رمضان كله عبادة كيف يكون رمضان كله عبادة؟
هل العبادة تتوقف عند الصيام والصلاة والصدقة فقط؟
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد فياعباد الله سؤال يطرح نفسه كيف
يكون رمضان كله عبادة أوكيف نستثمر كل أوقات رمضان ونحولها لعبادة وطاعة؟
سؤال كثيراً ما نتوقف عنده في كل رمضان
رمضان معلوم بعباداته
سواء كان صيام في النهار والقيام في الليل وتلاوة القرآن وإفطار للصائمين لكن "
هل العبادة تتوقف
عند هذه المعاني فقط؟
أم أن العبادة
أعظم وأشمل من مجموعة العبادات الروتينية التي نعتادها في كل رمضان؟
ومن هنا نطرح
عدة أسئلة تجول في أفكار الكثير من المسلمين
لماذا دائمًا بعد رمضان يتغير الحال؟
لماذا لا تستمر
الشحنة الإيمانية التي نأخذها من رمضان معنا لوقت طويل؟
لماذا لانستمر في الصلاة كما كنا نصلي في
رمضان ورب رمضان هورب شوال رب الشهور كلها؟
لماذا لا تتغير
قلوبنا تغير كامل بحيث أنه بالفعل الواحد منا يولد ولادة جديدة من رمضان؟
ما الخطأ الذي
نقع فيه ولذلك لا نصل إلى المعنى المطلوب من رمضان؟
فرمضان من صامهُ
إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه،
ومن قامهُ إيمانًا واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما
تقدم من ذنبه ..
فهل تشعر أو تشعري
أن يكون الواحد مغفور له كيف يكون حاله وكيف يكون قبله؟
ما الخطأ الذي
نقع فيه؟
الخطأ الذي نقع
فيه، هو أحد الخطأين ..
أول شيء أننا للأسف
الشديد لا نقوم بمقام العبودية ولا نفهم معنى العبودية على الوجه الذي يرضي رب البرية،
فأول شيء أن مفهوم العبادة عندنا فيه قصور
والمعنى الثاني
أن مفهوم لذة العبادة عندنا أيضًا مُختلف
فهاتين النقطتين
نريد أن نتناولهم اليوم فنريد أن نستحدث قلب جديد ونقبل على الله سبحانه وتعالى إقبال
مختلف ولا نريد العبادات الروتينية الصلاة وقيام الليل وصلاة الضجي والتهجد
والصيام والزكاة وزكاة الفطر
حتى العبادات التي
لابد أن نقوم بها نريد أن نستحدث فيها معنى آخر، معنى جديد.
هل انا عابد؟
وقبل الإجابة
علي هذا السؤال لابد أولاً نعرف "ما هو معنى العبودية؟
"
لأننا عندنا خلل
في هذا المعنى، وهذا الخلل يُسبب لنا بعد ذلك المشاكل التي تأتي بعد رمضان والمشاكل
في الحياة بشكل العام والمشاكل التي تقطعنا أصلاً عن ربنا سبحانه وتعالى.
عبادات عظيمة بلا
مجهود أو وضوء .. يظن الكثير أن العبادة السهلة البسيطة التى لا تحتاج الى مجهود بدني
أو مادي هي الذكر فقط، ولكن ديننا هو دين المعاملة الحسنة الطيبة هناك كثير من العبادات
تحتاج الى انسانية، والعبادات وسيلة الإنسان الأساسية ومبتغاه للتقرب من الله – عز
وجل - بجميع أشكالها التي يُشرع له القيام بها، حتى يفوز بمرضاته– تعالى- ويصل إلى
جنته التي وعدها الله عباده المتقين، و أفضل العبادات عند الله من أكثر المسائل التى
تهمّ أيّ مؤمنٍ بالله- سبحانه وتعالى-،
الحل: وأنت جالس تُمرر عليك هذه الكلمة هل أنا
عابد؟ فأنا مثلاً سأُرفه عن نفسي وعن أهلي أثناء خروجي أسأل نفسي هل أنا عابد أم أنني
أسير في حظ نفسي؟
انتبه أنا لا أقول لك أن نضحك على أنفسنا، ولكني
أقول كوِّن حال مع الله أولاً واجعل هذا الحال يُسيطر على حياتك واسأل نفسك .. ولذلك
لم أقل لك قل: هي عبادة، ولكن اسأل نفسك هل أنا بذلك عابد؟ كي يكون السؤال يحتمل الصدق
والكذب حتى يُريك السؤال حالك أمام نفسك .. هل أنت بحق عابد أم تضحك على نفسك؟
هذا الذي نحتاجه ابتداء فهذا أول شيء وهو موضوع
الاحتساب وأنا أعطيكم طرق عملية ولن أقول لكم عليكم بالاحتساب .. والاحتساب هو أن تجد
للعمل الذي تعمله نية وهذا صحيح ولكن كيف بطرق عملية حياتية ؟ فاسأل نفسك هذا السؤال
وإذا وجد نفسك تقول عبودية ؟ أين العبودية في ذلك؟
فأنا أقول لواحد ماذا تفعل؟ فقال أذهب للمكان
الفلاني ألعب مع بعض الشباب فسألته ضاحكًا (كي يترسخ المعنى لديه) هل أنت بذلك عابد؟
فضحك والولد غير ملتزم فقال لي: ألعب كرة، فهل أكون بذلك عابد؟ فقلت له: نعم فقال لي:
يا شيخ ليس لهذه الدرجة فالعبادة عبادة والحال حال .. فقلت له: أنت لا تفهم فهناك قانون
عندنا في الفقه يقول "الوسائل تأخذ حكم المقاصد فكل ما أدى إلى شيء أخذ حكمه"
فلو ذهبت تلعب مباراة كرة ورجعت بعد ذلك فرطت في الصلاة و كذا وكذا بسبب تعبك فهذه
ليست عبادة ولكن بالعكس حرام عليك، ولكن أخذت قسط من التريُّض وكان جزء من الترفيه
الذي عاد عليك بعد ذلك أنك بدأت تكون أنشط في الطاعة وأنشط في الواجبات عليك وأنشط
في عملك فهذا يأخذ حكم الشيء الذي أدى إلى شيء حسن فهو حسن.
هل هذا معناه أن ممكن أي شيء نفعله في الدنيا
يُقلب إلى عبادة ؟
نعم، هذه الوصية الذهبية وهذا هو المحوَّل العجيب
الذي يُسمى نية .. افهموا هذا الكلام بالله عليكم حتى يكون رمضان كله عبادة وحياتك
كلها عبادة ويكون فعلا أنت تُحقق هذا المعنى "حياتي كلها لله "
"قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ
وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"(الأنعام / 162).
نسأل الله تبارك وتعالى أن يعلمنا ما ينفعنا
وأن ينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا علمًا ينفعنا
ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من أمرنا رشداً .