recent
أخبار عاجلة

قبل أن تتقدم لإجراء قرعة الحج تحري الحلال

 


قبل أن تتقدم لإجراء قرعة الحج تحري الحلال 

كيف يكون حجك مبروراً؟

ما هو الحج المبرور؟

إخلاص العمل لله والتجرد من الرياء

الإعداد وتهيئة النفس قبل الحج

الاستكثار من أنواع الطاعات،والبعد عن المعاصي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين أما بعد فياجماعة الإسلام وبدء موسم الطاعات المسلمون يستعدون للتقديم لقرعة أداء خامس ركن من أركان الإسلام ومسك ختام لأركان خمس لأنه جمع الفضائل التي جاءت في الأركان التي سبقته من عبادة قولية وبدنية ومالية  ألا وهو الحج.  ونحن في موسم الطاعات نسقبل  شهر رمضان الركن الرابع من أركان الإسلام وندعوا الله أن يبلغنا رمضان..

ونذكر الجميع  بأن تحري الحلال شرط أساسي لقبول الطاعات ف"إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ، وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ، لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ، فَقَدِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيهِ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلَا وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ، أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلَحَتْ، صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ"( مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).

فإذا كان الركن الأول من أركان الإسلام شهادة:" ان لاإله إلا الله محمد رسول الله "  قد اختص بالقول والذكر فإن الحج أيضا جمع هذه العبادة بإعلان الوحدانية لله عز وجل والتجرد من الشرك والوثنية فلسان الحاج دائماً يلهج بالتلبية :" لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك "

وإذا كان الركن الثاني من أركان الإسلام قد اختص بالعبادة القولية والبدنية فالصلاة أقوال وأفعال مبتدئة بالتكبير مختتمة بالتسليم .

 وإذا كان الركن الثالث من أركان الإسلام قد اختص بالعبادة المالية وهي الزكاة والانفاق في سبيل الله فهكذا الحج  قد اختص بالإنفاق في سبيل الله فقد قال صلي الله عليه وسلم :"النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله الدرهم بسبعمائة"

وإذا كان الركن الرابع من أركان الإسلام :"الصيام "قد اختص بالعبادة البدنية وجهاد النفس في سبيل الله :" من صام يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه عنالنار سبعين خريفاً "(البخاري). فإن فريضة الحج قد اختصت بالجهاد في سبيل الله فقد جاء رجل لرسول الله صلي الله عليه وسلم يقول له يارسول الله إني ضعيف وإني جبان وإريد أن أجاهد في سبيل الله قال له الرسول صلي الله عليه وسلم :" عليك بجهاد لاشوكة فيه وهو الحج" وقال صلي الله عليه وسلم :"جهاد المرأة والكبير الحج"

أخي المسلم :" ونحن اليوم بصدد الحديث عن الحلال والحرام  فكيف يكون حجك مبرورًا؟  تحقيقًا لقوله - صلى الله عليه وسلم :"والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة"(البخاري).

وقبل أن نشرع في قبول الحج  نقول أولا:" ما هو الحج المبرور؟

وقد ذكر أهل العلم أقوالاً في معنى الحج المبرور وكلها متقاربة المعنى، وترجع إلى معنى واحد وهو: "أنه الحج الذي وفيت أحكامه، ووقع موقعاً لما طلب من المكلف على الوجه الأكمل". وله علامات يتحقق بها بر الحج، كما أن هناك أمورًا تنافي ذلك، والناس يتفاوتون في حجهم تفاوتًا عظيمًا، على حسب قربهم وبعدهم من هذه الصفات والعلامات.أما علامات الحج المبرور فأن يستقيم المسلم بعد حجه فيلزم طاعة ربه، ويكون بعد الحج أحسن حالاً منه قبله، فإن ذلك من علامات قبول الطاعة، قال بعض السلف: "علامة بر الحج أن يزداد بعده خيرًا، ولا يعاود المعاصي بعد رجوعه"، وقال الحسن البصري - رحمه الله -: "الحج المبرور أن يرجع من هناك زاهدًا في الدنيا، راغبًا في الآخرة".

 فاجتهد أخي المسلم  في طلبها وتحصيلها؛ عسى أن تفوز بثواب الله ورضوانه، أسأل الله أن يجعل حجك مبرورًا، وذنبك مغفورًا، وسعيك  مشكوراً .

عباد الله :"  كيف يكون حجك مبروراً؟

هناك أمور كثيرة ينبغي علي المسلم  أن يحتاط بها لقبول حجه ومنها :"

إخلاص العمل لله والتجرد من الرياء

    وأول الأمور التي يكون بها الحج مبرورًا إخلاصُ العمل لله: وهو ميزان الأعمال وأساس قبولها عند الله؛ فإن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا وابتُغِيَ به وجْهُه، فعليك - أخي الحاج - أن تفتش في نفسك، وأن تتفقد نيتك، ولتحذر كل الحذر من أي نية فاسدة تضاد الإخلاص، وتحبط العمل، وتذهب الأجر والثواب؛ كالرياء والسمعة وحب المدح والثناء والمكانة عند الخلق،فلا رياء ولاسمعة ولا مباهاة ولا فخرا ولا خيلاء ولا يقصد به إلا وجه الله ورضوانه ويتواضع في حجه ويستكين ويخشع لربه  فقد حج نبيُّنا صلي الله عليه وسلم على رحل رث، وقطيفة تساوي أربعة دراهم ثم قال: "اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة"(ابن ماجة).

  فأول الأمور التي يكون بها الحج مبروراً، ميزان الأعمال وأساس قبولها عند الله وهو إخلاص العمل لله والمتابعة لرسوله - صلى الله عليه وسلم -.فإن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً وابتُغِيَ به وجْهُه كما قال صلي الله عليه وسلم :"اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة"وفرقٌ كبير بين من يحج وهو يستحضر أنه يؤدي شعيرة من شعائر الله، وأن هذه المواقف قد وقفها قبله الأنبياء والعلماء والصالحون، فيذكر بحجه يوم يجتمع العباد للعرض على الله، وبين من يحج على سبيل العادة، أو للسياحة والنزهة، أو لمجرد أن يسقط الفرض عنه، أو ليقال: "الحاج فلان"!

وقال عطاء: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح بمنى غداة عرفة ثم غدا إلى عرفات وتحته قطيفة اشتريت له بأربعة دراهم وهو يقول: "اللهم اجعلها حجة مبرورة متقبلة لا رياء فيها ولا سمعة" وقال عبد الله بن الحارث: ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم رحلا فاهتز به فتواضع لله عز وجل وقال: "لبيك لا عيش إلا عيش الآخرة" قال رجل لابن عمر: ما أكثر الحاج فقال: ابن عمر: ما أقلهم ثم رأى رجلا على بعير على رحل رث خطامه حبال فقال: لعل هذا وقال شريح: الحاج قليل والركبان كثير ما أكثر من يعمل الخير ولكن ما أقل الذين يريدون وجهه.

خليلي قطاع الفيافي إلى الحمى ... كثير وأما الواصلون قليل

كان بعض المتقدمين يحج ماشيا على قدميه كل عام فكان ليلة نائما على فراشه فطلبت منه أمه شربة ماء فصعب على نفسه القيام من فراشه لسقي أمه الماء فتذكر حجه ماشيا كل عام وأنه لا يشق عليه فحاسب نفسه فرأى أنه لا يهونه عليه إلا رؤية الناس له ومدحهم إياه فعلم أنه كان مدخولا قال بعض التابعين: رب محرم يقول: لبيك اللهم لبيك فيقول الله: لا لبيك ولا سعديك هذا مردود عليك قيل له: لم؟ قال: لعله اشترى ناقة بخمسمائة درهم ورحلا بمائتي درهم ومفرشا بكذا وكذا ثم ركب ناقته ورجل رأسه ونظر في عطفيه فذلك الذي يرد .(لطائف المعارف لابن رجب).

الإعداد وتهيئة النفس قبل الحج

ومن الأمور التي تعين العبد على أن يكون حجه مبروراً الإعداد وتهيئة النفس قبل الحج ، وذلك بالتوبة النصوح، واختيار النفقة الحلال والرفقة الصالحة، وأن يتحلل من حقوق العباد، إلى غير ذلك مما هو مذكور في آداب الحج.

 النفقة الحلال :

ومن الشروط الأساسية للحج المبرور أن تكون النفقة من المال الحلال فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"يا أيها الناس، إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: " يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ"(المؤمنون: 51).  وقال:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ "(البقرة: 172)، ثم ذكر الرجل يُطيل السفر أشعث أغبر، يَمد يديه إلى السماء: يا ربِّ، يا ربِّ، ومَطعمه حرام ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذي بالحرام، فأنَّى يُستجاب لذلك"(مسلم). .

قال الحافظ ابن رجب:"في هذا الحديث إشارة إلى أنه لا يُقبل العمل ولا يزكو إلا بأكل الحلال، وإن أكل الحرام يُفسد العمل ويُمنع قَبوله",

وعن زيد بن أرقم قال: كان لأبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه مملوك يغل عليه، فأتاه ليلة بطعام، فتناول منه لقمة، فقال له المملوك: مالك كنت تسألني كل ليلة، ولم تسألني الليلة؟ قال: حملني على ذلك الجوع، من أين جئت بهذا؟ قال: مررت بقوم في الجاهلية، فرقيت لهم، فوعدوني، فلما أن كان اليوم، مررت بهم، فإذا عرس لهم، فأعطوني؛ قال: إن كدت أن تهلكني، فأدخل يده في حلقه، فجعل يتقيأ، وجعلت لا تخرج، فقيل له: إن هذه لا تخرج إلا بالماء، فدعا بطست من ماء، فجعل يشرب ويتقيأ، حتى رمى بها؛ فقيل له: يرحمك الله، كل هذا من أجل هذه اللقمة، قال: لو لم تخرج إلا مع نفسي، لأخرجتها؛ سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «كل جسد نبت من سحت، فالنار أولى به». فخشيت أن ينبت شيء من جسدي من هذه اللقمة.(حلية الأولياء).

وعن ميمون بن مهران قال: لا يكون الرجل من المتقين، حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة شريكه، حتى يعلم من أين مطعمه، ومن أين ملبسة، ومن أين مشربه: أمن حلال ذلك، أم من حرام .

 وعنه قال: لا يسلم للرجل الحلال، حتى يجعل بينه وبين الحرام حاجزاً من الحلال.(حلية الأولياء).

وذكر ابن رجب في لطائف المعارف:" أنه مات رجل في طريق مكة فحفروا له فدفنوه ونسوا الفأس في لحده فكشفوا عنه التراب ليأخذوا الفاس فإذا رأسه وعنقه قد جمعا في حلقة الفاس فردوا عليه التراب ورجعوا إلى أهله فسألوهم عنه فقالوا: صحب رجلا فأخذ ماله فكان منه يحج ويغزو.

إذا حججت بمال أصله سحت

                              فما حججت ولكن حجت العير

لا يقبل الله إلا كل طيبة

                            ما كل من حج بيت الله مبرور

ومن الأمور التي تعين العبد على أن يكون حجه مبروراً، أن يستشعر حِكم الحج وأسراره، فقد حث الله عباده على التزود من الصالحات وقت أداء النسك،والتمسك بالحكمة البالغة والثمرة المرجوة من فريضة الحج ألا وهي التقوي  فقال سبحانه في آيات الحج:"وَمَا تَفْعَلُوامِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى"(البقرة/197). والتقوي هي الحكمة البالغة من الحج فهي خير زاد يوصل الإنسان للأخرة ..

لما مرالإمام علي رضي الله عنه  بمقابر الكوفة أو البصرةقال :"  السلام عليكم دار قوم مؤمنين أنتم السابقون ونحن بكم إن شاء الله لاحقون أنتم لنا سلف ونحن لكم تبع أما الزواج فقد نكحت وأما الديار فقد سكنت وأما الأموال فقد قسمت هذا خبر ماعندنا فما نبأ ماعندكم ثم التفت إلي أصحابه قائلاً:" والله لو أذن الله لهم أن يتكلموا لقالوا:" وجدنا خير الزاد التقوي " ثم أنشد قائلاً:"

تزود من حياتك للميعاد وقم لله واعمل خير زاد

ولاتركن إلي الدنيا قليلاً  فإن المال يجمع للنفاد

أترضي أن تكون رفيق قوم لهم زادوأنت بغيرزاد.

 والتقوي هي وسيلة البركة قال الله تعالى:"وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون"(الأعراف/96).

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة :"وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا" بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدراراً، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ). اهـ.

 التمسك بهدي رسول الله صلي الله عليه وسلم .

وحتي يكون حجك مبروراً لابد من المتابعة لرسوله - صلى الله عليه وسلم –: فيجب على الحاج أن يحرص على أن تكون أعمال حجه موافقة لسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - ولن يتم لك ذلك إلا بتعلم صفة حجه - عليه الصلاة والسلام - فهو القائل كما في حديث جابر - رضي الله عنه -:"لتأخذوا عني مناسككم؛ فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه"( مسلم).  

 طِيب المعشر، وحسن الخلق، وبذل المعروف، والإحسان إلى الناس بشتى وجوه الإحسان؛ من كلمة طيبة، أو إنفاق للمال، أو تعليم لجاهل، أو إرشاد لضال، أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر، وقد كان ابن عمر - رضي الله عنهما - يقول: "إن البر شيء هين: وجه طليق، وكلام لين".

ومن أجمع خصال البر التي يحتاج إليها الحاج -كما يقول ابن رجب - ما وصَّى به النبي - صلى الله عليه وسلم- أبا جُرَيٍّ الهُجَيْمِي حين قال له:"لا تحقرن من المعروف شيئًا، ولو أن تعطي صلة الحبل، ولو أن تعطي شسع النعل، ولو أن تُفرِغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تنحي الشيء من طريق الناس يؤذيهم، ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منطلق، ولو أن تلقى أخاك فتسلم عليه، ولو أن تؤنس الوحشان في الأرض"( أحمد). .

أخي المسلم :" هناك أمور كثيرة لاستكمال حجك وقبوله ..

   والاستكثار من أنواع الطاعات،والبعد عن المعاصي والمخالفات،فنهاهم المولي عز وجل عن الرفث والفسوق والجدال في الحج فقال - عز وجل:"الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ"(البقرة/ 197). 

وقال - صلى الله عليه وسلم:"من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق؛ رجع كيوم ولدته أمه"( متفق عليه)، والرفث: هو الجماع وما دونه من فاحش القول وبذيئه، وأما الفسوق: فقد رُوِيَ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - وغير واحد من السلف أنه المعاصي بجميع أنواعها، والجدال: هو المِراء بغير حق..

فينبغي عليك ..أخي المسلم - إذا أردت أن يكون حجك مبرورًا أن تلزم طاعة ربك، وذلك بالمحافظة على الفرائض، وشغل الوقت بكل ما يقربك من الله - جل وعلا - من ذكر ودعاء وقراءة قرآن، وغير ذلك من أبواب الخير، وأن تحفظ حدود الله ومحارمه، فتصون سمعك وبصرك ولسانك عما لا يحل لك.


علامات الحج المبروركما سمعنا كثيرة وينبغي أن يستقيم المسلم بعد حجه فليزم طاعة ربه، ويكون بعد الحج أحسن حالاً منه قبله، فإن ذلك من علامات قبول الطاعة. قال بعض السلف : " علامة بر الحج أن يزداد بعده خيراً، ولا يعاود المعاصي بعد رجوعه ". وقال الحسن البصري رحمه الله : " الحج المبرور أن يرجع زاهداً في الدنيا، راغباً في الآخرة".

 وأختم بكلام عظيم لتابعي عظيم، وهو يوسف بن أسباط:

قال: إذا تعبد الشاب يقول إبليس: انظروا من أين مطعمه؟ فإن كان مطعمه مطعم سوء، قال: دَعُوه، لا تَشتغلوا به، دَعُوه يجتهد ويَنْصَب، فقد كفاكم نفسَه!

فاحرِصوا رحمكم الله على أكل الحلال الطيب، واستعينوا بالله ولا تَعجِزوا، وارفعوا أيديكم إلى رازقكم وقولوا: "اللهم اكْفِنا بحلالك عن حرامك، واغْنِنا بفضلك عمن سواك".

ليَتَأمَّل كل عاقل ما يُدخل في بطنه، أو على أهله وعياله، وليَنظر في سائر المعاملات التي مارَسها، ما الحلال منها وما الحرام؟

أخي المسلم  هذه هي أهم صفات الحج المبرور وعلاماته، فاجتهد في طلبها وتحصيلها عسى أن تفوز بثواب الله ورضوانه، أسأل الله أن يجعل حجك مبروراً، وذنبك مغفوراً، وسعيك مشكوراً.

وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم 

google-playkhamsatmostaqltradent