خطبة عيد الفطر المبارك
إعداد : صلاح عبد الخالق
(1شوال 1446هـ ، 30مارس 2025 م إن شاء الله )
أولاً: اليوم عيد وفرح
ثانياً:يا من أسعدك الله تعالى بنعمة
الصيام اسعد الناس
ثالثاً :ماذا بعد رمضان ؟
الحمد لله الذى أتم علينا نعمة الصيام
والقيام فى رمضان ونشهد أن لاإله إلا الله الملك العلام ونشهد أن محمدا سيد الإنام
أفضل من صلى وصام وعبد ربه وقام. كل عام وأنتم بخير
أولاً:اليوم يوم عيد وفرح لكل المسلمين :-
-قال تعالى :قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ
وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)
يونس. يفرح المسلم لأن الله أعانه ووفقه
وأتم عليه نعمة الطاعة والعبادة فى شهر رمضان.فهذا يوم الأفراح
(1) الفرح فى الدنيا :
-عن أَبَى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:" لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ:
فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ"رواه
مسلم(1151)،البخارى (1904) -قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "
لِلصَّائِمِفَرْحَتَانِ:فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ :أنه أدى فريضة من فرائض الله
وأنعم الله بها عليه ،ويفرح أيضا فرحا آخر وهو أن الله أحل له ما يوافق طبيعته من
المآكل والمشارب والمناكح بعد أن كان ممنوعا منها .شرح رياض الصالحين لابن عثيمين
(1/1393)
(2) أما الفرح الأعظم للصائم فى الآخرة : -
-عن أَبَى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:" لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ:
فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ .-فَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ
رَبِّهِ::أَمَّا فَرْحَتُهُ عِنْد لِقَاء رَبّه فَبِمَا يَرَاهُ مِنْ جَزَائِهِ
،وَتَذَكُّر نِعْمَة اللَّه تَعَالَى عَلَيْهِ بِتَوْفِيقِهِ لِذَلِكَ.شرح النووى
(8/31)
- لماذا يفرح الصائم يوم القيامة ؟لما
يشاهده من التكريم مثلاً
:-
(أ) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ الصِّيَامُ أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ
وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ وَيَقُولُ الْقُرْآنُ مَنَعْتُهُ
النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ قَالَ فَيُشَفَّعَانِ.
(مسند أحمد 6626،صحيح الجامع3882)
- يشفعهما الله تعالى فيه ويدخله الجنة
وهذا القول يحتمل أنه حقيقة بأن يجسد ثوابهما ويخلق الله فيه النطق (والله على كل شئ قدير) فيض القدير (4/331)
(ب) عَنْ سَهْلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ ، قَالَ: " إِنَّ فِي الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ
الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ،لاَ يَدْخُلُ
مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ:أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لاَ يَدْخُلُ
مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ
أَحَدٌ "رواه البخارى (1896) ، مسلم(1152).
ثانياً:يامن أسعدك الله تعالى بنعمة
الصيام اسعد الناس:
(1) التبسم فى وجه الناس :
-عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ ﷺ تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ صَدَقَةٌ)
صحيح الترغيب (2321)-إنَّ تبسُّمك
صَدَقة تتصدق بها على الفقير والغَنِي على الشريف والوضيع على من يستحقُّ ومن لا
يستحقُّ فبادرْ بهذه الصدقة التي لا تكلِّفك شيئًا، وإلاَّ فلا بخل أشَدَّ من
بُخلك، ولا لؤم أكبر من لُؤمك؛ إذ بَخَلْت بشدِّ عضلة وجهك إرضاءً لربك وتطبيقًا
لسنة نبيِّك. دروس للشيخ سعيد بن مسفر (22/17)
(2)تسلم على الناس :
-عَنْ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ
إِلَّا غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَفْتَرِقَا» سنن الترمذى(2727)،سنن أبى داود
(5212).يغفرالله عزوجل ذنوب المسلمين المتصافحين فى الحال قبل أن يتفرقا من مكانهما.(قَبْلَ أَنْ يَفْتَرِقَا)
أَيْ بِالْأَبْدَانِ وَبِالْفَرَاغِ عَنِ الْمُصَافَحَةِ.( عون المعبود (14/82)
- عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ:«كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا كَانَ يَوْمُ
عِيدٍخَالَفَ الطَّرِيقَ» صحيح البخارى
(986) .-كل هذا ليلتقى أكبر عدد من المسلمين ويسلم عليهم وبذلك تنتشر الألفة
والسعادة فى المجتمع كله.-كان أصحاب رسول الله ﷺ إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم
لبعض تقبل الله
منا ومنك.فتح البارى (2/446).
(3) ادخال السرو والفرح على الأرحام بزيارتها: -
عن أَنَس بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ
اللهِ ﷺ ،قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُنْسَأَ لَهُ
فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ "رواه البخارى(5986).مسلم(2557)-يبسط له في
رزقه ) أي يوسع عليه ويكثر له فيه بالبركة والنمو والزيادة.التيسير بشرح الجامع
الصغير(2/752) .وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ:كناية عن البركة في العمر بسبب
التوفيق إلى الطاعة وعمارة وقته بما ينفعه في الآخرةوصيانته عن تضييعه في غير ذلك
،فيبقى بعده الذكر الجميل فكأنه لم يمت.
(فتح البارى (10/416)
.
(4)التكبير المطلق:
-هو الذي لا يتقيد بأدبار الصلوات بل
يُشرع في كل وقت:وهو في عيد الفطر: يبتدئ التكبير المطلق في عيد الفطرمن غروب
الشمس آخر يوم من رمضان:إما بإكمال ثلاثين يوماً،وإما برؤية هلال شوال،فإذا غربت
شمس آخريوم من رمضان شرع التكبيرالمطلق،لقوله تعالى: وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ
وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(185)
البقرة.ويستمر في التكبير من غروب الشمس إلى أن يفرغ الإمام من الخطبة.(صلاة
العيدين سعيد القحطانى (1/79)
(5)عدم زيارة القبور فى يوم العيد :-
-عن الشَّعْبِيَّ، عَنِ البَرَاءِ،
قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَخْطُبُ، فَقَالَ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ
مِنْ يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ، فَنَنْحَرَ فَمَنْ فَعَلَ
فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا» رواه البخارى (951) ، مسلم(1961)-كَرِهَ زِيَارَة
القبور يوم العيد ابْنُ سِيرِينَ وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ وَالشَّعْبِيُّ
.(الموسوعةالفقهية الكويتية (31/118) - يُكره زيارة القبور يوم العيد : لأنها تجدد
الأحزان وهذا يوم فرح وسعادة فإذا أردت زيارة القبور فقم بالزيارة قبل يوم العيد
أو بعد العيد حتى تسعد وتفرح الأسرة
ثالثاً :ماذا بعد رمضان ؟
بعد السعادة و العز فى طاعة الله:-
(1) احذر عدوك الشيطان :-قال تعالى: إِنَّ
الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ
لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ
(6)فاطر
-{الشَّيْطَانُ} الذي هو عدوكم في
الحقيقة {فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا} أي: لتكن منكم عداوته على بال، ولا تهملوا
محاربته كل وقت، فإنه يراكم وأنتم لا ترونه، وهو دائما لكم بالمرصاد. تفسير السعدى (1/684).
(2) احذر من العودة إلى المعاصى التى كنت
تعملها قبل رمضان:-
-فبئس العبد،العبد الرمضانى يعبد الله
فى رمضان فقط ثم يعود إلى ما كان عليه قبل ؤمضان.ولا تكن كهذه المرأة الحمقاء،قال
تعالى:وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ
أَنْكَاثًا(92) النحل النحل{كَالَّتِي } تغزل غزلا قويا فإذا استحكم وتم ما أريد
منه نقضته فجعلته {أَنْكَاثًا}فتعبت على الغزل ثم على النقض، ولم تستفد سوى الخيبة
والعناء وسفاهة العقل ونقص الرأي، فكذلك من نقض ما عاهد عليه فهو ظالم جاهل سفيه
ناقص الدين والمروءة.( تفسير السعدى(1/477) .
(3)إياك وناسفات الجبال من الحسنات (ذنوب
الخلوات
):
هناك من الذنوب مالها القدرة على نسف
جبال من الحسنات
؛ وهي التي تتم بعيداً عن أعين الناس.عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، أَنَّهُ قَالَ: «لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا،فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا»،قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا،جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ، وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ،قَالَ:«أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ ، وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا"( ابن ماجه) -
من الناس من إذا خلا بالمعصية خلا بها جريئاً على الله، ومنهم من يخلو
بالمعصية وهو تحت قهر الشهوة لكن الشهوة أعمته، والشهوة قد تعمي وتصم.(شرح زاد
المستقنع للشنقيطى(332/17)
(4)لا تنسى صيام الست أيام من شوال :-
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ:"مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ"( مسلم ) .
هناك عدة أسئلة نتعرف عليها منها مثلاً:
(أ) هل المسارعة إلى صيام الست من شوال
أفضل ؟ المسارعة أفضل قال تعالى :وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَامُوسَى قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى "(طه/83-84).
ويجوز تفريق الصيام طوال الشهر
(ب)هل يجوز تأخير قضاء صوم رمضان بعد صيام ست من شوال؟
-وقت الستة من شوال محصورة فيه ،أما
القضاء فوقته موسع فى العام كله لقوله تعالى {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}
وذلك مراعاة لوظيفة الوقت المضيقة دون ما
كان وقته موسعا .إتحاف الأنام بأحكام الصيام (138) .
(ج)هل يجوز أن أجمع بين نية قضاء رمضان
وصيام الست فى شوال وأحصل على الأجرين معا ؟
-يمكن لمن عليه قضاء من رمضان أن يصوم
هذه الأيام الستة من شوال بنية القضاء، فتكفى عن القضاء ويحصل له ثواب الستة البيض
فى الوقت نفسه إذا قصد ذلك،فالأعمال بالنيات.(فتاوى دارالإفتاء المصرية (9/261).
(4)أكثر من الدعاء:
كان من دعاءالسلف الصالح - قال المعلى
بن الفضل: كان السلف يدعون الله ستة أشهر أن
يبلِّغهم رمضان ثم يدعونه ستة أشهر أن
يتقبله منهم.وكان من دعائهم:' اللهم سلمني إلى رمضان، وسلِّم لي رمضان،
وتسلَّمه مني متقبلاً