recent
أخبار عاجلة

ماذاسيفعل الخطيب في ظل قانون الفتوي الجديد ؟

مَاذَا سَيَفْعَلُ الْخَطِيبُ فِي ظَلَّ قَانُون الْفُتُوِّيِّ الْجَدِيد؟


الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد 

فاطمئن ولاتقلق عزيزي الإمام الهمام والخطيب المستنير فالقانون الجديد لم تظهر اللائحة التنفيذية له بعد وعندما تظهر للنور ستجد لنفسك مكاناً حيث أن المادة التاسعة منه أشارت إليك وسوف تفسر ذلك باستفاضة ..وتفرق بين السؤال والفتوي ..

ولماكان من صميم عمل الخطيب والإمام في الخطب والدروس التعرض للأسئلة والأجوبة وكثير من الخطب يكون عنوانها سؤال أو جواب حتي خطبة الغد هي جواب علي سؤال تقديره هل الوطن حفنة من تراب كما ادعي الجهلة ؟

 والجواب الوطن ليس حفنة من تراب ..وعلي هذا ستدور أحداث الخطبة 

والملاحظ أن الخطبة الأخيرة من هذا الشهر كيف أسس رسول الله صلي الله عليه وسلم دولة الإسلام في المدينة؟

وأسلوب الاستفهام أو السؤال قد ورد كثيراً في القرأن الكريم والسنة النبوية المطهرة وهو أسلوب شيق يحفز المستمع ويجعله في تأهب واستعداد لتلقي ماستمليه عليه ..

إثارة التفكير:

الأسئلة تثير التساؤل والتفكير في معاني الآيات، وتدفع إلى البحث والاستنباط.

تعزيز الوعي:

الأسئلة تساعد على تعزيز الوعي لدى القارئ، وتجعله أكثر تفهماً للدين.

إبراز أهمية الاستدلال:

الأسئلة تدفع إلى الاستدلال والبحث عن الأدلة، وتوضح أهمية العقل في فهم الدين.

ترسيخ الإيمان:

الأسئلة تساعد على ترسيخ الإيمان، وتجعله أكثر عمقاً وتأثيراً في حياة الإنسان.

العديد من الأسئلة في القرآن لا تهدف إلى الحصول على إجابة مباشرة، بل إلى إثارة التفكير والتأمل في معانيها

السؤال في القرأن الكريم 

ولقد تناول القرآن الكريم السؤال في مواضع وموضوعات تركز على الأهمية المنهجية للسؤال، وفي مقدمتها السؤال عن السؤال نفسه، إقرارًا منه لقيمته المعرفية والعلمية، ودوره في تأدية الرسالة التي أنزلها الله -تبارك وتعالى- للعالمين، حتى غدا السؤال في القرآن منهجًا واضحًا متميزًا، ولعل أهم ما يميز موضوع السؤال في القرآن والسنّة أنه يقوم على فقه خاص به، نستطيع أن نصفه بعلم السؤال في القرآن الكريم والسنّة، كأحد أنواع علوم القرآن الكريم والسنّة التي لم تذكرها كتب علوم القرآن والسنّة في الماضي، فهذا علم متكامل، له أسبابه ومناهجه وموضوعاته وأهدافه، وله قيمته المعرفية والعلمية التي ينبغي إظهارها وبلورتها بين المناهج المعرفية.

 القرآن الكريم مليء بالآيات التي تتضمن أسئلة، وتهدف إلى إثارة التفكير والتفكر في معانيها. بعض هذه الآيات موجهة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبعضها موجهة للمؤمنين عامة.

أمثلة على آيات تتضمن أسئلة:

آيات موجهة للنبي صلى الله عليه وسلم:

يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتٌ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ [البقرة: 189].

وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىٰ قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ [البقرة: 220]. 

وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ [البقرة: 222]. (ويسألونك عن المحيض، قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض)

وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي [الإسراء: 85]. 

آيات موجهة للمؤمنين عامة:

:"وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (الحديد: 25]. (أيسأل أحدكم عن أخيه إذا طعن)

:"أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالٌ [محمد: 24].  

أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ [الحج: 5].  

الأسئلة في السنة النبوية المطهرة

والناظر في السنة النبوية يلحظ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل أن يقدم الأسئلة يخطط لها جيداً، والأمثلة على ذلك كثيرة منها: عن ابن عباس -رضي الله عنهما-:أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطب الناس يوم النحر فقال:"يا أيها النـاس أي يوم هذا؟ ". قالوا: يوم حرام، قال: "فأي بلد هذا". قالوا: بلد حرام، قال: "فأي شهر هذا" قـالوا: شهر حرام، قال: " فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا ". فأعادها مراراً، ثم رفع رأسه فقال: "اللهم هل بلغت، اللهم هل بلغت". قال ابن عباس -رضي الله  عنهما-: فو الذي نفسي بيده، إنها لوصيته إلى أمته:"فليبلغ الشاهد الغائب، لا ترجعوا بعدي كفاراً، يضرب بعضكم رقاب بعض". ففي هذا الحديث تبين أن النبي قد خطط لأسئلته جيداً ونوعها، في السؤال عن البلد والشهر واليوم؛ ليرسخ في أذهان الحاضرين ما يريد إبلاغه من أمور مهمة وخطيرة في حياة المجتمع الإسلامي.

وكان صلي الله عليه وسلم يحرص علي طرح الأسئلة المتتالية:

حيث تشير الدراسات إلى أن الأسئلة يجب أن تتخلل مدة الإلقاء، فحين يوضح الخطيب مفهوماً أو علاقة يفضل أن يقدم عدداًمن الأسئلة يمكن أن تنقل المستمع إلى مفهوم أو علاقة جديدة. وكان النبي -صلى الله عليه وسلم-يستخدم الأسئلة المتتالية قبل أن يوضح المفهوم الذي يريده، وخير شاهد على هذا المنحى: أن رسول الله خطب الناس يوم النحر فقال: "يا أيها الناس أي يوم هذا؟". قالوا: يوم حرام، قال: "فأي بلد هذا؟ ". قالوا: بلد حرام، قال:" فأي شهر هذا؟". قالوا: شهر حرام، قال: "فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا". فأعادهـا مراراً، ثم رفع رأسه فقال: "اللهم هل بلغت، اللهم هل بلغت". قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: فو الذي نفسي بيده، إنها لوصيته إلى أمته: "فليبلغ الشاهد الغائب، لا ترجعوا بعدي كفاراً، يضرب بعضكم رقاب بعض".

وكذلك يتضح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- عمد إلى استخدام الأسئلة المتتالية وخير دليل على ذلك ما رواه البخاري أنه لما فتحت خيبر أهديت للنبي شاة فيها سم، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : "اجمعوا إلي من كان هاهنا من يهود". فجمعوا له، فقال: "إني سائلكم عن شيء فهل أنتم صادقي عنه". فقالوا: نعم، قال لهم النبي -صلى الله عليه وسلم-:"من أبوكم ". قالوا: فلان، فقال: "كذبتم، بل أبوكم فلان". قالوا: صدقت، قال: "فهل أنتم صادقي عن شيء إن سألت عنه". فقالوا: نعم يا أبا القاسم، وإن كذبنا عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا، فقال لهم: "من أهل النار؟". قالوا: نكون فيها يسيراً، ثم تخلفونا فيها، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اخسؤوا فيها، والله لا نخلفكم فيها أبدا". ثم قال :"هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه". فقالوا: نعم يا أبا القاسم، قال: "هل جعلتم في هذه الشاة سماً؟". قالوا: نعم، قال: "ما حملكم على ذلك؟". قالوا: أردنا إن كنت كاذباً نستريح، وإن كنت نبياً لم يضرك"..

السؤال للترهيب والتخويف

وكثيراً ما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعمد إلى مزج أسلوب السؤال بأسلوب الترهيب حسب المعنى الذي يقصده من سؤاله، أو حسب المناسبة التي أثير فيها السؤال، ولفهم معنى الترهيب إما من ابتداء السؤال بأداة محددة، أو من خلال المعنى العام للسؤال بما يتضمن من حث على أداة الاستجابة المطلوبة ونرى أنه قد مزج النبي- صلى الله عليه وسلم- أسلوب السؤال بأسلوب الترهيب ويتضح ذلك من خلال قوله: "ألا أحدثكم حديثا عن الدجال، ما حدث به نبي قومه: إنه أعور، وإنه يجيء معه بمثال الجنة والنار، فالتي يقول إنها الجنة هي النار، وإني أنذركم كما أنذر به نوح قومه"، وفي هذا الحديث ما يدل على هذه الآلية حيث امتزج السؤال بصيغة الترهيب من الجواب المتوقع في قوله -صلى الله عليه وسلم: " ألا أحدثكم حديثاً عن الدجال ؟ ".

ويستمر مزج الرسول للسؤال بأسلوب الترهيب ويظهر جلياً ذلك من قوله: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر". قلنا: بلى يا رسول الله، قال: "الإشراك بالله وعقوق الوالدين، وكان متكئاً فجلس فقال: ألا وقول الزور، وشهادة الزور، ألا وقول الزور، وشهادة الزور". فما زال يقولها، حتى قلت: لا يسكت. وفي هذا الحديث ما يدل على هذه الآلية حيث امتزجت صيغة السؤال بصيغة الترهيب من الجواب المتوقع في قوله -صلى الله عليه وسلم-: " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟" فهنا كان يرهب النبي أصحابه من خطورة أشياء قد توقع بهم في نار جهنم.  .


الصحابة يسألون ؟

وكان الصحابة يأتون رسول الله يسألون عن أمور دينهم فيفتيهم ويتبين ذلك من خلال ما رواه البخاري عن أنس -رضي الله عنه-: أن رجلا سأل النبي عن الساعة، فقال: متى الساعة؟ قال: "وماذا أعددت لها". قال: لا شيء، إلا أني أحب الله ورسوله، فقال: "أنت مع من أحببت". قال أنس: فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي: "أنت مع من أحببت". قال أنس: فأنا أحب النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمر، وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم، وإن لم أعمل بمثل أعمالهم

 وكان الرسول صلي الله عليه وسلم يسأل الصحابة عن كثير من أحوالهم ويتبن ذلك ما رواه البخاري عن سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه قال: كنا جلوساً عند النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ أتي بجنازة، فقالوا: صل عليها، فقال:"هل عليه دين؟". قالوا: لا، قال: "فهل ترك شيئا؟". قالوا: لا، فصلى عليه. ثم أتي بجنازة أخرى، فقالوا: يا رسول الله، صل عليها، قال: "هل عليه دين؟". قيل: نعم، قال: "فهل ترك شيئا؟". قالوا: ثلاثة دنانير، فصلى عليها. ثم أتي بالثالثة، فقالوا: صل عليها، قال:"هل ترك شيئا". قالوا: لا، قال: "فهل عليه دين؟". قالوا: ثلاثة دنانير، قال: "صلوا على صاحبكم". قال أبو قتادة: صل عليه يا رسول الله وعلي دينه، فصلى عليه"

 المولي عزوجل يطلب من الرسول أن يسأل الصحابة عن أمور 

 هذه الأمور تثبت عقيدتهم إثبات قدرة الله الشاملة، حيث يعتبر السؤال منهجًا عقليًا في إثبات قدرة الخالق -سبحانه وتعالى-، ومنها قول الله –تعالى-: (ولئِنْ سألْتهُمْ منْ خلق السّمواتِ والأرْض ليقُولُنّ الله  قُلِ الْحمْدُ لِلّهِ بلْ أكْثرُهُمْ لا يعْلمُون) [لقمان:25]، وقال الله: (ولئِنْ سألْتهُمْ منْ خلق السّمواتِ والأرْض ليقُولُنّ الله  قُلْ أفرأيْتُمْ ما تدْعُون مِنْ دُونِ اللّهِ إِنْ أرادنِي الله  بِضُرٍّ هلْ هُنّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ أوْ أرادنِي بِرحْمةٍ هلْ هُنّ مُمْسِكاتُ رحْمتِهِ قُلْ حسْبِي الله  عليْهِ يتوكّلُ الْمُتوكِّلُون )[الزمر:38]، 

وقال الله: ( ولئِنْ سألْتهُمْ منْ خلق السّمواتِ والأرْض ليقُولُنّ خلقهُنّ الْعزِيزُ الْعلِيمُ) [الزخرف:9]، 

وقال الله: ( ولئِنْ سألْتهُمْ منْ خلقهُمْ ليقُولُنّ اللهُ فأنّى يُؤْفكُون) [الزخرف: 87]، 

وقال الله: ( ولئِنْ سألْتهُمْ منْ خلق السّمواتِ والأرْض وسخّر الشّمْس والْقمر ليقُولُنّ اللهُ فأنّى يُؤْفكُون) [العنكبوت:61]، 

وقال الله: ( ولئِنْ سألْتهُمْ منْ نزّل مِن السّماءِ ماءً فأحْيا بِهِ الأرْض مِنْ بعْدِ موْتِها ليقُولُنّ اللهُ قُلِ الْحمْدُ لِلّهِ بلْ أكْثرُهُمْ لا يعْقِلُون ) [العنكبوت:63].

وفي هذه الآيات الكريمة تعليم للنبي -عليه الصلاة والسلام- أن يسأل قومه عمن خلق السموات والأرض، لأن من معاني (ولئِنْ سألْتهُمْ)، أي: اسألهم عن خالق السموات والأرض، وفي السؤال تنبيه على عظمة خلق السموات والأرض، فالسؤال عن الشيء العظيم يكشف عن قوانين خلقته، وتوجب عقليًا الإقرار بقدرة الخالق سبحانه وتعالى

والخلاصة :" أن كل هذه الأمور والأسئلة يحتاج إليها الخطيب في خطبه ودروسه اليومية ولاغني عنها لأهمية السؤال في الخطبة وتأثيره علي المستمعين كما ذكرنا 

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل 
google-playkhamsatmostaqltradent