recent
أخبار عاجلة

خطبة الجمعة ليس منا من لم يوقر كبيرنا التوقير أدب من اداب الإسلام

 



ليس منا من لم يوقر كبيرنا 

التوقير أدب من أداب الإسلام

كبار السن  هم بركةُ الأرض وخيرُها

 من  حقِّوق  كبار السنِ 

الحمدُ للهِ ربالعالمين  وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدهُ لا شريك لهُ،   وأشهدُ أن محمدًا عبدُ اللهِ ورسولهُ، اللهم صلاة وسلاماً عليك ياسيدي يارسول الله وعلي صحابتك الغُرِّ الميامينَ، والتابعينَ، وتابعيهم بإحسانٍ إلى يوم الدينِ، أمَّا بعدُ:

فيقول الله تعالي:" اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ"(الروم: 54).

عباد الله :"  قضت حِكمةُ اللهُ جلَّ وعلا، أن يُولَدُ الانسان طفلًا ضعيفًا لا يَعلَمُ شَيئًا، ولا يقوم بنفسه، ثُم يقوى ويتعلَّم شيئًا فشيئًا حتى يبلغ اشده في عنفوان الشباب، ثُمَّ لا يزالُ يكبرُ حتى يَكُونُ كَهْلًا ثم شيخًا ثم عجوزًا هرِمًا، يبيضُّ شعرهُ، ويرقُ عظمهُ، وتضعفُ قوتهُ، وتقلُ حركتهُ، وَهَذَا قَدَرُ جَمِيعِ الْبَشَرِ إن طالت بهم الحياة، قال تعالى: "اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ "(الروم: 54).

وفي الحديث الصحيح: "من شاب شيبةً في الإسلامِ كانت له نورًا يومَ القيامةِ"، 

وفي رواية صحيحة:"مَا شَابَ رَجُلٌ فِي الْإِسْلَامِ شَيْبَةً، إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، وَمُحِيَتْ عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةٌ، وَكُتِبَتْ لَهُ بِهَا حَسَنَةٌ"

فهؤلاءالكبار، مايعانونه من الآلام والأسقامَ  ، والوهنَ والضعفَ الذي  ، فإنما هي أجورٌ وحسناتٌ مُدخرةٌ لهم عند ربهم، ويقول صلي الله عليه وسلم:"ما يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ"(البخاري).

و يقول صلى الله عليه وسلم:"عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له"(مسلم).  

التوقير أدب من أداب الإسلام

عباد الله :" من الآدابِ العظيمةِ والخصالِ الكريمة التي دعا إليها الشرعُ الحنيف ورغَّبَ فيها، التعاملُ الحسنُ مع كِبارِ السِّنِّ، وتوقيرهم ومعرفةُ حقهم، ففي الحديث الصحيح: قالَ صلى اللهُ عليه سلم: قال صلى الله عليه وسلم:"لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُوَقِّرْ كَبِيرَنَا، وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا»، وفي رواية صحيحة: "منْ لَمْ يرحمْ صغيرَنَا، ويعرفْ حقَّ كبيرِنَا، فليسَ منَّا"(أبو داود  والترمذي وأحمد).

فحَرَصَ الإسْلامُ على البِرِّ ومُراعاةِ حُقوقِ الناسِ على اخْتِلافِ أعْمارِهم وأحْوالِهم.

وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "ليس مِنَّا"، أي: ليس على طَريقَتِنا وهَدْيِنا وسُنَّتِنا، "مَنْ لم يَرْحَمْ صَغيرَنا"، فيُعْطيهِ حَقَّه من الرِّفْقِ، واللُّطْفِ، والشَّفَقةِ، ويُحتمَلُ أنَّ المُرادُ صَغيرَ المُسلِمينَ، ويُحتمَلُ أنَّ المُرادُ صغيرَ بني آدَمَ؛ إذِ العِلَّةُ الصِّغَرُ "ويَعْرِفْ حَقَّ كَبيرِنا" فيُعْطيهِ حَقَّه منَ التَّعْظيمِ والإِكْرامِ، إذْ خُلُقُ أهْلِ الإِسْلامِ رَحْمةُ الصَّغيرِ، ومَعرِفَةُ الحَقِّ للكَبيرِ، وخاصَّةً إذا كان له شَرَفٌ بعِلْمٍ أو صَلاحٍ أو نَسَبٍ زَكِيٍّ .


كبار السن  هم بركةُ الأرض وخيرُها

عباد الله :"كبار السن  هم بركةُ الأرض وخيرُها، وهم نورها وبهاؤها أرقُّ الناس أفئدةً، وألينهم عريكةً، وأقربهم سهولةً، وأكثرهم ذكرًا لله واحرصهم على العبادة، كثيرٌ خيرهم، قليلٌ شَّرُّهم، قد لَزِموا الوَقارَ، وصقلتهم أحداث الحياة، فأصبَحوا خبراء مُجرِّبينَ، وعرَفوا مَواضعَ الخيرِ، وخبروا عواقبَ الأمور ومآلاتها، فما أسعدَ من فَسَحَ اللهُ له في الأجل، ووفَّقَهُ لصالحِ العمل،

 ففي الحديث الصحيح : "خيرُكم من طالَ عمرُه وحَسُنَ عملُه"، وصحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قالَ: "البرَكةُ مع أكابِرِكم"، وهنيئًا لمن ضمَّتْ بيوتُهم من كبارِ السن من يبعثُ فيها السعادةَ والنور، والبهجةَ والسرور، فهم نورُ عيونِنا، وتاجُ رؤوسِنا، وبركةُ عيشِنا، وأُنْسُ مجالسِنا، وبهجةُ حياتِنا، فما أجملَ مُحيَّاهم، وما أعذبَ حديثَهم، وما أصدقَ ابتسامتَهم، وما أصفى مشاعرَهم،

 وللهِ تلكَ الأرواحُ الطاهرةُ ما أنقاها، وتلك القلوبُ الطيبةُ ما أروعها، وتلك الصدورُ السليمةُ ما أصفاها، وتلك الوجوهُ المشرقة النيِّرةُ ما أبهاها وما أحلاها، وللهِ بيوتٌ بهم عامرة، ومجالسُ بهم حافلة، لا أخلى الله منهم بيوتنا، يتوافدُ الجميعُ إليهم، ويلتفُّونَ حولَهم ويجلسونَ بين أيديهم، يُحبُّهم الصغار، ويأنس بهم الكبار، ويستنيرُ بتجاربهم الشبابُ، 

فما أعظمَ بركتَهم وما أطيبَ مُجالَستَهم، كم نتفيَّأُ ظلالَهم، وكم نُغمرُ بكرمِهم ولُطفِهم وحنانهم، يَستقبلوننا بالحفاوةِ والتَّرحيب، ويتعاهدوننا بالإكرام والطَّيب، كم رفعوا لنا من صادقِ الدعوات، فكانت سببَ التوفيقِ والرِّزقِ والخيرات، والحفظِ من الشرورِ والآفات، فعلينا أنْ نبادلَهم تلك المشاعر، بإظهارِ اهتمامِنا بهم، وحُبِّنا لهم، وحفاوتِنا بهم، وعطفِنا عليهم، وتودُّدِنا إليهم، 

 من  حقِّوق  كبار السنِ

 يا عباد الله:" ألا وإن من حقِّ كبار السنِ الجلوسُ في صدر المجلس، والتأدب معهم، وأن يُقدِّموا في الكلام، وأن يُنصت لهم إذا تكلموا، وأن يُلان لهم الكلام، وأن يُنادوا بما يُشعرهم بالاحترام والتقدير يا عم، يا والد، يا شيخ، وأن يَتحنَّنَ لهم في العبارة ويُزيِّنها، وألا يمدَّ بين أيديهم رِجْلًا، ولا يُولِيْهم ظَهرًا، وأن يُقدمهم في الطعام والشراب، وفي الدُّخول والخروج.عن ابن عمر -رضي اللَّه عنهما- قال: قال رسول اللَّهِ -صلَّى الله عليه وسلم-: "أَخْبِرُونِي بِشَجَرَةٍ مَثَلُهَا مَثَلُ المُسْلِمِ، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا، وَلاَ تَحُتّ ورقها، فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ، وَثَمَّ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَلَمَّا لَمْ يَتَكَلَّمَا، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هِيَ النَّخْلَةُ، فَلَمَّا خَرَجْتُ مَعَ أَبِي قُلْتُ: يَا أَبَتَاهُ، وَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، قَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُولَهَا، لَوْ كُنْتَ قُلْتَهَا كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: مَا مَنَعَنِي إِلَّا أَنِّي لَمْ أَرَكَ وَلاَ أَبَا بَكْرٍ تَكَلَّمْتُمَا فَكَرِهْتُ"(البخاري).

إنزال الكبير منزلته اللائقة به:

 روى الإمام أحمد بإسناد صحيح عن شهاب بن عباد أنه سمع بعض وفد عبدالقيس وهم يقولون: قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاشتد فرحهم، فلما انتهينا إلى القوم أوسعوا لنا فقعدنا، فرحب بنا النبي صلى الله عليه وسلم ودعانا، ثم نظر إلينا، فقال: من سيدكم وزعيمكم؟ فأشرنا جميعاً إلى المنذر بن عائذ.. فلما دنا منه المنذر أوسع القوم له حتى انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم.. فقعد عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرحب به وألطفه وسأله عن بلادهم..".

رعاية كبار السن من غير المسلمين:

لم تقتصر هذه الرعاية على المسن المسلم بل امتدت يد الرعاية لتشمل غير المسلم طالما أنه يعيش بين ظهراني المسلمين.

فها هي كتب التاريخ تسطر بأحرف ساطعة ، موقف عمر رضي الله عنه ـ مع ذلك الشيخ اليهودي الكبير فيذكر أبو يوسف في كتابة (الخراج) "أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ـ مر بباب قوم وعليه سائل يسأل ـ شيخ كبير ضرير البصر فضرب عضده من خلفه فقال: من أي أهل الكتب أنت؟ قال يهودي. قال: فما ألجأك إلى ما أرى؟ قال: أسأل الجزية، والحاجة، والسن. قال: فأخذ عمر ـ رضي الله عنه ـ بيده فذهب به إلى منزله فرضخ له ـ أي أعطاه ـ من المنزل بشيء ثم أرسل إلى خازن بيت المال فقال: انظر هذا وضرباءه، والله ما أنصفناه إذا أكلنا شبيبته  ولم نرحم شيبته"إنما الصدقات للفقراء والمساكين"( التوبة 60).. .... وهذا من المساكين من أهل الكتاب، ووضع عنه الجزية وعن ضربائه".

ومن حقِّ كبار السن أن يزاروا في بيوتهم، وأن يُحتفى بهم ويبجلوا، واعلموا أن كَبيرَ السِّنِّ لَا يَسْعَدُ بشَيءٍ كسَعَادَتِهِ بِاجْتِمَاعِ أَبْنَائِهِ وَأَحْفادِهِ حَوْلَهُ، وأنَّ أَكْثَرَ مَا يُزْعِجُ كِبَارَ السِّنِّ اليوم هُوَ هجرهم وشعُورُهم بِالْوِحْدَةِ، فهم في أمَسِّ الحاجةِ إلى من يجالسهم ويحدِّثهم ويؤنسهم، ويستمعُ لحديثهم، ويغيِّرُ أجواءَهم، ويتلمسُ حاجتهم، وأن يُعامِلهم بلطفٍ وشفقة, وحُنو ورحمة، وألا يتشاغلَ الجالسُ عندهم بالأحاديث الجانبيةِ أو النظرِ في وسائل التواصل وردود الجوال، إلا أن يقرأ عليهم من القصص الطريفة، والأخبار المهمة، والأحاديث المناسبة ما يدخلُ السرور على قلوبهم، ويُشعرهم بأهميتهم وعلو قدرهم.

ومن حق كبار السن أن نجالسُهم ونؤانسُهم، ونستمعُ لهم، ونيعيشُ همومَهم، ونتتفهم مشاعرَهم، ونخاطبُهم بلغتِهم، ونسمعُ منهم، ونستشيرُهم ونستأذنُهم، ونصبرُ عليهم وندعو لهم، إنَّهم كنزٌ ثمينٌ، كنزٌ ثمينٌ لا يعرفُ قيمتهُ إلا من فقده، فأدُّوا زكاتَه بخدمتِهم، وأحسنوا لأنفسكم بالإحسانِ إليهم، واحذروا أنْ تَخدِشوا كرامتَهم الغالية، أو تجرحوا أحاسيسَهم المُرهَفَة،

 عباد الله :" ومن حق كبار السن أن نشعرهم بأنَّ الفضل بعد فضل الله هو فضلهم، وأن المنَّةَ لله ثمَّ لهم، وأن نخفض لهم الجناح، ونطيِّب معهم الكلام، ونبعدهم عن الجدالِ والخصام، ونتلمَّس حاجاتِهم ونحضرها قبلَ أن يطلبوها، وأن نردُّ لهم بعضَ الجميل، مكافأة لهم على ما قدَّموه من تضحياتٍ ولو بالقليل، فقد أدَّوْا ما عليهم وبقيَ ما لهم.

عباد الله أقول ماتسمعون وأستغفرالله العظيم لي ولكم 

الخطبة الثانية

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله  أما بعد:

لازلنا نواصل الحديث حول حقِّوق  كبير السن، فليس منا من لم يوقِّر كبيرنا ويعرفَ له قدره،  ألا وإنَّ كثيرًا من كبار السن اليوم, هم غرباء في بيوتهم وبين ذويهم، فلم يعد الزمانُ زمانَهم، ولم تعد الحياةُ تطيبُ لهم، يرى الواحدُ منهم نفسهُ ثقيلًا على من حوله، فلا جليسَ يتبادلُ معه أطرافَ الحديثِ، ولا أنيسَ يُدخلُ السرورَ عليه ويُباسِطه، وإن جلس معهم لم يعرفوا حقَّه، ولم يحترموا له سنَّهُ ومَقامهَ، إن تكلم قاطعوه، وإن قال رأيًا تنقصوه, وإن طلبَ شيئًا لم يحضروه، 

مِنْ مَظَاهِرِ احْتِرَامِ الْكَبِيرِ: التَّوْسِعَةُ لَهُ فِي الْمَجْلِسِ.

مِنْ إِجْلَالِ الْكَبِيرِ: التَّوْسِعَةُ لِلْقَادِمِ عَلَى أَهْلِ الْمَجْلِسِ إِذَا أَمْكَنَ التَّوْسِيعُ لَهُ، سِيَّمَا إِذَا كَانَ مِمَّنْ أُمِرَ بِإِكْرَامِهِ مِنَ الشُّيُوخِ سَوَاءٌ كَانَ ذَا شَيْبَةٍ، أَوْ ذَا عِلْمٍ، أَوْ لِكَوْنِهِ كَبِيرَ قَوْمٍ، كَمَا فِي حَدِيثِ جَرِيرٍ -وَالْحَدِيثُ حَسَنٌ بِمَجْمُوعِ طُرُقِهِ كَمَا فِي «السِّلْسلَةِ الصَّحِيحَةِ»-: «إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمٌ فَأَكْرِمُوهُ».

وَمِنْ حُقُوقِ كِبَارِ السِّنِّ -الْمُسِنِّينَ- فِي دِينِ الْإِسْلَامِ: إِكْرَامُهُمْ، وَالشَّفَقَةُ عَلَيْهِمْ، وَالرِّفْقُ بِهِمْ؛ فَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: «إِنَّ مِنَ إِجْلَالِ اللهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ، غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَلَا الْجَافِي عَنْهُ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ». وَالْحَدِيثُ حَدِيثٌ حَسَنٌ، أَخْرَجَهُ -أَيْضًا- أَبُو دَاوُدَ مَرْفُوعًا.

ألا فاتَّقوا اللهَ رحمكم الله، واعرفوا لكبارِ السنِّ فضلَهم، واشبعوا منهم قبلَ أن تفقِدوهم، فمكانُهم الذي يتركونَه يبقى خاليًا لا يَسُدُّه غيرُهم، ولا يبقى منهم إلا عَبَقُ رائحتِهم الزكية، وعبيرُ سيرتِهم الندية، وبقايا ذكرياتِهِم الجميلة..

فبهؤلاء الشيوخ يرفع الله العذاب 

 ففي الحديث :"مَهْلًا عنِ اللهِ مَهْلًا؛ فإنَّه لولا شبابٌ خُشَّعٌ، وبهائمُ رُتَّعٌ، وشيوخٌ رُكَّعٌ، وأطفالٌ رُضَّعٌ لصُبَّ عليكم العذابُ صبًّا"(البيهقي).

اللهمَّ احفظْ كبارَ السِّنِّ فينا، اللهمَّ تولَّ أمرَهم وأعِنَّا على برِّهم والإحسانِ إليهم، وباركْ

 لهم في أعمارِهم وقوَّتِهم، وأصلحْ لهم عملَهم وذريَّتَهم، وأرفع درجاتهم وأجزل

 مثوبتهم.اللهمَّ اشْفهم من كل داء، وعافهم من كل بلاء، وألبسهم ثوب الصحة والعافية،

 وأسعدْهم واكتبْ لهم الحياةَ الطيبةَ، في طول عمرٍ وحُسن خاتمة، يا ذا الجلالِ والإكرام

google-playkhamsatmostaqltradent