recent
أخبار عاجلة

ترسيخ منهج الوسطية والاعتدال

 ترسيخ منهج الوسطية والاعتدال

التّوعية لفهم التسامح الديني

 الحمد لله رب العالمين – الحمد لله علي نعمة الإسلام وما أعظمها من نعمة- وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير ارتضي لنا الإسلام ديناً قال عمر بن الخطاب: “لقد كنّا أذلاء فأعزنا الله بالإسلام، فإذا ابتغينا العزة بغيره ِ أذلنا الله

 وأشهد ان سيدنا محمداً عبده ورسوله أتاه رجل يقول له يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً لأسأل احداً عنه غيرك قال له :” قل أمنت بالله ثم استقم” اللهم صلاة وسلاما عليك يا سيدي يا رسول الله وعلي ألك وصحبك الطيبين الطاهرين وسلم تسليماً كثيراً أما بعد فيا جماعة الإسلام .

أيها الناس  :"إن الدعوة  للمواطنة والتسامح  الديني وترسيخ منهج الوسطية والاعتدال لدي أفراد المجتمع تتحقق  من خلال تكريس التسامح الديني في الكثير من الدعوات والنصائح  إذ التسامح سمة جوهرية، ولبنة محورية في الخطاب الديني الجديد والمنفتح على الآخر وعلى العصر، وقد أكّد القرآن الكريم والرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم قاعدة التسامح الديني على نطاق واسع، ففي مقابل الحوار مع الديانات الأخرى بالتي هي أحسن، يطرح ضرورة احترام هذه الديانات، وعدم القدح في علمائها والمنتمين إليها، وهو ما ينساق أيضا على المذاهب الفكرية والإنسانية المختلفة التي ينبغي أن تقوم العلاقة معها على الاحترام والقبول والتفاهم لتأكيد سمة التسامح الديني الذي فرضه ديننا الحنيف، أو ليس الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم هو من صلى على النجاشي صلاة الجنازة؟ رغم أنه على دين آخر،ورغم المسافة المكانية بينهما"(السيرةالنبوية للندوي).

أليس عمرو بن العاص هو الذى كتب صكًا بالأمان نشره فى جميع أنحاء مصر دعا فيه البابا بنيامين إلى العودة لكرسيه ويؤمنه على حياته فظهر البابا وذهب إلى عمرو فاحتفى به ورده إلى مركزه عزيز الجانب موفور الكرامة وبدأ فى استرداد الإبراشيات التى أخذها الفرس وعمر الكثير من الأديرة فى وادى النطرون بعد خرابها على يد الفرس أيضًا، وكان البابا موصوفًا بحسن التصرف حتى أن عمرو بن العاص استهدى برأيه فى شئون البلاد.

أليس ديننا هو الذي اعترف بكل الديانات السابقة له،وفرض الإيمان بالكتب السابقة للقرآن الكريم،والأنبياء السابقين لمحمّد صلّى الله عليه وسلّم؟ أليس المسلمون الأوائل هم من تعايشوامع اليهود والنصارى في مختلف الأمصار الإسلامية؟وكفلوا لهم كافة الحقوق المشروعة، وفتحوا لعلمائها المجال في التأليف والعمل في الدولة والطب والترجمة أفادت منها حضارتنا الإسلامية.

وفي مصرتري النسيج الوطني المكون من المسلمين والاقباط فلا تستطيع أن تفصل بينهما في العادات والتقاليد فالكل يعيش من خلال عادات وتقاليد مصرية واحدة وليست هناك عادات تخص المسيحيين دون المسلمين أو العكس ، وهذا وضح تماماً في الواقعة الخاصة "باللورد كرومر المندوب السامي البريطاني" عندما ارسل تقريره عن الحالة في مصر للتاج البريطاني قال فيه:" لَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَفْرُقَ بَيْنَ المُسْلِمِ وَالمَسِيحِيِّ فِي مِصْرَ وَفِي عَادَاتِهِمْ وَتَقَالِيدِهِمْ إِلَّا مِنْ خِلَالِ شَيْءٍ وَاحِدٍ وَهُوَ أَنَّ المُسْلِمَ يَذْهَبُ إِلَى المَسْجِدِ عِنْدَ الصَّلَاةِ وَالمَسِيحِيِّ يَذْهَبَ لِلكَنِيسَةِ "

وإذا كان من غير الممكن فرض الإسلام على العالم كله، بل حرّم فرض الدين بالقوة، فإنّ التسامح الديني للإسلام مع الآخرين هو ما يكفل إمكانية التعايش السلمي السويّ مع العالم، وهو ما يعكس صورة نقيّة مؤثّرة لديننا الحنيف لدى الآخرين، ويفرض عليهم الاعتراف بقيم هذا الدّين وسمح لهم بالاقتراب منه، والتواصل معه.

أيها الناس :" لقد أثبت الخطاب المتشدد الذي لايعرف الوسطية  أنّ عدم احترام الديانات الأخرى والتعامل معها بالعنف والترهيب والنبذ المطلق، هو ما أدّى إلى الإساءة إلى صورة الإسلام والمسلمين بحيث أضحى الكثيرون يعدّون هذا الدّين رديفا للتعصّب والتشدّد على عكس حقيقته.ودورالدعوة والدعاة كبير ومهم في تبصير المجتمعات بسمو سماحة ويسر تعاليم الإسلام وانفتاحه على الآخر وإيمانه بالحوار أساسا للتعامل مع الأديان والحضارات والثقافات، يقول الله تعالى في محكم كتابه: “قُل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمةٍ سواء بيننا وبينكم ألاّ نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتّخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون” (آل عمران 64).

وإنّ من ضرورة نصرة الدّين والتبليغ عن الحق ورسوله وهداية الخلق والدعوة إلى الإسلام أن يعتني بجمال وكمال التعاليم لتبرز على وجهها الحسن المنير وذلك بتثبيت قاعدة حسن الخلق والعفو عند المقدرة والتسامح بين المسلمين، حتى ترجم كلّ منهم ذلك في سلوكه وفي أسلوب دعوة غيره من المسلمين ومن غير المسلمين وقد جاء في مسند الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: “علّموا وبشّروا ولا تعسّروا، وإذا غضبت فاسكت، وإذا غضبت فاسكت، وإذا غضبت فاسكت” (مسند أحمد، 5/33).

وذلك هو المسلك الذي سلكهُ الرسول الأكرم صلّى الله عليه وسلّم ودعا أمّـته إليه بقوله وفعله، ومن هذا المنطلق وعلى هذا الأساس دخل النّاس في دين الله أفواجا على مدى القرون ودانوا بدين الحقّ، وفي تشييد بناء هذا الوصف الكريم تفويت لمحاولات الصدّ عن دين الله تبارك وتعالى، وسدّ لثغرات التطاول على دين الله عزّ وجلّ، وفيه أيضا فتح لأبواب الإجابة والاستجابة، وبروز حقائق الدين بين الخلق.

google-playkhamsatmostaqltradent