recent
أخبار عاجلة

خطبة الجمعة قوّة العزيمة والإرادة لفضيلة الشيخ عبدالناصربليح

 


قوّة العزيمة والإرادة

منهج القرآن والسنة في قوة العزيمة والإرادة

المؤمن القوي خير وأحب إلي الله 

التردد نوع من أنواع العجز

 كيف نقضي على التردد؟

تحميل الخطبة pdf

تحميل الخطبة word

الحمد لله رب العالمين .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

                    أما بعد  فياعباد الله 

منهج القرآن والسنة في قوة العزيمة والإرادة

 يقول الله تعالى:"فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ"(آل عمران:159).

إخوة الإسلام حديثنا إليكم اليوم عن قوةالعزيمة والإرادة

والعزم: هو قصد فعل الشيء، والنية بالمضي فيه، والشروع في تحقيقه؛ وسمي عزماً؛ لأن صاحبه قد عقد النية في قلبه على فعل الشيء، ومن المعلوم أن وهن العزيمة ،وضعف الإرادة ،  وكما قال القائل :

وَمَنْ يتهيب صُعُودَ الجِبَـالِ

                         يَعِشْ أبَدَ الدَهرِ بَيْنَ الحُفرْ ..

وقد أمر الله نبيه بقوة العزيمة بقوله تعالى :"فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ"(الأحقاف: 35).

والمتأمّل في القرآن الكريم يدركُ أنّ الله سبحانه وتعالى يأمرُ نبيّه صلى الله عليه وسلم بالمُبادرة والمُضيّ قُدُما حينَ العزم وبعد المشاورة مع أصحابه، قال تعالى: "فإذا عزمتَ فتوكّل على الله"(آل عمران: 159).

 وأولوا العزم من الرسل خمسة  وهم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم و سيدنا نوح و سيدنا إبراهيم و سيدناموسى و سيدنا عيسى عليهم السلام

فكان صلى الله عليه وسلم من أولي العزم من الرّسل، وصاحب عزيمة لا تعرف الكلل والملل، لذلك أمرنا أن نكون من أصحاب الهمم العالية، والإرادات المتقدة المتوهجة، والعزيمة الراسخة الثابتة، والثقة بالله تعالى والتوكل عليه ،فالثقة بالله ثم بالنفس من أهم المقومات الرئيسة لاستثمار الإنسان أفضل ما لديه من طاقات وإمكانات، فكل انسان عنده طاقات كامنة وإرادة وعزيمة، ولكنها تحتاج إلى من يحركها، تحتاج إلى بذل المزيد من الجهد والأخذ بالأسباب مع التوكل على الله، قال الله تعالى :"وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا"(الشمس)،

 فالنجاح لا يأتي هكذا، ولكن لابد له من دفع الثمن، وبلا شك صاحب الإرادة والعزيمة القوية يصل إلى القمة ،ويرتقي سلم المجد، وعلى العكس: فالذي ليس له إرادة ولا عزيمة ،فلا يمكن بحال من الأحوال أن يتقدم ولو خطوة إلى الأمام، فهو مصاب بالإحباط والكسل والفتور والتسويف، كما قال القائل :

وما نيل المطالب بالتمني

                     ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

وما استعصى على قوم منال

                        إذا الإقدام كان لهم ركابا

ويؤكد رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا المعنى بقوله صلى الله عليه وسلم :"إِنْ قَامَتْ عَلَى أَحَدِكُمُ الْقِيَامَةُ وَفِى يَدِهِ فَسِيلَةٌ فَلْيَغْرِسْهَا"(أحمد).

وعن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة؛ فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها، فليغرسها "(البخاري).

. ففي هذا استنهاض لاستمرار العزم في الموطن الذي يمكن أن ينهار فيه. ومنها: قوله -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه: "إن الله تعالى يحب معالي الأمور وأشرافها، ويكره سفسافها"(الطبراني في الأوسط).

  ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم- يدعو الله أن يعينه على المضي في عزمه، ويطلب منه التوفيق والسداد على ذلك، فكان يَقُولُ فِي صَلاَتِهِ: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الأَمْرِ، وَالْعَزِيمَةِ عَلَى الرُّشْدِ"(النسائي)؛ فالآمال العظام لا تتحقق إلا بالعزيمة والإصرار، فصاحب العزيمة العالية، والهمة الصادقة تحوم أمانيه حول معالي الأمور وكبارها، وتترفع عن سفاسفها وصغارها، وإن من أشد القيود التي تحول بين الإنسان وبين تحقيق أهدافه: خور العزيمة وضعف الهمة؛ لذلك يقول ابن الجوزي في (اللطائف) :"يا مقهورًا بغلبة النفس، صل عليها بسوط العزيمة، فإنها إن عرفتْ جِدك استأسرت لك…، ومِن أدَب الجهاد, إِن مالَت إلى الشَهوات فاكبحها بِلِجامِ التَقوى، وإِن أعرضتْ عن الطاعات، فسُقها بسوط المجاهَدة، وإن استحلتْ شراب التواني، واستحسنتْ ثوب البطالة، فصح عليها بصوت العزْمِ, فإن رمقتْ نفسها بعين العجب فذكرها خساسة الأصل، فإنك والله ما لم تجدْ مرارة الدواء في حلقك، لم تقدر على ذرة من العافية في بدنك، وقد اجتمعت عندك جنود الهوى في بيت النفس، فأحكمت حصن البطالة، فيا حزب التقى جردوا سيوف العزائم، وادخلوا عليهم الباب"

المؤمن القوي خير وأحب إلي الله 

 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، وفي كل خير ، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز. وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل :قدر الله وما شاء فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان"( مسلم).

 هذا الحديث من جوامع الكلم التي اوتيها الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهو نصيحة غالية ودعوة صريحة للأمة ،أفرادا وجماعات أن يتملكوا أسباب ا لقوة التي يحبها الله ورسوله ، القوة في كل شيء مادية ومعنوية  ،وفي جميع معانيها المحبوبة لكل إنسان . والله سبحانه وتعالى لايحب للمؤمنين أن يكونوا في الجانب الضعيف ، ولا أن يكونوا من المتقاعسين الذين يضعفون عن مجابهة التحديات أو يجبنون عن مقاومة الأعداء . هكذا جاءت الكلمات معرّفة عامة "المؤمن القوي" ولكن تسلية للمؤمن الذي لايملك الشخصية القوية ولا الشكيمة والإعتزاز فإنه لم يستثن من الخيرية "وفي كل خير" وذلك حسب ماعنده من جوانب ايجابية ولوأنها قليلة أوضعيفة ، وحتى لا يقع في أجواء الخيبة والخسران ، وهذا من العدل والإنصاف . اقرأ أيضا: مراحل تشريع صيام يوم عاشوراء الغنى غنى النفس من أين تأتي القوة ؟ تأتي من الإيمان العميق والتمسك بالمبدأ "الإسلام " الذي يدفعه إلى التضحية والصبر والمصابرة وتقديم النفس والنفيس في سبيله .

تأتي القوة من قول الحق والجهر به والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . وتأتي من الأخلاق العالية، فالصبر قوة والرحمة قوة لأنها لا تكون إلا من ذوي النفوس الكبيرة، والعدل قوة لأن العادل لا يخشى بأس المتكبرين ولا يرجو نفعا من المظلومين والتواضع قوة، والحلم قوة، فالحليم لا يستفزه تطاول الناس لأنه أكبر من ذلك. وكل هذه القوى كانت متمثلة في شخص الرسول صلى الله عليه وسلم فهو أشجع الناس وأكرم الناس وأحلم الناس وأعدل الناس. تأتي القوة من البعد عن سفاسف الأمور والبعد عن الحسد والحقد والصراع من أجل الجاه والمناصب، فالإنسان المعطاء قوي لأنه لا يعتمد في  قوته على المال أو الجاه، إنه يملك أشياء لا يستطيع أحد أن يأخذها منه، يملك الصدق والصبر والشجاعة والشهامة. تأتي القوة عندما يكون المسلم في دائرة التأثير على الآخرين و يمتلك الخارطة الصحيحة والبوصلة التي تدل على الطريق المستقيم.

 وأما العجز فإنه يأتي من عدم الاستعانة بالله ، وربما يظن الإنسان أنه أخذ بالأسباب وكفى، فيكله الله إلى نفسه وإلى ضعفه ، ولكن الحزم والعزم أن يعمل المسلم ويستعن بالله ،ويأتي العجز من التركيز على عيوب الآخرين ، ومن الإحساس بالتعاسة والفشل واتهام الظروف الخارجية وكأنها هي المسؤولة عن الوضع الذي يعيشه هؤلاء التعساء. يأتي العجز عندما يعيش الناس بلا معايير أخلاقية أو مطالب أو رؤية ، ولكنهم يسعون للقوة من خلال التصاقهم بالآخرين. يأتي العجز من الأنانية وعدم التعاون مع أهل الخير، ومن عدم الاعتراف بالخطأ والقيام بتصحيحه والتعلم منه بل يستمرالإنسان في خلق الأعذار والتغطية على الخطأ الأول مما يضاعف الفشل والخيبة. يأتي العجز من التحسر عما فات والوقوع في دائرة الهم والحزن. ومن العيش في أجواء اللوم: لو أنني فعلت كذا لكان كذا ، أو أجواء التمني الفارغ . فالنبي يوسف عليه السلام لم يغرق في رثاء نفسه أو يركز على مساوئ إخوته ، ولكن دعا إلى الله في السجن وكان ايجابيا مع رؤيا الملك ثم مكن الله له وصار الرجل الأول في مصر. الأبواب مشرعة لكل صاحب طاقة أو موهبة فلا يستصغر الإنسان نفسه، ولكن ليستعن بالله إن إعجابنا بقوة الآلة يكبر يوما بعد يوم ، ولكن القوة الحقيقية ليست في الآلة بل في الإنسان.

التردد نوع من أنواع العجز

أيها الناس

التّردّدُ والبُعدُ عن العزيمة، وعدم اتّخاذِ القَرار المُناسب عند مواطن الجدِّ ووقتِ الحَزم، داءٌ عظيمٌ ومقبرة كبيرة تُدفن فيها الآمالُ والأحلامُ؛ ذلك لأنّ الفُرصَ الكبيرة للنجاح والعطاء والمجد والترقي تُتاح للإنسان نادرا أو مرّة واحدة، ولا تكونُ مستمرّة أبدَ الدّهر وطَوال العُمر، يقول أسدُ الصحراء الشيخ المجاهد عمر المختار رحمه الله: التّردد أكبرُ عقبةٍ في طريق النّجاح، وهو سببٌ لشتّات الأمر، وضياعِ الهدف.

إِذا كنتَ ذا رأيٍ فكنْ ذا عزيمةٍ

                                فإِن فسادَ الرأيِ أن تترددا

إنّ إضاعة الفُرصة غُصّة كما وردَ في المثل، وكثيرا ما تُتاح للبعض فرصة لعمل الخير وتقديم الخدمة، أو الترقية الوظيفية، وتحسينِ الوضع، من خلال مشروع يمكنُ أن يؤثّر إيجابيّا على حياته العلمية والعمليّة، لكنّه يحبّ التسويف والتأجيل، ويعشقُ (ليتَ) و(ولَعلّ)، ويرغب البقاء في منطقة الأمان، ويفقدُ قُوّة الإرادة، وصدقُ العزيمة، فلا يستخيرُ ولا يستشيرُ، بل يتأخّر ويحجم، ويعيشُ في الأوهام والظّنُون حتّى يفوته القِطار.

بَادِر الْفُرْصَةَ وَاحْذَرْ فَوْتَهَا

                         فَبُلُوغُ الْعِزِّ في نَيْلِ الْفُرَص

هممٌ كأنّ الشّمس تُخطب ودَّها   

                            والبدر يرسُم في سَناهَا أحرفا

تقول الدراسات إن 90% من مخاوفنا لا تحدث أبدا، لذلك لا داعي للقلق والاضطراب عند وجود الفرصة المناسبة، بل يجبُ التقدم إليها، فلا مستحيل عند أهل العزيمة، وواثق الخطى يمشي ملكا ويقود الآخرين.

كَمْ واثِقِ بالنَّفْسِ نَهَّاضٌ بِها

                            سادَ البَرِيَّةِ فيهِ وَهْوَ عِصامُ

وليس الهدف من انتهاز الفُرص واقتناصها دفع النفس للمغامرة والإقدام والاندفاع والمخاطرة دون دراسة وتأمل، فهو غير محمود العواقب كذلك، لكن القصد اغتنامها بالشكل السليم، وطرح التذبذب، أو التأخر عن اتخاذ القرار، خاصة وإن " من النادر أن تطرق الفرصة باب أحد إلا إذا كان متميّزا جدا أو مشهورا جدا، أما الشباب وحديثوا التخرج فإنّ عليهم أن يبحثوا عن الفرص بجديّة وحسب الأصول"  

الحياة يا أحبتي الكرام مليئة بالفرص، وقد تحلّق بك فرصة في أعالي القمم، وتوصّلك إلى جنّة عرضها السماوات والأرض، وقد تحققّ أهدافك وأحلامك من وراء استغلال فرصة واحدة بشكل صحيح.

 فإذا أُتيحتْ لك فرصة للقيام بالعمل التطوعي وخدمة الإنسانية فلا تتردد، وكن كما قال طرفة بن العبد:"إِذَا القَوْمُ قَالُوا مَنْ فَتَىً خِلْتُ أنَّنِـي * عُنِيْـتُ فَلَمْ أَكْسَـلْ وَلَمْ أَتَبَلَّـدِ- وإذا أُتيْحتْ لك فرصة لإسداء الإحسان والمعروف إلى الآخرين فلا تتأخر، فالسعادة والراحة والوفرة التي تجنيها من العطاء لن تجدها في شيء آخر "استعن بالله ولا تعجز".(مسلم).

 وإذا أتيحت لك فرصة للدعوة إلى الله، ونشر الإسلام، فلا تحتّج بأعذارٍ وهميّة، وكثرة الانشغالات، وعدم وُجود الوقت "بلّغوا عنّي ولو آية" (البخاري).

وإذا كنتَ حديث العهد بالتّخرج وأتيحتْ لكَ فرصة تجريبيّة للعمل حتّى وإن كانت دون راتب فاقبلها، فإنّك تكسبُ منها علاقة طيّبة مع الناس، وخبرةً ستجعلك محلّ الاهتمام –إن شا ءالله- فيبحثُ النّاس عنك بدلا من أن تبحث عنهم.

 اشحذ المنشار، وجهزّ أدواتك، وكن مستعدا لاقتناص الفرصة المناسبة لأحلامك وطموحاتك، وابحث عنها ولربّما تجدها بين فكّي أسد، لكنّك ستنتزعها -إن شاء الله- بقوّة الإيمان والشجاعة، وسلاح العلم

إن الذي يريد أن يستيقظ لصلاة الفجر وعنده عزم على ذلك فإنه سيستيقظ، ومن عزم على صيام بعض الأيام المستحبة فسيصومها، ومن عزم على ترك الدخان فسيتركه، ومن عزم على فعل أي خير والبعد عن أي شر فإنه سيفعله، إذا كانت عزيمته صادقة، قال الله تعالى :"وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ"(التوبة : 46).

 ، أي لو أرادوا الخروج وعزموا عليه لتجهزوا له وتأهبوا، ولكن أنفسهم لا تريد الخروج أصلاً، وليس لديها عزم ورغبة فيه. فينبغي على الإنسان أن يكون حازماً في أمره، ماضياً في عزمه غير متردد فيه؛ فإن التردد والحيرة ليس من شيم الرجال وأخلاقهم، وما دام المسلم لا ينوي إلا خيراً، ولا يعزم على فعل شر فإنه لا ينبغي له التردد والتحير. يقول الله -تعالى-:"فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ"(آل عمران:159).

 أي إذا عزمت على أمر من الأمور بعد الاستشارة فيه، فتوكل على الله في تنفيذه، واعتمد على حول الله وقوته في تطبيقه، ولا تتردد في ذلك، وتبرأ من حولك وقوتك ووكل الأمر إليه؛ فإن الله يحب المتوكلين عليه، الملتجئين إليه. فإياكم والتردد والحيرة والتناقض والاضطراب، وتوكلوا على الله، وامضوا فيما عزمتم على فعله وتنفيذه ولا تترددوا، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلْيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ، وَلاَ يَقُولَنَّ: اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ فَأَعْطِنِي؛ فَإِنَّهُ لاَ مُسْتَكْرِهَ لَهُ”"(البخاري).

 أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم

 الحمد لله رب العالمين . والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين   أما بعد فياعباد الله ٠

 كيف نقضي على التردد؟

من أهم عوامل القضاء على التّردد: التوّكل على الله تعالى، والمبادرة إلى أخذ القرار، وتحمّل المسئولية، والتّحلي بالشجاعة، وإعطاء مواعيد لإنهاء كلّ مهمّة، ووجود خطة وأهداف وقيم عليا للإنسان، ومصاحبة أهل الهِمَمِ، واستشارة أهل الرأي، وإعمال الفكر خاصة في وقت الصباح، وعدم الخوف عن النقد، تقول الحكمة " إنّ القائد العظيم هو ذلك الشّجاع الذي يتّخذ القرار عندما يكون الجميع متردّدا".

الحَزْمُ قبلَ العَزْمِ، فاحزِمْ واعزِمِ 

                               وإِذا استبانَ لكَ الصوابُ فصمِّمِ

إن التردد فساد في الرأي، وبرود في الهمّة، وخورٌ في التصميم، وشتّات للجهد، وإخفاق في السير، وهذا التّردد مرض لا دواء له إلا العزم والجزم والثّبات، إلى متى نضطرب؟ وإلى متى نراوح في أماكننا؟ وإلى متى نتردد في اتخاذ القرار؟

 

google-playkhamsatmostaqltradent