
ماهي العشرة أعمال التي تمنع البلاء قبل وقوعه؟
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول وبعد
فقد جعل الله تعالى البلاء للإنسان كالدواء من داء الذنوب؛ ليطهّره ويرفعه
ويربّي سلوكه، فإذا نزل البلاء على المؤمن علِم بأنّه نعمة من الله تعالى ليحمده
ويصبر عليها، وهناك عبادات تمنع نزول البلاء قبل وقوعه و تساعد المسلم على رفع البلاء عنه، وبيان
ذلك فيما يأتي:
أولها:" الدعاء والتضرع إلي الله
كم
من بلاء ردّ بسبب الدعاء وكم من مصيبة كشفها الله بالدعاء و كم من ذنب و معصية غفرها
الله بالدعاء , وكم من رحمة و نعمة استجلبت بسبب الدعاء
قال تعالى:"أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ
إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَٰهٌ مَّعَ
اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ"(النمل،62)، فإليه سيلجأ المضطر إذا دعاه،
وهو سبحانه من سيكشف ضرّ المضرورين؛ فلا أحد ينجينا من هلاك النّفس سواه.
لنرى عظمة تلك الآية في هذه الحادثة، "ذكر الحافظ ابن عساكر في ترجمة رجل -حكى عنه أبو بكر محمد بن داود الدينوري المعروف بالدقي الصوفي- قال هذا الرجل: كنت أكاري على بغل لي من دمشق إلى بلد الزبداني، فركب معي ذات مرة رجل، فمررنا على بعض الطريق، على طريق غير مسلوكة، فقال لي: خذ في هذه، فإنها أقرب. فقلت: لا خبرة لي فيها، فقال: بل هي أقرب. فسلكناها فانتهينا إلى مكان وعر وواد عميق، وفيه قتلى كثير، فقال لي: أمسك رأس البغل حتى أنزل. فنزل وتشمر، وجمع عليه ثيابه، وسل سكينًا معه وقصدني، ففررت من بين يديه وتبعني، فناشدته الله وقلت: خذ البغل بما عليه.
فقال: هو لي، وإنما أريد قتلك.فخوفته الله والعقوبة فلم يقبل، فاستسلمت بين يديه وقلت: إن رأيت أن تتركني حتى أصلي ركعتين؟ فقال صلى وعجل. فقمت أصلي فأرتج علي القرآن فلم يحضرني منه حرف واحد، فبقيت واقفًا متحيرًا وهو يقول: هيه.
افرغ. فأجرى الله على لساني قوله تعالى: "أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا
دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ"، فإذا أنا بفارس قد أقبل من فم الوادي، وبيده حربة،
فرمى بها الرجل فما أخطأت فؤاده، فخر صريعًا، فتعلقت بالفارس وقلت: بالله من أنت؟ فقال:
أنا رسول الله الذي يجيب المضطر إذا دعاه، ويكشف السوء. قال: فأخذت البغل والحمل ورجعت
سالمًا.
وقال صلي الله عليه وسلم:"الدعاء ينفع
مما نزل، و مما لم ينزل، و إن البلاء لينزل، فيتلقاه الدعاء، فيعتلجان إلى يوم القيامة"(أحمد
والطبراني).
هل يرد الدعاء القضاء ؟
فإن قضاء الله واقع لا محالة ، ولا يتخلف
القضاء عن النزول إلا في حالة واحدة وهى حالة الدعاء ، فالقدر في هذه الحالة معلق على
سبب وهو الدعاء.
فإذا كان هناك مكروه ينزل على العبد ودعا
هذا العبد فإن الله – تعالى – برحمته يمسك هذا القضاء وهذا المكروه فلا ينزل على العبد
ببركة الدعاء .
وقد جاءت أحاديث كثيرة عن النبي عليه الصلاة
والسلام تدل على هذا منها:
فعَنْ سَلْمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"لاَ يَرُدُّ القَضَاءَ إِلاَّ الدُّعَاءُ،
وَلاَ يَزِيدُ فِي العُمْرِ إِلاَّ البِرّ" (الترمذي) .
قال الإمام الطيبي :"يحتمل أن يكون
المراد من القدر الأمر الذي كان يقدر لولا دعاؤه، ومن العمر العمر الذي كان يقصر لولا
بره فيكون الدعاء والبر سببين من أسباب ذلك. وهما مقدران أيضًا " . (شرح المشكاة
للطيبي الكاشف عن حقائق السنن"(10/ 3164).
وأيضا حديث عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا،
قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" لَا يُغْنِي
حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ، وَالدُّعَاءُ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ، وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ،
وَإِنَّ الْبَلَاءَ لَيَنْزِلُ فَيَتَلَقَّاهُ الدُّعَاءُ فَيَعْتَلِجَانِ إِلَى يَوْمِ
الْقِيَامَةِ"(المستدرك على الصحيحين للحاكم) .
ومعنى يعتلجان: يتصارعان، ويتدافعان.
وقال صلي الله عليه وسلم :"لا يردُّ
القضاءَ إلَّا الدُّعاءُ ، ولا يزيدُ في العمرِ إلَّا البرُّ"(الترمذي).
جعَل اللهُ سبحانه وتعالى بحِكمَتِه لكلِّ شيءٍ في هذه الدُّنيا سَببًا؛ فجعَل الولَدَ يأتي بالزَّواجِ، والمريضَ يُشْفى بالدَّواءِ، وكذلك جعَل القَضاءَ يُرَدُّ بالدُّعاءِ، والعُمرَ يَزيدُ بالبِرِّ، كما يقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في هذا الحديثِ: "لا يَرُدُّ القضاءَ إلَّا الدُّعاءُ"، أي: الأمرَ المقدَّرَ، فالدُّعاءُ يَكونُ سببًا في عَدَمِ نُزولِ البلاءِ المقدَّرِ لذلك الشَّخصِ، وقيل: رَدُّه هو تَهْوينُ وتَخفيفُ ما نزَل على العبدِ مِنه، "ولا يَزيدُ في العُمرِ إلَّا البِرُّ"،
أي: الطَّاعاتُ، والإحسانُ إلى الوالِدَينِ
والأرحامِ وسائرِ النَّاسِ؛ فهي سَببٌ في زيادةِ العُمرِ، وقيل: الزِّيادةُ المَعنِيَّةُ
هي البرَكةُ في وَقتِه وعُمرِه، وكلٌّ مِن رَدِّ القضاءِ بالدُّعاءِ، وزيادةِ العمرِ
بالبِرِّ- إنَّما هُما مِن الأمورِ المكتوبةِ للشَّخصِ عندَ اللهِ سبحانه وتعالى في
اللَّوحِ المحفوظِ، وقد سبَقَتْ في عِلمِ اللهِ سبحانه وتعالى، لكنَّ الأمرَ فيها من
بابِ الأسبابِ والمسبِّباتِ، كالدَّواءِ للمَريضِ، ونحوِ ذلك.
الدعاء عبادةٌ لا تنقطع،
سُقيا للروح، غيثٌ للقلب، أعمالٌ تُرفع وحياةٌ تهنأ؛ فالنفس حين تنبض بالدعاء، ترقد بين رحمة الله، تستقيم لا تندثر ولا تنحرف، وقربٌ من الله عزّ وجل، قال تَعَالَى: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ" (البقرة: 186)،
ويقول صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ رَبَّكُمْ حَيِيٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ أَنْ يَرْفَعَ إِلَيْهِ يَدَيْهِ، فَيَرُدَّهُمَا صِفْرًا"(ابن ماجة)،
وعنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : "مَا عَلَى
ظَهْرِ الْأَرْضِ مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو اللَّهَ بِدَعْوَةٍ إِلَّا آتَاهُ اللَّهُ
إِيَّاهَا، أَوْ كَفَّ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا، مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ
قَطِيعَةِ رَحِمٍ"( أحمد).
وقد لجأ أيوب عليه السلام في بلواه وضره إلى الله سبحانه وتعالى فكشف ذلك عنه،
قال الله تعالى: وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ
أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ
أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ"(الأنبياء:43-84).
لا شيء يقف أمام أن نوقن بأنّ الله مجيب الدعوات، لماذا تجزعون وترتدُّون حينما تحلّ بكم مُصيبة؟ إنّ الذي استخلفكم في الأرض لا يعجزه شيء، أتنزلق قلوبكم بعد الثبات؟ من سينجي احتراق النفس ولهيب أرواحكم حين تخلو من روح الله؟ أنتم في المنتصف مترنحين بين الحق والباطل، كما قال تعالى: "وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا" (النمل: 14)، أتكتمون الحق؟ إنّ السماء حق والأرض حق ومعجزات الله كلّها الحق، ومفاتيح الله للتوبةِ نجاةً للانغلاق على النّفس، وأبواب الله مشرّعة لعباده،
فأيّ عظمةٍ حين
يغلق الله أبواب النار ويشرّع أبواب الجنّة في شهر رمضان المبارك؟ الله جلّ جلاله لم
يترك لعباده الهلاك، أسبغ عليهم رحماتٍ تتنزل في هذا الشهر العظيم، ما زال هناك وقتً
للتجرّع إلى الله، لا يردّ عباده حين يهرولون بإذلالهم وخشوعهم إليه، ها قد أتى شهر
الخَير والغُفران، فروا إلى الله بالدعاء، وأطفئوا عَتمة قلوبكم بالدعاء؛ لتُضاءَ حياتكم!
فالدعاء من اقوى الأسباب في دفع المكروه,وحصول
المطلوب وللدعاء مع البلاء ثلاث مقامات قال الرسول"لايرد القضاء الا الدعاء"
1-ان يكون الدعاء اقوى من البلاء فيدفعه
2-ان يكون أضعف من البلاء فيقوى علية البلاء فيصاب
به العبد,ولكن قد يخففه وإن كان ضعيفا"
3-ان يتقاوما ويمنع كل منهما صاحبه
دعاء الخروج من المصائب ورفع البلاء مكتوب
دعاء الخروج من المصائب ورفع البلاء مكتوب
لعله من أهم الأعمال وأصلحها لهذه الظروف التي نعيشها، فلا خير من دعاء رفع البلاء
مكتوب ليزيح الله تعالى عنا الغمة وينجينا من هلاك محقق بسبب فيروس كورونا ، وكذلك
فإن دعاء الخروج من المصائب ورفع البلاء مكتوب جميعنا نعلق عليه الأمل والرجاء لنهاية
كابوس كورونا الذي نعيشه هذه الأيام ، لأنه لا سبيل للنجاة دون دعاء رفع البلاء مكتوب
والذي كثر في نصوص الكتاب والسُنة النبوية الشريفة.
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول
إذا نزل به بلاء: “اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة
الأعداء، اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك، وفجأة نقمتك وجميع سخطتك،
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”.
وكان من دعاء رسول الله -صلى الله عليه
وسلم-: “اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك”. رواه
مسلم
وعن عائشة أن رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- علمها هذا الدعاء: “اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما
لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، اللهم إني أسألك
من خير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك، اللهم إني أسألك
الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل،
وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرًا”. رواه أحمد وابن ماجه وصححه الألباني.
“اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَدْمِ،
وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ التَرَدِّي، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الغَرَقِ، وَالحَرْقِ، وَالهَرَمِ،
وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَيْطَانُ عِنْدَ المَوْتِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ
أَمُوتَ فِي سَبِيِلِكَ مُدْبِرًَا. وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَمُوتَ لَدِيِغًَا”.
“اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ،
وَالحَزَنِ، وَالعَجْزِ، وَالكَسَلِ، وَالبُخْلِ، وَالجُبْنِ، وَضَلْعِ الدَّيْنِ،
وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ”.
“اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ جَهْدِ
البَلاَءِ، وَدَرْكِ الشَقَاءِ، وَسُوءِ القَضَاءِ، وَشَمَاتَةَ الأَعْدَاءِ”.
“اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ زَوَالِ
نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيِعِ سَخَطِكَ”.
“لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”.
«اللهُ اللهُ رَبِّي، لا شَرِيكَ لَهُ».
”اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا، اللهم إنا
نستغيث بك فأغثنا، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا”.
«سلوا الله العفو والعافية؛ فإن أحدًا لم
يُعطَ بعد اليقين خيرًا من العافية»، فلما مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بقوم
مبتلين، فقال: «أما كان هؤلاء يسألون الله العافية»، واستفهامه عليهم إنكار؛ وكأنه
عليه الصلاة والسلام يقول لهم: تستسلمون لهذا الابتلاء وعندكم الدواء والعلاج الناجح
لما ألمّ بكم وهو الدعاء بالعافية!.
لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ،
لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
رَبُّ السَّمَوَاتِ، وَرَبُّ الْأَرْضِ، وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ .
لا إله إلا الله الحليم الكريم ، لا إله
إلا الله العلي العظيم ، لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب العرش الكريم.
اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو فَلا تَكِلْنِي
إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ.
يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث .
«اللهم لك الحمدُ كلُّه، اللهم لا قابضَ
لما بسطتَ، ولا مُقَرِّبَ لما باعدتَ، ولا مُباعِدَ لما قرَّبتَ، ولا مُعطِيَ لما منعْتَ،
ولا مانعَ لما أَعطيتَ اللهم ابسُطْ علينا من بركاتِك ورحمتِك وفضلِك ورزقِك، اللهم
إني أسألُك النَّعيمَ المقيمَ الذي لا يحُولُ ولا يزولُ اللهم إني أسألُك النَّعيمَ
يومَ العَيْلَةِ، والأمنَ يومَ الحربِ، اللهم عائذًا بك من سوءِ ما أُعطِينا، وشرِّ
ما منَعْت منا اللهم حبِّبْ إلينا الإيمانَ وزَيِّنْه في قلوبِنا، وكَرِّه إلينا الكفرَ
والفسوقَ والعصيانَ واجعلْنا من الراشدين اللهم توفَّنا مسلمِين، وأحْيِنا مسلمِين
وألحِقْنا بالصالحين، غيرَ خزايا، ولا مفتونين».
«اللهم ارضنا بقضائك و بما قسمته لنا، واجعلنا
من الحامدين لك في السراء والضراء، اللهم يا من لطفه بخلقه شامل، وخيره لعبده واصل،
لا تخرجني وذريتي وأهلي وأحبابي من دائرة الألطاف، وآمنا من كل ما نخاف، وكن لنا بلطفك
الخفى الظاهر».
«اللهم إني نسألُك العفوَ والعافيةَ، في
الدنيا والآخرةِ، اللهمَّ إني نسألُك العفوَ والعافيةَ، في دِيننا ودنيانا وأهلنا ومالنا،
اللهمَّ استُرْ عوراتنا، وآمِنْ روعاتنا، واحفظنا من بين يدينا، ومن خلفينا، وعن يمينا،
وعن شمالنا، ومن فوقنا، ونعوذُ بك أن أنغْتَالَ من تحتنا».
« يا فارج الهمّ ويا كاشف الغم فرج همنا
ويسر أمرنا، وارحم ضعفنا وقلة حيلتنا، وارزقنا من حيث لا نحتسب يا رب العالمين، اللهم
إني نسألك أن تجعل خير عملنا آخره، وخير أيامنا يوم نلقاك فيه، إنّك على كل شيءٍ قَدير».
« اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب
ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه
او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا
تطل علينا مداه ».
« أَعوذُ بكلِماتِ اللهِ التامَّاتِ، الَّتي
لا يُجاوِزُهُنَّ بَرٌّ ولا فاجرٌ، مِن شرِّ ما خلقَ، وذرأَ، وبرأَ، ومِن شرِّ ما ينزِلُ
مِن السَّماءِ، ومِن شرِّ ما يعرُجُ فيها، ومِن شرِّ ما ذرأَ في الأرضِ وبرأَ، ومِن
شرِّ ما يَخرجُ مِنها، ومِن شرِّ فِتَنِ اللَّيلِ والنَّهارِ، ومِن شرِّ كلِّ طارقٍ
يطرُقُ، إلَّا طارقًا يطرقُ بِخَيرٍ، يا رَحمنُ».
« أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ،
مِن كُلِّ شيطَانٍ وهَامَّةٍ، ومِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ».
«أَعُوذُ باللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِن شَرِّ
ما أَجِدُ وَأُحَاذِرُ».
« اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي
وهواني على الناس يا أرحم الراحمين أنت ربُّ المستضعفين، اللهم من اعتزّ بك فلن يُذل،
ومن اهتدى بك فلن يضِلّ، ومن استكثر بك فلن يقلّ، ومن استقوى بك فلن يضعف، ومن استغنى
بك فلن يفتقر، ومن استنصر بك فلن يُخذل».
« اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ مِن الخيرِ
كلِّه عاجلِه وآجلِه ما علِمْتُ منه وما لَمْ أعلَمْ وأعوذُ بكَ مِن الشَّرِّ كلِّه
عاجلِه وآجلِه ما علِمْتُ منه وما لَمْ أعلَمْ، اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ مِن الخيرِ
ما سأَلكَ عبدُك ونَبيُّكَ وأعوذُ بكَ مِن الشَّرِّ ما عاذ به عبدُك ونَبيُّكَ وأسأَلُكَ
الجنَّةَ وما قرَّب إليها مِن قولٍ وعمَلٍ وأعوذُ بكَ مِن النَّارِ وما قرَّب إليها
مِن قولٍ وعمَلٍ وأسأَلُكَ أنْ تجعَلَ كلَّ قضاءٍ قضَيْتَه لي خيرًا».
«اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ
والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والبُخْلِ، والجُبْنِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ
الرِّجالِ».
ثانياً :صنائع المعروف
من الأمور والطاعات التي تمنع وقوع المصيبة
قبل نزولها كما قال لنا الرسول صلي الله عليه وسلم :" صَنائعُ المعروفِ تَقِي مَصارعَ السُّوءِ،
وصدَقةُ السِّرِّ تُطفئُ غضبَ الرَّبِّ، وصِلةُ الرَّحِمِ تَزيدُ في العُمُرِ"(صحيح).
وفي الرواية الأخرى قال صلّى الله عليه
وسلّم :"صَنائِعُ المَعْرُوفُ تَقِي مَصارِعَ السُّوءِ والآفَاتِ والهلكَاتِ،
و أهلُ المعروفِ في الدنيا هُمْ أهلُ المعروفِ في الآخرةِ"(صحيح ).
معنى صنائع المعروف ؟
ومصارع السوء يأتي مصطلح
صنائع المعروف ليشمل كل ما يمكن أن يقوم به المسلم من الطاعات المختلفة التي يكون من
شأنها أن ينال رضا الله -تعالى-، ويكون محسناً مع الخلق من حوله..
وطالما كان الإنسان قادراً على تقديم المعروف
والقيام به فليعجّل في ذلك، خوفاً من أن يفوته فيورثه ندماً لا يمكنه العودة فيه، فمن
أتته الفرصة وأضاعها في وقتها فقد فاتته.
ويُقصد بمصارع السوء؛ أيّ ميتة السوء، فمن كان حريصاً
على تقديم المعروف والإحسان للآخر من برّ الوالدين، والصدقة، وصلة الرحم، وإعانة المحتاج،
وغيرها، عافاه الله من ميتة السوء. وقد استعاذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من ميتة
الهدم، والتّردي، والغرق، والحرق، وأن يُقتل في أرض المعركة مدبراً مولياً، ثمّ فسّر
بعض العلماء مصرع السوء بالموت فجأة، أو الموت على مرأى الناس؛ كمن يموت مصلوباً.
أمثلة على صنائع المعروف ذكرت سيدتنا خديجة -رضيَ
الله عنها- لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بعض ما يحسن فيه إلى الخلق، فقالت:
"أبْشِرْ فَوَاللَّهِ لا يُخْزِيكَ اللَّهُ أبَدًا، فَوَاللَّهِ إنَّكَ لَتَصِلُ
الرَّحِمَ، وتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وتَقْرِي
الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوَائِبِ الحَقِّ"(البخاري).
وقد جاء عن رسول الله العديد من الأحاديث
المتضمّنة للكثير من أشكال المعروف التي يقوم بها المسلم، فتكون سبباً للوقاية من مصرع
السوء، ومن الأمثلة على ذلك ما يأتي: إعانة الآخر، والتيسير على المسلمين وسترهم وقضاء
حوائج الناس والسعي في خدمتهم، وبذل المعروف والإحسان إليهم،
فعن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال:
"مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه
كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ
عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا
وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ"(البخاري).
الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وإزالة
الأذى عن الطريق، ودلالة الأعمى، وتقديم المساعدة للأصمّ والأبكم، والإرشاد إلى الطريق
وذلك لحديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الذي بيّن فيه أنّ كل ذلك يعدّ من صدقة
المسلم عن نفسه، فقال:" ويأمُرُ بالمعروفِ، وينْهى عنِ المنكَرِ، ويَعزِلُ الشَّوكَ
عن طريقِ الناسِ، والعظْمَ والحجَرَ، وتَهدِي الأعْمَى، وتُسمِعُ الأصَمَّ والأبْكمَ
حتى يَفقَهَ، وتُدِلُّ المستدِلَّ على حاجةٍ لهُ قدْ علِمتَ مكانَها، وتَسعَى بِشدَّةِ
ساقَيْكَ إلى اللَّهْفَانِ ".
ثالثاً :" كثرةُ الاستغفار؛
حيث قال الله تعالى: "وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ"(الأنفال/33).
قال ابن عباس : إن الله جعل في هذه الأمة
أمانين لا يزالون معصومين مجارين من قوارع العذاب ما داما بين أظهرهم : فأمان قبضه
الله إليه ، وأمان بقي فيكم ، قوله : "وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان
الله معذبهم وهم يستغفرون " فكان الاستغفار أمانًا من وقوع العذاب حتى بعد انعقاد أسبابه.
وعن النبي - صلى الله عليه وسلم أنه قال :"العبد آمن من عذاب الله ما استغفر
الله ، عز وجل"(أحمد).
رابعاً :ذكر الله والتسبيح والصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم
يمنع البلاء بالذكر والتسبيح والصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم
قال تعالي:" فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ . لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ"(الصافات/143-144).
يذكر الله تعالى عبده ورسوله يونس و كيف نجاه سبحانه بسبب استغفاره وتسبيحه الدائم و رجوعه إلى خالقه و إنابته المستمرة، إذ نجاه سبحانه بعدما استقر السهم عليه من بين سائر أهل السفينة التي كادت تغرق بمن فيها، فالتقمه الحوت ليزداد الامتحان صعوبة فاستمر في تسبيحه و رجوعه لمولاه فلما نجح في الاختبار توالت عليه المكافآت بالنجاة و العافية من السقم بعد الغرق و توبة قومه و إيمانهم برسالته و استقرارهم على الإيمان و ثباتهم على الحق فبدل الله حالهم إلى أحسن حال.
قال الله تعالى:" وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ
أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ
سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ
مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ"(الأنبياء: 87، 88).
وليس هذا الدعاء خاصًّا بيونس عليه السلام،
فإن الله تعالى ينجي المؤمنين كذلك إذا استغاثوا به سبحانه، ولجؤوا إليه في حال أصابهم
كرب وغم وبلاء، ففضل الله تعالى عظيم ورحمته وسعت كل شيء سبحانه.
"فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرين"(البقرة/153).
"لاَ يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا بِذِكْرِ اللَّهِ"وها نحن كلما
نقرأ القرآن يؤول أمرنا إلى الذكر ؛فعلينا أن ننخلع من النسيان والغفلة وندخل في دائرة
الذاكرين الله كثيرا والذاكرات حتى يخفف الله عنا وعن الأمة البلاء .
ذكر يرفع البلاء ورد عن عثمان بن عفان رضي
الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ
:"مَنْ قَالَ : بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ
وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ
فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ ثَلَاثُ مَرَّاتٍ
لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُمْسِيَ". ذِكرُ
اللهِ تعالى له فضلٌ عظيمٌ، وهو يُقرِّبُ العَبْدَ من ربِّهِ، ويَحْفظُه منَ الشَّيطانِ
والبَلاءِ"(أبوداود).
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ الرَّسولُ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّم أنَّ: "مَن قال: بسم اللهِ"، أي: ألتِجِئُ وأعْتصِمُ
باللهِ، "الَّذي لا يضُرُّ مع اسمِهِ"، أي: مع ذِكْرِ اسمِهِ العَظيمِ؛ اعتقادًا
وإيمانًا بذلك، "شيْءٌ في الأرْضِ"؛ من المكْروهاتِ والمؤذياتِ، "ولا
في السَّماءِ"؛ منَ البَلايا النَّازِلاتِ، "وهو السَّميعُ العَليمُ"؛
سَميعٌ لكلِّ شيْءٍ وعَليمٌ بكلِّ شيءٍ، "ثلاثَ مرَّاتٍ"، أي: يقولُ هذا
الدُّعاءِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ "لم تُصِبْهُ فجْأَةُ بَلاءٍ"، أي: بَلاءٍ يأْتي
بَغْتةً بلا سبَبٍ، "حتَّى يُصبِحَ"؛ وذلِك إذا قالَها باللَّيلِ،
"ومَن قالَها حينَ يُصبِحُ"، أي: في الصَّباحِ بعدَ طُلوعِ الفَجْرِ،
"ثلاثَ مرَّاتٍ لم تُصِبْهُ فجْأَةُ بلاءٍ حتَّى يُمْسي"، أي: إلى المَساءِ
بعد غُروبِ الشَّمسِ وفيه: بيانُ ما كان عندَ التَّابِعينَ مِن
الإيمانِ بالقدَرِ.
والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قربة
من أجل القربات ، أمر الله تعالى بها ، وأثنى على أهلها ، وجعلها سببا لمغفرة الذنوب
، وقضاء الحاجات وتفريج الكروت والهموم .
قال الله تعالى :" إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ
وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"(الأحزاب/56).
وقال صلى الله عليه وسلم :" فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى
عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا "(مسلم).
وعن أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ
قَامَ فَقَالَ :" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا اللَّهَ اذْكُرُوا اللَّهَ
جَاءَتْ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ جَاءَ
الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ "قَالَ أُبَيٌّ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ
الصَّلَاةَ عَلَيْكَ ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي ؟ فَقَالَ : مَا شِئْتَ
!!
قَالَ : قُلْتُ : الرُّبُعَ ؟! قَالَ مَا
شِئْتَ ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ !!
قُلْتُ : النِّصْفَ ؟! قَالَ : مَا شِئْتَ
، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ !!
قَالَ : قُلْتُ فَالثُّلُثَيْنِ ؟ قَالَ
: مَا شِئْتَ ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ !!
قُلْتُ : أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا
؟ قَالَ : إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ "(الترمذي).
قال ابن القيم في "جلاء الأفهام" (79) :" وسئل ابن تيمية عن تفسير هذا الحديث ، فقال :
كان لأبي بن كعب دعاء يدعو به لنفسه ، فسأل النبي هل يجعل له منه ربعه صلاةً عليه
؟ فقال : ... ، لأن من صلى على النبي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ، ومن صلى الله
عليه كفاه همه ، وغفر له ذنبه " .
وقوله :"إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ ، وَيُغْفَرُ
لَكَ ذَنْبُكَ ": َالْهَمُّ مَا يَقْصِدُهُ الْإِنْسَانُ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا
وَالْآخِرَةِ , يَعْنِي : إِذَا صَرَفْت جَمِيعَ أَزْمَانِ دُعَائِك فِي الصَّلَاةِ
عَلَيَّ أُعْطِيت مَرَامَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ " انتهى .
قال بعضهم:"وهذا غاية ما يدعو به الإنسان
لنفسه من جلب الخيرات ودفع المضرات ؛ فإن الدعاء فيه تحصيل المطلوب واندفاع المرهوب"
.
وعَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ :"أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلَاةً
"(الترمذي).
فقول من ذكرتَ : كلما زدت في الصلاة زادت
محبتك للرسول صلى الله عليه وسلم ، وزدت قرباً منه ، صحيح ، فإنّ من أكثر من ذكر شيء
أحبه .
فضل صيغة للصلاة على النبي
هناك عدة صِيغ للصلاة على النبي محمد -صلى
الله عليه وسلم-، وذكر العلماء أن أفضلها هي الصلاة الإبراهمية :"اللَّهُمَّ صَلِّ
عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى
آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى
آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ
حَمِيدٌ مَجِيدٌ".
صلاة لتفريج الكروب:
وهناك صيغة من صيغ الصلاة على النبى صلى
الله عليه وسلم، وسميت الصلاة "التفريجية" نظرا لحدوث الفرج الشديد على من
يواظب عليها، كما سميت بالصلاة "القرطبية" نسبة للإمام القرطبي، وأخيراً
سميت بالصلاة "النارية" تشبيها لسرعة تأثيرها وتحقق المطلوب ببركتها بالنار
فى سرعة حركتها.
والصلاة النارية ليست بركوع ولا سجود، إنما
هى صيغة من صيغ الصلاة على النبى محمد صلى الله عليه وسلم، والتى يقول فيها المصلى:"اللهم
صل صلاة كاملة وسلم سلاماً تاماً على نبىٍ تنحل به العقد، وتنفرج به الكرب وتقضى به
الحوائج وتنال به الرغائب وحسن الخواتيم ويستسقى الغمام بوجهه الكريم وعلى آله"،
وقد ورد العديد من الصيغ ولكن هذه هى الصيغة التى تعلمها الكثير من المشايخ.
هذه الصيغة يصلى به العبد عندما يكون له حجة عند الله بأى عدد يستطيعه، وهذه
الصلاة وردت فى كتب الصلوات وكتب الأدعية وتلقاها العلماء بالقبول، وهذه الصلاة لا
يلزمها التتابع فى نفس المرة، ولم يرد فى كتاب الله من يحرم صيغة هذه الصلاة، بل
على العكس فقد ورد فى الآيات فضل الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم بشكل
مطلق كما جاء فى قوله الكريم:"إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"(الأحزاب : 56)،
فلم يقيدنا العزيز الرحيم بصيغة معينة وحرم علينا صيغة أخرى.
خامساً الشكر:
"وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ"
تكليف آخر ألا تستعمل النِعم التي قد أنعم
الله عليك بها في أن تبارزه بالمعصية وأن تواجهه بالذنوب؛ فانخلع من ذنوبك قدر المستطاع
وتب إلى الله واستغفره في اليوم مرات فإن سيد الخلق -صلى الله عليه وسلم- يُعلّمنا وهو من غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر
أنه كان يستغفر الله في اليوم مائة مرة ،ولا تكفر بربك ،واثبت على إيمانك ،وتأكد من
يقينك لا تهتز ولا تيأس، واعلم أن "وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ
أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" وأنه سبحانه "وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ
عِبَادِهِ " عرف ذلك من عرف وجهل ذلك من جهل.
وقال تعالى:"وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ"(النحل/112).
نعم كانت قرية آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدًا من كل مكان فلم يشكروا ، نعم قد يكون من كفر غيرنا ولسنا نحن ؛ولكنا قد قدّر الله علينا أن نبقى في هذه العصور المتأخرة إمتحانا لنا وصبرًا، ويُعد الله لنا الجنات التي عرضها السماوات والأرض فهي فرصة ومنحة وخير رباني نفحات صمدانية ،إنما تحتاج إلى الرجال وإلى النفوس الكبار وإلى المسلم والمسلمة الصالحين الشاكرين الذاكرين الله كثيرا والذاكرات.
سادساَ: الصلاة :
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ"
وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم إذا حزبه
أمر ضايقه أو أهمه فزع إلى الصلاة ،ويقول -صلى الله عليه وسلم- : " الصلاة خير موضوع ، فمن استطاع أن يستكثر
فليستكثر"(حديث حسن). وكان صلي الله عليه وسلم يقول:"يا بلالُ أقمِ الصلاةَ،
أرِحْنا بها"(أبوداود).
الصَّلاةُ أعظمُ أركانِ الإسلامِ العَمليَّةِ، ولها
أهمِّيَّتُها الخاصَّةُ في الشَّرعِ، وفيها مِن الرُّوحانيَّاتِ والصِّلةِ باللهِ ما
يَجْعَلُ القلبَ يَرْتاحُ ويَخْرُجُ مِنْ متاعبِ الدُّنيا إلى مَعِيَّةِ الحَقِّ سُبْحانَه،
وقد جعلتُ قُرَّةُ عينِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في الصَّلاةِ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ رَّجُلٌ من خُزاعةَ:
سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ: "يا بلالُ، أَقِمِ الصَّلاةَ،
أَرِحْنا بها"، أي: ارْفَعْ أذانَ الصَّلاةِ وأَقِمْها؛ لِنَستريحَ بِها، وكأنَّ
دُخولَه فيها هو الرَّاحةُ مِنْ تَعَبِ الدُّنيا ومَشاغِلِها؛ لِمَا فيها مِنْ مُناجاةٍ
للهِ تعالى وراحةٍ للرُّوحِ والقَلْبِ، ولا عَجَبَ في ذلك؛ فإنَّه صلَّى الله عليه
وسلَّم هو القائلُ: "وجُعِلتْ قُرَّةُ عَيْنِي في الصَّلاةِ"، وطَلَبُ الرَّاحةِ
في الصَّلاةِ يَصْدُرُ ممَّنْ كان خاشعًا فيها ومُحِبًّا لها، وإنْ كانت ثَقيلةً على
البعضِ؛ كما قال اللهُ:"وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ"(البقرة:
45).
وفي الحَديثِ: أنَّ الصَّلاةَ راحةٌ للقَلْبِ
مِنْ تَعَبِ الدُّنيا ومَشاغِلِها. كان يجد راحته في مناجاة ربه ، في حالة نصره وفي
حالة هزيمته ، في حالة تقدم جيوشه وفي حالة إخفاقهم ، في كل حالة هو يرضى عن الله ويلجأ
إلى الله ويزدادُ يقينا بالله ،ففى كل هذا البلاء الذي نراه ونحيا فيه هُب إلى ربّك
إلى الصلاة وتعوّد عليها لا نقول صلاة الفرض فقط بل الصلاة النافلة لله رب العالمين
، إذا ضاق صدرك مما حولك فافزع إلى الصلاة ناجي ربّك.
الصّلاة بخشوع وحضور؛ حيث أوصى الرّسول
-صلّى الله عليه وسلّم- المؤمنين إذا كُسفت الشمس أو خسف القمر أن يفزعوا إلى الصّلاة
ليكشف الله -تعالى- عنهم ما أصابهم، وعمّم ذلك على كلّ مكروهٍ يصيب المؤمن؛ حيث قال:"فافزَعوا
للصلاةِ"(البخاري ومسلم).وفي رواية :"فصلُّوا حتى يُفرِّجَ اللهُ عنكم"(البخاري).
سابعاً: الصبر:
يقول الحق تبارك وتعالى:"وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ" هل هناك أفضل من هذا؟ صلوات الله تنزل على القلب الصابر عندما يسلم ويرضى،
فينبغي عليك أن تدرب نفسك على الصبر وقد نزل البلاء ،وأن ندعوا الله سبحانه وتعالى أن ينزل علينا الصبر حين البلاء حتى يُثبّت أفئدتنا على الحق إلى أن نلقاه .
ثامناً تقوى الله تعالى:"
فهي عبادة مأمور بها المسلم، حيث
جعلها الله تعالى سببًا للفرج بعد الشدّة وكشْفًا للكرب بعد الضّيق،
حيث قال: "وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ
لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ
أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا"(الطلاق/2-3).، فجعل الله
-تعالى- دفع البلاء وكشف الهمّ للأتقياء من عباده.
تاسعاً الصّدقة:"
وهي من أهمّ ما يرفع البلاء عن المسلم،قال صلى الله عليه وسلم :" إن صدقة السر تطفئ غضب الرب، وإن صنائع المعروف تقي مصارع السوء"(الطبراني).
ميتة السوء تعني الموت على معصية، مثل من ذهب ليسرق، فمات أثناء قيامه بهذا الفعل أو من ذهب ليرتكب فاحشة فمات وهو يقوم بها وكذلك من شرب الخمر فمات وهو سكران، مشيرًا إلى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم يستعيذ من هذه الميتة التي فيها يلقى العبد ربه عز وجل وهو على حال غير مرضي عنه، حال لا يُرضي الله سبحانه وتعالي
جاء في جامع العلوم والحكم للحافظ ابن رجب الحنبلي: "إِنَّ صَدَقَةَ السَّرِّ لَتُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَتَدْفَعُ مَيْتَةَ السُّوءِ" وَرُوِيَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ أَنَّهُ كَانَ يَحْمِلُ الْخُبْزَ عَلَى ظَهْرِهِ بِاللَّيْلِ، يَتْبَعُ بِهِ الْمَسَاكِينَ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ، وَيَقُولُ: إِنَّ الصَّدَقَةَ فِي سَوَادِ اللَّيْلِ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ.
البيهقي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطّاها"(البيهقي).
وفي أمر الصدقات يقول النبي- صلى الله عليه وآله وسلم :"أحب الأعمال الى الله- عز و جل- سرور تدخله على مسلم: تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديْنا، أو تطرد عنه جوعًا... ولأن أمشي مع أخٍ لي في حاجه أحب إليَّ من أن اعتكف في مسجدي هذا شهرا"(الطبراني).
صدقة السر تقي صاحبها الحرَّ يوم القيامة:
وعن أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سبعةٌ يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله:
إمام عدلٌ وشاب نشأ في عبادة الله، ورجلٌ قلبه معلقٌ في المساجد، ورجلان تحابَّا في
الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجلٌ دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله
ورجلٌ تصدَّق بصدقة فأخفاها؛ حتى لا تعلمَ شمالُه ما تُنفقُ يمينه، ورجل ذكر الله خاليًا
ففاضتْ عيناه"(البخاري ومسلم).
يقول ابن القيّم إنّ الصدقة ترفع البلاء حتّى عن الكافر والفاجر، وأوصى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم النّساء أن يتصدّقن وقرن ذلك بأنّ النّساء من أكثر أهل النّار، فكانت الصدقة سببًا لدفع بلاء عظيم جدًا وهو عذاب الآخرة.
عاشراً صلة الرحم:"
فقطيعة الرحم سبب المصائب وتعجل العقوبة في الدنيا:
وتعجل بالفقرو بالموت والفناء قال صلي الله عليه وسلم : "ما من ذنبٍ أجدرُ أن يُعجِّلَ اللهُ تعالى لصاحبِه العقوبةَ في الدنيا ، مع ما يَدِّخِرُه له في الآخرةِ من قطيعةِ الرَّحِمِ ، والخيانةِ ، والكذبِ ، وإنَّ أَعجلَ الطاعةِ ثوابًا لصلَةُ الرَّحِمِ ، حتى إنَّ أهلَ البيتِ ليكونوا فجَرةً ، فتنمو أموالُهم ، ويكثُرُ عددُهم ، إذا تواصَلوا"(أبوداود والطبراني ، وهو في صحيح الجامع).
وانظر إلي قول الرسول صلي الله عليه وسلم:"حتَّى إنَّ أهْلَ البيتِ لَيكونوا فَجرةً"،
أي: يَرتكِبون الآثامَ والمعاصِيَ، "فتَنْمو أموالُهم"، أي: بالزِّيادةِ
والوَفرةِ مِن الثَّروةِ، "ويَكثُرُ عدَدُهم"، بالتَّزاوُجِ والتَّناسُلِ
والولادةِ الكثيرةِ، "إذا تَواصَلوا"، أي: فيما بيْنهم بالتَّوادِّ والتَّعاوُنِ،
وذلك بالرَّغمِ مِن فُجورِهم.
ونحن إذا تجولنا بخاطرنا في حال
بعض الناس الذين أنعم الله عليهم، وفتح عليهم من خيرات الدنيا، مع أن فيهم فسق ومعاصٍ،
تجد أن من الأسباب أنهم يعيشون معاً، وأن هناك نوع من الترابط فيما بينهم، أنهم يصلون
بعضهم بعضاً، حتى إن أهل البيت ليكونوا فجرة، فتنموا أموالهم ويكثر عددهم إذا تواصلوا،
فانظروا كيف عم ثواب صلة الرحم الفجرة، حتى لو كانوا فجرة، وفي الحديث القدسي الصحيح:
قال الله -تعالى-:أنا خلقت الرحم وشققت لها اسماً من اسمي؛ فمن وصلها وصلته، ومن قطعها
قطعته، ومن بتها بتته .
وفي حديث الصحيح الآخر: إن الله خلق الخلق، حتى إذا فرغ من خلقه، قالت الرحم: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب، قال: فهو لك "(البخاري).
والله
عزوجل له صفات تليق بجلاله وعظمته لا تشابه صفات المخلوقين،من وصلك وصلته، ومن قطعك
قطعته كما ورد في الحديث الصحيح "( البخاري).
وإذا حُرم قاطع الرَّحِم من الرحمة الإلهيّة عاجله الله تعالى بعقابه
في الدنيا قبل الآخرة ومَن عاجله الله تعالى بعقوبته حلّت عليه النِقَم وتتابعت عليه
المصائب وترادفت عليه النوائب، كما حذرنا صلي الله عليه وسلم "حلول النِقَم في قطيعة الرَّحِم"، ولا
شكّ أنّ من تحلُّ به النِقَم وتترادف عليه النوائب يكره وجود نفسه ولا يطيق عمره ولا
يحتمل أيّامه فيسعى بنفسه في الخلاص من نفسه.
تُعجِّل الفناء:
وكما يكره قاطع الرَّحِم نفسه ولا يطيق وجودها ويسعى في الخلاص منها فكذلك الله تعالى يمقته ويُعجِّل فناءه،
وروي : " إنَّ المَرْءَ لَيَصِلُ رَحِمَهُ وما بَقِىَ من عُمُرِهِ إلا ثلاثةُ أيامٍ ، فيُنْسِئُهُ اللهُ ثلاثينَ سنةً ، وإنه لَيَقْطَعُ الرَّحِمَ وقد بَقِيَ من عُمُرِهِ ثلاثونَ سنةً فيُصَيِّرُهُ اللهُ إلى ثلاثةِ أيامٍ(الديلمي -ضعيف). فالذنوب التي تُعَجِّلُ الفناء قطيعة الرَّحِم"، وكان بعضهم يتعوذ من قطيعة الرَّحِم ويقول: "أعوذ بالله من الذنوب التي تُعَجِّل الفناء"ويسأل أَوَتكون ذُنوبٌ تعجِّل الفناء؟ يقول "نعم.. ويلك، قَطيعة الرحم"، ويقول بعضهم "إتّقوا الحالِقَة؛ فإنّها تميت الرجال!"، ولمّا قيل له: وما الحالِقة؟ قال "قطيعة الرَّحِم".
وصلي اللهم علي سيدنا حمد وعلي آله
وسحبه وسلم