recent
أخبار عاجلة

من هو المسلم ؟

 

 من هو المسلم ؟

المسلمُ من سَلِمَ المسلمونَ من لسانهِ ويدهِ، والمهاجرُ من هجر ما نهى اللهُ عنه"(البخاري ومسلم ).

المسلم الحقيقي الذي تظهر عليه آثار الإسلام وشعائره وأماراته، هو الذي يكف أذى لسانه ويده عن المسلمين، فلا يصل إلى المسلمين منه إلا الخير والمعروف.

و المسلِمَ الكامِلَ الجامعَ لخِصالِ الإسلامِ: هو مَن لم يؤذِ مسلِمًا بقولٍ ولا فعلٍ، وخصَّ اللِّسانَ واليدَ؛ لكثرةِ أخطائِهما وأضرارِهما؛ فإنَّ معظمَ الشُّرورِ تصدُرُ عنهما؛ فاللِّسانُ يكذِبُ، ويغتابُ، ويسُبُّ، ويشهَدُ بالزُّورِ، واليدُ تضرِبُ وتقتُلُ، وتسرِقُ، إلى غيرِ ذلك، وقدَّم اللِّسانَ؛ لأنَّ الإيذاءَ به أكثرُ وأسهلُ، وأشدُّ نكايةً، ويعُمُّ الأحياءَ والأمواتَ جميعًا.ويحمل الغل والبغضاء للجميع:"وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا"(الترمذي).

المُسلم هو الشخص الذي يقر بالله ربًّا وإلهًا واحدًا وينفي الربوبية أو الألوهية لغيره، ويتخذ الإسلام ديناً، ويتبع محمدًا نبيًّا ورسولًا، ويتخذ القرآن كتاب هداية، ويؤدي أركان الإسلام الخمسة.

فالمسلم الحقيقي المستقيم على أمر الله، فيعبد الله وحده ولا يشرك به شيئاً، قال تعالى على لسان نبيه: قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ"(الأنعام:162-163). والمسلم الحقيقي ينقاد لله، فيمتثل أمره ويجتنب نهيه، ولا يقدم عقله وهواه على ما بلغه من شرع ربه، قال تعالى: فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا "(النساء:65).

 

قال الحافظ ابن كثير: وقوله: فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ : يقسم تعالى بنفسه الكريمة المقدسة أنه لا يؤمن أحد حتى يحكم الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع الأمور، فما حكم به فهو الحق الذي يجب الانقياد  له باطناً وظاهراً، ولهذا قال:  لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا. أي: إذا حكموك يطيعونك في بواطنهم فلا يجدون في أنفسهم حرجاً مما حكمت به، وينقادون له في الظاهر والباطن، فيسلمون لذلك تسليماً كلياً من غير ممانعة ولا مدافعة ولا منازعة.  

والمسلم الحقيقي هو من تَركِ أذَى المسلِمين بكلِّ ما يُؤذِي، وسرُّ الأمرِ في ذلك حُسنُ التَّخلُّقِ مع العالَمِ.

وفي واقع المسلمين اليوم قد تجد الرجل محافظاً على أداء الصلاة في وقتها، وقد تجده يؤدى حق الله في ماله فيدفع الزكاة المفروضة، وقد يزيد عليها معواناً للناس يسعى في قضاء حوائجهم، وقد تجده من حجاج بيت الله الحرام ومن عُمّارة، ولكن مع هذا الخير كله قد تجده لا يحكم لسانه ولا يملك زمامه، فينفلت منه لسانه فيقع في أعراض الناس ويمزق لحومهم!! فلا يستطيع أن يملك لسانه عن السب والشتم واللعن.والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:"ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا الفاحش ولا البذيء"،

وقد تجد الرجل مع ما فيه من الخير والصلاح لا يملك لسانه عن الغيبة والنميمة، ولا يملكه عن شهادة الزور وقول الزور، وقد لا يكلف لسانه عن همز الناس ولمزهم، فيجره لسانه ويوقعه في كثير من الأخطاء والبلايا، فمثل هذا النوع من الناس قد فقد صفة من أبرز وأهم صفات المسلم الحقيقي.

وهناك نوع آخر من المسلمين يختلف عن النوع السابق فقد تجده يحكم لسانه ويقل به الكلام، ولكنه يؤذى المسلمين بيده، فيضرب بيده أبدان المسلمين، اعتدى على أموالهم فيسرقهم، أو يسلبهم حقوقهم أو يظلمهم ويؤذي جيرانه فهذا أيضاً قد فقد إمارة من الإمارات الظاهرة التي تدل على إسلام المرء وعلى إيمانه.

 

هذا، وإن من أراد السلامة في دينه والنجاة في الآخرة، فعليه أن ينهج نهج أهل السنة والجماعة، وأن يقتفي أثر السلف الصالحين رضي الله تعالى عنهم أجمعين، فإنهم الفرقة الناجية، وهم الطائفة المنصورة، وهم الوسط بين سائر فرق الإسلام..

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل

google-playkhamsatmostaqltradent