
التَبيِن للردعلي مدعي تكوين
هل السيرة النبوية صحيحة؟
قال تعالي :"لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"(البقرة/256).
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد
فبمشيئة الله سنقوم
بالرد علي المستنورين مدعي التنوير ومؤسسي بدعة تكوين مدججي الفتن والقلاقل في المجتمع
وسوف ندحض مفترياتهم ونكشف مخططاتهم ضد الإسلام والمسلمين .
وأولى الحلقات في مركز تكوين لنشر اللادينية وإسقـاط هيبة السنة في قلوب المسلمين.
الحلقة الأولي بعنوان : هل السيرة النبوية صحيحة؟
هدف الحلقة : تشكيك المسلمين في سيرة النبي صلي الله عليه وسلم وأنَّ سيرته غير صحيحة.
مادة الحلقة: تقول أنَّ مخطوطات سيرة ابن هشام لا يوجد منها إلا نسختين واحدة في النمسا وأخرى في باريس.
مع أنَّ سيرة ابن هشام طبقًاً للأبحاث، يوجد منها: 22 مخطوطة في مصر وحدها!
ثم يَدعي في نفس الحلقة أنَّ محمد بن إسحاق هو الذي كتب أول سيرة نبوية، وهذا تزويـر عجيب! فالسيرة النبوية موجودة في كتب الحديث التي كانت بين أيدي الصحابة وأيدي التابعين قبل أن يولد والد محمد بن إسحاق.
ثم يكمل مُدعـيا أنَّ: عروة بن الزبير اتهـم ابن إسحاق بالكـذب، وهذه أضحـوكة اليوم، فعروة بن الزبير تـوفي 94 هجرية وعروة محدث، فقيه، ثقة، عالم بالسِير، متجنب للفتن، وهو أول من صنف في المغازي، وأروى الناس للشعر،
وقد ولد ابن إسحاق سنة 80 هـ، قال الذهبي: "ولد ابن إسحاق سنة ثمانين ورأى أنس بن مالك بالمدينة"... محمد بن اسحاق هو صدوق ... توفي محمد بن إسحاق في بغداد سنة 151 هـ/ ..
وعروة بن الزبير لم يتهـم ابن اسحاق بالكـذب ولكن من اتهمه بذلك هشام بن عروة . .
وهي تهمة باطلة لا تثبت عليه ، وإن اتهمه بها هشام بن عروة (ت146هـ)،
أما اتهام هشام بن عروة له بالكذب – وأخذها عنه يحيى القطان - فسببه أنه قال : يحدث ابن إسحاق عن امرأتي فاطمة بنت المنذر ، والله إن رآها قط .يعني لم يراها..
وهذا السبب لا يكفي لاتهام علامة كابن إسحاق بالكذب ، إذ يحتمل أن يكون سمع منها من وراء حجاب ولم يرها ، ويحتمل أن يكون سمع منها قبل زواجها بهشام بن عروة ، بل قال الذهبي : يحتمل أن تكون إحدى خالات ابن إسحاق من الرضاعة ، فدخل عليها ، وما علم هشام بأنها خالة له أو عمة .
قال سفيان الثوري : أخبرني – يعني ابن إسحاق - أنها حدثته ، وأنه دخل عليها .
قال الذهبي : هو صادق في ذلك بلا ريب...وهشام صادق في يمينه ، فما رآها ، ولا زعم الرجل أنه رآها ، بل ذكر أنها حدثته ، وقد سمعنا من عدة نسوة ، وما رأيتهن ، وكذلك روى عدة من التابعين عن عائشة ، وما رأوا لها صورة أبدا
قال عبد الله بن أحمد : فحدثت أبي بحديث ابن إسحاق ، فقال : ولِمَ يُنكِرُ هشام ؟ لعله جاء فاستأذن عليها فأذنت له – يعني : ولم يعلم -.
وأما تكذيب الإمام مالك له ، وقوله عنه : دجَّال من الدجاجلة : فلم يقبله العلماء منه ؛ إذ لم يذكر دليلا على تكذيبه ، وقد كان بين مجموعة من العلماء : كابن إسحاق ، وابن أبي ذئب ، وابن الماجشون شقاق ونفرة مع الإمام مالك ، فلم يقبل العلماء المتأخرون كلام بعضهم في بعض لما عرف من عداوتهم ، كما لم يقبلوا قول ابن إسحاق في الإمام مالك : ائتوني ببعض كتبه حتى أبين عيوبه ، أنا بيطار كتبه .
وقال يعقوب بن شيبة : سألت عليا – يعني المديني - : كيف حديث ابن إسحاق عندك ، صحيح ؟
فقال : نعم ، حديثه عندي صحيح .
قلت : فكلام مالك
فيه
قال : مالك لم يجالسه ، ولم يعرفه ، وأي شيء حدث به ابن إسحاق بالمدينة ؟!
قلت : فهشام بن عروة ، قد تكلم فيه ؟
فقال علي : الذي قال هشام ليس بحجة ، لعله دخل على امرأته وهو غلام فسمع منها ، إن حديثه ليتبين فيه الصدق ، يروي مرة : حدثني أبو الزناد ، ومرة : ذكر أبو الزناد ، ويروي عن رجل ، عمن سمع منه يقول: حدثني سفيان بن سعيد ، عن سالم أبي النضر ، عن عمير : ( صوم يوم عرفة ) ، وهو من أروى الناس عن أبي النضر، ويقول: حدثني الحسن بن دينار ، عن أيوب ، عن عمرو بن شعيب : ( في سلف وبيع )، وهو من أروى الناس عن عمرو .
وقال الإمام الذهبي
رحمه الله : لسنا ندعي في أئمة الجرح والتعديل العصمة من الغلط النادر ، ولا من الكلام
بنفس حاد فيمن بينهم وبينه شحناء وإحنة ، وقد علم أن كثيرا من كلام الأقران بعضهم في
بعض مهدر ، لا عبرة به ، ولا سيما إذا وثق الرجل جماعة يلوح على قولهم الإنصاف ، وهذان
الرجلان – يعني مالكا وابن إسحاق - كل منهما قد نال من صاحبه ، لكن أثر كلام مالك في
محمد بعض اللين ، ولم يؤثر كلام محمد فيه ولا ذرة ، وارتفع مالك ، وصار كالنجم ، والآخر
– يعني ابن إسحاق - فله ارتفاع بحسبه ، ولا سيما في السير .
لماذا هم مشغولون
بالإسلام إلى هذا الحد؟
احذرواتكوين_الملحـدين