ونفاقًا وشهادة زور وطمسًا للحقائق، وتبريرًا للتقصير في الواجبات والتهرب من المسئوليات ..

قال تعالى (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)[إبراهيم:24-25]..

وإنها لنعمة عظيمة أن يوفّق المرء إلى القول الطيب والعمل الطيب والوجهة الطيبة،

قال تعالى: (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ) [الحج:24].

أن المؤمن لا يأكل إلا طيباً،

ولا يعمل إلا طيباً،

ولا يتكلم إلا بكلام طيب،

ولا يحب إلا طيباً،

ولا يصاحب إلا طيباً،

 لكن بسبب ضعف الإيمان وانتكاس القيم ودنو الهمم تجد من لا يهمه ذلك الأمر، بل يعجب بكل خبيث من مطعم ومأكل ومشرب وقول وعمل ،

وهذا والله من الحرمان: (قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ) [المائدة:100].

إن المؤمن الحق يعلم علم اليقين ، أن  ما في الخبيث من لذة ، إلا وفي الطيّب مثلها وأحسن منها ، مع الأمن من سوء العاقبة في الدنيا والآخرة،     والعاقل حين يتحرر من هواه، ويمتلئ قلبه من التقوى، ومراقبة الله تعالى، فإنه لا يختار إلا الطيب،

 بل إن نفسه ستعاف الخبيث، ولو كان ذلك على حساب فوات لذات، أو لحوق مشقات ؛ فينتهي الأمر إلى الفلاح في الدنيا والآخرة، مسلياً نفسه بقول الله تعالى: (قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا) [النساء: 77].

أيها المؤمنون/عباد الله:

   إن الغاية من خلق الإنسان هي عبادة الله بما شرع،

وإن من ثمار هذه العبودية الحياة الطيبة الآمنة والمستقرة والسعيدة، فيها الرضا، وراحة البال، وحياة القلب وانشراح الصدر ..

 وهذه الحياة تعتبر هدفًا يسعى للوصول إليه الأفراد والمجتمعات والدول،

 قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النحل:97].

إنها حياة طيبة لا تتحقق إلا عن طريق الإيمان بالله والعمل الصالح، ولا يمكن أن يصل إليها إنسان أو مجتمع عن طريق المال والقوة والسلطان، والتمتع بالشهوات والمساكن والملذات وحسب ،

قال تعالى: (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُون الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُون * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيم) [يونس: 62 ـ 64]..

والحياة الطيبة التي تقوم على قوة الإيمان بالله وتعظيمه  وتحكيم شرعه واتباع رسوله -صلى الله عليه وسلم- وتكثر فيها الأعمال الصالحة تنتج إنسانًا طيبًا ومجتمعًا طيبًا وأرضًا طيبة وبلدًا طيبًا

قال تعالى: (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ) [الأعراف 58]..

والله -عزّ وجلّ- ما وصف بلاد سبأ من أرض اليمن بالبلدة الطيبة إلا بسبب إيمان بالله وقيم وأخلاق عظيمة كان يحملها أهلها،

 قال تعالى (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آَيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ)[سبأ: 15] ..

وعندما أعرضوا عن أمر الله وجحدوا نعمه انتهى كل شيء وأصبحت حياتهم وبلادهم الطيبة جحيماً لا يُطاق، وخرجوا منها إلى أرض الشتات والبعاد، وتفرقوا في الأرض، وأصبحوا مضرب الأمثال،

 قال تعالى: (فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ * وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آَمِنِينَ * فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) [سبأ: 16-19].

اللهم نسألك أن تجعلنا من الذين رضيت عنهم فجعلتهم طيبين، وآويتهم إلى البلد الطيب يا أكرم الأكرمين،

بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا واستغفر الله  لي ولكم ولسائر المؤمنين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

*الخطبة الثانية*

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه،

 وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،

 وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله هو الداعي إلى رضوان الله صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

عباد الله:

الطيبون هم بلسم الحياة على أيديهم تعمر الديار وتزدهر البلدان، وتحفظ الأوطان وتقوى الروابط وتتآلف القلوب،

وهم في الدنيا عباد الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون،

وهم في الآخرة سكان جنته المقربون ،

قال تعالى: (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ)[الزمر/ 73]..

وهم أهون الناس سكرات عند موتهم ومفارقة أرواحهم أجسادهم، فالجزاء من جنس العمل ،

قال تعالى: (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)[النحل: 33].

فكونوا – رعاكم الله – طيبين بإيمانكم وأعمالكم وأقوالكم وأموالكم ومواقفكم لتُذْكَرُوا عند ربكم،

 وتلهج ألسنة الناس بالثناء عليكم، وتطيب بكم مجتمعاتكم وأوطانكم،

 واحرصوا على الكسب الطيب الحلال،

واسألوا الله الذرية الطيبة لتكون قرة عين لكم في الدنيا والآخرة،

قال تعالى: (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ * فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ) [آل عمران: 38-39] ..

ولنحذر من الخبيث وكثرته ومغرياته، بكل صوره وأشكاله، في الأقوال والأفعال والمعاملات،

 في الأكل والشرب والملبس،

في العلاقات والصداقات،

في الحب والولاء والبراء،

في بيوتنا وأعمالنا ومجتمعاتنا وأوطاننا،

فالله طيب لا يقبل إلا طيباً .

اللهم أصلح أحوالنا  وأهد قلوبنا، وألف ذات بيننا، واهدنا سبل السلام، وأخرجنا من الظلمات إلى النور برحمتك يا عزيز يا غفور ..

اللهم اجعلنا ممن طابت نفوسهم وحسنت سريرتهم وصلحت علانيتهم ..

اللهم اغفرنا ولآبائنا وأمهاتنا ومن له حقاً علينا،

هـــذا ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ،

 النبي المصطفى والرسول المجتبى ،

 ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة.

ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼ‌ﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼ‌ﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ} [ﺍﻷ‌ﺣﺰﺍﺏ: 56].

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،

ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ،

 أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

 اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واحم حوزة الدين يا رب العالمين..

اللهم مَنْ أرادَ بلادنا وبلاد الـمسلمين بسُوءٍ أو عدوانٍ فأشغله في نفسه، وردَّ كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميرًا له يا رب العالـمين،

واكفنا اللهم بحولك وطولك وقدرتك من كيد الكائدين، ومكر الـمـاكرين، وحقد الحاقدين، واعتداء الـمعتدين، وحسد الحاسدين، وظلم الظالـمين، وشمـاتة الشامتين، واكفناهم جـميعًا بمـا تشاء يا رب العالـمين...

اللهم احقن دمائنا واحفظ بلادنا وألف بين قلوبنا ...  ومن أرادنا أو أراد بلادنا بسوء أو مكروه فرد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه ..

اللهم جنبنا وجميع المسلمين الفتن ما ظهر منها وما بطن، واحقن دماء المسلمين في كل أرض ومكان، واجعلنا من الراشدين،

اللهم إنا نعوذ بك من همزات الشياطين وَنعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ..

 اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وتولى أمرنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً ...

 ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﻣﻮﺟﺒﺎﺕ ﺭﺣﻤﺘﻚ، ﻭﻋﺰﺍﺋﻢ ﻣﻐﻔﺮﺗﻚ، ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺇﺛﻢ، ﻭﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺑﺮ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻ‌ ﺗﺪﻉ ﻟﻨﺎ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ‌ ﻏﻔﺮﺗﻪ، ﻭﻻ‌ ﻫﻤﺎً ﺇﻻ‌ ﻓﺮﺟﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﻣﺮﻳﻀﺎً ﺇﻻ‌ ﺷﻔﻴﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﺣﺎﺟﺔً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻭﻳﺴّﺮﺗﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ،

اللهم هَبْ لنا من كل همٍّ فرجًا، ومن كل ضيقٍ مـخرجًا، وارزقنا اللهم من حيث لا نحتسب، اللهُـمَّ إنَّا ظلمنا أنفسنا ظُلمـًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلَّا أنت، فاغفر لنا مغفرةً من عندِك وارحـمنا، إنك أنت الغفور الرحيم...

اللهم إنا نعـوذُ بك من عـملٍ يُـخزينا،

ونعـوذُ بك من قولٍ يُردينا،

ونعوذ بك من صاحبٍ يؤذيـنا،

ونعـوذُ بك مِن أملٍ يـُـلهـينا،

 ونعـوذ بك من فـقـرٍ يُـنسينا،

ونعـوذ بك من غِـنًى يُـطغـينا،

ونعوذ بك من الفتن، ما ظهر منها وما بطن...

اللهم أحسن حياتنا، وأحسن مـمـاتنا، وأحسن ختامنا، وأحسن مآلنا،

اللهم أعنَّا على كل خير، واكفنا من كل شـرٍّ، واغفر لنا ما قدَّمْنا وما أخَّرْنا، وما أسـَررْنا وما أعلنَّا، وما أنت أعلم به منَّا،

 اللهم اغفر لنا ولأمواتنا، وأعفُ عنَّا وعنهم، واجـمعنا بهم في مُستقرِّ رحمتك غير خزايا ولا مفتونين...

 ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵ‌ﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ...

عبــاد الله:

 إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون...

فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون...

والحمد لله رب العالمين ..

نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها

google-playkhamsatmostaqltradent