
ذكروهم في أول ليلة من رمضان
قال صلي الله عليه وسلم :"ربَّ صائمٍ ليسَ لَه من صيامِه إلَّا الجوعُ وربَّ قائمٍ ليسَ لَه من
قيامِه إلَّا السَّهرُ"(ابن ماجه والنسائي وأحمد).
"رُبَّ صائمٍ ليس له مِن صِيامِه إلَّا الجوعُ"،
وهذا محمولٌ على مَن صام ولم يُخلِصِ النِّيَّةَ، أو لَم يتجنَّبْ قولَ الزُّورِ والكَذِبِ والبُهْتانِ والغِيبةِ ونَحْوِها مِن الْمَناهي؛ فيَحصُلُ له الجوعُ والعطشُ، ولا يَحصُلُ له الثَّوابُ،
أو هو الَّذي يُفطِرُ على الحَرامِ ولا يَحفَظُ جَوارِحَه عن الآثامِ،
"ورُبَّ قائمٍ"، أي: مُتهجِّدٍ بالصَّلاةِ في اللَّيلِ، "ليس له
مِن قيامِه إلَّا السَّهرُ"؛ وذلك لسُوءِ نيَّتِه أو غَصْبِ مَنزِلِ صَلاتِه،
أو نَحوِ ذلك، وجعْلُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم الجوعَ والعطَشَ
والتَّعبَ والسَّهرَ حظَّه مِن عمَلِه كالتَّهكُّمِ؛ كأنَّهما أجْرُه ومَطلوبُه،
وفيه زجْرٌ عن إتعابِ الإنسانِ بدَنَه وإجاعتِه وإعطاشِه مع عمَلٍ لا أجرَ له فيه،
والمرادُ به المبالغةُ، والنَّفيُ محمولٌ على نَفْيِ الكمالِ، أو المرادُ به
الْمُرائي؛ فإنَّه ليس له ثوابٌ أصلًا.
وفي الحديثِ: الحثُّ على إخلاصِ النِّيَّةِ لله تَعالَى في الأعمالِ، وتَرْكِ ما يُبْطِلُها"
أن من يصوم في بيت اغتصبه فلا صيام ولا زكاة له
و أن من يفطر بعد صيامه بمال
منهوب لا صيام له ولا زكاة له
وأن من عليه مظلمة فعليه ردها إلى أهلها والتوبة قبل أن يزكي ويتصدق.
وأن حقوق العباد لاتسقط بكثرة صيام ولابطول قيام ولا بألف ختمة قرأن.
و أن من يمنع أخواته من الميراث
ويأكل حقهم لاصيام ولا زكاة له..
وأن المال الحرام لا تخرج منه
زكاة ولا صدقة ولاصلة رحم.
وأنه لاصيام مع قطيعة الأرحام وعقوق الوالدين والإساءة للجيران
وأن بالضعفاء والمساكين تنصروا وتجبروا وترزقوا
وأن حرمة المال العام وحرمة الطريق من أساس الدين والعبادات
وأن إماطة الأذى عن الطريق صدقة وابتسامك في وجه أخيك صدقة
وأن مسؤوليتك تجاه أولادك وتربيتهم وقاية لك ولهم من النار.
وأن إحتكار السلع مقت ولعنة وغضب من الله .
وأن الدين المعاملة ومن المعاملة أن تقولوا للناس حسناً
وأن مابينك وبين الله هين فهو الرحيم العظيم يغفر الذنوب جميعاً
وأن مظالم العباد لا فكاك منها إلا بالتوبة وإعادة الحقوق إلى أهلها.
وأن الكذب يهدي إلي الفجور والفجور يهدي إلي النار ولايزال الرجل يكذب ويتحري الكذب حتي يكتب عند الله كذاباً.
وأن من بلغه الله شهررمضان ينبغي أن يسجد لله شكراً علي نعمة رمضان
وأن يوم صومك ليس كيوم صومك سواء
وأنه بصلاح الفرد والمجتمع يهنأ الناس وتتحقق الغاية من الصيام .