recent
أخبار عاجلة

دور أئمة المساجد في الأمن ودرء الفتن

 


أئمة وخطباء المساجد (الحلقة الثانية عشر)

دور أئمة المساجد في الأمن ودرء الفتن

"إنَّما جُعِلَ الإمامُ ليؤتمَّ به"(متفق عليه).

  العلماء وأئمة المساجد لهم دور بارز في درء الفتنة وتهدئة الناس وتوجيههم إلي ما فيه الخير والسعادة لهذا الوطن ..بما حباهم الله من علم وحكمة :"  ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ "(النحل/125).  

 وقال تعالي:"وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ "(التوبة/122).

وقال تعالي:"وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ"(فصلت/33). 

وعن سهل بن سعد قال :قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :"انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم أَدعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجل واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم"(أحمد).‌  


فالإمام الهمام  يحمل أفضل رسالة وأعظم مهنة فلا يستهان  به ولا ينتقص من قدره فهو عند الله عظيم وغال.لا لأنه يحمل رسالة الأنبياء فحسب بل إنه يدعو إلي طريق الله المستقيم فيأخذ بأيدي الحيارى المذنبين لينجيهم من هول الجحيم إلي جنة رب العالمين.. من ذل المعصية إلي عز الطاعة.. من ظلام الجهل إلي نور العلم.

  و إن الناس جميعاً في أمس الحاجة إليه كي يبعث فيهم روح الأمل والرجاء وبخاصة في هذه الفترة العصيبة من عمر الزمن فأعداء الإسلام يتربصون بنا الدوائر ولكن الذي يبعث فينا الأمل ويبث في نفوسنا الرجاء هو الداعية  الذي  يبلغ عن الله قوله تعالي: "إن الدين عند الله الإسلام" فهذا القول يهزنا من الأعماق. فنفيق علي أن شمس الإسلام لا تغيب ولن تغرب وأن الليل مهما طال لابد من طلوع الفجر وأن الذباب لن يحجب ضوء الشمس..وأن القافلة تسير مهما عوت الذئاب..

 حيث لا صلاح لنا ولا خلاص لأمرنا إلا بالعودة إلي الله ولا نهضة لهذه الأمة إلا إذا انصلح حال الدعاة.. وعاد المسجد إلي سابق عهده والي دوره الريادي وقام فيه داعية مستنير وخطيب مؤثر ينادي يا معشر المسلمين يا أمة الإسلام إن الله عز وجل يدعوكم بقوله "ففروا إلي الله إني لكم منه نذير مبين ولا تجعلوا مع الله إلهاً آخر إني لكم منه نذير مبين" (الذاريات "50-51").


ولو يعلم الإمام  أن الله قد اصطفاه لحمل دعوته ورعاية أمانته وصيانة عهده وتحقيق وعده.. اختاره هو لا غيره فلن يتواني في  تبليغ رسالة الله  ولم يتقاعس لحظة في تعليم الناس دين الله وشرعه الحنيف وبسطه بين أيديهم ""ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا" (فاطر 32).

وليكن ذلك في سهولة ويسر لا تشدد ولا عصبية "إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق" "إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة"(البخاري).

والمسجد الذي يعمل على ترسيخ مبدأ التكافل الاجتماعي يساهم في علاج مشكلتي الفقر والبطالة، وذلك من خلال الدور الذي يقوم به إمام المسجد وخطيب المسجد  .


ويمكن لإمام المسجد وخطيبه أن يقوم بدورٍ حيوي لتحقيق الترابط الأخوي، ودعم أجواء الأمن والسلامة، وصيانة المجتمع من دواعي الأنانية والتعسف، لإيجاد مجتمع فاضل متعاون، من خلال حثّه المصلين على القيام بتوطيد العلاقة بينهم، و تجسيد نظام التكافل الاجتماعي، وشعور كل مسلم بمسؤوليته نحو مجتمعه، فيعمل كل فرد على تعميق معاني الأخوة الإيمانية، بتبادل مشاعر المحبة والود، وتصفية النفوس من الشحناء، وتنقيتها من العداوة والبغضاء، وسعي كل عضو لدفع مظاهر السخرية والاحتقار، والعمل على فك الضائقات وتفريج الكربات، بالبذل والإنفاق، وتفقد المحتاجين من أبناء الحي والتبرع لهم، والعطف على المعوزين والمعدمين، والنظر في أحوال المرضى والمعاقين، والرحمة بهم، ومدّ يد العون لأولئك الذين عضتهم أنياب الفقر، وأصابتهم الفاقة، والعناية بمن يحتاجون إلى رعاية مادية ومعنوية. (دور المسجد في مكافحة الفقر والبطالة د/ إسماعيل سعيد رضوان).

 

   فيا علماء الأمة ها هو شعبنا الحر الكريم يأخذ أمره بيده، نحو الاقتصاد والنهضة  بل ها هو شعبنا البطل بكل طوائفه وأعماره يتصدى بمنتهى الوعي لكل محاولات الالتفاف على حركته السلمية البيضاء، ويبطل كل محاولات الخداع المكشوف التي يحاول أزلام الطابور الخامس  القيام بها، وينتبه بمنتهى الذكاء والإيجابية لمحاولات النظامين المخلوعين  إثارة الفوضى والفتنة مرة أخري لتقويض  الأمن وإطلاق البلطجية وأرباب السوابق لترويع الآمنين من شعبنا الكريم وتجويعهم، على أمل أن ينصرف الشعب عن مطالبه الواضحة العادلة إلى تأمين أشخاصهم وبيوتهم والجري وراء لقمة عيشهم،  وكان للعلماء وأئمة المساجد دورهم الكبير في تنظيم هذه العملية الرائعة، ولا يزال أمام المساجد والعلماء دور عظيم لاستكمال هذه المهمة، يتلخص معظمه فيما يلي:

 لابد للعلماء من توعية جماهير الشعب من أن العودة للفوضي سيجرنا للخلف مرة ثانية ولن نجد من يحنو علينا ، وإذا كان هناك غلاء أسعار فهو يعم بلدان العالم وبسبب حفنة من التجار الجشعين المحتكرين وينبغي للجميع الوقوف في وجه كل محتكر.

لابد للعلماء من توعية الشعب بالمحافظة علي الأمن ورجال الأمنالقائمين بمهمة الحماية للمؤسسات والممتلكات العامة والخاصة بأهمية الدور الذي يقومون به، وتذكيرهم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم أن إحدى العينين اللتين لا تمسهما النار: "عين باتت تحرس في سبيل الله"، وأنهم بهذا العمل قد أدوا عملا عظيما ووقع أجرهم على الله، والله لا يضيع أجر المحسنين.

لابد للعلماء من التذكير المستمر بحرمة الدماء والأموال العامة والخاصة كحرمة الكعبة في يوم الحج الأكبر كما قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا"

على العلماء أن يقودوا عملية البر والخدمة المجتمعية المستمرة لهذه الجهود ويجعلوا المساجد منطلق هذه الحركة المباركة ويكونوا في مقدمة الصفوف باعتبارهم محل ثقة الأمة وتقدير الناس والقدوة في كل بذل وتضحية، ولا مجال للتقاعس أو التردد في أداء هذه المهمة، مع تقديم المواعظ المستمرة والتوجيه الشرعي المستمر عقب الصلوات والقنوت في الصلاة حتى تنجلي هذه الغمة ويأتي فرج الله القريب.

وعلى العلماء توعية جماهير الأمة بصعوبة الظرف الذي نعيش فيه، وأن من الواجبات المهمة عدم التزاحم على تخزين الأطعمة والاحتياجات حتى لا تحصل فوضى في هذا الظرف، 

وعلى العلماء تنمية معاني التكافل الاجتماعي فيما بين شباب وأسر الأحياء التي يقيمون فيها والعمل على حسن توزيع الاحتياجات على الأسر والبيوت بشكل جيد ومنظم وتفعيل كل صور البر والعمل الخيري في المجتمع.


"إنَّما جُعِلَ الإمامُ ليؤتمَّ به"(متفق عليه).

جعل ليكون قائداًهماماً يهتم بقضايا وطنه ومن حوله، ولن يكون كذلك الا اذا درس سيرة الإسلام والمسلمين وعلم ماحدث يحدث وسوف يحدث إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها،

فمنذ فجرالاسلام والاسلام يحارب بيد أعدائه وأدعيائه، ورسول الإسلام حاربوه وما من داعية للخير الا وحاربوه من أجل القضاء على الإسلام ولكن هيهات هيهات :"يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ"(التوبة/32).

 فاقرؤوا يا أخوة فإن الأمة تنتظر قطوف قراءتكم.. اقرأوا استجابة لأول أمر إلهي نزل في القرآن الكريم "اقرأ باسم ربك الذي خلق" "العلق 1" اقرءوا فالقراءة استزادة من العلم "وقل رب زدني علماً" "طه 114" .

 واقرؤوا لتجددوا ولتجددوا غيركم ولتتغيروا وتغيروا الناس "إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم" "الرعد 11".والتغيير والتجديد هو سنة الله في كونه كما يقول صلي الله عليه وسلم "إن الله تعالي يبعث علي رأس كل مائة سنة من يجدد للأمة دينها"(أبو داوود والحاكم).

واحرصوا أيها السادة علي أمن وأمان واستقرار هذا الوطن فالأمن هو السبيل الوحيد للرفعة والنهضة والتنمية والتقدم والازدهار.

واحرصوا علي وحدة ونسيج هذا الوطن بغرس روح المواطنة بين أبنائه الشرفاء الأوفياء(مسلمين وأقباط)."لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ"(البقرة/256)."الدين لله والوطن للجميع"

    الدين للديان جل جلاله         لو شاء ربك وحد الأقوام

واحرصوا علي غرس روح الانتماء في نفوس أبناء هذا الوطن الحبيب فبالانتماء تكون العزة والكرامة والكبرياء والرفعة والنصر .. "فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب" "الزمر 17.18" .

والله نسأل التوفيق لعلماء الأمة في أداء مهمتهم والقيام بدورهم العظيم الذي تنتظره الأمة منهم باستمرار.

والله من وزراء القصد وهو يهدي السبيل  

google-playkhamsatmostaqltradent