recent
أخبار عاجلة

خطبة الجمعة -وذكرهم بأيام الله - يوم عاشوراء نجاة للمكلومين لفضيلة الشيخ عبدالناصربليح

 


وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ يوم عاشوراء يوم نجاة للمكلومين

أيام الله وهي نعم الله عزوجل

وأيام الله وقائعه وأحداثه

العظة والعبرة بأيام الله

فضله وماذا يفعل المسلم في هذا اليوم

تحميل الخطبة pdf

تحميل الخطبة ورد

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَا عِبَادَ اللهِ: من الآيات القرآنية التي تحث على الاعتبار وترغِّب بالادكار ومِنْ سُنَّةِ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، وَطَرِيقِ الدُّعَاةِ إلى اللهِ تعالى مِنْ بَعْدِهِمْ تَذْكِيرُ الأُمَّةِ بِأَيَّامِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وهوما جاء في سياق خطاب موسى عليه السلام والحديث عن بني إسرائيل، وما أنعم الله عليهم من النعم، وما شملهم من المِنَن، وَذَلِكَ امْتِثَالَاً لِأَمْرِ اللهِ تعالى القَائِلِ:"وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ"(إبراهيم:5).

ونقف مع هذه الآية؛ لنتعرف على المراد منها، والعبر المتضمنة فيها.

 ذهب المفسرون مذهبين في المراد من قوله سبحانه وتعالى: "بأيام الله"

أيام الله وهي نعم الله عزوجل 

الأول: يرى أن المراد :"بأيام الله" في الآية: النعم التي أنعم الله بها على بني إسرائيل، في إخراجه إياهم من أسر فرعون، وقهره، وظلمه، وغشمه، وإنجائه إياهم من عدوهم، وفلقه لهم البحر، وتظليله إياهم بالغمام، وإنزاله عليهم المن والسلوى، إلى غير ذلك من النعم. وهذا التفسير هو الذي عليه جمهور المفسرين، واختاره الطبري؛ لأنه الأنسب بالمقام، والأوفق بالسياق.

فأَيَّامُ اللهِ تعالى هِيَ نِعَمُ اللهِِ تعالى، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الإمام أحمد عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: "وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ". قَالَ: "بِنِعَمِ اللهِ"(أحمد).

وما روي عن مجاهد:"وذكرهم بأيام الله"، قال: بالنعم التي أنعم بها عليهم، أنجاهم من آل فرعون، وفلق لهم البحر، وظلل عليهم الغمام، وأنزل عليهم المن والسلوى. وروي مثل ذلك عن سعيد بن جبير، وقتادة، وآخرين.

وَمِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ وَلَا رَيْبَ، بِأَنَّ مِنْ أَعْظَمِ نِعَمِ اللهِ تعالى عَلَى خَلْقِهِ نِعْمَةُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ   وَسَلَّمَ، وَكَيْفَ لَا يَكُونُ مِنْ أَعْظَمِ نِعَمِ اللهِ تعالى، وَاللهُ تعالى قَالَ في حَقِّهِ: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ"؟ 

وَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَاتِهِ الشَّرِيفَةِ:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ"( الحاكم).

أيام الله وقائعه وأحداثه 

عباد الله ويرى فريق أخر أن المراد "بأيام الله" هنا: وقائعه وأحداثه. قال ابن السكيت: العرب تقول (الأيام)، في معنى الوقائع، يقال: فلان عالم بأيام العرب، أي: بوقائعها. ومن ذلك أيام العرب؛ لحروبها وملاحمها، كيوم ذي قار، ويوم الفجار، ويوم جبلة، ويوم البيداء. وغيرها من أيام العرب المشهورة. وقال تعالى: {وتلك الأيام نداولها بين الناس"(آل عمران:140). 

قال ابن عاشور: شاع إطلاق اسم (اليوم) مضافاً إلى اسم شخص، أو قبيلة على يوم انتصر فيه مسمى المضاف إليه على عدوه، يقال: أيام تميم، أي: أيام انتصار قبيلة تميم، فـ (أيام) الله: أيام ظهور قدرته، وإهلاكه الكافرين بها، ونصره أولياءه والمطيعين له. وهذا القول اعتبره الزمخشري هو الظاهر من الآية؛ لأن لفظ (الأيام) في لسان العرب مستعمل للوقائع.

ويشهد لهذا التفسير الثاني ما روي عن ابن زيد في قول الله تعالى: "وذكرهم بأيام الله"، قال: أيامه التي انتقم فيها من أهل معاصيه من الأمم خوَّفهم بها، وحذَّرهم إياها، وذكَّرهم أن يصيبهم ما أصاب الذين من قبلهم. وروي نحو ذلك عن الربيع ومقاتل وغيرهما.

 ولا تعارض بين المذهبين في تفسير المراد بـ (الأيام)، بل كل منهما مكمل للآخر، ويرشح هذا أن الإمام الرازي فسر الآية بما يدل على المعنيين معاً، حيث قال: "المعنى عظهم بالترغيب والترهيب، والوعد والوعيد؛ فالترغيب والوعد أن يذكرهم ما أنعم الله عليهم، وعلى من قبلهم ممن آمن بالرسل في سائر ما سلف من الأيام، والترهيب والوعيد أن يذكرهم بأس الله وعذابه وانتقامه ممن كذب الرسل ممن سلف من الأمم فيما سلف من الأيام، مثل ما نزل بعاد وثمود وغيرهم من العذاب؛ ليرغبوا في الوعد، فيُصدقوا، ويحذروا من الوعيد، فيتركوا التكذيب". ونحو هذا الجمع ما ذكره الشيخ السعدي، قال: "ذكرهم بنعمه عليهم وإحسانه إليهم، وبأيامه في الأمم المكذبين، ووقائعه بالكافرين، ليشكروا نعمه، وليحذروا عقابه".

وعليه، فإن الأنسب مع مقاصد القرآن العامة أن يكون المراد بـ (الأيام) هنا الأحداث الزمنية الكبرى والوقائع التاريخية العظمى. وهي (الأيام) التي تختصر تواريخ الأمم، وترسم ملامحها، وتوجه مساراتها، ويكون فيها عبرة لمن يعتبر. فالتاريخ في جملته، وفي جوهره إنما هو (أيام وعبر)، وإن شئت قل: هو (أيام فيها عبر).

العظة والعبرة بأيام الله 

عباد الله :" وسواء كانت أيام الله نعمه أو أيامه وأحداثه وعبرة المهم في هذا السياق   هوالاعتبار بها، وهو جزء من الدين، وجزء من رسالة الأنبياء. وهو صريح قول الله تبارك وتعالى. وليس هذا خاصاً بموسى عليه السلام، كما قد يُفهم من الآية المذكورة، بل هي سنة الله في عامة أنبيائه ورسله، ومنهم محمد صلى الله عليه وسلم. فمن المعلوم أن حيزاً كبيراً من القرآن الكريم إنما هو تذكير"بأيام الله"،ودعوة للاعتبار بها،":"فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَار"(الحشر:2). 

وإذا كان للتاريخ أهله المتخصصون فيه، كما هو شأن سائر العلوم، فإن عامة الناس لا يستغنون عن معرفة شيء من أحداثه ومحطاته الكبرى، وهي المعبر عنها {بأيام الله}، أي: الوقائع التي تُذَكِّر الناس، وتُبصِّرهم بحِكَمِ الله، ونعمه، وسُنَنه في خلقه، بحلوها ومُرِّها، وسَرَّائها وضَرَّائها.

يَا عِبَادَ اللهِ: مِنْ هَذَا المُنْطَلَقِ ذَهَبَ عَامَّةُ عُلَمَاءِ الأُمَّةِ إلى تَذْكِيرِ الأُمَّةِ بِهَذِهِ النِّعْمَةِ العِظَيمَةِ نِعْمَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ   وَسَلَّمَ، وهويذكرنا بيوم عاشوراء 

 فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ مَا هَذَا ؟ قَالُوا : هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ "(البخاري).

قوله : ( هذا يوم صالح ) في رواية مسلم " هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وغرّق فرعون وقومه " .

قوله : ( فصامه موسى ) زاد مسلم في روايته " شكراً لله تعالى فنحن نصومه " .

وفي رواية للبخاري " ونحن نصومه تعظيما له " .

 فمن أعظم الشهور عند الله شهر المحرم وفيه يوم من أعظم الأيام عند الله.. يوم عاشوراء هذا اليوم الذي حصل فيه حدث عظيم ونصر مبين فيه انتصر الحق على الباطل حيث أنجى الله تعالى موسى - عليه السلام - وقومه وأغرق فرعون وقومه، فهو يوم له فضيلة عظيمة وحرمة قديمة هذا اليوم العاشر من شهر الله المحرم الذي قال عن فضل صيامه رسول الله– صلى الله عليه وسلم- :"نحن أحق وأولى بموسى منكم"

وهو اليوم العاشر من محرم وكانت اليهود تصومه عندما أنجى الله نبيه موسى من مكر فرعون وقومه وكان نبي الله موسى -عليه السلام- يصومه لفضله، وكان أهل الكتاب يصومونه وكانت تصومه قريش أيضا في الجاهلية، فلما قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة وجد اليهود يصومونه ويعظمونه حتى كانوا يجعلون أطفالهم يصومونه فسألهم عن ذلك فقالوا: إنه يوم نجى الله فيه موسى وقومه وأغرق وأهلك فرعون وقومه فصامه شكرا لله وأمر بصيام هذا اليوم وحث عليه وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: “نحن أحق وأولى بموسى منكم “ فصامه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأمر بصيامه.

 إذ تكون النجاة دائما لأهل الإيمان، فعندما تراءى الجمعان، وعاين كل من الفريقين صاحبه، وتحقق منه، ورآه، ولم يبق إلا المقاتلة، قال أصحاب موسى، وهم خائفون: «إنا لمدركون»، وشكوا إلى نبيهم ما هم فيه، فقال لهم موسى، عليه السلام: «كلا إن معى ربى سيهدين».

قال تعالى:"وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ إِنَّ فِى ذلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ"(الشعراء ٦٥ـ٦٧). فى هذه اللحظة تحقق فرعون من أنه مُغرق لا محالة فقال: «آمنت أنه لا إله إلا الذى آمنت به بنو إسرائيل». وليعلم بنو إسرائيل قدرة الله عليه، قال تعالى:"فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية"، قال المفسرون «ننجيك بجسدك مصاحبا درعك ليكون من وراءك من بنى إسرائيل على علم بأنك هلكت»، وقد كان هلاكه وجنوده، ونجاة موسى عليه السلام ومن معه، فى يوم «عاشوراء».

يَا عِبَادَ اللهِ: ذَكِّرُوا أَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَكُمْ بِحَبِيبِكُمُ الأَعْظَمِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ دَائِمَاً وَأَبَدَاً، وَلَا تَجْعَلُوا ذَلِكَ مَقْصُورَاً في شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ، لِأَنَّ اللهَ تعالى يَقُولُ: "وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ". فَذَكِّرُوهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ تعالى؛ وَيَوْمُ المَوْلِدِ مِنْ أَيَّامِ اللهِ تعالى، وَيَوْمُ البِعْثَةِ مِنْ أَيَّامِ اللهِ تعالى، وَيَوْمُ الهِجْرَةِ مِنْ أَيَّامِ اللهِ تعالى، وَيَوْمُ بَدْرٍ مِنْ أَيَّامِ اللهِ تعالى، وَيَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ مِنْ أَيَّامِ اللهِ تعالى، وَجَمِيعُ سِيرَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَيَّامِ اللهِ تعالى؛ وَكُلُّ ذَلِكَ مُنْبَثِقٌ مِنْ يَوْمِ مَوْلِدِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَلْنَرْبِطْ أَنْفُسَنَا بِالحَبِيبِ الأَعْظَمِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَلْنُجَاهِدْ أَنْفُسَنَا بِاتِّبَاعِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى يَكُونَ ذَلِكَ حُجَّةً لَنَا لَا عَلَيْنَا يَوْمَ القِيَامَةِ.

عباد الله أقول ماتسمعون واستغفر الله لي ولكم 

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين وبعد 

فضله وماذا يفعل المسلم في هذا اليوم 

عباد الله :"يجب على المسلم في هذا اليوم أن يتقرب إلى الله تعالى ويقبل عليه بصيام هذا اليوم وأن يحاسب نفسه ويراجعها، فإن كان محسناً ازداد إحساناً وإن كان مقصراً ندم وتاب قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ"(الحشر/18)، 

أي حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم. وأن يذكر الله تعالى كثيراً، فإن من أفضل الأعمال الصالحة اليسيرة التي تقرب المسلم إلى ربه جل وعلا الذكر وقد ذكر الله تعالى الذاكرين في كتابه بأجل وأحسن الذكر قال تعالى:"إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ٱلَّذِينَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَٰمًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِى خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَٰطِلًا سُبْحَٰنَكَ فَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ"(آل عمران / 190-191).

 المبادرة بالتوبة :" على المسلم أن يبادر بالتوبة من الذنوب والمعاصي والغفلة، فالله تعالى دعا جميع عباده إلى التوبة وحثهم عليها خاصة قبل حلول الأجل كما قال تعالى: :"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"(التحريم: 8).

والاستغفار، فقد أمر الله نبيه والمؤمنين بالاستغفار ووعدهم بالمغفرة فقال تعالى:"وَٱسْتَغْفِرِ ٱللَّهَ  إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا"(النساء - 106).

وفى فضل صيامه:"  فصيامه يكفر سنتين وصيام يوم عاشوراء يكفر السنة الماضية لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ " (مسلم ).

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم عاشوراء ؛ لما له من المكانة ، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلا هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ "(البخاري).

 وهذا من فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة والله ذو الفضل العظيم .

و صيام عاشوراء وهو اليوم العاشر من شهر محرم ويضاف إلى العاشر التاسع لما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :"لما صام رسول الله يوم عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى فقال: "إذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع"(أحمد ومسلم).

 فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد تقدمت قبل إشارة إلى فضله في حديث أبي قتادة

اللَّهُمَّ أَكْرِمْنَا بِذَلِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. آمين.

أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

google-playkhamsatmostaqltradent