recent
أخبار عاجلة

خطبة الجمعة عاشوراء يوم السلام ونجاة المكلومين افضيلة الشيخ عبدالناصربليح

 عاشوراء يوم السلام ونجاة المكلومين

  يوم عاشوراء يوم نجاة عظيم للمؤمنين علي مر التاريخ.

يوم عاشوراء كانت تصومه الأنبياء

يوم عاشوراء كانت تصومه أهل الكتاب وقريش في الجاهلية

وهو اليوم الذي يغفر الله بصيامه ذنوب سنة كاملة .

 

الحمد لله رب العالمين .. الذي جعل السلام تحية أمة خير الأنام ..يارب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ولك الحمد حمدا كثيراً طيباً مباركاً فيه ..  

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في سلطانه .. “الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ.”.. اللهم أنت السلام ومنك السلام واليك يعود السلام حيينا ربنا بالسلام وأدخلنا الجنة بسلام تباركت ياذا الجلال والإكرام ..

وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله القائل :”أيها الناس افشوا السلام واطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام “(الترمذي). .اللهم صلاة وسلاما عليك يا سيدي يا رسول الله وعلي آلك وصحبك الطيبين الطاهرين وسلم تسليماً كثيراً.. أما بعد فيا جماعة الإسلام .

 فيا عباد الله :" غداً يوم عاشوراء أي العاشر من شهر الله المحرم وهو يوم حدثت فيه حادثات جسام علي مر التاريخ كما أورد المؤرخون عدة مواقف نجي الله فيها المؤمنين

فيوم عاشوراء يوم نجاة عظيم  ويوم سلام علي المؤممين 

 والسلام اسم من أسماء الله الحسني السلام . "الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ."(الحشر/23).

وتحية الله لذاته وملائكته ورسله ..السلام . :” سَلَامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ”(يس/58).

وصف الله ليلة القدر بالسلام .“سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ” (القدر/5).

 اسم من أسماء الجنة دار السلام .” لَهُمْ دَارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ( الأنعام /127).

تحية الله للمؤمنين في  الجنة السلام :” تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ ۚ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا”(الأحزاب/44).

دعوة الله مخلصة بدار السلام :" وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ “(يونس/ 25).

تحية المسلم لرسول الله صلي الله عليه وسلم في التشهد السلام .” السلامُ عليْك أيها النبي ورحمةُ الله وبركاتُه“(البخاري).

 تحية المسلم لنفسه وللمسلمين أحياء وأموات في الصلاة السلام . :”السلام علينا وعلي عباد الله الصالحين “.

التحية المشروعة للمسلم بينه وبين المسلمين السلام . :” إِذَا لَقِيَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ” (أبو داود).

 سبب   من أسباب المحبة والألفة والإخاء السلام.:"أَوَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ ؟ أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ ” (مسلم).

عنوان لخيري المتخاصمين  الذي يبدأ بالسلام .:” وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلامِ  ” (مسلم).

ختم  بعد كل صلاة السلام .:” اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلام، ومِنكَ السَّلامُ ، تباركْتَ يَاذا الجلالِ والإكرام”(مسلم).

وكيف أن يوم عاشوراء يوم سلام علي المؤمنين  ؟لأن الله فرج فيه كرب المكروبين وهم المهمومين  كماروي ذلك

فروي أن  يوم  عاشوراء تاب الله على آدم،

 كما  روي في لطائف المعارف عن سعيد عن قتادة قال: كنا نتحدث اليوم الذي تيب فيه على آدم يوم عاشوراء وهبط فيه آدم إلى الأرض يوم عاشوراء "(لطائف المعارف).

وروى عبد الرزاق عن ابن جريج عن رجل عن عكرمة قال:"هو يوم تاب الله فيه على آدم يوم عاشوراء"

 وروى عبد الوهاب الخفاف عن سعيد عن قتادة قال: "كنا نتحدث اليوم الذي تيب فيه على آدم يوم عاشوراء، وهبط فيه آدم إلى الأرض يوم عاشوراء".. اهـ.

وقال أيضا: صح من حديث ابن اسحاق عن الأسود بن يزيد قال: سألت عبيد بن عمير عن صيام يوم عاشوراء: فقال المحرم شهر الله الأصم: "فيه يوم تيب فيه على آدم؛ فإن استطعت أن لا يمر بك إلا صمته" ..

 وهو اليوم الذي رفع الله فيه إدريس مكاناً علياً،

 فالله   تعالى رفع إدريس -عليه السلام- مكانًا عليًّا، وأنه في السماء الرابعة، وما زاد على ذلك من كونه رفع حيًّا ثم قبض أو لم يمت فالله أعلم به..


وهو يوم استواء سفينة نوح وخروجه منها 

روي احمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَهَذَا يَوْمُ اسْتَوَتْ فِيهِ السَّفِينَةُ عَلَى الْجُودِيِّ، فَصَامَ نُوحٌ " فهو يوم استواء سفينة نوح ويوم خروجه منها،

قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية: وقال قتادة وغيره: ركبوا في السفينة في اليوم العاشر من شهر رجب، فساروا مائة وخمسين يوماً واستقرت بهم على الجودي شهراَ وكان خروجهم من السفينة في يوم عاشوراء من المحرم، وقد روى ابن جرير خبراً مرفوعا يوافق هذا، وأنهم صاموا يومهم ذلك. اهـ. (ثم ذكر الحديث السابق من مسند أحمد).

 وهو اليوم الذي نجَّى الله فيه إبراهيم من النار،

  عندما أراد النمرود حرقه هذا النمرود أراد أن يرغم الناس بالقوة على عبادته،لكن إبراهيم عليه السلام صار يكذبه ويحذر منه،فأراد النمرود أن ينتقم من إبراهيم عليه السلام لأن إبراهيم كان يدعو الناس إلى عبادة الله وحده،..فأرسل الله المطر ؟ فكان أمر الله أسرع "قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم"

 وهو اليوم الذي فدى الله إسماعيل من الذبح، 

وهو اليوم الذي أخرج الله يوسف من السجن،

وهو اليوم الذي رد الله على يعقوب بصره، 

وهو اليوم الذي كشف الله فيه عن أيوب البلاء، 

وهو اليوم الذي أخرج الله فيه يونس من بطن الحوت، 

وهواليوم أنزل الله تعالى التوبة على قوم يونس

وروى أبو موسى المديني بإسناده عن علي قال: "يوم عاشوراء هو اليوم الذي تيب فيه على قوم يونس" ..

وهو اليوم الذي رفع الله فيه عيسى إلى السماء

 وهو اليوم الذي أنزل الله فيه التوراة على موسى،

وهو اليوم الذي غفر الله لمحمد ذنبه ما تقدم وما تأخر،

قال الهيثمي في المجمع: رواه الطبراني في الكبير، وفيه عبد الغفور، وهو متروك. اهـ.


وهو يوم النجاة يوم نجي الله موسي من فرعون 

في يوم عاشوراء فلق الله البحر لبني إسرائيل وأغرق فرعون وكانت نهاية الطغيان وانتصار أهل الإيمان رغم ضعفهم وقلة حيلتهم.. : وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِى إِسْرءيلَ بِمَا صَبَرُواْ [الأعراف:137]،

 إِنَّ فِي ذَلِكَ لايَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ [الشعراء:8، 9].

يوم عاشوراء كانت تصومه الأنبياء

عباد الله :" ويوم عاشوراء كانت تصومه الأنبياء قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في لطائف المعارف: يوم عاشوراء له فضيلة عظيمة وحرمة قديمة، وصومه لفضله كان معروفا بين الأنبياء عليهم السلام، وقد صامه نوح وموسى عليهما السلام،  .

 وروي عن إبراهيم الهجري عن أبي عياض عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يوم عاشوراء كانت تصومه الأنبياء؛ فصوموه أنتم"( أخرجه بقي بن مخلد في مسنده).

يوم عاشوراء كانت تصومه أهل الكتاب وقريش في الجاهلية

 عباد الله :" وقد كان أهل الكتاب يصومونه، وكذلك قريش في الجاهلية كانت تصومه. اهـ.أهل الكتابكان اليهود يصومون يوم عاشوراء، لأنه اليوم الذي نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون. ويذكر بعض المؤرخين أن سبب صيامهم كان لارتكابهم ذنبًا في الجاهلية وعظم في صدورهم، فقرروا صيام عاشوراء كنوع من التكفير عن ذنبهم، كما ذكرت 

كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يصوم عاشوراء قبل البعثة،

 وعندما قدم المدينة وجد اليهود يصومونه، فأمر المسلمين بصيامه فرضاً وبعد فرض صيام شهر رمضان، أصبح صيام عاشوراء تطوعًا، أي أن من شاء صامه ومن شاء تركه، ولم يعد فرضًا.

ولذلك لما قدم الحبيب المدينة وجد اليهود يصومون يوما فسأل عن ذلك والحديث رواه البخاري من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟»، قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: "فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ"، فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ "(البخاري).

وعن أبي هريرة قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بأناس من اليهود وقد صاموا يوم عاشوراء فقال: ما هذا من الصوم؟ فقالوا: هذا اليوم الذي نجى الله موسى وبني إسرائيل من الغرق، وغرق فيه فرعون، وهذا يوم استوت فيه السفينة على الجودي، فصام نوح وموسى شكرا لله عز وجل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنا أحق بموسى، وأحق بصوم هذا اليوم. فأمر أصحابه بالصوم"(أحمد).

عباد الله :"  يوم عاشوراء له مكانة خاصة في التاريخ الإسلامي، حيث ارتبط بنجاة موسى عليه السلام من فرعون، وبصيام النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وبتضحية الحسين بن علي في كربلاء..

الخطبة الثانية

الحمدلله والصلاة والسلام علي رسول الله أمابعد 

صيام عاشوراء يقع في صيام المحرم وهو أفضل صيام بعد رمضان  كما  روي الامام الترمذي عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: سَأَلَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: أَيُّ شَهْرٍ تَأْمُرُنِي أَنْ أَصُومَ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ، قَالَ لَهُ: مَا سَمِعْتُ أَحَدًا يَسْأَلُ عَنْ هَذَا، إِلَّا رَجُلًا سَمِعْتُهُ يَسْأَلُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا قَاعِدٌ عِنْدَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ شَهْرٍ تَأْمُرُنِي أَنْ أَصُومَ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ، قَالَ: «إِنْ كُنْتَ صَائِمًا بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ فَصُمُ المُحَرَّمَ، فَإِنَّهُ شَهْرُ اللَّهِ، فِيهِ يَوْمٌ تَابَ فِيهِ عَلَى قَوْمٍ، وَيَتُوبُ فِيهِ عَلَى قَوْمٍ آخَرِينَ"(هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ).

وهو اليوم الذي يغفر الله بصيامه ذنوب سنة كاملة .

 عباد الله :"  

 فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال: يكفر السنة الماضية والباقية، وسئل عن صوم يوم عاشوراء فقال يكفر السنة الماضية. 

قال النووي رحمه الله تعالى عند شرحه لهذا الحديث: معناه يكفر ذنوب صائمه في السنتين، قالوا: والمراد بها الصغائر، فإن لم تكن صغائر يرجى التخفيف من الكبائر، فإن لم يكن رفعت درجاته.

ومما يدل على كون هذا خاصاً بالصغائر دون الكبائر شيئان أحدهما ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مفكرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر

 عباد الله :" صيام يوم عاشوراء يكفر الذنوب التي بين العبد وبين الرب أما الذنوب التي بين العبد والعباد لاتكفر إلا بالمسامحة والعفو ورد المظالم إلي أهلها 

عباد الله:" أما عن صيام تاسوعاء ؟

فالنبي -صلى الله عليه وسلم- لما قدم المدينة ووجد اليهود يصومون عاشوراء قال: "نحن أحق بموسى منهم" وصامه وأمر الناس بصيامه، وكان يحب في أول الأمر موافقة أهل الكتاب، فلما انتشر الإسلام وظهر أحب مخالفتهم وأمر بها، ومن ثم؛ فإنه في آخر عمره الشريف قال: "لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع" وكان هذا في آخر سنة من سني عمره الشريف -صلى الله عليه وسلم-ولم يصومه..

عباد الله :" يوم عاشوراء هو يوم جبر خواطر المكسورين ونصرة المظلومين

وهلاك الظالمين وإكرام المؤمنين .


google-playkhamsatmostaqltradent