recent
أخبار عاجلة

لماذايوم النحر أعظم الأيام وأفضلها ؟

 


لماذا يوم النحر أعظم الأيام وأفضلها ؟ 

يوم الحج الأكبر

من الأيام المعلومات 

وهو يوم الشفع 

مسك ختام لأيام عشر 

لكل قوم عيداً وهذا عيدنا

 التكبيروالتهليل والتحميد 

الهدي وذبح الأضاحي 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، وبعد:

  فإن يومكم هذا من أعظم أيام الله كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم :"إِنَّ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- يَوْمُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ"(أحمد وأبو داود). 

 وهذا اليوم تتمثل عظمته في إظهار البهجة والفرحة والتمسك بهدي الأنبياء والمرسلين في نحر الأضاحي فقد قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذِهِ الْأَضَاحِيُّ قَالَ سُنَّةُ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ قَالُوا فَمَا لَنَا فِيهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ بِكُلِّ شَعَرَةٍ حَسَنَةٌ قَالُوا فَالصُّوفُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ بِكُلِّ شَعَرَةٍ مِنْ الصُّوفِ حَسَنَةٌ" (أحمد والترمذى وابن ماجه)

في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر"(صححه الألباني)، ويوم القرّ هو اليوم الثاني للعيد؛ لأن الحجاج يقرون في منى.

يوم الحج الأكبر

وأما يوم النحر ففضله أنه يوم الحج الأكبر، فكل يوم له فضل من جهة وبهذا تلتئم الأحاديث وتجتمع، فينبغي للمؤمن أن يبادر في ذلك اليوم إلى طاعة الله عز وجل وذاك بأداء ما فرض عليه ابتداءا، فأحب ما تقرب به العبد لله تعالى ما افترضه عليه.

 ويوم الحج الأكبر : هو يوم النحر، أخرج أبو داود عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف يوم النحر في الحجة التي حج فيها فقال: "أي يوم هذا؟" فقالوا: يوم النحر، فقال: "هذا يوم الحج الأكبر". 

 وأخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بعثني أبو بكر الصديق رضي الله عنه فيمن يؤذن يوم النحر بمنى: "لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان".

وسمي يوم النحر: يوم الحج الأكبر؛ لما في ليلته من الوقوف بعرفة، والمبيت بالمشعر الحرام، والرمي في نهاره، والنحر، والحلق، والطواف، والسعي من أعمال الحج، ويوم الحج الأكبر هو الزمن. وأما الحج الأكبر : فهو العمل فيه، وقد ورد ذكر يوم الحج الأكبر في القرآن قال تعالى: {وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر). فيوم الحج الأكبر هو يوم النحر ؛ والحج الأكبر المقصود به الأعمال في هذا اليوم .

جمهور أهل العلم على أنّ يوم الحجّ الأكبر هو يوم النَّحر، وهو اليوم العاشر من ذي الحجّة،

يقول الله -تعالى-:"وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ"(التوبة/3).

وممّا استدلّ به أهل العلم على أنّ يوم الحجّ الأكبر هو يوم النَّحْر؛ حديثَ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في يوم النَّحْر وهو يخطب بالصحابة -رضوان الله عليهم-، إذ قال:"أيُّ يومٍ هذا ؟ قالوا : يومُ النَّحرِ، قالَ: فأيُّ بلدٍ هذا؟ قالوا: هذا بلَدُ اللَّهِ الحرامُ، قالَ: فأيُّ شَهْرٍ هذا؟ قالوا: شَهْرُ اللَّهِ الحرامُ، قالَ: هذا يومُ الحجِّ الأَكْبرِ"(ابن ماجه)

 وبما جاء عن أبي بكر الصدّيق، وعليّ بن أبي طالب -رضي الله عنهما- من أنّهما أذَّنا بالآية التي أُمِرَ بها بالأذان في يوم الحجّ الأكبر؛ أي في يوم النَّحْر"().

 وقِيل إنّ الحجّ الأكبر هو الذي حجّ فيه الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-،

وسبب تسمية يوم النَّحْر بالحج الأكبر ذهب جمهور الفقهاء إلى أنّ تسمية يوم النَّحْر بيوم الحجّ الأكبر: تعود إلى اشتماله على مناسك عظيمة؛ سواء في ليله: بالوقوف بعرفة، أو في نهاره بالنَّحْر، والطواف، والسَّعي، والحَلْق؛ فالحجّ هو الزمان، والأكبر هي الأعمال التي فيه، واستدلّوا على ذلك بقوله -تعالى-: (وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ"( التوبة/3)

وقِيل لأنّه اليوم الذي ينتهي فيه الحاجّ من إتمام مناسكه، ومِمّن قال بذلك الحافظ ابن حجر، وقِيل للتفريق بينه وبين العُمرة التي تُعَدّ الحجّ الأصغر.

 أعمال يوم النَّحْر تناول الفقهاء بالبحث الأعمال التي يُؤدّيها الحاجّ في يوم النَّحر، وفصّلوا فيها القول، ومجمل آراء المذاهب الفقهية الأربعة فيما يأتي:

الحنفية: يرى الحنفيّة أن يبدأ الحاجّ بالرَّمْي، ثمّ يذبح إن أراد، ثمّ يحلق رُبع شَعر رأسه وهو الأفضل، ويجوز له أن يُقصِّر، وبعدها يتحلّل التحلُّل الأوّل، فيجوز له كُلّ شيء ما عدا النساء، ثُمّ يطوف طواف الزيارة الذي يكون وقته خلال أيّام العيد.

 المالكية: يرى المالكية أنّ على الحاجّ الترتيب في الأعمال؛ فيبدأ برَمْي جمرة العقبة في يوم النَّحْر، ثُمّ يحلق، ثُمّ يطوف طواف الإفاضة، وإن قدّم أحدها على الآخر، فيجب عليه دَم.  

الشافعيّة: يرى الشافعيّة أنّ في يوم النَّحر أربعة أعمال، وهي: رَمْي جمرة العقبة، وذَبْح الهَدْي لِمَن كان عليه هَدْي، والحَلق، والطواف، والترتيب بين هذه الأعمال من السُنّة وليس واجباً.

 الحنابلة: يرى الحنابلة التخيير في تقديم، أو تأخير أداء أعمال الحجّ؛ من رَمْي جمرة العقبة، أو الحَلق، أو الطواف، والأفضل أداؤها على الترتيب، ولو قدَّمَ أحدها على الآخر فحَجّه صحيح ولا شيء عليه؛ واستدلوا بما رواه أنس -رضي الله عنه- في الصحيح عن حجّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام-:"لَمَّا رَمَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ الجَمْرَةَ وَنَحَرَ نُسُكَهُ وَحَلَقَ نَاوَلَ الحَالِقَ شِقَّهُ الأيْمَنَ فَحَلَقَهُ، ثُمَّ دَعَا أَبَا طَلْحَةَ الأنْصَارِيَّ فأعْطَاهُ إيَّاهُ، ثُمَّ نَاوَلَهُ الشِّقَّ الأيْسَرَ، فَقالَ: احْلِقْ فَحَلَقَهُ، فأعْطَاهُ أَبَا طَلْحَةَ، فَقالَ: اقْسِمْهُ بيْنَ النَّاسِ"(مسلم).

من الأيام المعلومات 

وهو من الأيام المعلومات وأول الأيام المعدودات قال -تعالى-: "وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ"(البقرة:203).، قال عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-: "الأيام المعدودات هي أيام التشريق".

عباد الله: وهي الأيام المعلومات التي شرع فيها ذكره سبحانه وتعالي هذه الأيام أيام ذكر و تسبيح و تهليل قال تعالى :"وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَام"(الحج:28). 

وجمهور العلماء على أن الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة، منهم ابن عمر وابن عباس.

في هذا اليوم يجتمع الحجاج في منى لاستكمال مناسك الحج من رمي الجمرة وذبح الهدي والحلق أو التقصير وطواف الإفاضة.

وهو يوم الشفع 

قال ابن كثير في تفسيره: عن جابر،عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن العشرعشرالأضحى، والوتر يوم عرفة، والشفع يوم النحر".( النسائي).

مسك ختام لأيام عشر 

فقد وردت أحاديث كثيرة في تفضيل كل من الأيام العشر، ويوم النحر والجمعة، قال المنذري في الترغيب والترهيب عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أفضل أيام الدنيا العشر -يعني عشر ذي الحجة- قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال: ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه في التراب. الحديث، 

وجاء في صحيح ابن حبان وغيره مرفوعاً: أفضل الأيام عند الله يوم النحر ويوم القر. ويوم القر هو ا لذي يلي يوم النحر، وروى ابن ماجه وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن يوم الجمعة سيد الأيام وأعظمها عند الله، وهو أعظم عند الله من يوم الأضحى ويوم الفطر، فيه خمس خلال: خلق الله فيه آدم.... الحديث حسنه الشيخ الألباني.

 لأن في السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أفضل الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر. لأنه يوم الحج الأكبر في مذهب مالك والشافعي وأحمد، كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يوم النحر هو يوم الحج الأكبر.، وفيه من الأعمال ما لا يعمل في غيره كالوقوف بالمزدلفة ورمي جمرة العقبة وحدها والنحر والحلق وطواف الإفاضة.....

وإذ ترجح فضل يوم النحر على يوم عرفة فيكون إذاً أفضل من الأيام التسعة كلها لأن الثابت أن يوم عرفة هو أفضل هذه التسعة.

إن يوم النحر من أعظم الأيام عند الله، وقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى أن يوم النحر أفضل أيام العام لحديث عبد الله بن قرط رضي الله عنه أن النبي  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «أفضل الأيام عند الله يوم النحر»، وهذان قولان لأهل العلم: منهم من فضَّل يوم عرفة على سائر الأيام، ومنهم من فضَّل يوم النحر على سائر الأيام.

كلاهما له فضل من جهة:

فيوم عرفة له فضله في حط الذنوب والخطايا، وكبير الهبات والعطايا، فالله عز وجل يعطي فيه ما لا يعطي في غيره، «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة»، وهذا ليس في يوم من أيام السنة.

 التكبيروالتهليل والتحميد : فيسن التكبيرُ والتحميدُ والتهليلُ والتسبيحُ أيام العشر ويوم النحر وثلاثة أيام التشريق  . والجهرُ بذلك في المساجد والمنازل والطرقات وكلِّ موضع يجوز فيه ذكر الله إظهاراً للعبادة ، وإعلاناً بتعظيم الله تعالى. يجهر به الرجال وتخفيه المرأة، قال الله تعالى : ( ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام ) الحج : 28 والجمهور على أن الأيام المعلومات هي أيام العشر لما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما : ( الأيام المعلومات : أيام العشر ) ، وصفة التكبير : الله أكبر، الله أكبر -لا إله إلا الله ، والله أكبر، الله أكبر- ولله الحمد ، وله صفات أخرى .

والتكبير في هذا الزمان صار من السنن المهجورة ولا سيما في أول العشر فلا تكاد تسمعه إلا من القليل ، فينبغي الجهر به إحياء للسنة وتذكيراً للغافلين ، وقد ثبت أن ابن عمر وأبا هريرة رضي الله عنهما كانا يخرجان إلى السوق أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما ، والمراد أن الناس يتذكرون التكبير فيكبر كل واحد بمفرده وليس المراد التكبير الجماعي بصوت واحد فإن هذا غير مشروع.

.التكبير في العيـد :

والأصل في ذلك قوله - عز وجل - : " ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون " ويكبِّر المسلمون ربهم في هذا العيد تعظيماً وشكراً لله الذي هداهم للدين ، وبلّغهم هذا الشهر ، وأكمل لهم العدة ، ووفقهم لأداء ما كتب عليهم من صوم ، ويبدأ من غروب الشمس من يوم الثلاثين من رمضان أو رؤية هلال شوال ، قال ابن عباس : "حقّ على المسلمين إذا نظروا إلى هلال شوال أن يكبروا الله حتى يفرغوا من عيدهم" ، ويكبر المسلمون ليلة العيد ، وإذا غدوا إلى المصلى كبروا ، وإذا جلسوا كبروا إلى أن يخرج الإمام ، فمنذ ثبوت العيد وإلى خروج الإمام لصلاة العيد ووقت الناس معمور بالتكبير ؛ تعظيماً لله وشكراً .

وينبّه - هنا - إلى أن أداء التكبير يكون من كلٍّ على حسب حاله ، فيذكر الله – عز وجل – من غير التزام بأحدٍ يكبّر معه ، وأما التكبير الجماعي فمُحْدَث ، ولم يكن من سنة النبي – صلى الله عليه وسلم- ولا من هدي الصحابة والتابعين لهم بإحسان ، وصفة التكبير : الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، الله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد، أو نحو ذلك .

  صلاة العيد :
وعظمة هذا اليوم تتابع فعل النبي – صلى الله عليه وسلم – وأمره بشهود صلاة العيد وأمر بذلك من ليس من شأنه الخروج ، كالعواتق ، وذوات الخدور"وهن الفتيات في أول سن بلوغهن" وكذلك الحيَّض ولَسْن من أهل الصلاة، وكل ذلك لعظم شأن هذه الصلاة ، وقد اختلف العلماء في حكمها ، فذهب بعضهم إلى أنها : سنة مؤكدة ، وبعضهم إلى أنها : فرض كفاية ، وذهب فريق من أهل العلم إلى أنها : واجبة على الأعيان كالجمعة، وهو مذهب الإمام أبي حنيفة – رحمه الله- واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية ، وابن القيم ،قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ : "وهذا القول أظهر في الأدلة وأقرب إلى الصواب " .

 شهود النساء والصبيان صلاة العيد :
قالت أم عطية – رضي الله عنها – أمرنا النبي – صلى الله عليه وسلم – أن نخرج في الفطر والأضحى ، العواتق ، والحيّض ، وذوات الخدور ، وأما الحيّض فيعتزلن الصلاة ، ويشهدن الخير ودعوة المسلمين، ولما قيل للنبي – صلى الله عليه وسلم - : " إحدانا ليس لها جلباب؟ قال: لِتُلبْسِْها أختها من جلبابها" ؛ وكل ذلك لتأكيد شهود النساء هذا المجْمَع العظيم حتى من لم يكن منهنَّ من أهل الصلاة.
وكذا يخرج الصبيان مع أهلهم قال ابن عباس – رضي الله عنهما – خرجت مع النبي – صلى الله عليه وسلم – يوم فطر أو أضحى فصلى ثم خطب، وبوّب عليه البخاري فقال "باب خروج الصبيان إلى المصلّى " .
وفي حشد المسلمين رجالاً ونساء وصبياناً في مصليات العيد تعظيم لهذه الشعيرة،وإظهار
لهذه المناسبة،واحتفال شرعي عظيم بهذا اليوم المبارك .

لكل قوم عيداً وهذا عيدنا

ومن عظمة هذا اليوم انه عيد لأمة الإسلام ومن الأدلة على ذلك ماورد في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها:"أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل عليه أبو بكر الصديق، وعنده جاريتان تغنيان من جواري الأنصار، وما هما بمغنيتان -أي: إنما جاريتان صغيرتان تغنيان عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال أبو بكر رضي الله عنه: أبمزمور الشيطان بين يدي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا أبا بكر دعهما فإن لكل قوم عيد وهذا عيدنا"

فمن عظمة هذا اليوم أنه عيد لأمة الإسلام :"إن لكل قوم عيد وهذا عيدنا" يوجب اختصاص كل قوم بعيدهم، يختصون به عن سواهم، وإلا كانت الأيام مشتركة والأعياد مشتركة، وهذا كما في قوله تعالى:"لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً"(المائدة:٤٨)، فشريعتنا غير شريعتهم، وقبلتنا غير قبلتهم، وعبادتنا غير عبادتهم، وصلاتنا غير صلاتهم، وصيامنا غير صيامهم، فكذلك عيدنا غير عيدهم، فلا هم يتبعون قبلتنا وعبادتنا وصيامنا ولا نحن نتبع قبلتهم وصيامهم ولا كذلك أعيادهم.

إذاً: لكل قوم وأمة ونحلة عيد ونحن هذا عيدنا، فلا يشاركوننا فيه ولا نحن نشاركهم في أعيادهم.

و قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {وهذا عيدنا} يدل على الاختصاص، أي: لا عيد لنا سواه، وليس المقصود فقط ذلك اليوم، وإنما هما يومان، وهذا من الجنس: أي لا عيد لنا إلا هذا العيد المشروع، فدل على أنهما اليومان فقط، ودل على أنه لا عيد لنا سوى ذلك، فحتى لو أردنا أن نجعل لنا عيداً -كالعيد الوطني أو عيد التحرير أو عيد الاستقلال، أو أي عيد نجعله لنا- ولا نشابه فيه أحداً من الكفار، لما جاز ذلك لنا أبداً.

فكيف إذا كنا نفعل عيداً هو من أعياد الكفار، ونقيم شعائر هي من شعائر الكفار؟! لا شك أن ذلك يكون أشد وأعظم حرمة.

يقول ابن تيمية: إن تعليل الإباحة للجواري بأن ذلك في يوم عيدنا، فيه دلالة على أن الإذن باللعب لأن هذا اليوم خاص بنا، فهذا اللهو وهذا اللعب خاص بنا، ولا يتعدى إلى أعياد الكفار.

فإذاً لا يرخص باللعب في أعياد الكفار، فهما تلعبان أو تضربان لأنهما في عيدنا، فلو كان في عيد غيرنا لما أذن لهما.

الهدي وذبح الأضاحي :"

 ومن عظمة هذا اليوم أنه يوم التضحية والفداء  فإن من أهم شعائر الإسلام الظاهرة في هذا اليوم: ذبح الهدي والأضاحي. يقول -عز وجل-:"ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ"(الحج:32).قَالَ صلي الله عليه وسلم : إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ، مَنْ فَعَلَهُ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا، وَمَنْ ذَبَحَ قَبْلُ فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ قَدَّمَهُ لِأَهْلِهِ، لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ"(البخاري).

وفي هذا اليوم المبارك يشارك المسلمون الذين لم يحجوا الحجاج بذبح الأضاحي تقربًا إلى الله -عز وجل-، يقول ابن تيمية -رحمه الله-: "صلاة عيد الأضحى لغير الحجاج بمنزلة رمي جمرة العقبة، والأضاحي بمنزلة ذبح الهدى، وعيد النحر أفضل من عيد الفطر".

وفي الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن أفضل الأيام عند الله تعالى يوم النحر"؛ لأن بها ذبح الأضاحي.

وصلِّ اللهم وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

google-playkhamsatmostaqltradent