recent
أخبار عاجلة

الأعمال الصالحة التي ينتفع بها الميت

  الأعمال الصالحة التي ينتفع بها الميت

الدعاء والاستغفار له

الصوم يصل الميت وينتفع به

الصدقة تصل الميت وينتفع بها

قراءة القرأن والعلم النافع 

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين وبعد 

الموت ليس معناه فناء الإنسان تمامًا، ولا هو إعدام لوجوده الذي أوجده الله له، بل إن الموت حالة من أصعب الحالات التي يمر بها الإنسان؛ حيث تخرج فيها روحه؛ لتعيش في عالم آخر، فخروجها من الجسد الذي كانت بداخله صعب، فالموت هو مفارقة الروح للجسد حقيقة؛

 قال شيخ الإسلام الغزالي في "إحياء علوم الدين" (4/ 493): 

"ومعنى مفارقتها للجسد: انقطاع تصرفها عن الجسد بخروج الجسد عن طاعتها".

الأعمال الصالحة التي ينتفع بها الميت

الدعاء والاستغفار له

 وهذا مجمع عليه لقول الله تعالى :"وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ"(الحشر:10). 

وقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"إذا صلَّيتم على الميِّتِ فأخلِصوا له الدُّعاء"(أبو داود وابن ماجه).

المسلمُ بعدَ مَوتِه في أَمسِّ الحاجةِ إلى الدُّعاءِ له من إخوانِه المسلِمينَ، وخاصَّةً عِندَ الصَّلاةِ عليه ودَفْنِه؛ لِمَا يقَعُ له مِن سُؤالِ الملَكَينِ وفِتنةِ القبرِ؛ ولذلك أمَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عِنْدَ الصَّلاةِ على الميِّتِ، أي: في صلاةِ الجِنازةِ، بإخلاصِ الدُّعاءِ له، أي: أنْ يجعَلوا دُعاءَهم له بخُضوعٍ وخشوعٍ للهِ بالقَلْبِ والجَوارحِ؛ وذلك لأنَّ الصَّلاةَ عليه إنَّما هي دُعاءٌ للميِّتِ يُرْجى مِنَ الله قَبولُها، ولا تُقْبَلُ الأعمالُ عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ إلَّا بالإخلاصِ

وكانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ، إذا فرغَ مِن دفنِ الميِّتِ وقفَ علَيهِ ، فقالَ : استغفِروا لأخيكُم ، وسَلوا لَهُ التَّثبيتَ ، فإنَّهُ الآنَ يُسأَلُ"(أبوداود).

فالميِّتُ في أشَدِّ الحاجَةِ إلى دُعاءِ إخْوانِه الأحياءِ مِن المسلِمينَ، وخاصَّةً عندَ الصَّلاةِ عليه ودَفنِه؛ لِمَا يقَعُ له مِن سؤالِ الملَكَينِ وفتنةِ القبرِ.

وفي هذا الحَديثِ يقولُ عُثمانُ بنُ عَفَّانَ رَضِي اللهُ عَنه: "كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم إذا فَرَغ مِن دَفْنِ الميِّتِ وقَف عليه"، أي: على قبْرِه، فقال: "استَغفِروا لأخِيكم"، أي: يَطلُبُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مِن الحاضِرين معَه أنْ يَطلُبوا مِن اللهِ أنْ يَغفِرَ للميِّتِ ذُنوبَه ويَمحُوَ عنه سيِّئاتِه، "وسَلُوا له بالتَّثبِيتِ"، أي: اطلُبُوا في دعائِكم له مِن اللهِ أنْ يُثَبِّتَه في الجَوابِ على الملَكَينِ حين يَسأَلانِه عن ربِّه وعن دِينِه ورَسولِه الَّذي أُرسِلَ إليه؛ "فإنَّه الآن يُسأَلُ"، أي: حين فرَغُوا مِن دفْنِه.

وهذا السُّؤالُ يَكونُ بالكيفِيَّةِ الَّتي يُقدِّرُها اللهُ، وهذا إثْباتٌ لحَياةِ الميِّتِ في القبْرِ حياةً يَعلَمُ ماهِيَّتَها الخالِقُ سُبحانَه

 الصدقة: 

والصدقة تصل الميت وينتفع بها وقد حكى النووي الإجماع على أنها تقع عن الميت ويصله ثوابها سواء كانت من ولده أو غيره، لما روى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"إِنَّ أَبِي مَاتَ وَتَرَكَ مَالا وَلَمْ يُوصِ، فَهَلْ يُكَفِّرُ عَنْهُ أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهُ ؟ قَالَ: نَعَمْ "(مسلم).

عَلى المسلِمِ أنْ يَكتبَ وَصيَّتَه، سواءٌ كان مريضًا أو صحيحًا؛ فَالموتُ يأتي فَجأةً، ولا يَعلمُ أحدٌ متى سَيموتُ أو مَتَى سَينتهِي أجلُه.

وفي هذا الحديثِ يَرْوي أبو هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رجلًا جاء إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأخبَرَه أنَّ أباه ماتَ وترَكَ مالًا ولم يُوصِ فيه بصَدقةٍ ونحوِها، أو أنَّه لم يُوصِ بواجبٍ ماليٍّ كان عليه، ككفَّارةٍ أو نَذرٍ، «فَهلْ يُكفِّرُ عنه أنْ أَتصدَّقَ عنه؟» أي: هلْ يَصِلُ إليه ثوابُ ما أتصدَّقُ به عنه، ويَمْحو ذلك عنه مِن ذُنوبِه؟ فأخبَرَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ ثَوابَه يَصِلُ إليه، وأنَّ له أنْ يَتصدَّقَ عنه، وهذا مِن المبالَغةِ في بِرِّ الوالدينِ بعْدَ مَوتِهما ومِن القيامِ بحُقوقِهما.

وفي الحديثِ: انِتفاعُ الميِّتِ بِالصَّدقةِ عليه..

وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَنَّ رَجُلا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أُمِّيَ افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا (أي : ماتت فجأة)، وَإِنِّي أَظُنُّهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ، فَلِي أَجْرٌ أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ"(مسلم).

وفي الحديث:"إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له"(صحيح مسلم).

مِن رحمةِ اللهِ سُبحانَه وفضْلِه أنْ جعَلَ أسبابًا كَثيرةً لرَفْعِ الدَّرَجاتِ وغُفرانِ الذُّنوبِ، ودوامِ الثَّوابِ حتَّى بعْدَ المَماتِ.

وفي هذا الحديثِ يُبَيِّنُ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه إذا ماتَ الإنسانُ انقطعَ عنه عملُه في الدُّنيا، فلا زِيادةَ في العملِ؛ فإنْ كان مُحسِنًا فلَهُ إحسانُه، وإنْ كان مُسيئًا فلا مَجالَ للعملِ ولا للتَّوبةِ بعْدَ الموتِ؛ فَلا يَصلُ إليه أجْرٌ وثوابٌ مِن شَيءٍ مِن عَملِه، إلَّا إنْ تَرَك ثَلاثةَ أشياءَ؛ فإنَّ ثَوابَها وفَائدتَها لا تَنقطِعُ عنه، أوَّلُها: الصَّدقَةُ الجاريةُ: وهي الَّتي يَجري نفعُها فَيدومُ أجْرُها، مِثلُ الوقفِ وغَيرِه، ثانيها: عِلْمٌ يُنتفَعُ به، أي: بَعْدَ موتِه، وقَيَّدَ العلِمَ بِالمنتَفَعِ به؛ لأنَّ العِلمَ غَيرَ المنتفَعِ به لا يُؤتَى صاحبُه به أَجرًا، ثَالثُها: وَلَدٌ صالحٌ، أي: مؤمنٌ، يَدْعو له، وقيَّدَ الولدَ بِالصَّالحِ؛ لأنَّ الأجرَ لا يَحصُلُ مِن غيرِه، وإنَّما ذَكرَ دعاءَه تَحريضًا لِلولدِ على الدُّعاءِ لِأبيه؛ لأنَّ لِلوالدِ ثَوابًا مِن عَمَلِ الولدِ الصَّالحِ، سواءٌ دعا لِأبيه أم لا، كما أنَّ مَن غَرَسَ شَجَرةً جُعِلَ له ثَوابٌ بِأْكِل ثَمرتِها، سواءٌ دعا له الآكِلُ أم لا، وعندَ ابنِ ماجَه: «إنَّ الرَّجلَ لتُرفَعُ دَرجتُه في الجنَّةِ فيَقولُ: أنَّى هذا؟ فيُقالُ: باستغفارِ وَلدِك لكَ»، ولابنِ ماجَه أيضًا: «إنَّ ممَّا يَلحَقُ المؤمنَ مِن عَملِه وحَسناتِه بعْدَ مَوتِه عِلمًا علَّمَه ونَشَرَه، ووَلدًا صالحًا تَرَكَه، ومُصحَفًا وَرَّثَه، أو مَسجدًا بَناهُ، أو بَيتًا لابنِ السَّبيلِ بَناهُ، أو نَهرًا أجْراهُ، أو صَدَقةً أخْرَجَها مِن مالِه في صِحَّتِه وحَياتِه، يَلحَقُه مِن بعدِ مَوتِه»، وهذه الأمورُ يَتجدَّدُ أجْرُها ويَصِلُ للإنسانِ بعْدَ مَوتِه، وكذلك يَسْري هذا الحُكمُ على كلِّ ما سَنَّه الإنسانُ مِن الخيرِ وبَقِي أثرُه؛ لِما رواهُ مُسْلمٌ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: «مَن سَنَّ في الإسلامِ سُنَّةً حَسنةً، فله أجْرُها وأجْرُ مَن عَمِلَ بها بعْدَه، مِن غيرِ أنْ يَنقُصَ مِن أُجورِهم شَيءٌ». وإنَّما خَصَّ هذه الثَّلاثةَ بالذِّكرِ في هذا الحديثِ؛ لأنَّها أُصولُ الخيرِ، وأغلَبُ ما يَقصِدُ أهلُ الفضلِ بَقاءه بعْدَهم.

الصوم: 

والصوم يصل الميت وينتفع به لِمَا روي من حديث عائشة رضي الله عنها عن النَّبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم:"مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ»، ورويا أيضًا من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ، أَفَأَقْضِيهِ عَنْهَا؟ فَقَالَ: «لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكَ دَيْنٌ أَكُنْتَ قَاضِيَهُ عَنْهَا؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَدَيْنُ اللهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى"(البخاري ومسلم).

 وروى أبو بكر النجار في كتاب (السنن) من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله؛ إن العاص بن وائل كان نذر في الجاهلية أن ينحر مائة بدنة، وإن هشام بن العاص نحر حصته خمسين، أفيجزئ عنه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن أباك لو كان أقر بالتوحيد فصمت عنه، أو تصدقت عنه، أو أعتقت عنه، بلغه ذلك. وروى الدار قطني، قال رجل: يا رسول الله؛ كيف أبر أبوي بعد موتهما؟ فقال: إن من البر بعد الموت أن تصلي لهما مع صلاتك، وأن تصوم لهما مع صيامك، وأن تصدق عنهما مع صدقتك.

وفي كتاب القاضي الإمام أبي الحسين بن الفراء، عن أنس -رضي الله عنه- أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله؛ إنا نتصدق عن موتانا، ونحج عنهم، وندعو لهم. فهل يصل ذلك إليهم؟ قال: نعم، ويفرحون به كما يفرح أحدكم بالطبق إذا أهدي إليه. انتهى بتصرف يسير.

وعلى هذا؛ فلا حرج عليك -إن شاء الله تعالى- لو صمت نافلة، وأهديت الثواب لأبيك المتوفى، وأكثر من الدعاء له؛ ففي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللهَ -عز وجل- لَيَرْفَعُ الدَّرَجَةَ لِلْعَبْدِ الصَّالِحِ فِي الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَنَّى لِي هَذِهِ؟ فَيَقُولُ: بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ"(أحمد وابن ماجه).

الحج والعمرة

 وكذلك الحج والعمرة ينتفع بهما الميت لما روي عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما:"أنَّ امرأةً مِن جُهينةَ جاءت إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقالت: إنَّ أمِّي نذَرَتْ أن تحُجَّ، فلم تحُجَّ حتى ماتتْ، أفأحُجُّ عنها؟ قال: نعم، حُجِّي عنها، أرأيتِ لو كان على أمِّكِ دَينٌ أكنتِ قاضِيَتَه؟ اقضُوا اللهَ؛ فاللهُ أحقُّ بالوفاءِ"(البخاري).

 قراءة القرآن: 

وهذا رأي الجمهور من أهل السنة، وذهب أحمد بن حنبل وجماعة من أصحاب الشافعي إلى أنه يصل، فالاختيار أن يقول القارئ بعد فراغه: اللهم أوصل مثل ثواب ما قرأته إلى فلان، وورد في كتاب "المغني" لابن قدامة : قال أحمد بن حنبل : الميت يصل إليه كل شيء من الخير، للنصوص الواردة فيه، ولأن المسلمين يجتمعون في كل مصر ويقرؤون ويهدون لموتاهم من غير نكير، فكان إجماعًا.

قال النووي : المشهور من مذهب الشافعي : أنه لا يصل.

وذهب أحمد بن حنبل وجماعة من أصحاب الشافعي إلى أنه يصل ، فالاختيار أن يقول القارئ بعد فراغه : اللهم أوصل مثل ثواب ما قرأته إلى فلان .

وفي المغني لابن قدامة : قال أحمد بن حنبل : الميت يصل إليه كل شيء من الخير، للنصوص الواردة فيه ، ولأن المسلمين يجتمعون في كل مصر ويقرؤون ويهدون لموتاهم من غير نكير، فكان إجماعاً.

والقائلون بوصول ثواب القراءة إلى الميت ، يشترطون ألا يأخذ القارئ على قراءته أجراً. فإن أخذ القارئ أجراً على قراءته حرم على المعطي والآخذ ولا ثواب له على قراءته ، لما رواه أحمد والطبراني والبيهقي عن عبد الرحمن بن شبل : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"اقرؤوا القرآن ، واعملوا … ولا تجفوا عنه ولا تغفلوا فيه ، ولا تأكّلوا به ولا تستكثروا به" .

قال ابن القيم : والعبادات قسمان : مالية وبدنية ، وقد نبه الشارع بوصول ثواب الصدقة على وصول سائر العبادات المالية ، ونبه بوصول ثواب الصوم على وصول سائر العبادات البدنية وأخبر بوصول ثواب الحج المركب من المالية والبدنية، فالأنواع الثلاثة ثابتة بالنص والاعتبار .

العلم النافع

والعلم الشرعي النافع ينفع صاحبه لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم :"وعلم ينتفع به"

فالعلم الذي ينتفع به الإنسان بعد وفاته هو ما خلفه في كتبه أو علمه لغيره، واستفاد الناس من ذلك الكتاب أو التلاميذ الذين علموا هذا العلم لغيرهم، والناس في هذا بين مقل ومستكثر، وكل يعطى من الأجر على قدر ما خلف وراءه من العلم.

أفضل ما يهدى للميت

قال ابن القيم : قيل الأفضل ما كان أنفع في أنفسه ، فالعتق عنه ، والصدقة أفضل من الصيام عنه ، وأفضل الصدقة ما صادفت حاجة من المتصدق عليه وكانت دائمة مستمرة، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم :" أفضل الصدقة سقي الماء".

 وهذا في موضع يقل فيه الماء ويكثر فيه العطش ، وإلا فسقي الماء على الأنهار والقني لا يكون أفضل من إطعام الطعام عند الحاجة ، وكذلك الدعاء والاستغفار له إذا كان بصدق من الداعي وإخلاص وتضرع ، فهو في موضعه أفضل من الصدقة عنه كالصلاة على الجنازة ، والوقوف للدعاء على قبره.

وبالجملة : فأفضل ما يهدى إلى الميت العتق والصدقة والاستغفار والدعاء له والحج عنه.

وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم 


google-playkhamsatmostaqltradent