recent
أخبار عاجلة

متي ننتصر ويكون النصر حليفنا ؟

 

متي ننتصر ويكون النصر حليفنا ؟


هل مايدور اليوم بين الصهاينة والمسلمين في فلسطين علامة النهاية ؟

سؤال يطرح نفسه وقديتردد علي ألسنة وفي أذهان الكثير فينا ومنا متي ننتصر ويكون النصر حليفنا ؟

 متي ننتصر ويكون النصر حليفنا ؟

ننتصر حينما نكون مؤمنين حقاً والدليل علي ذلك من كتاب الله عزوجل فلوكنا مؤمنين لنصرنا الله قال تعال :"وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ"( الروم 47).   

سنة الله في جميع الرسل أن يمهل الله الجميع حتى تتم الرسالة و يكمل البيان و يتضح الحق , فإن أصر المجرمون على تكذيبهم و إجرامهم بعدما أمهلهم ربهم كان الانتقام الحتمي و نزل النصر على المؤمنين الثابتين على عقيدتهم المتمسكين بأمر ربهم على منهج نبيهم. و إن تأخر النصر فإما أن يكون التأخير مهلة من رب العالمين عسى أن يرجع المجرم و يتوب و هذا من واسع رحمة الله و فضله و إما أن يتأخر النصر بسبب حياد الثلة المؤمنة عن بعض الحق و مخالفتهم لمنهج نبيهم فإن عادوا و أصلحوا نزل النصر و لا شك " وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ " ونصرنا المؤمنين أتباع الرسل. 

 أي: أوجبنا ذلك على أنفسنا وجعلناه من جملة الحقوق المتعينة ووعدناهم به فلا بد من وقوعه. فأنتم أيها المكذبون لمحمد صلى اللّه عليه وسلم إن بقيتم على تكذيبكم حلَّت بكم العقوبة ونصرناه عليكم.

لوكنا مؤمنين حق لعلت رايتنا وارتفعت هامتنا قال تعالي:" وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ"(آل عمران/139). 

يقول تعالى مشجعا لعباده المؤمنين، ومقويا لعزائمهم ومنهضا لهممهم: { ولا تهنوا ولا تحزنوا } أي: ولا تهنوا وتضعفوا في أبدانكم، ولا تحزنوا في قلوبكم، عندما أصابتكم المصيبة، وابتليتم بهذه البلوى، فإن الحزن في القلوب، والوهن على الأبدان، زيادة مصيبة عليكم، وعون لعدوكم عليكم، بل شجعوا قلوبكم وصبروها، وادفعوا عنها الحزن وتصلبوا على قتال عدوكم، وذكر تعالى أنه لا ينبغي ولا يليق بهم الوهن والحزن، وهم الأعلون في الإيمان، ورجاء نصر الله وثوابه، فالمؤمن المتيقن ما وعده الله من الثواب الدنيوي والأخروي لا ينبغي منه ذلك، ولهذا قال تعالى: " وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين "

قال تعالي:" إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ"(غافر/51) لما ذكر عقوبة آل فرعون في الدنيا، والبرزخ، ويوم القيامة، وذكر حالة أهل النار الفظيعة، الذين نابذوا رسله وحاربوهم، قال: { إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } أي: بالحجة والبرهان والنصر، في الآخرة بالحكم لهم ولأتباعهم بالثواب، ولمن حاربهم بشدة العقاب.

وقال تعالي "وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا "(النساء/141).أي : تسلطا واستيلاء عليهم ، بل لا تزال طائفة من المؤمنين على الحق منصورة ، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم ، ولا يزال الله يحدث من أسباب النصر للمؤمنين ، ودفعٍ لتسلط الكافرين ، ما هو مشهود بالعيان .قال القرطبي:"إن الله سبحانه لا يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا ، إلا أن يتواصوا بالباطل ، ولا يتناهوا عن المنكر ، ويتقاعدوا عن التوبة ، فيكون تسليط العدو من قبلهم

وقال تعالي: "لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ"(الروم/4-5).

وقال سبحانه: "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ"(النور: 55).

 وهل ماهودائر اليوم بين الصهاينة والمسلمين في فلسطين علامة النهاية ؟

 نقول :"نحن في معركة حق وباطل، بين أولياء الله وأعداء الله. ولذلك، فإننا دائما ما نجزم بنصر الله لنا، وأن الأمر لا يعدو مسألة وقت، يغربل الله فيه الصف ويمتحن فيه القلوب حتى يعلم المخلصين من الزائفين، ثم يكون نصر الله في النهاية نصرا حتميا لدينه وأهله. لكننا أمام هذا الطرح لا بد لنا من وقفات حتى تتبين لنا المسألة على كل وجوهها. نحن فعلا أمام معركة حق وباطل، ولكن من الذي يدّعي أن الله ينصر أهل الحق في كل معاركهم وجولاتهم. لم يأت بذلك نص قرآني ولا نبوي، وتاريخنا يشهد بغير ذلك. فكم من المعارك التي هُزم فيها أهل الحق وانتصر أهل الباطل.

على غير ما قد يُتخيل من وراء كلامي، فإن هذا الذي أقوله يحث على زيادة العمل والجهد وعلى دوام الصبر والمثابرة. حيث إن الثقة في النصر يتبعها اليأس والقعود إذا ما لاح في الأفق ما يشير إلى هزيمة أو انتكاس.

إن وعد الله للمؤمنين بالنصر هو وعد لنهايات المعارك ومآلاتها، وليس وعدا لكل جولة من جولات هذه المعارك الكثيرة. إذن فليس من اللازم أن ينصرنا الله في معركتنا هذه، وثقتنا هنا لا بد أن تكون في الله وليس في نصره، والفارق بين الثقتين كبير. فثقتنا في الله تعني ثقتنا في أنه إله موجِدٌ خالقٌ قادر، أنزل علينا شريعته، وأمرنا بالجهاد من أجلها، ثم وعدنا بالجزاء الجزيل إن نحن أوفينا بعهده، جزاء في جنات خالدات ونعيم مقيم. 

ثقة في أن عملنا وجهادنا لا بد أن يكون لأجل الله، وثقة في أن الله يجازي بالعدل والفضل، وأنه ينتظر منا العمل ولا ينتظر منا النتيجة، فالعمل علينا والنتائج عليه. وبالتالي فإن جزاءنا كامل سواء حققنا النتيجة أو لم نحقق، الجزاء على الأعمال وليس على النتائج. وثقتنا في أن الله سينصر دينه وشريعته في نهاية الأمر، وسيتحقق موعوده الذي جاء على لسان نبيه صلى الله عليه وسل.. .ثم تكون خلافة على منهاج النبوة).

 والواجب على المسلمين جميعا السعي الدؤوب لتغيير أحوالهم إلى أحسن حال ، وذلك من خلال التسلح بالعلم ، والوحدة والتعاون ، والبناء والتطوير ، والإيمان بالله عز وجل والعمل الصالح ، وتقوى الله سبحانه في السر والعلن ، كلها أسباب للنصر والنجاة بإذن الله .

وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم 

google-playkhamsatmostaqltradent