
التكافل الاجتماعي في الإسلام

مفهوم ونطاق التكافل الاجتماعي
الإسلام والتكافل الاجتماعي
وسائل تحقيق التكافل الاجتماعي
من صور التكافل الاجتماعي
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن سيدنا ونبينا
محمداً عبده ورسوله اللهم صلاة وسلاماً عليك ياسيدي يارسول الله وعلي آلك وصحبك
وسلم أما بعد فياعباد الله
قال تعالى :"وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ
اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"(المائدة/ 2).
عباد الله :" حديثنا إليكم اليوم عن التكافل الاجتماعي في الإسلام ، وهو لايقوم على
الجوانب المادية فحسب ، بل يمتد إلى ما يعد تعاوناً شاملاً على البر. فالمسلمون
متآلفون متعاونون , يسعى بذمتهم أدناهم
وهم يد على من سواهم .
فمِن أصول الدّين أخوّةَ الإسلام، فأخوّةُ الإسلام رابِطةٌ متينَة ودرع حصينَة ونُصرة
مبينة، أخوَّةُ الإسلام بها يتواصَل المسلمون، وبها يتناصرون ويقوَون، وبها يتراحمون
ويتعاطَفون، وبها يتوارَثون، وبها يتعاوَنون، وبها يتناصَحون، ذكرها الله تعالى بعد
الأمرِ بتقواه فقال عزّ وجلّ: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ۖ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن
كُنتُم مُّؤْمِنِينَ"(الأنفال:1)، وقال تعالى:إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ"(الحجرات:10).
ويقول صلى الله عليه وسلم قال:"مثَل المؤمنين في توادِّهم وتراحمِهم وتعاطفِهم مثَلُ
الجسد إذا اشتَكى منه عضوٌ تداعى له الجَسَد بالحمَّى والسّهَر"(البخاري ومسلم).،
وعن أبي موسى الأشعريّ رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه
قال:"المؤمن للمؤمن كالبنيانِ يشدُّ بعضه بعضًا" (البخاري ومسلم).
مفهوم ونطاق التكافل الاجتماعي
عباد الله:" يقصد بالتكافل الاجتماعي: أن يكون أفراد المجتمع مشاركين في المحافظة
على المصالح العامة والخاصة ودفع المفاسد والأضرار المادية والمعنوية، بحيث يشعر
كل فرد فيه أنه إلى جانب الحقوق التي له أن عليه واجبات للآخرين وخاصة الذين ليس
باستطاعتهم أن يحققوا حاجاتهم الخاصة وذلك بإيصال المنافع إليهم ودفع الأضرار
عنهم.
الإسلام والتكافل الاجتماعي
عباد الله:" يقوم التكافل الاجتماعي في الإسلام ، على بناء فكري متكامل ، له أساسه من العقيدة ،
ومن المنظومة الأخلاقية الإسلامية ، فلم يكن تقرير هذا الحق للإنسان وليد تجارب
بشرية فرضته فرضا ، كما هو الشأن في نظم الضمان الاجتماعي التي تسود الحالم
الحديث .
والتكافل في الإسلام ، يمثل فكرة متقدمة ، تتجاوز مجرد التعاون بين الناس ، أو تقديم
أوجه المساعدة وقت الضعف والحاجة.
ومبناه ليس الحاجة الاجتماعية التي تفرض نفسها في وقت معين أو مكان بعينه ، وإنما
يستمد التكافل الاجتماعي في الإسلام مبناه من مبدأ مقرر في الشريعة ، وهو مبدأ
الولاية المتبادلة بين المؤمنين في المجتمع ، يقول الله تعالى : وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ
بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ
الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيم"(التوبة/ 71).
فالإنسان في التصور الإسلامي ، لا يعيش مستقلا بنفسه ، منعزلا عن غيره ، وإنما
يتبادل مع أفراد المجتمع الآخرين الولاية ، بما تعنيه من الإشراف والتساند والتكافل
في أمور الحياة ، وفي شؤون المجتمع .
والتكافل في الإسلام ، يعني التزام القادر من أفراد المجتمع تجاه أفراده , قال تعالى في
وصف المؤمنين الصالحين " وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ
إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ
خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"(الحشر/9) .
عَنْ أَبي سَعِيدِ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي سَفر مَعَ اَلنبِيِّ ، صلى الله عليه وسلم ، إِذْ
جَاءَ رَجُل عَلَى رَاحِلَة لَهُ ، قَالَ : فَجَعَلَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ يَمِينأ وَشِمَالاً ، فَقَالَ رَسُولُ الله
صلى الله عليه وسلم : مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لاَ ظَهْرَ لَهُ ، وَمَنْ كَانَ
لَهُ فَضْل مِن زَاد فَليَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لاَ زَادَ لَهُ ، قَالَ : فَذَكَرَ مِن أَصْنَافِ اَلْمَالِ مَا ذَكَر ،
حَتُّى
رَأَيْنَا أَنَهُ لاحق لأَحَدٍ منا فِي فَضْل."( أحمدومسلم وأبو داود).
وقد بين الرسول - صلى الله عليه وسلم - مسؤولية المجتمع عن كل فرد محتاج فيه ،
في عبارة قوية في إنذارها للفرد والمجتمع :" ليس المؤمن بالذي يشبع وجاره جائع
إلى جنبه"(البخاري ).
وسائل تحقيق التكافل الاجتماعي
عباد الله:" يوجد العديد من الطرق التي تُساعد على تحقيق التكافل المادي والاجتماعي
ومن أهم هذه الوسائل:
الزكاة: الزكاة من أهم العبادات ووسائل التكافل الاجتماعي علي الدعم المادي للفقراء
ولا يترك الحقد يتسلل إلى قلوبهم:" خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ
عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"(التوبة/103). تظهر الزكاة التي هي
أحد أركان الإسلام ،وفريضته الاجتماعية ، أول صور التكافل الاجتماعي في الإسلام ،
وهي فريضة على كل مسلم ، وهي حق مقدر بتقدير الشارع الحكيم في المال بشروط
معينة ، وهي تدل على معنى أخص من الصدقة التي لا تتحدد بمال معين أو قدر بذاته
.الصدقة متروكة لاختيار الأفراد في قدرها ، وفيمن توجه إليه من المحتاجين ، وذلك
على خلاف الزكاة التي فرضها الله في أنواع المال التي حددها الشارع ، وبين نصاب
كل نوع ، ومقدار الزكاة فيه.
والزكاة عون للفقراء والمحتاجين ، تأخذ بأيديهم لاستئناف العمل والنشاط إن كانوا قادرين ، وتساعدهم على ظروف المعيشة إن كانوا عاجزين ، فتحمي المجتمع من الفقر والدولة من الإرهاق والضعف ، وعدم إخراج الزكاة سبب من أسباب البلاء والغلاء ، ومن أسباب العداوة والبغضاء بين أفراد المجتمع لغياب التكافل فيما بينهم ، أما إخراج الزكاة فهو سبب البركة وسبب المحبة والمودة بين أفراد المجتمع . قال صلى الله عليه وسلم :" من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له و من كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له "(صحيح).
قال الشاعر:
الله أعطــاك فابـذل
من عطيتــه *** فالمــال عاريّة والعمْـر رحــــالُ
المال كالماء إِنْ
تحبس سواقِيَه يأسن***وإن يجرِ يعذب منه سلسالُ
وإلي جانب الزكاة شرع الإسلام النذوروالأضاحي والكفارات والأعمال التطوعيةالتي
تقوم بها الجمعيات والإعارة وهي أن تسمح لشخصٍ ما باستخدام أغراضك أو أغراضٍ
معينة مجاناً بشرط إعادتها إليك لاحقاً.
وبناء المدارس والمعاهد وتعليم الفقراء والمحافظة علي التعليم بالمجان وإقامة
المصالح كالمساجد ومكاتب البريد والوحدات الصحية ..الخ .
ومثل هذه الأمورسيقود في المستقبل إلى نمو البلاد وتطورها لتصبح من القوى العظمى
ويجعل من أفرادها أمثلةً يُحتذى بها دوماً.
من صور التكافل الاجتماعي
عباد الله:" ومن صور التكافل الاجتماعي في الإسلام ، ما شرعه الله من وجوب نفقة
الأقارب الفقراء على القريب الغني ، فنفقة الزوجة على الزوج ، والأبناء على الأب ،
ونفقة الوالدين الفقيرين على الولد القادر ، ونفقة الأخ الفقير أو المحتاج على أخيه
الذي يرثه ، وقد وسع بعض علماء المسلمين في شأن نفقة الأقارب ، حتى تصل إلى
ذوي الأرحام
.
ومن صور التكافل الاجتماعي الاهتمام باليتامى والمساكين الذين لا عائل لهم ولا مأوى
والعجزة الذين لا يجدون سبيلاً من أسباب الكسب والشباب الذي لايجد من يحنوا عليه
بل يغالي عليه في المهور يعد أيضا من فروض الكفاية.
والتكافل الاجتماعي و تحقيق حد الكفاية من ناحية المطعومات والمشروبات
والملبوسات والنواحى السكنية لجميع فئات المسلمين وهو الأمر الذي لم يتحقق بكل
أسف إذ ما زلنا نمد يدنا
لتستجدى الغذاء من غير المسلمين ..
وتوفير السكن لمن لا سكن له يعد فرضاً من فروض الكفاية وقد كان في مسجد النبي
وعلى الرغم من صغر مساحته مكان لمن لا مأوى لهم من المهاجرين والأنصار وهؤلاء
أطلق عليهم أهل الصفة ..
حتى إنه من إيثاره لهم على أقاربه لما جاءته السيدة فاطمةرضي الله عنها تطلب منه
خادماً يعينها على أعمال المنزل بعد أن شكت ما فعلت الرحا بيديها! قال لها "لا أعطيكم
وأدع أهل الصفة تلوى بطونهم من الجوع"
وهذا يعد نوعاً من أنواع التكافل الاجتماعي والإحساس بالمسئولية ونوعاً من إيواء من
لا مأوى له.
وتعبيد الطرق ورصفها والمحافظة عليها و عدم إلقاء القاذورات على الطرقات وجعل
هذه الطرقات صالحة للمشى فيها بدون أذى من فروض الكفايات أيضا ولذلك يقول
الرسول:"الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلا الله محمد رسول الله وأدناها
إماطة الأذى عن الطريق"(مسلم).
عباد الله أقول ماتسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم
الخطبة الثانية
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله أمابعد فياعباد الله
ومن صور التكافل الاجتماعي مساعدة الشباب والأخذ بأيديهم وانتشالهم من مغبة
الفاحشة والفقر والعوز وإعانتهم علي الزواج فكان رسول الله صلي الله عليه وسلم
يوصي بالشباب خيراً وكان يزوج الشاب علي مامعه من كتاب الله وكان يقول لبعضهم
التمس ولو خاتماً من حديد ..
ولقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في حب الخير للناس , وفي كفالتهم
فها هي قصته مع جابر بن عبد الله الصحابي الجليل .. قتل أبوه في معركة أحد .. وخلف
عنده سبع أخوات ليس لهن عائل غيره .. وخلف ديناً كثيراً ..
على ظهر هذا الشاب الذي لا يزال في أول شبابه ..فكان جابر دائماً ساهم الفكر .. منشغل
البال بأمر دَينه وأخواته .. والغرماء يطالبونه صباحاً ومساءً ..
خرج جابر مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات الرقاع .. وكان لشدة فقره على
جمل كليل ضعيف ما يكاد يسير .. ولم يجد جابر ما يشتري به جملاً .. فسبقه الناس
وصار هو في آخر القافلة ..
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسير في آخر الجيش .. فأدرك جابراً وجمله يدبُّ به
دبيباً .. والناس قد سبقوه .. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : مالك يا جابر ؟قال : يا
رسول الله أبطأ بي جملي هذا ..
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أنخه .. فأناخه جابر وأناخ النبي صلى الله عليه
وسلم ناقته .. ثم قال :أعطني العصا من يدك أو اقطع لي عصا من شجرة ..فناوله جابر
العصا ..برَكَ الجمل على الأرض كليلاً ضعيفاً ..فأقبل صلى الله عليه وسلم إلى الجمل
وضربه بالعصا شيئاً يسيراً ..
فنهض الجمل يجري قد امتلأ نشاطاً فتعلق به جابر وركب على ظهره ..مشى
جابر بجانب النبي صلى الله عليه وسلم .. فرحاً مستبشراً .. وقد صار جمله نشيطاً
سابقاً ..
التفت صلى الله عليه وسلم إلى جابر .. وأراد أن يتحدث معه ..فما هي الأحاديث التي
اختارها النبي صلى الله عليه وسلم ليثيرها مع جابر ..جابر كان شاباً في أول شبابه ..
هموم الشباب في الغالب تدور حول الزواج .. وطلب الرزق ..
قال صلى الله عليه وسلم : يا جابر هل تزوجت ..؟قال جابر : نعم .. قال : بكراً .. أم ثيباً
..قال : بل ثيباً .. فعجب النبي صلى الله عليه وسلم كيف أن شاباً بكراً في أول زواج
له .. يتزوج ثيباً ..
فقال ملاطفاً لجابر : هلا بكراً تلاعبها وتلاعبك ..فقال جابر : يا رسول الله .. إن أبي قتل
في أحد .. وترك تسع أخوات ليس لهن راعٍ غيري .. فكرهت أن أتزوج فتاة مثلهن فتكثر
بينهن الخلافات .. فتزوجت امرأة أكبر منهن لتكون مثل أمهن .. هذا معنى كلام جابر ..
رأى النبي صلى الله عليه وسلم أن أمامه شاب ضحى بمتعته الخاصة لأجل أخواته
..فأراد صلى الله عليه وسلم أن يمازحه بكلمات تصلح للشباب فقال له :لعلنا إذا أقبلنا
إلى المدينة أن ننزل في صرار.
فتسمع بنا زوجتك فتفرش لك النمارق يعني وإن كنت تزوجت ثيباً إلا أنها لا تزال عروساً
تفرح بك إذا قدمت وتبسط فراشها .. وتصف عليه الوسائد .. فتذكر جابر فقره وفقر
أخواته ..
فقال : نمارق !! والله يا رسول الله ما عندنا نمارق ..فقال صلى الله عليه وسلم : إنه
ستكون لكم نمارق إن شاء الله ..ثم مشيا .. فأراد صلى الله عليه وسلم أن يهب لجابر
مالاً فالفت إليه وقال : يا جابر ..
قال : لبيك يا رسول الله ..فقال : أتبيعني جملك ؟تفكر جابر فإذا جمله هو رأس ماله ..
هكذا كان وهو كليل ضعيف .. فكيف وقد صار قوياً جلداً !!لكنه رأى أنه لا مجال لرد
طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ..قال جابر : سُمْه يا رسول الله .. بكم ؟فقال صلى
الله عليه وسلم : بدرهم !!قال جابر : درهم !! تغبنني يا رسول الله ..
فقال صلى الله عليه وسلم : بدرهمين ..قال : لا .. تغبنني يا رسول الله فما زالا يتزايدان
حتى بلغا به أربعين درهماً .. أوقية من ذهب ..فقال جابر : نعم .. ولكن أشترط عليك أن
أبقى عليه إلى المدينة ..قال صلى الله عليه وسلم : نعم..
فلما وصلوا إلى المدينة .. مضى جابر إلى منزله وأنزل متاعه من على الجمل ومضى
ليصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم وربط الجمل عند المسجد فلما خرج النبي صلى
الله عليه وسلم قال جابر : يا رسول الله هذا جملك ..فقال صلى الله عليه وسلم : يا
بلال .. أعط جابراً أربعين درهماً وزده ..
فناول بلال جابراً أربعين درهماً وزاده .. فحمل جابر المال ومضى به يقلبه بين يديه ..
متفكراً في حاله !! ماذا يفعل بهذا المال ؟! أيشتري به جملاً .. أم يبتاع به متاعاً لبيته ..
أم ..وفجأة التفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بلال وقال : يا بلال .. خذ المال
وأعطه جابراً جبذ بلال الجمل ومضى به إلى جابر ..
فلما وصل به إليه .. تعجب جابر .. هل ألغيت الصفقة ؟!قال بلال : خذ الجمل يا جابر
..قال جابر : ما الخبر !!.. قال بلال : قد أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
أعطيك الجمل .. والمال ..فرجع جابر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأله عن الخبر ..
أما تريد الجمل !!فقال صلى الله عليه وسلم : أتراني ماكستك لآخذ جملك .. يعني أنا لم
أكن أطالبك بخفض السعر لأجل أن آخذ الجمل وإنما لأجل أن أقدر كم أعطيك من المال
معونة لك على أمورك "(احمد دلائل النبوة للبيهقي2/316 ).
اللهم أتنا في الدنيا حسنة وفي الأخرة حسنة وقنا عذاب النار
عباد الله قوموا إلي صلاتكم يرحمكم الله