recent
أخبار عاجلة

كيف نواجه غلاء الأسعار-المجمعات الإسنهلاكية جزء من الحل

 


 كيف  نواجه غلاء الأسعار؟

هناك عدة محاور يجب ان نعمل عليها لحل مشكلة غلاء الأسعار ومنها ما يلي :

 أولاً دور الدولة :

  1- يجب ان تقوم الدولة بعمل بورصة مخصصة للأسعار. وذلك لتحديد أسعار السلع، ويتم محاسبة كل من يخالف هذه الاسعار. وتقوم الدولة بتحديد نسبة الربح التي سوف يحصل عليها التاجر لكل سلعة. فمثلاً وضع 20% ربح للملابس، و25% للسلع الغذائية.

 وهذا الموضوع مطبق فعلياً في انجلترا واليابان. هكذا تقوم الحكومة بعمل منافذ بيع لتوزيع السلع الغذائية الاساسية مثل الارز واللحوم والدجاج. وتقوم الدولة بعرض هذه السلع بأسعار منخفضة. هكذا يجب ان تعمل الدولة على رفع معدلات الانتاج، وذلك لتوفير السلع للمواطنين.

2- وضع قوانين صارمة لضبط الاسعار. يجب ان تتدخل الحكومة لضبط الاسعار، وعمل معارض للسلع بسعر مخفض.  

3- تتدخل الدولة في حالة ارتفعت الأسعار،بصورة مباشرة وحاسمة  لمواجهة الربح الفاحش للتجار وحماية الناس من جشعهم. هكذا وقد امرنا الله عز وجل بمحاربة الغلاء، والعمل على ضبط الاسعار للمواطن الفقير. ويتضح ذلك في قوله تعالى :"إن الله يأمر بالعدل والإحسان.."(النحل: 90). 

وكذلك في حديث الرسول صلي الله عليه وسلم :" الجالب مرزوق والمحتكر ملعون"(ابن ماجه).وقال صلي الله عليه وسلم :"لايحتكرإلاخاطيء"(مسلم).

وقال صلي الله عليه وسلم :" رحم الله رجلًا سمحًا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى"(البخاري).

ثانياً:" دور المجتمع المدني :"

1-  يجب ان يقوم المجتمع المدني بتفعيل دور الجمعيات الاستهلاكية. كما حدث في السبعينات من القرن الماضي.. حيث كانت المجمعات الاستهلاكية هي المنفذ الأساسي لبيع السلع الاستهلاكية للمواطنين. 

2- تفعيل دور جمعية حماية المستهلك، حيث ان هذه الجمعية مقامة بالفعل. لكن دورها غير مفعل على الاطلاق، وغير مؤثر على التجار وجشعهم.

3- تفعيل دور الغرف التجارية، والتي من الأدوار الأساسية التي تقوم بها هي المراقبة على المجتمع المدني، وتوفير احتياجاته. هكذا يجب أن يتمتع المواطن المصري بنوع من الإيجابية، للوقوف أمام زيادة الاسعار وجشع التجار. 

4- يجب على المواطن أن يقدم الشكاوى في حال تعرض لأي استغلال من أي تاجر.  

هكذا يأمرنا ديننا  الإسلامي للوقوف ضد الجشع والطمع والفساد فأكثر نموذج اقتصادي سعى لحل مشكلة ارتفاع الاسعار والتصدي لجشع التجار هو النظام الإسلامي . وذلك بتطبيق نظام المراقبة على الاسواق.وهو ماكان يسمي بالمحتسب .. 

5- بالنسبة للمواطنين هكذا يجب على المواطنين بعمل ترشد استهلاك العديد من السلع، لكي تنخفض سعرها. كذلك يجب ان يتخلى المواطنون عن السلع المبالغ في اسعارها. وعمل حملات مقاطعة لبعض السلع مثل حملة”خليها تصدي” التي قام بها الافراد لمواجهة غلاء اسعار السيارات في مصر في الاونة الاخيرة.

وهكذا ينبغي أن يتم وقف البناء مطلقاً حتي ولو لمدة شهر لمواجهة ارتفاع الحديد الجنوني .


ثالثاً:  التكافل الاجتماعي:"

 1- لابد من دور الجمعيات الأهلية يجب أن تساعد في توزيع السلع بالاشتراك مع القوات المسلحة ومنافذها ..

 لقد كَفَل الإسلام للإنسان الحاجات الأصلية التى تحقق له الحياة الكريمة وتُعينَه على عبادة الله سبحانه وتعالى ، لتتفاعل الماديات والروحانيات فى إطار متوازن لبناء الجسد وغذاء الروح، حتى أن الفقير الذى لا يملك الحد الأدنى للحاجات الأصلية كفل الله سبحانه وتعالى له حقاً معلوماً فى مال الغنى ، ودليل ذلك قول الله تبارك وتعالى: " وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ" )المعارج : 24ـ25(، 

كما أشارت السنة النبوية إلى ذلك عندما أرسل رسول الله   صلى الله عليه وسلم سيدنا معاذ بن جبل إلى اليمن فقال له :" أعلمهم بأن الله افترض عليهم صدقة ، تؤخذ من أغنيائهم فتُرد على فقرائهم "( مسلم). 

ويعنى هذا أن للفقير حقوقاً عند الغنى وعند الدولة حتى يعيش حياة كريمة ,ومن مسئولية ولى الأمر فى الإسلام أن يكفل للإنسان بصفة عامة وللفقير بصفة خاصة هذه الحقوق ولا سيما عند غلاء الأسعار ويعتبر مسئولاً أمام الله  عز وجل عن شقاء رعيته ، فهو راع ومسئول عن رعيته .

ومن أسباب شقاء الإنسان الفقير وبؤسه هو صنيع التجار وغيرهم بإغلاء الأسعار بدون ضرورة معتبرة شرعاً , ليزدادوا  غنى على حساب الفقراء ,ولقد تضمنت مصادر الشريعة الإسلامية النصوص والأحكام والقواعد والمبادئ التي تعالج مشكلة الغلاء الناجمة عن سوء سلوكيات التجار والوسطاء المحرمة شرعاً، وهذا ما سوف نتناوله فى هذه الخاطرة بشئ من الإيجاز.

google-playkhamsatmostaqltradent