recent
أخبار عاجلة

أئمة وخطباء المساجد الواجب على إمام المسجد ومؤذّنه


أئمة وخطباء المساجد 

الواجب على إمام المسجد ومؤذّنه

فضل إمام المسجد ومؤذنه 

فضل تنظيف وتطيب المساجد. 

المساجد بحاجة إلي تطيب وتطهير 

تنظيف المساجد وتطيبها تفرح القلب وتغذي الروح

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد 

 فإلى كل إمام ومقيم شعائر ومؤذن: إن للمسجد شأن عظيم ، ومكانة رفيعة ،أعلي الله من  شأنه بنسبته إليه :" وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا "(الجن/18).

وقال صلي الله عليه وسلم :"من بني لله مسجداً بني الله له مسجداً في الجنة"(صحيح).


فضل إمام المسجد ومؤذنه

إن من فضل الله تعالى على الأئمة والمؤذنين أن جعل لهم الأجر العظيم، والثواب الكبيرفالمؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة؛ لحديث معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"المؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة"(مسلم). وقال صلي الله عليه وسلم:"الإمامُ ضامنٌ والمؤذِّنُ مؤتمَنٌ اللهمَّ أَرْشِدِ الأئمةَ واغفرْللمؤذِّنينَ"(أبوداود والترمذي).

والإمام في الصلاة يُقتدى به في الخير، ويدلّ على ذلك عموم قول الله عز وجل في وصفه لعباد الرحمن، وأنهم يقولون في دعائهم لربهم:" وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً"(الفرقان/74).

 المعنى: اجعلنا أئمة يقتدى بنا في الخير، وقيل: المعنى: اجعلنا هداة مهتدين دعاة إلى الخير. فسألوا الله أن يجعلهم أئمة التقوى يقتدي بهم أهل التقوى، قال ابن زيد كما قال لإبراهيم:"إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاما"(البقرة/124﴾، 

وامتنّ الله - عز وجل - على من وفقه للإمامة في الدين فقال:"وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ"(السجدة/24﴾  أي لَمّا كانوا صابرين على أوامر الله - عز وجل - وترك نواهيه، والصبر على التعلم والتعليم والدعوة إلى الله، ووصلوا في إيمانهم إلى درجة اليقين - وهو العلم التام الموجب للعمل - كان منهم أئمة يهدون إلى الحق بأمر الله، ويدعون إلى الخير، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.

وقدوجه الرسول صلي الله عليه وسلم  الاهتمام بالإمام فقد قال الإمام مسلم في مقدمة صحيحه : " فَلا يُقَصَّرُ بِالرَّجُلِ الْعَالِي الْقَدْرِ عَنْ دَرَجَتِهِ ، وَلا يُرْفَعُ مُتَّضِعُ الْقَدْرِ فِي الْعِلْمِ فَوْقَ مَنْزِلَتِهِ ، وَيُعْطَى كُلُّ ذِي حَقٍّ فِيهِ حَقَّهُ ، وَيُنَزَّلُ مَنْزِلَتَهُ ، وَقَدْ ذُكِرَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ : أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُنَزِّلَ النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ" اهـ.

فإذا كان الإمام من أهل الفضل والعلم والصلاح فمحبته والاهتمام به يدخل في عموم محبة الصالحين وإكرامهم ، وهذا عمل صالح .

لكن يجب التنبه إلى أنه لا يجوز أن يصل الأمر إلى التبرك بشخص الإمام أو ذاته أو التمسح به كما يفعل البعض ، فإن هذا لم يكن من هدي المسلمين الأوائل مع أئمتهم وعلمائهم .

  فأنتم رعاة بيوت الله، حقها عليكم العناية والرعاية بصيانتها وحمايتها من كل ما

 يشينها ويدنسها، ويفرق جماعتها، فمن كان على هذه الحال فهو خير وأفضل، ولا

 تحقروا من المعروف شيئاً، وإياكم والتخذيل عن القيام بمثل هذا العمل، فشتان بين إمام

 لم يأبه بمسجده؛ وبين إمام همه مسجده تطييباً وتأليفاً ورعاية وصيانة وعمارة بالذكر

 والصلاة ودروس العلم .


فضل تنظيف وتطيب المساجد.  

والمساجد من أحب البلاد إلى الله, وأشرفها منزلة، من أحبها لأجل الله كان حبه لها دينا

 وعبادة, وربحا وزيادة, ومن تعلق قلبه بها أظله الله تحت عرشه يوم القيامة.

وتعد المساجد قناديل التقوى وسبل الصلاح والفلاح في الدنيا والآخرة، وهي مصابيح أهل الأرض تضء لهم الطريق وترشدهم إلى الله عزوجل والفوز بالجنة، واقترنت لعظم فضلها باسم المولى عزوجل فعرفت بأنها بيوت الله فيقول تعالى:"وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا"، وفي فضل تنظيف وتطيب المساجد أمور يجب أن يعلمها كل مسلم.

الاعتناء بالمسجد وترتيب ما فيه من فرش ونحوها أمر محمود مرغب فيه ، وفاعله مثاب عند الله على هذا العمل الصالح .

وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة تبرز فضل تنظيف وتطييب المساجد منها أن رفع القمامة من المسجد هو مهر الحور العين، وأنه صلى الله عليه وسلم افتقد إمرأة كانت تنظف المسجد فعلم بوفاتها وذهب إلى قبرها وصلى عليها،  

وأوضح ابن حجر في شرحه للحديث:"وبه يعلم أنه يستحب تجمير المسجد بالبخور خلافاً لمالك حيث كرهه، فقد كان عبد الله يجمر المسجد إذا قعد عمر رضي الله عنه على المنبر، واستحب بعض السلف التخليق بالزعفران والطيب، وروى عنه عليه السلام فعله، وقال الشعبي: هو سنة، وأخرج ابن أبي شيبة أن ابن الزبير لما بنى الكعبة طلى حيطانها بالمسك، وأنه يستحب أيضاً كنس المسجد وتنظيفه، وقد روى ابن أبي شيبة أنه عليه السلام كان يتبع غبار المسجد بجريدة.

وقد أمر الله تعالى بتعظيم المساجد في قوله :" فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ"(النور/36-37).

قال السيوطي : في هذه الآية الأمر بتعظيم المساجد وتنزيهها عن اللغو والقاذورات اهـ . من تفسير القاسمي (12/214) .

ومما يدل على فضل من اعتنى بذلك ما في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن رجلاً أسود أو امرأة سوداء كان يقم المسجد فمات فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عنه فقالوا مات قال أفلا كنتم آذنتموني به ؟ دلوني على قبره أو قال قبرها فأتى قبرها فصلى عليها"(البخاري، ومسلم ).ومعنى يقم : أي ينظف

وقد عد النبي صلى الله عليه وسلم البزاق في المسجد خطيئة وأخبر أن كفارتها دفنها ، ففي الصحيحين من حديث أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " البزاق في المسجد خطيئة ، وكفارتها دفنها "(البخاري،ومسلم) .

وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى نخامة في قبلة المسجد فغضب حتى احمر وجهه ، فجاءته امرأة من الأنصار فحكتها وجعلت مكانها خلوقا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما أحسن هذا "(النسائي وابن ماجه) .

وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أزال ذلك بنفسه من حديث عائشة قالت "رأى في جدار القبلة مخاطا أو بصاقا أو نخامة فحكها "(البخاري ومسلم).

 عن النبي صلى الله عليه وسلم "عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد"(أبو داودوالترمذي).

وفي رواية " من أخرج أذى من المسجد بنى الله له بيتا في الجنة "(ابن ماجة) .


المساجد بحاجة إلي تطيب وتطهير 

 فالمساجد أماكن عامة تؤدى فيها أعظم عبادة, وهي بحاجة إلى كل عناية ورعاية

 لتؤدي النفس عبادتها وهي مقبلة بخشوع وطمأنينة، أرأيت آكل الثوم والبصل لما آذى

 المصلين برائحته أمره الشارع بالخروج من المسجد تعزيراً له، فطلب الرائحة الطيبة

 للمسجد مطلب رفيع، وغاية مقصودة في دين الإسلام فعن عائشة – رضي الله عنها

 قالت:"أمر رسول – صلى الله عليه وسلم – ببناء المساجد في الدور, وأن تنظف

 وتطيب"(أبوداود)، والدور: هي الأحياء، وفي رواية  :"واتخذوا على أبوابها المطاهر،

  وجمّروها في الجُمع"(ابن ماجه). المطاهر: محال لوضوء، والتجمير: هو التبخير

 لها.وفي رواية :" أمر ببناءِ المساجدِ في الدُّورِ ، وأن تُطيَّب وتُنظَّفَ"(أبوداود وأحمد).

وتطييب المساجد عام لكل أحد من إمام ومؤذن وغيرهما, وإن أُوكل الأمر لأحد كان

 أفضل وأكمل، والتطيب يكون بعود البخور أو الندى وغيرهما مما هو مستحسن

 عُرفاً,وسواء كان مما يتبخر به، أو يرش رشاً أو غيرهما فالمقصود هو جلب الرائحة

 الزكية، وهذه الخصلة غابت عن الكثير من المصلين, وبعض الأئمة والمؤذنين، مع

 أنها قربة وعبادة، وطاعة وامتثال. ويتأكد تطييب المساجد يوم الجمعة لما سبق, ولأن

 عمر – رضي الله عنه – كان يطيب مسجد الرسول – صلى الله عليه وسلم – كل جمعة

 قبل الصلاة، وسار على هذه السنة السلف والخلف، حتى إن معاوية – رضي الله عنه

 – أجرى وظيفة الطيب للكعبة عند كل صلاة, 

وقالت عائشة – رضي الله عنها:" لأن أطيب الكعبة أحب إلي من أن أُهدي لها ذهباً وفضة"

 كما أن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه – كان يبخر الكعبة في كل يوم، ويضاعف الطيب يوم الجمعة. 


تنظيف المساجد وتطيبها تفرح القلب وتغذي الروح 

وليعلم الجميع أن جلب الرائحة الزكية للمسجد تزيل كثيراً مما قد يعتريه من روائح, وتجلب السرور للمصلين لأن من فوائد الطيب أنه يفرح القلب, ويغذي الروح، 

وكم هو جميل ما صنعه أهل ذلكم المسجد باتفاقهم على مقدار معين من المال في كل شهر ينفق منه على  المسجد صيانة ونظافة وتطييباً، فأخلف الله عليهم، وبارك لهم.

وكم هو جميل أن تصرف الأوقاف المنظفات والمطهرات لنظافة المساجد وتطيبها وذلك من مال الوقف الذي وقفه الواقفون لعمارة المساجد وتطيبها ..

 فقد كانت المساجد الإسلامية محل عناية ورعاية، وتطهير وتطييب، حتى اختلت الموازين، وتقلبت المفاهيم، فنتج عنه قلة الوعي بأحكام المساجد عند كثير من المصلين.فأصبحت بعض المساجد مهملة تشتكي لربها قلة الموحدين ..

وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم 

 

 

 

google-playkhamsatmostaqltradent