recent
أخبار عاجلة

العيد .. فرحة .. تكافل .. تصالح ..طاعة

 العيد .. فرحة .. تكافل .. تصالح ..طاعة

  الحمد لله الذي جعل جنات الفردوس نزلاً يتنافس فيها المتنافسون"الله أكبر الله أكبر الله

 أكبر,الله اكبر كبيراً،والحمد لله كثيراً وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلاً.وأشهد أن لا إله

 إلا الله وحده لا شريك له، أعد لعباده الصالحين مالاعين رأت ولا أذن سمعت ولاخطر

 علي قلب بشر.وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله صاحب الحوض المورود والمقام

 المحمود واللواء المعقود والكرم والجود،أول من تفتح له أبواب الجنان اللهم صلاة

 وسلاماً عليك ياسيدي يارسول الله أمابعد فياعباد الله:"

:"قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ"(يونس/58).

 عباد الله:"بالأمس كنا نستعد لاستقبال شهر رمضان المبارك، ونعدّ العدة فرحين بنعمة

 الله، وها نحن اليوم نلوّح بأيدينا مودّعين رمضان،وكلنا حزن على فراقه.


ها قد رحل عنا شهر الجود والكرم،شهر الصيام والقيام والقرآن ،  شهرالبروالإحسان،

 شهر المغفرة والرضوان  شهر الخيروالبركات ، شهر الصبروالمواساة ، شهر أوله

 رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار ربح فيه من ربح وخسر فيه من

 خسر، فليت شعري من المقبول منا فنهنيه،ومن المطرود المحروم منا فنعزيه ؟

 

عباد الله:"إن يومكم هذا،يوم عظيم،وعيد كريم، في هذا اليوم الذي توج الله به شهر

 الصيام ؛ تعلن النتائج وتوزع الجوائز،في هذا اليوم يفرح الذين جدوا واجتهدوا في

 رمضان،سبق قوم ففازوا،وتأخر آخرون فخابوا،في هذا اليوم يفرح المصلون،ويندم

 الكسالى النائمون والعابثون اللاعبون .

عباد الله :"حقاً إنه يوم الجائزة وإن الجوائز الإلهية والمنح الربانية التي توزع اليوم ما هي إلا جزء من الجوائز العظيمة والمنح الكريمةوالعطايا الجليلة التي يخص الله بها عباده الصائمين يوم القيامة في الحديث القدسي:"للصائم فرحتان يفرحهما:إذا أفطر فرح،وإذا لقي ربه فرح بصومه"(البخاري ومسلم).

 عباد الله:" في الإسلام عيدان يأتيان بعد عبادتين وركنين من أركان الإسلام، عيد الفطر بعد فريضة الصوم، وعيد الأضحى يأتي بعد فريضة الحج، أرى في هذين العيدين حكم كثيرة منها ما يلي:

 العيد فرصة للفرحة والسرور والترويح عن النفس في غير معصية لله: عن أنسٍ بن مالك قالَ:" قدمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ المدينةَ ولَهم يومانِ يلعبونَ فيهما فقالَ ما هذانِ اليومانِ قالوا كنَّا نلعبُ فيهما في الجاهليَّةِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إنَّ اللَّهَ قد أبدلَكم بِهما خيرًا منهما يومَ الأضحى ويومَ الفطرِ". (صحيح أبي داوود).

 العيد فرحة أن هدانا الله لطاعته، فعيد الفطر فرحة أن وفقنا الله لصوم شهر رمضان "للصائمِ فَرْحتانِ يفرَحْهُما إذا أَفطرَ فَرِحَ ، وإذا لقي ربَّه فَرِحَ بصومِهِ" (البخاري ومسلم والترمذي، وأحمد وابن ماجة باختلاف يسير) ، 

وفي رواية  "للصَّائمِ فرحتانِ يفرحُهُما إذا أفطرَ فرحَ بفِطرِهِ ، وإذا لقيَ ربَّهُ عزَّ وجلَّ فرِحَ بصَومِهِ"(صحيح النسائي) .


العيد فرحة

وفى الحديث :" افْعَلُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ، وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللَّهِ، فَإِنَّ لِلَّهِ نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَسَلُوا اللَّهَ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ، وَأَنْ يُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ" (رواه الطبراني).

فرحة بتهنئة الرسول صلي الله عليه وسلم 

لقد حرص الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  على تهيئة أصحابه لاستقبال هذا الشهر الكريم ، واغتنام أيامه ولياليه بالمسارعة إلى الخيرات ، وطلب المغفرة والرحمات من رب الأرض والسموات ، فعَنِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ (رضي الله عنه) قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ، فَقَالَ:" أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، شَهْرٌ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، جَعَلَ اللَّهُ صِيَامَهُ فَرِيضَةً، وَقِيَامَ لَيْلِهِ تَطَوُّعًا ،… الحديث” (صحيحُ ابن خُزَيمة)...

فضل رمضان  على سائر الشهور  :

ان الله  فضل بعض الخلق والأمكنة والأزمنة على بعض ، وبعض الأنبياء على بعض ، كذلك فضل الله بين الخلق في أسباب الحياة ، و فضل بعض الأمكنة على بعض، كذلك فضل المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال على غيرها من المساجد، شهر رمضان فضله الله على سائر الشهور نظرا لما انزل الله فيه من الكتب السماوية كالقران ولما أن فيه ليله خير من ألف شهر وهي ليله القدر وهو من أفضل الشهور عند المسلمين لان فيه النصر الكبير للمسلمين في غزوه بدر والغزوات الأخرى التي حدثت في شهر رمضان ، قال تعالى (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) (البقرة 185).

واليك طرفا من بركات هذا الشهر :

1-الفرح بثواب الطاعات فان خصلة الخير بفريضة ، والفريضة بسبعين فريضة :

في بقية الحديث السابق : ( ... مَنْ تَقَرَّبَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ ، وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ ، وَهُوَ شَهْرُ الصَّبْرِ ، وَالصَّبْرُ ثَوَابُهُ الْجَنَّةُ … الحديث” (صحيحُ ابن خُزَيمة)...

ثلاثة أعمال لا تدخل الموازين يوم القيامة لعظمتها

-العفو عن الناس :لم يحدد الأجر قال تعالى :(فمن عفا وأصلح فأجره على الله ).

-الصبر:لم يحدد الأجر قال تعالى :(إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).

-الصيام:لم يحدد الأجر (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به )...وينادي منادي يوم البعث (أين الذين أجرهم على الله فيقبل الصابرون والصائمون والعافون عن الناس )..

2- الفرح بقيد الشياطين وفتح أبواب الجنة في أول ليلة من رمضان:

قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه في أول ليلة من رمضان :"أتاكم شهر رمضان شهر مبارك , فرض الله عليكم صيامه , تفتح فيه أبواب السماء , وتغلق فيه أبواب الجحيم , وتغلل فيه مردة الشياطين , لله فيه ليلة خير من ألف شهر , من حرم خيرها فقد حرم )) رواه النسائي و البيهقي وحسنه الألباني .. واما قوله صلوات الله عليه : هو شهر تفتح فيه أبواب الجنه وتغلق أبواب النار ... ان كان المقصود حسيا فهو على حقيقته ، وان كان المقصود معنويا اى تفتح فيه الأسباب الداعية الى الجنة كالصيام والقيام وفعل الخيرات والانكفاف عن كثير من المخالفات وهذه أسباب لدخول الجنة وأبواب لها  ، وتغلق فيه الأسباب الداعية الى النار ، وبه  قال الإمام النووي رحمه الله، والقاضي عياض رحمه الله.

3- الفرح بتزين الجنة :

وفى رواية : فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَأْمُرُ جَنَّتَهُ فَيَقُولُ لَهَا :" اسْتَعِدِّي وَتَزَيَّنِي لِعِبَادِي أَوْشَكَ أَنْ يَسْتَرِيحُوا مِنْ تَعَبِ الدُّنْيَا إِلَى دَارِي وَكَرَامَتِي - (شعب الإيمان).

4- الفرح بنظر الله الى عباده  :

" إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ نَظَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِمْ ، وَمَنْ نَظَرَ اللهُ إِلَيْهِ لَمْ يُعَذِّبْهُ أَبَدًا"-  (شعب الإيمان)... فاحرص على نظر الله اليك فلا يجدك على معصيه ، بل على طاعة ، اما طاعة ذكر أو شكر ..

وفي رواية : يَغْشَاكُمُ اللَّهُ فَيُنْزِلُ الرَّحْمَةَ وَيَحُطُّ فِيهَا الْخَطَايَا ، وَيُسْتَحَبُّ فِيهَا الدَّعْوَةُ ، يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى تَنَافُسِكُمْ وَيُبَاهِيكُمْ بِمَلاَئِكَةٍ ، فَأَرُوا اللَّهَ مِنْ أَنْفُسَكُمْ خَيْرًا ، فَإِنَّ الشَّقِيَّ كُلَّ الشَّقِيِّ مَنْ حُرِمَ فِيهِ رَحْمَةَ اللَّهِ ” (الطبراني).

5- الفرح بنداء االله  ( يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ ):

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ...... وَيُنَادِي مُنَادٍ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ ....  " ( رواه الترمذي ).

6- الفرح باستغفار الملائكة لهم كل ليلة بداية من أول ليلة :

وعَنْ أَبِي نَضْرَةَ (رضي الله عنه) قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:...فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَسْتَغْفِرُ لَهُمْ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ....(شعب الإيمان).

7- الفرح بعتق الله من النار في كل ليلة :

عن أبي هريرة  أن النبي  قال:" ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة " ... صحيح الترغيب والترهيب ..

8- الفرح بدعوة لا ترد :

ودعاء الصائم في يوم صيامه ودعوة المسافر فقد صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد لولده، ودعوة الصائم ودعوة المسافر» رواه البيهقي وهو في صحيح الجامع وفي الصحيحة.

9-الفرح بالافطار ولقاء الله :

 وقد صور رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هذه الفرحة بقوله " لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ" ( متفق عليه )...ففرحة الإفطار عرفناها ، أما فرحة الآخرة فحدث ولا حرج، فالطاعة والعبادة دليل الحب ، والمعاصي والذنوب دليل البغض والكر


الخطبة الثانية:"الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله أمابعد فياعباد الله يوم الفطر يسمى في السماء بيوم الجائزة كماأخبررسول اللَّهِ:"إذا كان يَوْمُ الْفِطْرِ وَقَفَتِ الْمَلائِكَةُ على أَبْوَابِ الطُّرُقِ فَنَادَوْا أغدوا يا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ إلى رَبٍّ كَرِيمٍ يَمُنُّ بِالْخَيْرِ ثُمَّ يُثِيبُ عليه الْجَزِيلَ لقد أُمِرْتُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَقُمْتُمْ وَأُمِرْتُمْ بِصِيَامِ النَّهَارِفَصُمْتُمْ وَأَطَعْتُمْ رَبَّكُمْ فَاقْبِضُوا جَوَائِزَكُمْ فإذا صَلَّوْا نَادَى مُنَادٍ أَلا إِنَّ رَبَّكُمْ قد غَفَرَ لَكُمْ فَارْجِعُوا رَاشِدِينَ إلى رِحَالِكُمْ فَهُوَ يَوْمُ الْجَائِزَةِ وَيُسَمَّى ذلك الْيَوْمُ في السَّمَاءِ يوم الْجَائِزَةِ"(الترغيب والترهيب).

 

أخي المسلم:"حقاً إنه يوم الجائزة:"فهذا جزاؤك،وهذه هديتك،وهذا قدرك،سمعت أمر

 ربك فأخذته،قرأت كتابه فالتزمته،عرفت رسوله فاتبعته قد أُمِرْتُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَقُمْتُمْ

 وَأُمِرْتُمْ بِصِيَامِ النَّهَارِ فَصُمْتُمْ وَأَطَعْتُمْ رَبَّكُمْ فَاقْبِضُوا جَوَائِزَكُمْ "

وهذه الشهادة تتقدم بها حتى تقف عند باب الريان الذي أعده الكريم للصائمين دون

 غيرهم ،كما قال  صلى الله عليه وسلم:" إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له: الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه

 الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ، لا

 يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ منه أحَدٌ. "(البخاري).


 الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامَةِ ، يقولُ الصيامُ :"أي ربِّ إِنَّي منعْتُهُ الطعامَ

 والشهواتِ بالنهارِ فشفِّعْنِي فيه،يقولُ القرآنُ ربِّ منعتُهُ النومَ بالليلِ فشفعني فيه

  فيَشْفَعانِ"(أحمد،


فيقبل الله شفاعتهما، ثم يتفضل المنان عليك بأعظم نعمة وأجلها،وهي العتق من النيران

 ، والفوز بالجنان ، جزاءً وفاقاً على إحسانك،ثم يعطيك كتابك بيمينك ، فترفع يديك بين

 البشر وتصرخ "هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ  إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ  فَهُوَ فِي عِيشَةٍ

 رَّاضِيَةٍ  فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ  قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ"(الحاقة/19-23).


فتضع رجلك عند باب الجنة فتستقبلك الملائكة الكرام بأحلى كلمة"وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ"(الرعد/24).

 فتتطأ الجنة برجلك،وتصبح في وهلة واحدة ، وفي لمحة سريعة،بل في لمحة بصر، من أهل الجنة التي أعد الله فيها لعباده الصالحين ما لا يخطرببال، كماقال الله تعالى:" أعددتُ لعبادي الصالحينَ ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطرَ على قلبِ بشرٍ ..،اقرأوا إن شئتم فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوْا يَعْمَلُونَ"(البخاري).

أخي المسلم:"ستدخل الجنة التي بناها القوي العزيز وكأنك كنت تسكنها من قبل وتعرفها جيداً "وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ"قال القرطبي:"أي إذا دخلوها يقال لهم تفرقوا إلى منازلكم؛فهم أعرف بمنازلهم من أهل الجمعة إذا انصرفوا إلى منازلهم"

ولا تدري فقد يكون قصرك من القصور الجميلة التي ذكرها صلى الله عليه وسلم بقوله:" إنَّ في الجنَّةِ غرفًا يُرى ظاهرُها من باطنِها وباطنُها من ظاهرِها أعدَّها اللهُ لمَنْ أطعم الطَّعامَ وأفشى السَّلامَ وصلَّى بالليلِ والنَّاسُ نيامٌ"(صحيح).

بل إنك لا تدري فقد يكون قصرك تلك الخيمة من اللؤلؤ التي أعدها الله لعباده المؤمنين،قال صلى الله عليه وسلم:"إنَّ للمؤمنِ في الجنةِ لخيمةٌ من لؤلؤةٍ واحدةٍ،مجوَّفةٍ طولُها ستون ميلًا،للمؤمن فيها أهلُون ، يطوف عليهم المؤمنُ فلا يرى بعضُهم بعضًا"(مسلم).


أخي المسلم:"تقف عند باب قصرك،وتستقبل استقبالاً لم يحلم به أعظم ملوك الدنيا،إذ الحور العين على الباب واقفات،وعند الناصية صافات،طاهرات مطهرات ،قاصرات الطرف مطيعات،الواحدة منهن كاللؤلو المكنون،يحار الطرف في حسنها،وكأنه يريد أن يشرب من كأس جمالها,فهن:"حُورٌمَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ"(الرحمن/72).

ووصفهن بأنهن"مقصورات في الخيام"أي:ممنوعات من التبرج والتبذل لغير أزواجهن ، بل قد قُصِرْن على أزواجهن ، لا يخرجن من منازلهم  لتتمتع أنت وتفوز بتلك الجوائز يقول صلى الله عليه وسلم:" ولو أنَّ امرأةً اطَّلعتْ إلى الأرض من نساءِ أهلِ الجنةِ لأضاءَتْ ما بينهما ولمَلَأَتْ ما بينهما ريحًا ولَنصِيفُها على رأسِها خيرٌ من الدنيا وما فِيها "(البخاري).

وأعظم جائزة هي الجنة ونعيمها  وهنا تسأل نفسك أفي الجنة أعظم من هذا النعيم ؟

 فتخرج من قصرك ، فتجد أن الله تعالى بنى لك بيتاً آخر جزاءً لك على المسجد الذي

 بنيته في الدنيا"من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة" وبيتاً آخر جزاءً لك على

 السنن الرواتب التي كنت تصليها:"من ثابر على اثنتي عشرة ركعة من السنة بنى الله

 له بيتا في الجنة"

وبيتاً ثالثاً في طرف الجنة جزاء تركك المراء والجدال ، وبيتاً رابعاً جزاءً على تحريك

 الصدق في حديثك ، وبيتاً خامساً جزاءً على خلقك الحسن في الدنيا،

يقول  صلى الله عليه وسلم:"أنا زعيمٌ ببيتِ في رَبَضِ الجنةِ لمَن تَرَكَ المِراءَ وإن

 كان مُحِقًّا،وببيتِ في وسطِ الجنةِ لمَن تركَ الكذبَ وإن كان مازحًا،وببيتٍ في أعلى الجنةِ

 لمَن حَسُنَ خُلُقُه"(أبوداود)

وفي كل بيت من هذه البيوت عجب عجاب لم تره في حياتك تتجول في أرجاء الجنة

 وأطرافها ؛ فتتذكر حالك في الدنيا،وتتذكر صيامك وصلاتك وصدقاتك،ثم تتذكر أقارب

 وأرحامك،وأحبابك واصدقائك فيجمعك الله بهم إن كانوا من الصالحين.

أما أعظم نعمة وأجمل جائزة؛فهي رؤية المؤمنين ربهم رأي العين،كما كانوا يرون الشمس والقمر في الدنيا،يقول صلى الله عليه وسلم:"إذا دَخَلَ أهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ، قالَ: يقولُ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى: تُرِيدُونَ شيئًا أزِيدُكُمْ؟ فيَقولونَ: ألَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنا؟ ألَمْ تُدْخِلْنا الجَنَّةَ، وتُنَجِّنا مِنَ النَّارِ؟ قالَ: فَيَكْشِفُ الحِجابَ، فَما أُعْطُوا شيئًا أحَبَّ إليهِم مِنَ النَّظَرِ إلى رَبِّهِمْ عزَّ وجلَّ. وفي رواية:وزادَ ثُمَّ تَلا هذِه الآيَةَ:"لِلَّذِينَ أحْسَنُوا الحُسْنَى وزِيادَةٌ"(يونس/26). "(مسلم).

فهذه جائزة الصيام، أعدها الكريم لعباده الصائمين،قال تعالى:"كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيٓـًٔۢا بِمَآ

 أَسْلَفْتُمْ فِى ٱلْأَيَّامِ ٱلْخَالِيَةِ"(الحاقة/24)

قال مجاهد:الأيام الخالية هي أيام الصيام،أي:كلواواشربوا بدل ماأمسكتم عن الأك

 والشرب لوجه الله"

 العيد يبدأ بطاعة: العيد يبدأ بالتكبير والتحميد والتهليل وصلاة العيد، وذلك استمرار للطاعة التي تسبق العيدين، استمرار الطاعة لله عز وجل قبل العيدين.

العيد تكافل ومواساة

العيد فيه إنفاق في سبيل الله وتكافل: عيد الفطر يسبقه زكاة الفطر للفقراء والمساكين، وعيد الأضحى به إنفاق مال وسفر وجهد لمن وفقه الله لفريضة الحج، وإنفاق لمن يقدر مادياً بذبح الأضحية سنة عن رسول الله وعن أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام. فالعيد فيه مساعدة الفقراء، ومحاربة الفقر. فالأضحية توزع الثلث لصاحب الأضحية والثلث للأقارب والأصدقاء، والثلث للفقراء

    العيد تزاور ومودة وصلة للأرحام: 

عباد الله:" العيدتزاور ومودة وصلة للأرحام وفرصة للتصالح وإنهاء الخصومات، فإذا التقى اثنان تصافحا: حيث يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم "إنَّ المؤمنَ إذا لقِيَ المؤمنَ فسلَّمَ عليه وأخذ بيدِه فصافحَه تناثرَتْ خطاياهما كما يتناثرُ ورقُ الشَّجرِ" (صحيح الترغيب – الألباني)، وفرصة للتزاور وصلة الأرحام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ" (متفق عليه)،

 و "مَن أحبَّ أن يبسُطَ لَه في رزقِه، ويُنسَأَ لَه في أثَرِه، فليَصِلْ رحمَهُ" (متفق عليه).

 العيد وحدة للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها: فالعيدان يومان للفرح لجميع المسلمين بمختلف الجنسيات والأوطان، وفي عيد الأضحى تتجلى وحدة المسلمين في فريضة الحج، الذي يمثل مؤتمر عام يحضره مسلمون من مختلف دول العالم في زي واحد في مكان واحد يؤدون نفس الشعائر طاعةً لله الواحد الأحد.

اللهم ارزقنا الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل ،وتقبل صيامن

 وقيامنا،إنك سميع الدعاء.

عباد الله قوموا إلي رحالكم يرحمني ويرحمكم الله..

اللّهمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولك محمد، وارضَ اللهم عن الخلفاءِ الأربعة الراشدين.

اللهم أرنا الحق حقًّا وارزقنا اتِّباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه.

 اللهم أعز الإسلام والمسلمين.

اللهم اجعلنا ممن يعظم شعائرك.

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا.

وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا من كل خير، والموت راحة لنا من كل شر.

اللهم أبرم لهذه الأمة أمرًا يعز فيه أهل الطاعة، ويذل فيه أهل المعصية، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر يا سميع الدعاء.

اللهم اجعلنا ممن كتبت له العتق من النار يا حي يا قيوم.

اللهم ارحم موتانا، واشفِ مرضانا، وتولَّ أمرنا، وأصلح أحوالنا.

اللهم إنا نسألك الهدى والتُّقى والعفاف والغنى.


google-playkhamsatmostaqltradent