recent
أخبار عاجلة

خطبة الجمعة التيسير في العبادات والسماحة في المعاملات لفضيلة الشيخ عبدالناصربليح

 


التيسير في العبادات والسماحة في المعاملات

التيسير من كتاب الله عزوجل

 التيسير من السنة المطهرة

التيسير في العبادات كلها 

التسامح في المعاملات 

حمل الخطبة pdf

 الحمدُ لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ سيدنا ونبينا محمَّدًا عبدُه ورسوله، ، اللهمَّ صلّاةوسلاماً عليك ياسيدي يارسول الله أما بعد إخوة الإسلام يقول الله تعالي:" يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا "(النساء: 28).

عباد الله:" من رحمة الله التامة وإحسانه الشامل على عباده،التيسير  فالإنسان بطبيعته يعتريه الضعف من كل الوجوه ضعف البنية، وضعف الإرادة، وضعف العزيمة، وضعف الإيمان، وضعف الصبر، فناسب ذلك أن يخفف الله عنه، ما يضعف عنه وما لا يطيقه إيمانه وصبره وقوته .

التيسير من كتاب الله عزوجل

عباد الله:" والشريعة الإسلامية الغراء بها الأدلة الكثيرة علي ذلك أما أدلة من كتاب الله قوله تعالى:"يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ"(البقرة: 185). 

وقوله سبحانه:"لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا"(البقرة: 286).

* وقال تعالي:"وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ"(الحج: 78).


التيسير من السنة النبوية المطهرة 

عباد الله وجاءت  السنة النبوية المطهرة بالعديد من الأحاديث التي تحس المسلمين علي التيسير يقول صلى الله عليه وسلم :"ِِِِِِِِِِِِِِِِيَسِّرُوا وَلاَ تُعَسِّرُوا، وَبَشِّرُوا، وَلاَ تُنَفِّرُوا"( البخاري) .

ويقول صلى الله عليه وسلم :"يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَإِنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ إِلَى اللهِ مَا دُووِمَ عَلَيْهِ، وَإِنْ قَلَّ"(البخاري ومسلم ).

*وَكذلك قوله صلى الله عليه وسلم :"إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ، كَمَا يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى عَزَائِمُهُ"(ابن حبان).

ويقول صلى الله عليه وسلم- قَالَ:"إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا،وَأَبْشِرُوا"( البخاري) .

وقال صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ أي: دين الإسلام ذو يسر، وسَمِّى الدينَ يسرًا على سبيل المبالغة فكأنه لشدة اليسر فيه وكثرته، ثم كون هذا الدين يسرًا يجوز أن يكون بالنسبة إلى ذاته، ويجوز أن يكون بالنسبة إلى الأديان قبله لأن الله رفع عن هذه الأمة الإصر الذي كان على من قبلهم، ومن أوضح الأمثلة له أن توبتهم كانت بقتل أنفسهم وتوبة هذه الأمة بالإقلاع والعزم والندم" .

تلك هي القاعدة الكبرى في الشريعة الإسلامية أن مبناها على التيسير الذي لا مشقة فيه ولا عسر.شريطة ألا يكون فيه تتبع للرخص والزلات:قال الأوزاعيُّ: "مَنْ أَخَذَ بِنَوَادِرِ الْعُلَمَاءِ خَرَجَ مِنَ الإِسْلاَمِ"

وَ قَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ: "لَوْ أَخَذْتَ بِرُخْصَةِ كُلِّ عَالِمٍ أَوْ زَلَّةِ كُلِّ عَالِمٍ اجْتَمَعَ فِيكَ الشَّرُّ كُلُّهُ" .

وألا يكون فيه إثمٌ:

عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها-، أَنَّهَا قَالَتْ: "مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا، مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا، فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ"(البخاري ومسلم) .

قال النووي:فيه استحباب الأخذ بالأيسر والأرفق ما لم يكن حرامًا أو مكروهًا".

عباد الله:"يتبين لنا أن الشريعة الإسلامية مُيسرة لا مشقة فيها ولا عسر، فاقتضت حكمة الله تعالى أن تكون الشريعة الخاتمة عامة ميسورة يسهل فهمها وتعقلها والعلم بها لتسع الجميع إذ لوكان العلم بها عسيرًا لكان من العسير على جمهور المكلفين بها أخذها ومعرفتها أولًا، والامتثال لأوامرها ونواهيها ثانيًا .

التيسير في العبادات كلها 

عباد الله:" وتظهر معالم التيسير للشريعة الإسلامية في مجالات كثيرة منها التيسير في العبادات :

فالله عزوجل يسرالقرآن للذكر فقال تعالى:"وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ"(القمر: 17). 

ومعنى تيسير القرءان: تيسير اللفظ وخلوه من التعقيد حتى يسهل حفظه وتسهل تلاوته على الألسن، ولم يكن شيء من كُتِبِ الله تعالى يحفظ على ظهر القلب غير القرآن.

عباد الله:" وفي تيسير العبادة تخفيف على الناس حتى يسهل أداءها بلا مشقة، ومن مظاهر تيسير العبادة في الإسلام:تيسير الطهارة:فشرع التيمم عند انعدام الماء أو تعذر استعماله، وجعل طهارة الثياب إذا أصيبت بالنجاسة بالنضح أو الغسل، وقد كانت على خلاف ذلك عند السابقين من الأمم قبلنا، ف كَانَ أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ-رضي الله عنه- يُشَدِّدُ فِي البَوْلِ، وَيَقُولُ: " إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ إِذَا أَصَابَ ثَوْبَ أَحَدِهِمْ قَرَضَهُ ".ومنها المسح علي الجورب والخفين والجبيرة ..

كذلك تيسير الصلاة:فرضت الصلاة خمس مرات في اليوم وقد كانت خمسين في البداية ثم خففت لخمس بأجر خمسين، وهي لا تحتاج إلي وقت طويل ولا تعيق الإنسان عن أداء أعماله اليومية، ومن التيسير في الصلاة، كالجمع بين الصلوات وقصر الصلاة الرباعية ركعتين في السفر، والجو الماطر، وتخفيفها في حالة المرض والعجز كقول النبي-صلى الله عليه وسلم- لمن أصابه المرض"صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ"  .

تيسير الزكاة:فُرِضَت الزكاة طهرة للمؤمنين وصدقة على الفقراء والمساكين، ولم تفرض إلا بقدر من المال قليل بعد بلوغ النصاب وحول الحول عليها باستثناء أموال أخرى لا تحتاج إلى حول كزكاة الحرث والركاز وغيرها. ومن التيسير أيضًا أن الشارع حدد نصابها وأصنافها وحدد مصارفها الشرعية.

تيسير الصيام:فقد رخص الإسلام الإفطار للحامل والمرضع إن خافت على نفسها وولدها، وكذلك رخص في الإفطار للمسافر والشيخ الكبير العاجز.

تيسير الحج:ومن تيسير الحج أن الله عز وجل لم يفرضه إلا على المستطيعين من المكلفين، وماسئل رسول الله في حجة الوداع سؤالاً إلاقال افعل ولاحرج عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف في حجة الوداع فجعلوا يسألونه، فقال رجل: لم أشعر، فحلقت قبل أن أذبح، قال: "اذبح ولا حرج"، وقال الآخر: لم أشعر، فنحرت قبل أن أرمي، فقال: "ارم ولا حرج"،فما سئل يومئذ عن شيء قدم ولا أخر إلا قال:"افعل ولا حرج"(متفق عليه).

عباد الله أقول ماتسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد فلازلنا نواصل الحديث حول التيسير في العبادات والسماحة في المعاملات وقد نوهنا عن التيسير في العبادات ونحاول أن نجعل للمعاملات نصيبا من التسامح كما هو موجود في سائر أمور الدين ومن ذلك:

عباد الله:" والتسامح هو اللين والتساهل، والتسامح هو: القلب النابض لحياة طيبة ونفس زكية خالية من العنف. فقد رغب الشرع في التسامح بين الناس في البيع والشراء كما قال صلى الله عليه وسلم- قال: "رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى"(الترمذي).

وكذلك شرع فيها بعض الأمور التي تجلب التيسير فيه، كخيار المجلس، ورد السلع للعيب كل ذلك شُرع دفعًا للضرر بين المتبايعين. وشُرع خيار الشرط للمشتري دفعًا للندم . و قال صلى الله عليه وسلم"ألا أخبركم بمن يحرم على النار أو بمن تحرم عليه النار؟ على كل قريب هيِّن سهل"(الترمذي).

فلم تكن تعاليم الإسلام عبارات أو شعارات فحسب بل كانت ترجمة حرفية وفورية، أخلاق تمشي على الأرض تراها في الأسواق والمواصلات والمعاملات.

عن حذيفة رضي الله عنه قال:"أتى الله بعبد من عباده آتاه الله مالًا، فقال له: ماذا عملت في الدنيا؟ - قال ولا يكتمون الله حديثًا - قال: يا رب آتيتني مالك، فكنت أبايع النَّاس، وكان من خلقي الجواز، فكنت أتيسَّر على الموسر، وأنظر المعسر. فقال الله: أنا أحق بذا منك، تجاوزوا عن عبدي"(متفق عليه).

وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اشترى رجلٌ من رجل عقاراً، فوجد الذي اشترى العقار في عقاره جَرَّة فيها ذهب، فقال الذي اشترى العقار للبائع: خذ ذهبك، أنا اشتريت منك الأرض، ولم أشتر الذهب؛ وقال الذي باع له الأرض: إنما بعتُك الأرض وما فيها؛ فتحاكما إلى رجل، فقال الذي تحاكما إليه: ألكما ولد؟ قال أحدُهما: نعم؛ وقال الآخر: لي جارية - أي بنت؛ قال: أنكحا الغلام الجارية، وأنفقا على أنفسهما منه؛ فانصرفا"(البخاري ومسلم).اللهم أت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها.

عباد الله :" أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم.وقوموا إلي صلاتكم يرحمكم الله.

google-playkhamsatmostaqltradent