recent
أخبار عاجلة

التأويل بين السلف والخلف ومنكريه

 التأويل بين السلف والخلف ومنكريه

تأويل ابن عباس رضي الله عنه حبر الأمة للفظ (الأيد)

تأويل سفيان الثوري وابن جرير الطبري للاستواء

تأويل الإمام الشافعي رضي الله عنه للفظ (الوجه)

تأويل الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه لحديث النزول

تأويل الإمام أحمد رضي الله عنه مجيء الله تعالى

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين أما بعد

الخلف من أهل السنة والجماعة (الأشاعرة والماتريدية) في تأويلهم للصفات المتشابهة لم يأتوا ببدعة اخترعوها ولا منهجا من عند أنفسهم لم يسبقهم إليها أحد من السلف بل هم سلكوا بذلك مسلك بعض الصحابة والتابعين وتابعيهم من الأئمة الأعلام..فللسلف تأويلات كثيرة..منها:
تأويل ابن عباس رضي الله عنه حبر الأمة للفظ (الأيد):

قال تعالى " والسماء بنيناها بأيد " قال رضي الله عنه: بقوّة وقدرة (القرطبي17 / 52).
تأويله رضي الله عنه لقوله تعالى "الله نور السموات والأرض "
جاء في تفسير الطبري (18/135) ما نصّه عن ابن عباس قوله :"الله نور السموات والأرض " يقول:الله سبحانه هادي أهل السموات والأرض".
تأويله رضي الله عنه للفظ (الأعين):
قال تعالى "واصنع الفلك بأعيننا " قال رضي الله عنه: بمرأى منا (تفسير البغوي 2 / 322).
وقال تعالى " واصبر لحكم ربك فإنّك بأعيننا " قال رضي الله عنه: نرى ما يعمل بك (تفسير الخازن 4 / 190).
تأويل سفيان الثوري وابن جرير الطبري للاستواء:
*قال الإمام الطبري (1 / 192) في تفسير قوله تعالى "ثم استوى إلى السماء " بعد أن ذكر معاني الاستواء في اللغة، ما نصّه: "علا عليهن وارتفع، فدبرهن بقدرته....علا عليها علو ملك وسلطان، لا علو انتقال وزوال"

وأوّل سفيان الثوري الاستواء على العرش: بقصد أمره، والاستواء إلى السماء: بالقصد إليها (مرقاة المفاتيح 2 / 137).
تأويل الإمام الشافعي رضي الله عنه للفظ (الوجه):

حكى المزني عن الشافعي في قوله تعالى (فثم وجه الله) قال: يعني والله أعلم فثم الوجه الذي وجهكم الله إليه. (الأسماء والصفات للبيهقي ص/309).

تأويل الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه لحديث النزول:

سئل الإمام مالك - رحمه الله - عن نزول الرب عزّ وجلّ، فقال "ينزل أمره - تعالى - كل سَحَر، فأما هو عزّ وجلّ فإنه دائم لا يزول ولا ينتقل سبحانه لا إله إلى هو" اهـ.
(التمهيد 7 / 143، سير أعلام النبلاء 8 / 105، الرسالة الوافية لأبي عمرو الداني ص/136، شرح النووي على صحيح مسلم 6 / 37، الإنصاف لابن السيد البطليوسي ص / 8).

تأويل الإمام أحمد رضي الله عنه مجيء الله تعالى:

جاء في كتاب البداية والنهاية للإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى (10 / 361) ما نصّه:
(روى البيهقي عن الحاكم عن عمرو بن السماك عن حنبل أن أحمد بن حنبل تأوّل قول الله تعالى:" وجاء ربك " أنه جاء ثوابه. ثم قال البيهقي: وهذا إسناد لا غبار عليه)"اهـ.

ونقل الحافظ ابن الجوزي عن القاضي أبي يعلى عن الإمام أحمد في قولـه تعالـى: ( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام ) أنه قال: المراد به قدرته وأمره. قال: وقد بيّنه في قوله تعالى ( أو يأتي أمر ربك ) ومثل هذا في القرآن ( وجاء ربك ) قال: إنما هو قدرته. (دفع شبه التشبيه ص/ 141)..وغيرهم الكثير ممن أول من السلف الصالح..

أونقول:" إذا كان الكثير من السلف أول الآيات المتشابهات بصرف المعنى الحقيقي إلى المجازي من غير نكران فهذا دليل على جواز التأويل...
أيضا وهذا دليل على أن تفويض السلف هو السكوت عن التأويل الذي فعله بعض السلف وهو تفويض المعنى المجازي وإلا فيقع التضارب والتعارض بين من أول فصرف المعنى الحقيقي إلى المجازي وبين من ادعى أن تفويض السلف إثبات المعنى الحقيقي للصفة وتفويض الكيف..
ولو صح أن التفويض هو إثبات المعنى الحقيقي للصفة وتفويض الكيف فهذا يعني أن من أول من الصحابة والتابعين وتابعيهم والأئمة مبتدعة ومعطلة لأن التأويل بدعة وتعطيل كما يزعمون...وهذا باطل بين البطلان..

فلما ثبت تأويل بعض السلف بصرف المعنى الحقيقي إلى المجازي ثبت أن تفويض السلف هو تفويض هذا المعنى المجازي لا الكيف..

وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم
google-playkhamsatmostaqltradent