بعض مرائي الإسراء والمعراج
رؤية المعراج :"
عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قال له أصحابه : يا رسول الله أخبرنا عن ليلة أسري بك فيها ، فقرأ أول سبحان وقال
: " ثم دخلت أنا وجبريل بيت المقدس ،
فصلينا ركعتين ، ثم أتيت بالمعراج الذي تعرج عليه أرواح بني آدم ، فلم تر الخلائق
أحسن من المعراج ، أما رأيتم الميت حيث يشق بصره طامحاً إلى السماء ، فإنما يفعل
ذلك عجبه به ،
وفي رواية أخري قال عليه الصلاة والسلام:"ثم انطلق
بي جبريل إلى الصخرة فصعد بي عليها فإذا معراج إلى السماء لا ينظر الناظرون إلى
شيء أحسن منه، ومنه تعرج الملائكة، أصله في صخرة بيت المقدس ورأسه ملتصق بالسماء،
فاحتملني جبريل ووضعني على جناحه وصعد بي إلى السماء الدنيا فاستفتح..
رؤية الأنبياء وحديثهم
فصعدت أنا وجبريل ، للسماء الأولي فإذا أنا بملك يقال له إسماعيل ، وهو صاحب سماء الدنيا ، وبين يديه سبعون ألف ملك ، مع كل ملك جنده مائة ألف ملك ، قال تعالى : " وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ "(المدثر/ 31).
فاستفتح جبريل ، قيل : من هذا ؟ قال :جبريل . قيل : ومن
معك ؟ قال : محمد . قيل : أو قد بعث إليه ؟ قال : نعم . فإذا أنا بآدم كهيئته يوم
خلقه الله على صورته ، تعرض عليه أرواح ذريته المؤمنين فيقول : روح طيبة ونفس طيبة
اجعلوها في عليين ، ثم تعرض عليه أرواح ذريته الفجار ، فيقول : روح خبيثة ونفس
خبيثة ، اجعلوها في سجين .
فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد بعث إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به ونعم المجيء جاء، ففتح، فدخلنا فإذا أنا برجل تام الخلقة عن يمينه باب يخرج منه ريح طيبة وعن شماله باب يخرج منه ريح خبيثة، فإذا نظر إلى الباب الذي عن يمينه ضحك، وإذا نظر إلى الباب الذي عن يساره بكى، فقلت: من هذا؟ وما هذان البابان؟ فقال: هذا أبوك آدم، والباب الذي عن يمينه باب الجنة، فإذا نظر إلى من بداخلها من ذريته ضحك، والباب الذي عن يساره باب جهنم، إذا نظر من بداخلها من ذريته بكى وحزن،
ثم صعد إلى السماء الثانية، فاستفتح، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، وقيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد بعث إليه؟ قال: نعم، قيل: حياه الله، مرحبًا به ونعم المجيء، ففتح لنا، فدخلنا فإذا بشابين، فقلت: يا جبريل، من هذان؟ فقال: هذان عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريا،
ثم صعد بي إلى السماء الثالثة فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد بعث إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به ونعم المجيء جاء، فدخلنا، فإذا أنا برجل قد فضل بالحسن، قلت: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا أخوك يوسف،
ثم صعد بي إلى السماء الرابعة، فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد بعث إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به ونعم المجيء جاء، فدخلنا، فإذا أنا برجل، فقلت: من هذا؟ قال: إدريس رفعه الله مكانًا عليًّا،
ثم صعد بي إلى السماء الخامسة، فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد بعث إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به ونعم المجيء جاء، فدخلنا، فإذا رجل جالس وحوله قوم يقص عليهم، قلت: من هذا؟ قال: هذا هارون والذين حوله بنو إسرائيل،
ثم صعد بي إلى السماء السادسة، فاستفتح، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد بعث إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به ونعم المجيء جاء، فدخلنا، فإذا أنا برجل جالس فجاوزناه، فبكى الرجل، فقلت: يا جبريل، من هذا؟ قال: هذا موسى، قلت: فما باله يبكي؟ قال: يزعم بنو إسرائيل أني أكرم على الله من آدم، وهذا الرجل من بني آدم قد خلفني وراءه"، وفي رواية:"فلما تجاوزت بكى، قيل له: ما يبكيك؟ قال: أبكي لأن غلامًا بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتي"، وفي هذا اللقاء مع موسى قيل فيه كثير، وكلها فيها غرابة لا تتناسب مع شفقة موسى على محمد صلى الله عليه وسلم وأمته حين نصحه بتقليل عدد الصلوات المفروضة لتجد الدعوة القبول من الأتباع؛ لأنه عانى مع بني إسرائيل من تذمرهم من ثقل التكاليف،"قال:
ثم صعد بي إلى السماء السابعة، فاستفتح، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد بعث إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به ونعم المجيء جاء، فدخلنا، فإذا رجل أشمط جالس على كرسي على باب الجنة وحوله قوم بيض الوجوه أمثال القراطيس وقوم في ألوانهم شيء، فقام الذين في ألوانهم شيء فاغتسلوا في نهر وخرجوا وقد صارت وجوههم مثل وجوه أصحابهم، فقلت: من هذا؟ قال: أبوك إبراهيم، وهؤلاء البيض الوجوه قوم لم يلبسوا إيمانهم بظلم، وأما الذين في ألوانهم شيء فقوم خلطوا عملًا صالحًا وآخر سيئًا فتابوا فتاب الله عليهم، وإذا إبراهيم مستند إلى بيت، فقال: هذا البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألفًا من الملائكة لا يعودون إليه، قال: فأخذني جبريل فانتهينا إلى سدرة المنتهى وإذا نبقها مثل قلال هجر، يخرج من أصلها أربعة أنهار، نهران باطنان ونهران ظاهران، فأما الباطنان ففي الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات، قال: وغشيها من نور الله ما غشيها، وغشيها الملائكة كأنهم جراد من ذهب من خشية الله، فقال جبريل: تقدم يا محمد، فتقدمت وجبريل معي إلى حجاب، فأخذ بي ملك وتخلف عني جبريل، فقلت: إلى أين؟ فقال:"وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ"(الصافات/ 164).،
وهذا منتهى الخلائق، قال عليه الصلاة والسلام: فلم أزل كذلك حتى وصلت إلى العرش، فاتضع كل شيء عند العرش، وكَلَّ لساني من هيبة الرحمن، ثم أنطق الله لساني، فقلت: التحيات المباركات والصلوات الطيبات لله، قال: وفرض الله علي وعلى أمتي في كل يوم وليلة خمسين صلاة،
ورجعت إلى جبريل فأخذ بيدي وأدخلني الجنة فرأيت القصور من الدر والياقوت والزبرجد، ورأيت نهرًا يخرج من أصله ماء أشد بياضًا من اللبن وأحلى من العسل، يجري على رضراض من الدر والياقوت والمسك، فقال: هذا الكوثر الذي أعطاك ربك، ثم عرض عليَّ النار، فنظرت إلى أغلالها وسلاسلها وحيَّاتها وعقاربها وما فيها من العذاب، ثم أخرجني فانحدرنا حتى أتينا موسى، فقال: ماذا فرض عليك ربك وعلى أمتك؟ قلت: خمسين صلاة، قال: فإني قد بلوت بني إسرائيل قبلك وعالجتهم أشد المعالجة على أقل من هذا فلم يفعلوا، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فرجعت إلى ربي وسألته، فخفف عني عشرًا، فرجعت إلى موسى فأخبرته، فقال: ارجع واسأله التخفيف، فرجعت فخفف عني عشرًا، فلم أزل بين ربي وموسى حتى جعلها خمسًا، فقال: ارجع فاسأله التخفيف، فقلت: إني قد استحيت من ربي وما أنا براجع، فنوديت: إني قد فرضت عليك وعلى أمتك خمسين صلاة والخمس بخمسين، وقد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي".
رؤية أنواع من العذاب في الأحرة
الزناة:"
ثم مضيت هنية ، فإذا أنا بأخونة يعني بالخوان المائدة
عليها لحم مشرح ، ليس يقربها أحد ، وإذا أنا بأخونة أخرى ، عليها لحم قد أروح ،
ونتن ، وعندها أناس يأكلون منها : قلت : يا جبريل من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء من أمتك
يتركون الحلال ويأتون الحرام .
ثم مضيت هنية ، فإذا أنا بنساء يعلقن بثديهن ، فسمعتهن
يضججن إلى الله ، قلت : يا جبريل من هؤلاء ؟ قال : الزناة من أمتك .
أكلة الربا
قال : ثم مضيت هنية ، فإذا أنا بأقوام بطونهم أمثال البيوت ، كلما نهض أحدهم خر يقول : اللهم لا تقم الساعة ، وهم على سابلة آل فرعون ، فتجيء السابلة فتطؤهم ، فسمعتهم يضجون إلى الله ، قلت : من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء من أمتك الذين يأكلون الربا .
أكلة أموال اليتامي ظلماً
ثم مضيت هنية ، فإذا أنا بأقوام مشافرهم كمشافر الإبل ، فتفتح أفواههم ويلقمون الجمر ، ثم يخرج من أسافلهم فيضجون ، قلت : من هؤلاء ؟ قال : الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما .
الذين يغتابون الناس
ثم مضيت هنية ، فإذا أنا بأقوام يقطع من جنوبهم اللحم فيلقمون ، فيقال لهم : كل ما كنت تأكل من لحم أخيك ، قلت : من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الهمازون من أمتك اللمازون .