إذا عطس المصلي فهل يشرع له أن يحمد الله أو لا؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا عطس المصلي فهل يشرع له أن يحمد الله أو لا؟
نعم إذا عطس المصلي يحند الله وهو قول جمهور العلماء من الصحابة والتابعين وقال به مالك و الشافعي وأحمد علي خلاف بينهم هل يسربذلك أو يجهر به؟؟
فمنهم من قال يحمد الله في نفسه ولا يحرك به لسانه، ومنهم من قال ولا في نفسه، ومنهم من قال يحمد الله ويحرك به لسانه بحيث يسمع نفسه،إذا عطس المصلي في صلاته، يُستحب له أن يحمد الله في نفسه بصوت منخفض يسمع به نفسه فقط،
أي يحمد الله سرًا: أن يقول "الحمد لله" بصوت منخفض يسمع به نفسه فقط، فهذا يعتبر ذكرًا لله ولا يبطل الصلاة
جاء في خبايا الزوايا للزركشي الشافعي: إذا عطس في الصلاة حمد الله تعالى بلسانه وأسمع به نفسه ذكره في الروضة في آخر السير، لكن صرح الغزالي في الإحياء بأنه يحمد في نفسه ولا يحرك لسانه. انتهى.
وفي عمدة القاري للعيني: قال مالك: ومن عطس في الصلاة حمد في نفسه وخالفه سحنون فقال ولا في نفسه. انتهى.
ومذهب الإمام أحمد أنه بجهر بذلك ولكن بقدر مايسمع نفسه حتي لايشوش علي المصلين لماروي عن أبي هريرة أن ؤسول الله صلي الله عليه وسلم قال :" من عطس فليحمد الله"(البخاري).
والراجح أن من عطس في صلاته فإنه يحمد
الله تعالى ويحرك بذلك لسانه لثبوت السنة الصحيحة به.
ماذا يفعل الآخرون؟
لا يُشمتّه أحد: لا يُشرع لأحد أن يقول للعاطس في الصلاة "يرحمك الله"، لأن هذا يعد من كلام الناس ويُفسد الصلاة إذا قيل عمدًا، بخلاف الحمد لله الذي هو من جنس الذكر.
وأما تشميته
إذا عطس فلا يجوز لمن هو في الصلاة لأنها لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، وأما
تشميته لمن سمعه ممن ليس في صلاة فمحل بحث ذكره ابن حجر الهيتمي في تحفة المحتاج.
ولا يُشمتّه أحد بقول "يرحمك الله" لأن ذلك يعد من كلام الناس الذي يُبطل الصلاة إن كان عمدًا. فالذكر المشروع هو ما كان من جنس ذكر الله، أما تشميت العاطس فهو كلام آدمي يبطل الصلاة عند جمهور الفقهاء.
جاء في حاشية إعانة الطالبين: وفي التحفة ما نصه وبحث ندب تشميت مصل عطس وحمد جهرا. انتهى،
وأما إجابة المصلي لمن شمته، فلا تجب بل ولا تستحب، وقال بعض الشافعية بجواز أن يجيب بقوله يرحمه الله أي بهاء الغيبة لئلا يكون فيه خطاب آدمي، وأما إجابته بالإشارة فلا نعلم من ذكرها من أهل العلم، وإنما يذكرون رد المصلي بالإشارة على من سلم عليه لثبوت ذلك في الأحاديث.
جاء في حواشي التحفة ما عبارته: قوله:
(تشميت مصل الخ) وهل يسن له أي للمصلي إجابة هذا التشميت بلا خطاب سم، أقول: قضية
قول النهاية ويجوز الرد بقوله وعليه التشميت بقوله يرحمه الله لانتفاء الخطاب اه
حيث عبر بالجواز عدم سن إجابة التشميت. انتهى.
العطسة في الصلاة أمر قهري لا يتحكم فيه الإنسان.
حمد الله تعالى سرًا مشروع، ولا يبطل الصلاة.
تشيمت العاطس (بقول "يرحمك الله") مكروه ويبطل الصلاة عند جمهور الفقهاء إن كان عمدًا.