
أيام التشريق وسبب تسميتها بهذا الاسم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين
وبعد
أيام التشريق
في القرآن
أيام التشريق
ذكرت بالقرآن في قول الله تعالى:"وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ
فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ
عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ"(البقرة/203).
وهذه الأيام
القليلة أيام التشريق- هي التي يبيت الحجيج لياليها في "منى"، فيبيتون ليلة
الحادي عشر من شهر ذي الحجة، والثاني عشر، ومن تعجل يغادر "منى" في يوم الثاني
عشر بعد أن يرمي الجمرات بعد الزوال، ومن لم يتعجل يبيت ليلة الثالث عشر، ويرمي الجمرات
بعد الزوال في يوم الثالث عشر، ثم يغادر منى بعد ذلك.
لماذا سميت
بأيام التشريق ؟
سميت أيام
التشريق بهذا الاسم، لأن الحجاج كانوا يشرقون فيها لحوم الأضاحي، أي يقددونها ويبرزنونها
للشمس حتى لا تفسد، فسموها أيام التشريق لذلك.
وذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله سبب تسمية أيام التشريق في كتابه فتح الباري ج 2، ص 589:"سُميت أيام التشريق لأنهم كانوا يُشرقون فيها لحوم الأضاحي أي يقددونها ويبرزونها للشمس، وقيل لأن الضحايا لا تُنحر حتى تُشرق الشمس، وقيل لأن صلاة العيد إنما تَصلى بعد أن تشرق الشمس".
ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- النهي عن صومها، ولم يرخص في صومها إلا للحاج المتمتع أو القارن -يؤدي عمرة وحجًا- الذي لم يجد ذبح الهدي،
وعَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَمْرٍو الأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه أَنَّهُ رَأَى رَجُلا عَلَى جَمَلٍ يَتْبَعُ
رِحَالَ النَّاسِ بِمِنًى، وَنَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاهِدٌ، وَالرَّجُلُ يَقُولُ: "لا
تَصُومُوا هَذِهِ الأَيَّامَ فَإِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ"(أحمد وأبو داود ).
عَنْ أَبِي مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَلَى أَبِيهِ عَمْرِو
بْنِ الْعَاصِ، فَقَرَّبَ إِلَيْهِمَا طَعَامًا، فَقَالَ: كُلْ. قَالَ: إِنِّي صَائِمٌ. قَالَ عَمْرٌو: كُلْ،
فَهَذِهِ الأَيَّامُ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا بِفِطْرِهَا، وَيَنْهَى
عَنْ صِيَامِهَا. قَالَ مَالِكٌ: وَهِيَ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ.
وهذه الأحاديث – وغيرها – فيها النهي عن صيام أيام التشريق، ولذلك
ذهب أكثر العلماء إلى أنها لا يصح صومها تطوعًا، وأما صومها قضاءً عن
رمضان، فقد ذهب بعض أهل العلم إلى جوازه، وآخرون إلى عدم جوازه.
في أول أيام التشريق.. الحجاج يستكملون رمي الجمرات
حجاج بيت الله يرمون الجمرات يطلق يوم القر على ثاني أيام عيد
الأضحى، وهو أول أيام التشريق التي تمتد من اليوم الحادي عشر والثاني
عشر والثالث عشر من ذي الحجة.
وبما أن يوم القر يوافق اليوم الأول من أيام التشريق، فقد نهى الرسول الله
صلى الله عليه وسلم عن صيام هذه الأيام، عَنْ نُبَيْشَةَ الْهُذَلِيِّ رضي الله عنه
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ
وَذِكْرٍ لِلَّهِ".
بداية وقت
الأضحية ونهايته
بداية وقت
الأضحية: وقت الأضحية يبدأ بعد انتهاء صلاة العيد والخطبة، لمن صلى العيد، وقدر ذلك
الوقت لمن لم يصل العيد، ولا يشترط ذبح الإمام قبل الناس،
آخر وقت
الأضحية ثالث أيام التشريق
وينتهي وقت الأضحية عند غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق وهو رابع أيام العيد كما هو معروف بين الناس ويعتبر غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق ، أي أن أيام النحر أربعة ؛ يوم العيد وثلاثة أيام بعده ،وهذا أرجح أقوال العلماء في المسألة وهو قول الشافعية ونقل هذا القول عن عمر بن عبد العزيز وسليمان بن موسى الأسدي فقيه أهل الشام ، وهو قول عطاء والحسن والأوزاعي ومكحول واختاره ابن تيمية وابن القيم والشوكاني"(انظر المغني 9/453 ، المجموع 8/390 ، زاد المعاد 2/318 ، نيل الأوطار 5/142).
قال الإمام
الشافعي :"فإذا غابت الشمس من آخر أيام التشريق ثم ضحى أحد فلا ضحية له "(الأم2/222).
ويدل على ذلك ما ورد في الحديث عن جبير بن مطعم رضي الله عنه عن
النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال :"كل فجاج مكة منحر ، وكل أيام
التشريق ذبح "(أحمد وابن حبان وصححه ورواه البيهقي والطبراني في الكبير والبزار
والدارقطني وغيرهم ).
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"كل عرفات موقف ، وكل
مزدلفة موقف ، وارفعوا عن محسر ، وكل فجاج منى منحر ، وكل أيام
التشريق ذبح "( اختصره البيهقي).
وروى البيهقي بإسناده عن ابن عباس قال : "الأضحى ثلاثة أيام بعد يوم
النحر" . وروى أيضاً عن الحسن وعطاء قالا :" يُضَحَّى إلى آخر أيام
التشريق . وروى أيضاً عن عمر بن عبد العزيز قال : الأضحى يوم النحر
وثلاثة أيام بعده "(سنن البيهقي ).
ومما يؤيد هذا القول أن تفسير الأيام المعلومات في قولـه تعالى :
"وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ "(الحج/28 ).
بأنها يوم النحر وثلاثة أيام بعده مروي عن ابن عباس وابن عمر وإبراهيم
النخعي ، وإليه ذهب الإمام أحمد بن حنبل في رواية عنه "(تفسير ابن كثير 3/ 216-217 ، أضواء البيان 5/344 ).
وكذلك فإن هذا القول منقول عن جماعة من الصحابة منهم علي وابن عباس وابن
عمر وأبو سعيد الخدري رضي الله عنهم . ومنقول عن جماعة من
التابعين منهم الحسن وعطاء وبه قال عمر بن عبد العزيز وسليمان بن
موسى وكان أحد أئمة أهل الشام
في العلم .
وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم