
سيناء المباركة المكان والمكانة
سيناء مهبط الوحي وملتقي الأنبياء
أشهر الأماكن المقدسة
جبل الطور -
الطور وبني اسرائيل ونقض العهد
"المحمل" ومرور الحجيج من سيناء
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف
المرسلين وبعد
فياعباد الله :"وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ"
(المؤمنون /20) .
عباد
الله :" حديثنا إليكم اليوم عن سيناء المباركة المكانة والمكان
ولقد وردت سيناء في القرآن الكريم أكثر من عشر
مرات تصريحاً وتلميحاً وتعريضاً وقد ذكرت
مرتين ؛ صراحة مرة في سورة المؤمنون حيث قال تعالي " وَشَجَرَةً تَخْرُجُ
مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ"(المؤمنون
/20) .
وتمثل
سيناء ضلع (المثلث المقدس) الذي يضم مكة والقدس.. وعن ذلك يقول الله تعالى:
"والتين
والزيتون (القدس) وطور سينين ( سيناء) وهذا البلد الأمين (مكة )"
سيناء
مهبط الوحي وملتقي الأنبياء
عباد الله :" وسيناء هي مهبط الوحي وملتقي الأنبياء ذلك الجزء الآسيوي من مصر شهد انتقال بعض الأنبياء من فلسطين إلى مصر ،فهي أرض ذكرت فى القرآن الكريم، ترابها يحمل آثار أقدام أنبياء الله ورسله على أرضهاسار أنبياء الله: إدريس وإبراهيم ولوط وإسماعيل ويعقوب ويوسف وشعيب والأسباط وموسى وهارون ويوشع بن نون واليأس وارميا ولقمان وعيسى..
وبين كثبانها أماكن مقدسة تحمل لنا حكايات مباركة، إنها
أرض سيناء ذات المنزلة والمكانة الخاصة فى دين الله عز وجل،تذكر التوراة مسيرة إبراهيم خليل
الله من الشام إلى مصر عبر سيناء ، ودخلها يعقوب -عليه الصلاة والسلام-. ودخلها
الأسباط مراراً وتوفوا ودُفنوا بها.
ويذكر القرآن الكريم رحلة يوسف وهو طفل اشترته قافلة وسارت به إلى مصر ، كما يذكر استقبال يوسف لأبيه يعقوب عند الحدود الشرقية وقوله لأبويه وأهله :" وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ"(يوسف /99). وسكن يوسف مصرَ ونال بها من المكانة والجاه ما لم ينله أحد من الأنبياء والمرسلين ومن عداهما في مصر، وشرفت أرض مصر بدفن جسده الطاهر فيها، ثم نُقل بعد ذلك إلى فلسطين زمن موسى - عليه الصلاة والسلام - في قصة جليلة.
وموسى وهارون -عليهما الصلاة والسلام- ولدا في
مصر وعاشا فيها طويلاً، وجرى عليهما في أرض مصر وبخاصة سيناء ما جرى من الأحداث العظام مما قصه
علينا الله -تعالى- في كتابه الجليل.
ويوشع
بن نون فتى موسى وكان نبياً -عليه الصلاة والسلام- ولد بمصر، وعاش فيها، وخرج منها
مع موسى, عليهما الصلاة والسلام.وقيل إن أيوب وشعيباً وأرميا دخلوا مصر أيضاً
-والله أعلم-.
وكانت سيناء مسرحًا لقصة موسى- عليه السلام،ولقد تفرد بخصوصية الحوار مع رب العزة- جل وعلا. يقول تعالى:"وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا"(النساء/164).،
وكل هذا التكليم أو الحوار بين موسى والمولى جل وعلا جرى في أرض مصر فقط، بداية من
الوحى إليه في سيناء وجبل الطور، مروراً بلقائه بقومه وصراعه مع فرعون إلى خروجه
بقومه إلى سيناء ومشاكله مع قومه فيها، حيث ظل بها الى أن مات، فلم يدخل موسى
فلسطين أبدا بعد أن صار نبياً يوحى إليه، بل إن اسم مصر ورد في بعض هذا الوحى يؤكد
وقوعه في أرض مصر، يقول جل وعلا:"وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن
تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ
قِبْلَةً"(يونس 87).
أشهرالأماكن المقدسة
جبل الطور -
جبل الطور
وبها (الجبل المقدس) الذي أقسم الله به مرتين في القرآن الكريم وهو جبل الطور.. وطور سيناء.. وطور سينين وباسم هذا الجبل سميت سورة في القرآن..(سورة الطور) وهو الجبل الذي رفعه الله لقوم موسى.. (كأنه ظلة) وهو الجبل الذي يأمر الله عيسى عليه السلام أن يصعد إليه بكل المؤمنين في الأرض ليعتصم به من فتنة (يأجوج ومأجوج) في آخر الزمان وعلى هذا الجبل صعد موسى لميقات ربه أربعين يومًا وليلة وصعد عليه النبي إلياس ليتلقى الوحي حسب التوراة وجبل الطور هو جبل حوريب.. وتسميه التوراة (جبل الله) ومن اسم جبل الطور.. جاء اسم (التوراة)
ولذلك
انتسبت سيناء . أو ( سينين ) إلى الطور " وطور سيناء " .، وهى أهمية
عالمية ترتبط بالانسان نفسه ، لذا جرى الربط بين خلق الانسان فى أحسن تقويم ثم
سقوطه فى الأسفل إلا من آمن وعمل صالحا
،والعبرة بالفلاح هى فى إتباع الوحى الالهى الذى
بقى منه لنا ما جاء فى التوراة و ما جاء فى
القرآن الكريم . وتأكد هذا الربط بالقسم الالهى بسيناء وما تنتجه وبالبلد الأمين
مكة المكرمة المشار اليه فى قوله جل وعلا :"وَهَذَا الْبَلَدِ
الأَمِينِ"أى من بين جبال الكرة الأرضية ينفرد من بينها جبل واحد مبارك مشهور
معروف شهد الوحى الإلهى لموسى ، وشهد نزول الرسالة الإلهية والأخيرة للبشرية قبيل قيام الساعة.
هذا
الجبل فى مصر ..
بل
يأتى التحديد بموضع معين فى الجبل ، وذلك فى معرض التذكير بالجبل واللقاء الذى حدث عنده بترتيب رب العزة فيقول تعالى لبنى
إسرائيل :"يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ
وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الأَيْمَنَ"(طه 80 ). وجانب الطور الأيمن
هو نفسه الذي قال فيه تعالى عن موسى :"وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ
الأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا"(مريم/52) ..
أى فى
ذلك الجانب الأيمن من جبل الطور كان أول وحى وحوار جرى بين موسى مع ربه جل وعلا ،
كما كان ذلك اللقاء الذى رفع الله جل وعلا الجبل فوق بنى اسرائيل وأخذ عليهم فيه
العهد والميثاق.
بل يأتى التحديد بدقة أكثر فى المكان الذى جرى فيه أول حوار بين رب العزة وموسى عليه السلام :"فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ"(القصص29 : 30 ).
التحديد الدقيق هنا فى قوله تعالى "مِن شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ " البقعة بأنها مباركة ، وأنها فى ناحية من الشجرة . وهذه البقعة المباركة ،لقد تميز موسى عليه السلام بخصوصية الحوار مع رب العزة،يقول تعالى : "وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا"(النساء/164 )،
وكل هذا التكليم أو الحوار بين
موسى وربه جل وعلا جرى فى أرض مصر فقط ، بداية من الوحى اليه فى سيناء وجبل الطور،
مرورا بلقائه بقومه وصراعه مع فرعون الى خروجه بقومه الى سيناء ومشاكله مع قومه
فيها ، حيث ظل بها الى أن مات ، فلم يدخل موسى فلسطين أبدا بعد أن صار نبيا يوحى
اليه . بل إن إسم مصرورد فى بعض هذا الوحى يؤكد وقوعه فى أرض مصر،يقول تعالي
"وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا
بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً"(يونس /87 ).
ذكر
جبل الطور قبل الكعبة المشرفة
عباد الله
:" ويتكرر في القرآن الربط بين جبل الطور والكعبة:"وَالطُّورِ.
وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ. في رَقٍّ مَّنشُورٍ. وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ"(الطور
4-1)، والطور جاء قبل الكعبة وهي البيت المعمور، وهو نفس الترتيب في سورة التين،
ويشير إلى أن الطور شهد نزول التوراة للنبي موسى عليه السلام، وبعد ذلك شهدت مكة
نزول القرآن للنبي محمد صلي الله عليه وسلم.
ومع
وجود الربط بين جبل الطور و الكعبة البيت المعمور إلا إن ( الطور) مذكور قبل
الكعبة البيت المعمور ، والترتيب هنا يشير إلى أن الطور شهد نزول التوراة على موسى
، ثم شهد نزول القرآن الكريم كتاباً مكتوباً فى قلب النبى محمد صلي الله عليه
وسلم.، وبعدها شهدت مكة فيما بعد نزول القرآن ـ متفرقا ـ على محمد صلي الله عليه
وسلمحسب الأحداث.
علاقة الإسراء
بجبل الطور والمسجد الأقصي
عباد الله :" وتحقق وعد الله جل وعلا فكان فيما بعد بقرون أن حدث الاسراء بخاتم المرسلين من المسجد الحرام فى مكة الى المسجد الأقصى مروراً بجبل الطور فى سيناء ، وتلقى محمد عليه السلام الكتاب فى قلبه كما تلقى من قبل فى نفس المكان موسى عليه السلام الواح التوراة بيده، يقول جل وعلا يربط بين هذا وذاك :"سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ"( الاسراء 1 : 2 )
فهنا ربط بين الاسراء وبين إيتاء موسى الكتاب ، والجامع بينهما جبل الطور و المسجد الأقصى حيث توجد أطهر بقعة فى الأرض ، لو كنتم تعلمون . ويقسم الله بهذا الجبل الذي شهد ذلك التجلي، وهو من الأماكن التي زارها الرسول صلي الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج وصلى بها ركعتين..
وأكمل
أن "في بعض الروايات التي صححها ابن حجر العسقلاني أن رسول الله نزل فصلى
ركعتين في الطور، ووطأ أرض مصر ليلة الإسراء والمعراج".
الطور سيشهد
علي بني اسرائيل ونقض العهد
عباد الله :" جبل الطور سيشهد يوم القيامة علي نقض عهد اليهود
و قد تكرر فى القرآن تذكير بني إسرائيل بذلك الموقف شديد الخصوصية :"وَإِذْ
أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم
بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"(البقرة 63 ) واذكروا
-يا بني إسرائيل- حين أَخَذْنا العهد المؤكَّد منكم بالإيمان بالله وإفراده
بالعبادة، ورفعنا جبل الطور فوقكم، وقلنا لكم: خذوا الكتاب الذي أعطيناكم بجدٍ
واجتهاد واحفظوه، وإلا أطبقنا عليكم الجبل، ولا تنسوا التوراة قولا وعملا كي
تتقوني وتخافوا عقابي.
ولكن
أغلبهم ما لبث أن نقض العهد و الميثاق ، فقد تغلب على أكثرهم عبادة الذهب أو ما يرمز
إليه العجل الذهبى الذى تشربت قلوبهم عبادته قال تعالي "وَإِذْ أَخَذْنَا
مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ
وَاسْمَعُواْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ
الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ
مُّؤْمِنِينَ"( البقرة/93).
الوادى المقدس طوى هو
أرض مصرية
الوادي
المقدس طوى يُعتبر الوادي المقدس طوى من الوديان المذكورة في كافةالديانات
السماوية، فقد مر به العديد من أنبياء الله تعالى، فورد ذكره مرات عديدة في القرآن
الكريم، وفي الإنجيل، وفي التوراة، فهو مكان مُبارك وعظيم، وتلقى سيدنا
موسى فيه الوصايا العشر، و يقع الوادي المقدس طوى بالتحديد في جزيرة سيناء، ويصل ارتفاعه إلى 2285م عن مستوى سطح البحر، ويقع بجانبه جبل سانت كاترين الذي يصل طوله إلى 2629م، والذي يُعتبر أعلى قمة جبلية في مصر، ويُحاط الوادي بسلاسل جبلية من كل ناحية، وفي أسفل الوادي توجد كنيسة العذراء، ويتكون الوادي المقدس من مجموعة من القمم الجبلية.
مكانة الوادي المقدس طوى الدينية للوادي المقدس طوى أهمية دينية، ومُقدسة جداً لدى كافة الأديان السماوية، ويُستدل على هذه المكانة من خلال قصة سيدنا موسى عليه السلام التي وردت في العديد من المواقع في القرآن الكريم، والتي تتمثل في تكليم الله تعالى لسيدنا موسى، ونشوء حوار بينهما،حيث مر موسى عليه السلام مع عائلته من الوادي المقدس طوى، وهناك رأى النار تخرج من بعيد، فأمر عائلته بالبقاء في هذا المكان، ثم رجع إلى مكان النار، وعندمااقترب منها سمع كلام الله،
قال تعالى:"فَلَمَّا قَضَى
مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ
لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ
أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي
مِن شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ
أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ"(القصص: 29-30).
والله
جل وعلا يصف منطقة الوحي في جبل الطور بأنها "بقعة مباركة"وذلك لقوله
تعالى:"فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ فِي
الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ "(القصص:30).
فكان
أيضًا بها أهم الآثار الدينية مثل جبل الطور، حيث توجد في أعلى قمته كنيسة صغيرة،
ومسجد، ويحرص السائحون على تسلق الجبل عقب منتصف الليل؛ ليصلوا إلى قمته قبيل شروق
الشمس، وبها عيون موسى، ودير سانت كاترين.. وغيرها.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين وبعد
لازلنا نواصل الحديث حول سيناء المكانة والمكان
المكان
المقدس و الشجرة المباركة
عباد الله :" وفي سيناء ذلك المكان المقدس الشجرة المباركة والشجرة المقدسة التي أضاءت من نور الله.. وهي (شجرة العليقة)وبها الشجرة التي تنبت بالدهن وصبغ للآكلين (وهو الزيتون)وقد حرص القرآن على تحديد ذلك بدقة يقول تعالى :" فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ "(القصص 30 ). من الشجرة أي من ناحية الشجرة .قيل : كانت شجرة العليق .وقيل : سمرة . وقيل : عوسج ومنها كانت عصاه ، ذكره الزمخشري وقيل : عناب ، والعوسج إذا عظم يقال له : الغرقد . وفي الحديث : إنه من شجر اليهود فإذا نزل عيسى وقتل اليهود الذين مع الدجال فلا يختفي أحد منهم خلف شجرة إلا نطقت وقالت : يا مسلم هذا يهودي ورائي تعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود فلا ينطق "(مسلم).
وشجرة
الزيتون المباركة أيضاً فى جبل الطور فى سيناء
وتلك
الشجرة التي شهدت وحى الله كانت شجرة زيتون . واقسم الله تعالى بها " والتين
والزيتون وطور سنين " .. - وجعل الله تعالى فيها سراً وبركة اقتصادية يمكن أن
نلمحها من قوله تعالى :"وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ
وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ
وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ
ۖ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ
فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ
فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ"(المؤمنون/17- 19).
فهنا
يتحدث الله تعالى عن خلق السماوات السبع والبشر وإنزال الماء من السماء وجنات
النخيل والأعناب ، وبعدها يقول تعالى: " وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ
سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ "(المؤمنون/20).
أي جعل
شجرة الزيتون التي تنبت في جبل الطور – في الوادي المقدس – من نعم الله تعالى على
الخلق شأن النعم التي سبقتها في الآيات . وجعل نعمة هذه الشجرة مستمرة متجددة شأن
المطر والجنات والبساتين والسماوات السبع
"المحمل"
ومرور الحجيج من سيناء
عباد الله :" ومن
أجمل المشاهد التي عاشتها أرض سيناء، خروج "المحمل" إلى الحج، حيث كان
"المحمل" يمر بسيناء متجهًا إلى الأراضي المقدسة في الحجاز منذ سافرت
شجرة الدر عام 1248 مع قافلة إلى مكة عن طريق سيناء، ولكن مراسم
"المحمل" الشهيرة أصبحت معروفة عام 1266 عندما بدأ الملك الظاهر بيبرس إرسال
"محمل" يصاحب الحجاج عبر ذلك الطريق التاريخي.
فطريق
الحج عبر سيناء تميز عبر التاريخ بمميزات عديدة فهو أقصر الطرق بين القاهرة وأيلة
(العقبة) ويرتبط بمجموعة من الطرق الأخرى التجارية والحربية تزيد من أهميته ويأتى
حجاج المغرب العربى والأندلس وغرب أفريقيا بالسفن للإسكندرية أو براً بالطريق
الساحلى للبحر المتوسط حتى الإسكندرية وعبر غرب الدلتا حتى الجيزة عن طريق واحة
سيوة وادى النطرون.