recent
أخبار عاجلة

فرضية الزكاة ولماذا الأنبياء لم يخرجوا الزكاة ؟ الدرس الثامن والعشرون

 

فرضية الزكاة  ولماذا الأنبياء لم يخرجوا الزكاة ؟

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله أما بعد فياعباد الله حديثنا إليكم اليوم عن:"فرضية الزكاة وكيف نرد علي من قال بأن الزكاة لم تفرض علي الأنبياء؟.وقبل الإجابة علي هذا السؤال لابد أن نعرج علي فرضية الزكاة ومشروعيتها أولاً .

ومعني الزكاة في اللغة:

النماءوالزيادة،والتطهير،قال تعالى:"قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا"(الشمس/9).

سمِّيت بذلك؛لأن في إخراجها نَماءً للمال،ويكثر بسببها الأجر،ولأنها تطهِّر النفس من رذيلة البخل.

والزكاة شرعًا:"

إعطاءُ جزء من النِّصاب إلى فقير ونحوه،"وقيل:"نصيبٌ مقدَّر شرعًا في مال معيَّن، يُصرف لطائفة مخصوصة".

و تُعَدُّ الزكاة رُكنٌ من أركان الإسلام الخمس،وقد فرضها الله تعالى في شهر شوال من السنة الثانية من الهجرة،ودليل فرضيتها بالكتاب والسنَّة والإجماع.

وأمَّا الكتاب،فقوله تعالى:"خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا"(التوبة/103).

وقد قرنها الله تعالى بالصلاة في اثنين وثمانين آية، منها قوله تعالى:"وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ"(البقرة/43).

أمَّا السنَّة، فالأحاديث في ذلك كثيرةٌ؛ منها:

قال صلَّى الله عليه وسلَّم:"بُنِي الإسلامُ على خمس: شهادةِ أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان،وحجِّ البيت لمن استطاع إليه سبيلاً "(البخاري ومسلم).

وقوله صلَّى الله عليه وسلَّم  لمعاذٍ حين أرسله إلى اليمن:"فإنْ هم أطاعوا لذلك، فأخبرهم أنَّ الله افترض عليهم صدقةً تُؤخذ من أغنيائهم فتردُّ إلى فقرائهم "(لبخاري ومسلم).

أما الإجماع:"

فقد انعقد إجماعُ المُسلمين في جميع الأعصار والأمصار على فرضيَّتها ووجوبها..


هل الأنبياء لم تفرض عليهم الزكاة ولم يخرجوها؟

ونرد علي من يقول:"إن الزكاة لم تفرض علي الأنبياء لأنها طُهرةٌ لمن تُدنِّسه المعاصي، والأنبياء معصومون عن الخطأ؟

ونقول:"الزكاة وُاجبةُ على الأنبياء كما هي واجبة في حق الناس؟

فلقد ثبت أن الرسول كان ينفق أمواله في سبيل الله قبل أن يحول عليها الحول ويتصدق ويعطي عطاء من لا يخشى الفقر..

و ثبت أن الأنبياء كانوا أغنياء وثبت أن النبي صلي الله عليه وسلم كان غنياً وأنه ذبح من ماله الخاص كما روي أنه :"أتي عَلِيٌّ بمائةً ناقة، فنحر رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ثلاثة وستين،وأعطى عليا فنحر ما غبر وأشركه في هديه"(أحمد).

وكان عدد هذا الذي نحره عددَ سني عُمُرِه. كان ذلك في حجة الوداع أي قبل وفاته بقليل! 

ولقد خرج على أصحابه ذات يوم وفي يده قطعة ذهب فقال لعبد الله بن عمر:''ما كان محمد قائلاً لربه لو مات وهذه عنده؟" فقسمها قبل أن يقوم''

ومن هنا يتبين أنه صلى الله عليه وسلم كان غنياً زاهداً،ولم يكن فقيراً فاقداً،أتته كنوز الدنيا فأنفقها كلها في سبيل الله وما حال الحول على مال في يده، ليعلمنا كيف نستثمر أموالنا في حسابنا عند الله"(سبل السلام للصنعاني).:"مَاعِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ"

فالزكاة فريضة فرَضها الله عز وجل على جميع الرسل والأمم السابقة،والآيات في كتاب الله تدل على أن الزكاة كانت مشروعة في حق الأمم السابقةعامة والأنبياء خاصة :قال الله في حقهم:"وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ"(الأنبياء: 73).

فجعل الله تعالى الرسل عليهم السلام أئمة يهدون بأمره، فيُقتدى بهم في الخير ..

وأثنى على نبيه إسماعيل عليه السلام، فقال:"وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا"(مريم/55). وهذا"من الثناء الجميل،والصفة الحميدة، والخلة السديدة؛ حيث كان مثابرًا على طاعة ربه، آمرًا بها أهله" (تفسير القرآن العظيم؛ ابن كثير، ج5، ص212).

ومنهم نبي الله عيسى بن مريم عليه السلام. فقد مدحه الله تعالى بقوله:"وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا"(مريم: 31).

فدلت الآية الكريمة على أن "الصلاة والزكاة وبر الوالدين كان واجبًا على الأمم السالفة،والقرون الخالية، فهو مما يثبت حكمه، ولم ينسخ في شريعة أمره"(الجامع لأحكام القرآن؛ القرطبي، ج11).

فأمر الله تعالى لنبيه عيسى عليه السلام بالصلاة والزكاة"أمرًا مؤكدًا مستمرًّا"(التحرير والتنوير؛ الطاهر بن عاشور التونسي، ج16). مما يعني تمام العبودية لله تعالى،.

عباد الله ماذا بعد ذلك عن الزكاة..هذا ماسنعرفه في حلقات قادمة إن شاء الله..

وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم .

 

google-playkhamsatmostaqltradent