
أئمة وخطباء المساجد (الحلقة التاسعة عشر).
تحضير..مهارة..تكرار..إطالة..حضور..شطارة ..إهمال ..كسالة..
مسؤلية الإمام عن المسجد مسؤلية كاملة
كيفية تدوين الإذن بدفتر الأحوال؟
نقيصة الحضور وعدم التوقيع بالدفتر
الحمد
لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد
فحديثنا
اليوم عن بعض الإداريات التي تتعلق بالحضور في المسجد حتي يتلافاه فضيلة إمام المسجد ومن
معه من عمال ومؤذن ومقيم شعائر ..
مسؤلية
الإمام عن المسجد مسؤلية كاملة
فالإمام له حضور من قبل صلاة عصر يوم الأحد بنصف ساعة حتي بعد صلاة العشاء بنصف ساعةيومياً حتي الخميس عدا الجمعة من قبل صلاة الجمعة بساعة لبعد أداء الصلاة بنصف ساعة وتبدأ راحته الأسبوعية لقبل صلاة عصر الأحد وهكذا ..
والامام مسؤل عن المسجد مسؤلية كاملة إدارياً وجغرافياً وأمنياً وكذا من معه من
عمال ومؤذن ومقيم شعائر وأمين مكتبة ..
بمعني :"أنه اذا انصرف عامل وله توقيع بدفتر الأحوال ولاقدر الله حدث له أومنه أي شيء وهو
قام بالتوقيع بالدفتر يسئل الإمام مسؤلية جنائية وإداريةعن ذلك ..
فعلي
الإمام وهو رئيس المسجد أن يعي ذلك جيداً حتي لايعرض نفسه للمسألة القانونية ..فإذا انصرف
العامل من المسجد دون إذن كتابي فعليه أن يدون بالدفتر غياب العامل أو المؤذن
وساعة انصرافه ويسمي ذلك هروب من العمل ويتقدم بمذكرة للمفتش أو مدير الادارة في
اليوم التالي بذلك ..
كيفية
تدوين الإذن بدفتر الأحوال؟
وللموظف إذنان
في الشهر كل إذن لمدة ساعة حتي الإمام وله وقت معين بمعني أن لايدون إذن وقت صلاة
المغرب أو أثناء إلقاء الدرس أو القافلة وعلي الجملة بين المغرب والعشاء ليس هناك
إذن والإذن لايتعارض مع وقت أداء الفريضة بمعني أنني جالس في المسجد قبل المغرب بنصف ساعة فحال عارض فدونت بدفتر الأحوال عذر لمدة ساعة من الساعة الخامسة حتي السادسة وتخلل هذا
صلاة المغرب فإذا حضر المفتش من حقه تخلفك
عن المسجد ولاقيمة للإذن أو العذر ويعتبر هذا هروب من العمل عقوبته أشد من الغياب
أساساً وعدم الحضور..
نقيصة الحضور وعدم التوقيع بالدفتر
هناك نقيصة تحدث من كثير من الأئمة والعمال والمؤذنين وهي أنه يذهب للمسجد ويصلي وينصرف براحته ولايوقع بدفتر الأحوال إلا بعد صلاة العشاء أو اليوم التالي وذلك من أجل أن لايعرض نفسه للهروب من العمل في حالة انصرافه فإذا حضر المفتش أوالمتابعة أوالتفتيش العام وهو ليس بالمسجد وتم التشطيب عليه يتوجه للسنترال أوللإدارة ثاني يوم ويبلغ عن عارضة ويقول لي سبعة أيام عارضة لحين ينتهوا تفرج ..وهذه والله نقيصة وخدعة لاتليق أبداً بمن يعملون في بيوت الله وكان ينبغي أن نتقي الله فيما نأكل ونشرب ووالله وما أخلص أحد في دعوته وخدمته للمساجد إلا بارك الله له في عمره وصحته وولده وماله..
وما قصر أحد في عمله وأهمل شغله وخاصة الذين يعملون في حقل الدعوة والمساجد إلا وانتقم الله منهم علي حياة عينهم ..
لذلك قال الشاعر في أفعال وأحوال المهملين أبيات من الشعر معبرة :"
لم يَسقِكمْ ربُّكم عن حسن فعلِكُمُ؛
ولا حَماكم غَماماً
سوءُ أعمالِ
وإنّما هيَ أقدارٌ مُرَتَّبَةٌ،
ما عُلّقَتْ بإساءاتٍ وإجمال
دليلُ ذلكَ أنّ الحُرّ أعوزهُ
قُوتٌ، وأنّ سواهُ فازَ
بالمال
كم جُدّ بالرّزقِ ثاوٍ في مَنازلِهِ،
وحُدّ سارٍ بأفراسٍ وأجمال
فأمِّلوا اللَّهَ وأرجوا منهُ عاقبَةً،
فلَيسَ دُنياكُمُ أهلاً لآمال
دِنتُمْ بأنْ سيُجازيكُمْ إلهُكُمُ،
فَما لأفعالِكمْ أفعالُ
إهمال؟
ومن خلال عملي أعرف الكثير والكثير ممن قصروا في عملهم وكذلك من أخلصوا في دعوتهم وعملهم وهذا سوف يكون مدار حديثنا في الحلقة القادمة من أئمة وخطباء المساجد وسنحكي قصصاً واقعية حدثت وتحدث لمن أهملوا في عملهم ولم يؤدوه علي أكمل وجه ..
وكذلك من أخلصوا وراقبوا الله في عملهم وبماذا كفأهم الله عزوجل علي جميل صنيعهم..
والله من وراء القصد وهو هدي السبيل