recent
أخبار عاجلة

خطبة الجمعة القادمة من تكريم الله لنبيه لم يناديه باسمه مجرداً لفضيلة الشيخ عبدالناصربليح

 


من تكريم الله لنبيه لم يناديه باسمه مجرداً 

لم يناديه المولي عزوجل باسمه مجرداً.

كم مرة جاء النداء للنبي في القرآن الكريم ؟

ما هو الفرق بين يا أيها النبي ويا أيها الرسول ؟

ماالحكمة في ترك النداء باسم النبي في القرآن؟

يقول قائل قدورد ذكر محمد وأحمد في القرآن فماذا تقول في هذا؟  

 تحميل خطبة word


 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين وبعد فيقول الله تعالي :"

"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا"(الأحزاب/45,46).

عباد الله:"

لم يناديه المولي عزوجل باسمه مجرداً.

     عباد الله :" وكما نهانا المولي عزوجل أن نتهجم علي رسول الله صلي الله عليه وسلم ونناديه باسمه قال تعالي :" لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ۚ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا ۚ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"(النور/63)،

 وهذا من مظاهر تكريمه وتفضيله صلي الله عليه وسلم  لأن الله عزوجل لم ينادي عليه صلي الله عليه وسلم باسمه قط ففي القرآن الكريم نادي علي جميع الأنبياء بأسماءهم :

   فقال تعالي :"وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ"(الأعراف/19).

    وقال تعالي:" يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ   فَلَا تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ   مِنَ الْجَاهِلِينَ"(هود/46) .

وقال تعالي:"وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ  قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ"(الصافات/105). 

وقوله تعالى لسيدنا زكريا عليه السلام :" يَازَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا "(مريم: 7).

وقال تعالى لسيدنا يحي"يَايَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا"(مريم: 12).

وقوله تعالى لسيدنا داود عليه السلام :"يَادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ "(ص: 26).

وقال تعالي:" يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي  فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ"(الأعراف/144). وقال تعالي " وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَامُوسَى "(طه: 17).

    وقال تعالي :"وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ   عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ   أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ"(المائدة/116).

 ولما نادي المولي عزوجل علي خاتم أنبياءه ورسله لم يناديه باسمه لم يقل يامحمد وإنما قال تعالي:"يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ "(المائدة/67).

   وقال تعالي:" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ "(الأنفال /64) .

كم مرة جاء النداء للنبي في القرآن الكريم ؟

  ورد النداء للنبي في القرآن الكريم 18 مرة "جاء بكنيته مرتين:"يا أيها المزمل"(المزمل: 1)، "يا أيها المدثر"(المدثر: 1).

  وجاء يا أيها الرسول مرتين فى المائدة قال تعالي:"يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ"(المائدة/67).

وقال تعالي:"يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ"(المائدة/41).

وجاء النداء ب"يا أيها النبي"أربعة عشر مرة  وفي سورة الأحزاب وحدها خمس مرات (يا أيها النبي)  وقد افتتحت السورة به ولا شك أن هذه السورة لها علاقة بالنبي صلي الله عليه وسلم  وأزواجه أمهات المؤمنين وفيها خطاب له مباشرة وخطاب من بعد لأتباعه المؤمنين.

الآيات التي ورد فيها النداء بـ(يا أيها النبي) في القرآن الكريم بحسب ترتيبها في المصحف:

1. "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ"(الأنفال/٦٤).

2. :"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ"(الأنفال/65 ).

3. "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَىٰ إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ "(الأنفال/70).

4. "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ"(التوبة/٧٣).

5."يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ"(الأحزاب/١).

6."يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ"(الأحزاب/٢٨).

7. "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا"(الأحزاب/٤٥).

8."يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ"(الأحزاب/٥٠).

9."يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ"(الأحزاب/٥٩).

10."يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ "( الحجرات/٢).

11."يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ "(الممتحنة/١٢).

12. "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ"(الطلاق/ ١).

13. "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ"(التحريم/١).

14. "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ"(التحريم/٩).

 ما هو الفرق بين يا أيها النبي ويا أيها الرسول ؟

عباد الله :"والفرق بين الرسول وبين النبي  الرسول من الرسالة التبليغ حتى لو لم يكن نبياً بمعنى مبعوث:"قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا "(مريم / 19).

:" وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ"(يوسف : 50).

:"إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ"(التكوير/ 19).إن القرآن لَتبليغ رسول كريم- هو جبريل عليه السلام-,

الرسول معه رسالة تبيلغ والنبي أعم قد يكون رسولاً وقد يكون لنفسه ليس مكلفاً بتبليغ دعوة إلى الآخرين. كلمة النبي أعم وكل رسول نبي وليس كل نبي رسول.

قد يكون ليس مكلفاً بالتبليغ مثل يعقوب عليه السلام غير مكلف بالتبليغ هو نبي وإسحق نبي، المكلف بالرسالة والتبليغ هو رسول وغير المكلف هو نبي والنبي قد يكون رسولاً وقد يكون غير رسول. لما في القرآن يقول يا أيها الرسول ينظر فيها إلى جانب التبليغ :"يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ (المائدة/67).

فالنبي أعم وقد يكون رسولاً فقد يستعمل في جانب الرسالة والدعوة والتبليغ وقد يستعمل في جانب آخر في الجانب الشخصي في غير التبليغ مثال:

النبي عامة :"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ"(الأنفال/65).

:"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى"(الأنبياء/70). 

:"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ"(التوبة/73).

:"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ (الأحزاب/28 )

:"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ "(التحريم/1). هذا شيء شخصي بينه وبين أزواجه.

إذن النبي عامة. 

القرآن يستخدم يا أيها الرسول إذا كان يتكلم في أمر الرسالة والتبليغ والنبي عامة. ومن أجل هذا حرَّم الله على الأمة نداءه باسمه مُجرَّدًا عن صيغة التكريم فقال:"لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا"أي: لا تجعلوا نداءكم له وتسميتكم إياه كما يكون لبعضكم مع بعض، ولكن قولوا: يا رسول الله، أو يا نبي الله مع التَّوقير والتَّواضع وخَفْضِ الصوت لحرمة ذلك بقوله تعالى:"لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تشْعُرُونَ"(الحجرات:2). 

وهَذا أدَب معه حال حياته وبعد وفاته. وهذَا الأدَب يَنْبَغِي الْتِزَامه، فهو ـ صلَّى الله عليه وسلم ـ ليس أقل ممن يحترمون بكثْرة الألقاب والأوصاف التِي يَعْلَمَ الله ما هو الباعث عليها.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلا م علي أشرف المرسلين وبعد فياعباد الله 

ماالحكمة في ترك النداء باسم النبي في القرآن؟

وعامة ما ذكروه يرجع إلى أمرين:

1- تعليم الأمة ألا تنادي رسول الله صلى الله عليه وسلم باسمه مجردًا.

2- تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم وإجلاله.

وسنذكر طرفًا من نصوصهم.قال زين الدين الرازي: "‌‌فإن قيل: كيف قال تعالي:"يَا ‌أَيُّهَا ‌النَّبِيُّ" ولم يقل ‌يا ‌محمد ، كما قال تعالى: يا موسى ، ويا عيسى ، ويا داود ونحوه؟

قلنا: إنما عدل عن ندائه باسمه ، إلى ندائه بالنبى والرسول : إجلالًا وتعظيمًا له كما قال تعالى:"يَا ‌أَيُّهَا ‌النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ" و"يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ "، انتهى من"أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل" (ص412).

وقال ابن تيمية: "ومن ذلك: أنه خصه في المخاطبة بما يليق به فقال: لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً ؛ فنهى أن يقولوا: ‌يا ‌محمد أو يا أحمد أو يا أبا القاسم، ولكن يقولوا: يا رسول الله يا نبي الله.

وكيف لا يخاطبونه بذلك، والله سبحانه وتعالى أكرمه في مخاطبته إياه بما لم يكرم به أحدا من الأنبياء ؛ فلم يدعه باسمه في القرآن قط بل يقول:" ‌يَا ‌أَيُّهَا ‌النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا ‌

يَا ‌أَيُّهَا ‌النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ

 ‌يَا ‌أَيُّهَا ‌النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ

 ‌يَا ‌أَيُّهَا ‌النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ ‌

يَا ‌أَيُّهَا ‌النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً ‌

يَا ‌أَيُّهَا ‌النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ ‌يَا ‌أَيُّهَا ‌النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ 

يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ

 يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ

 يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ ‌

وقد يقول قائل قدورد ذكر محمد وأحمد في القرآن فماذا تقول في هذا؟

 ونقول هذا اخبار عنه وليس محاطبة له وإذا كان في باب العبارة عن النبي صلى الله عليه وسلم : علينا أن نفرق بين مخاطبته وبين الإخبار عنه، فإذا خاطبناه كان علينا أن نتأدب بآداب الله تعالى، حيث قال لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا"(النور: 63)

فلا نقول: ‌يا ‌محمد، يا أحمد، كما يدعو بعضنا بعضاً بل نقول: يا رسول الله، يا نبي الله.

وأما إذا كان في مقام الإخبار عنه قلنا: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، وقلنا: محمد رسول الله وخاتم النبيين؛ فنخبر عنه باسمه كما أخبر الله سبحانه لما أخبر عنه صلى الله عليه وسلم ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين [الأحزاب: 40]،

 وقال :"محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا [الفتح: 29]، 

وقال :"وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل [آل عمران: 144]، 

وقال :"والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد"[محمد: 2] .

فالفرق بين مقام المخاطبة ومقام الإخبار فرق ثابت بالشرع والعقل"، انتهى من "درء تعارض العقل والنقل" (1/ 297 - 298).

وقال الزركشي: "ولم يقع في القرآن النداء بـ "‌يا ‌محمد" بل بـ ‌يا ‌أيها ‌النبي و يا أيها الرسول: تعظيما له، وتبجيلا، وتخصيصا بذلك عن سواه"، انتهى من "البرهان في علوم القرآن" (2/ 228).

google-playkhamsatmostaqltradent