وجوب
التأسي به صلي الله عليه وسلم .
ومن مظاهر التكريم للنبي الخاتم صلي الله
عليه وسلم أن الله عزوجل أوجب التأسي به فقال تعالي : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ
حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا"(الأحزاب/21).
وهذه الآية أصل كبير في وجوب التأسي برسول الله صلي الله عليه وسلم في
أقواله وأفعاله وأحواله ,ولهذا أمر تبارك وتعالي الناس بالتأسي بالنبي صلي الله
عليه وسلم يوم الأحزاب في صبره ومصا برته ومرابطته ومجاهدته ,وانتظاره الفرج من
ربه عزوجل ,مع أخذه بالأسباب في حفر الخندق ومشاركته بنفسه في أعمال الحفر الشاقة.
فقال تعالي
للذين تضجروا وتزلزلوا واضطربوا في أمرهم يوم الأحزاب :" لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ
حَسَنَةٌ .."(الأحزاب/21).
أي هلا
اقتديتم به وتأسيتم بشمائله صلي الله عليه وسلم ؟!
أن نقتدي به ، ونتخلق بأخلاقه ، فقد كان -صلى الله عليه وسلم- أحسَنَ الناس خُلُقًا، وأوسَعَهم صَدرًا، وأصدَقهم حديثًا، وأليَنَهم عريكةً، وأكرَمهم عِشرة، كثيرَ التبسُّم، طيِّبَ الكلام، وَصُولاَ للأرحام، حريصًا على السلام وإفشاء السلام، يُخالِطُ الناسَ فيُرشِدُهم إلى الأمانة، وينهَاهم عن الغشِّ والخيانة، حسَنَ المُصاحَبة والمُعاشَرة، يغُضُّ عن أخطاء وهفَوَات من خالَطَه، يقبَلُ معذرةَ المُسيءِ منهم، يتلطَّفُ إلى من حولَه، حتى يظُنَّ كلُّ واحدٍ منهم أنه أحبُّ الناسِ إليه
والتأسي
بالنبي هو :أن نفعل مثلما فعل علي الوجه الذي فعل ,من وجوب أو ندب وأن نترك ما
تركه أو نهي عنه من محرم أو مكروه ,كما يشمل التأسي به :التأدب بآدابه والتخلق
بأخلاقه صلي الله عليه وسلم وعلي ذلك فالتأسي والاقتداء شامل لكافة أمور الدين .
فإذا قال
الرسول قولاً,قلنا به وإذا فعل الرسول فعلاً ,فعلنا مثله ,وإذا ترك الرسول شيئاً
تركناه فيما لم يكن خاصاً به ,وإذا عظم شيئاً عظمناه,وإذا حقر شيئاً حقرناه,وإذا
رضي لنا أمراً رضينا به,وإذا وقف بنا عند حد ,وقفنا عنده ولم يكن لنا أن نقدم عليه
أو نتأخر عنه ."قدر استطاعتنا..وعلي الجملة يقول رسول الله صلي الله عليه
وسلم :" دعوني ما تركتكم,إنما أهلك من كان قبلكم سؤالهم ، واختلافهم على أنبيائهم.فإذا
نهيتكم عن شئ فاجتنبوه,وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم".(البخاري ومسلم
وأحمد).