recent
أخبار عاجلة

خطبة الجمعة - مراحل بناء الشخصية في القرآن والسنة النبوية - عبدالناصربليح

مراحل بناء الشخصية في القرآن والسنة النبوية

العناصر

  من هي الشخصية القوية؟

كيف تكتسب الشخصية القوية؟

ماهي عوامل بناء وتقوية الشخصية؟

الإيمان - القدوة الحسنة- الإرادة القوية - 

تنمية المهارات- الاعتماد علي الله  – العلم.


تحميل الخطبة pdf

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام علي المبعوث رحمة للعالمين أما بعد فياعباد الله

حديثنا إليكم اليوم عن:"

 من هي الشخصية القوية؟

قليلون هم أولئك الذين يدركون أنّ مفهوم الشخصيّة القوية 

 يتمحور أساسًا حول التحفّز الذاتي وعدم الحاجة إلى تأكيد أو

 موافقة من الآخرين للقيام بالأمور.


فهذا هو الإنسان الذي خلقه الله ليكون جديراً بالخلافة في الأرض

 كما قال تعالى:"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ

 خَلِيفَةً"(البقرة /30). 

هذا الإنسان له مواصفات خاصة ليس متناقضاً ولامستسلماً،ولاخائناًلايعرف اليأس له

 طريقاً  ; لأن بزوغ الشخصية لا يتم إلا بالشعور بالمسؤولية، عن عبد الله بن

 عمرو قِيل: يا رسول الله أي الناس أفضل؟ قال صلى الله عله وسلم:"كل مخموم

 القلب صدوق اللسان". قيل صدوق اللسان نعلمه، فما مخموم القلب؟ قال صلى

 الله عليه  وسلم: "هو التقى النقي لا أثم فيه ولا بغى ولا غل ولا حسد"(ابن ماجه).

فيتميّز أصحاب الشخصية القوية عن غيرهم لأنّهم يتحمّلون مسؤولية أفعالهم كاملة، ولا

 يحتاجون إلى اهتمام ومتابعة دائمة طوال الوقت.

ليس هذا وحسب، فهم مستمعون جيّدون أيضًا، على الرغم من أنّ ذلك لا يبدو عليهم في بعض الأحيان.

كيف تكتسب الشخصية القوية؟

إن أول خطوات اكتساب الشخصية القوية هي أن يصحح الإنسان مفاهيمه حول نفسه وحول شخصيته..

والدراسات المختلفة في علم النفس وفي علم الاجتماع أثبتت أن الذين يعتقدون

 أن شخصياتهم ضعيفة أو الذين لا يثقون في مقدراتهم هم في الأصل يحقرون

 أو يقللون من تقدير أنفسهم، وذلك نسبة لمفاهيم خاطئة حول أنفسهم، ولديهم

 الميول لتعظيم السلبيات وتضخيمها مما جعلهم ينظرون إلى إنجازاتهم نظرة

 فيها شيء من الاستحقار وعدم الاعتراف بجدوى إنجازاتهم.


ماهي عوامل بناء وتقوية الشخصية؟

عباد الله :"ومن عوامل بناء وتقوية الشخصية القوية 

الإيمان :"

فإن من يقوي إيمانه فهو يقوي من شخصيته، ونحن - بفضل الله تعالى – يعتبر

 ديننا الإسلامي الحنيف منهج كامل لحياة الإنسان، كل ما تريد أن تقوي به

 شخصيتك وطريقتك في التعامل ومنهجك مع نفسك ومع الآخرين سوف تجده

 في الشريعة الإسلامية الغراء. الإيمان إنّ الإيمان هو من أهمّ عناصر ومقوّمات

 بناء الشخصيّة الإسلاميّة، والإيمان هو العقيدة الرّاسخة في القلب، والتّصديق

 الجازم بوجود الله -تعالى- وعبادته وحده، ووصفه بصفاته الثابتة التي وُصف

 -عز وجل- نفسه بها، من غير تكييفٍ، أو تعطيلٍ، أو تحريف.  بالإضافة إلى

 التّصديق برسوله صلّى الله عليه وسلّم وما أُرسِلَ به، والإيمان بأركانه كما

 وردت في حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:"الإِيمانُ: أنْ تُؤمن بِاللهِ

 ومَلائِكتِه ، وكُتُبِهِ، و رُسُلِهِ، و اليومِ الآخِرِ، و تُؤمن بِالقَدَرِ خَيرِهِ و شَرِّهِ"(مسلم).

وتتلخّص أهميّة الإيمان في بناء الشخصيّة بما يأتي:  

يحثّ الإيمان صاحبه على التفكير وإعمال عقله في موجودات الأرض.

يعزّز الإيمان الرّابط الروحيّ بين العبد المؤمن وخالقه. 

يزرع في نفس صاحبه راحة البال والطمأنينة،

ويقضي على الخوف والفزع ويُبعِدُ عنه اليأس. 

المؤمن بالله -تعالى- يخضع له ولتعاليمه، وتكون له منهجيّة ومرجع محدّد وسديد في جميع أموره.فالمسلم ليس بإمعة ..كما يقول صلي الله عليه وسلم لا تَكونوا إمَّعةً، تقولونَ: إن أحسنَ النَّاسُ أحسنَّا، وإن ظلموا ظلَمنا، ولَكن وطِّنوا أنفسَكم، إن أحسنَ النَّاسُ أن تُحسِنوا، وإن أساءوا فلا تظلِموا"(الترمذي).

 وقدجاء التحذير من التشبه بالمشركين، ففي الحديث الشريف: عن ابن عمر رضي الله عنهما قَال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ"(أبو داود).

 وذلك لتبقى أمة الإسلام محافظة على هويتها مستقلة بذاتها، وهذا قمة التوجيه في الاعتناء بالهوية الإسلامية والاعتزاز بها حتى إن اليهود قالوا :"ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئاً إلا خالفنا فيه".

والدليل علي ذلك ماقاله أنس بن مالك:" كانتِ اليَهودُ إذا حاضَتِ المرأةُ منهُم لم يؤاكلوهنَّ ولم يشارِبوهنَّ ولم يجامِعوهنَّ في البيوتِ ، فسَألوا نبيَّ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عن ذلِكَ فأنزلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ :"وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ المَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى" الآية,  فأمرَهُم رسولُ اللَّهِ أن يؤاكِلوهنَّ ويشارِبوهنَّ ويجامِعوهنَّ في البيوتِ،وأن يصنَعوا بِهِنَّ كلَّ شيءٍ،ما خَلا الجماعَ"(النسائي والترمذي).

وأراد الرسول من ذلك أن يحدد للمسلم شخصية وهوية مستقلة فلا إلي هؤلاء وإلي هؤلاء والمسلم ليس إمعة إنما هو عزيز بعز الإسلام ..

وهذا ماقاله عمر بن الخطاب :"إنَّا كنَّا أذلَّ قوم، فأعزَّنا الله بالإسلام، فمهما نطلب العِزَّة بغير ما أعزَّنا الله به أذلَّنا الله"(الحاكم).

إذن التمسك بالدين والالتزام به والتقرب إلى الله تعالى هو من وسائل تقوية الشخصية، ودائماً المسلم القوي خير من المسلم الضعيف وفي كل خير، والقوة تأتي بالإيمان والالتزام،

الإرادة القوية :"

عباد الله :" ومن عوامل تقوية الشخصية الإرادة القوية  تعتبر الإرادة القويّة من عناصر بناء الشخصيّة الإسلاميّة، فهي تقوّي شخصية الفرد المسلم، وتُعلي همّته، و تقوّي عزيمته، وتزرع في نفسه الثقة، فيُقدِم على فعل الخير وتحقيق ما يريده، فضعيف النّفس والعزيمة قد يُسلّم نفسه وينصاعُ للآخرين، وهذا غير مرغوبٍ في الشخصيّة الإسلاميّة التي يقع على عاتقها خدمة دين الله -تعالى- ونشره، ويكون ذلك بالإرادة القويّة والهمّة العالية.  

القدوة الحسنة:" 

عباد الله :" ومن عوامل بناء الشحصية القدوة الحسنة  حتى تتحقّق الصفة المُثلى للشخصيّة الإسلاميّة لا بُدّ أن يتوافر لهذه الشخصيّة القدوة الجيّدة والحَسنة، ولا أفضل ولا أزكى من رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وسيرته العَطِرة ليكون القدوة الحسنة لكلّ مسلم، فقد قال -تعالى-:"لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا"(الأحزاب/21).  وكذلك صحابته الكرام -رضوان الله عليهم-؛ فقد ضربوا أروع الأمثلة في الشخصيّة الإسلاميّة المثاليّة بعد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم.


تنمية المهارات:"

عباد الله:"

ومن عوامل تقوية الشخصية  محاولة تنمية المهارات الاجتماعية، ويكون ذلك أولاً بأن يكون لك القدرة في استقبال الآخرين، وهنالك أمور بسيطة جدّاً مثل البدء بتحية الناس والسلام عليهم، والذي يبدأ بالسلام عليك يجب أن ترد عليه التحية بما هو أفضل منها، "وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا "(النساء:86).


عباد الله أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم  


الخطبة الثانية

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد فياعباد الله:" 


الاعتماد علي الله ثم النفس 

ومن عوامل تقوية الشخصية الاعتماد علي الله ثم النفس  لأن الذي يريد أن يقوي شخصيته لابد أن يقوم هو بذلك ولا أحد يستطيع أن يبني إنساناً آخر بناءً جديداً، الإنسان هو وحده الذي يستطيع أن يغير نفسه بنفسه، كما قال تعالى:" إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ"(الرعد:11)، فقط عليك الثقة بالنفس و حاول أن تنظم حياتك وأن تنظر إلى المستقبل بإيجابية.


العلم:"

عباد الله :" وتبني الشخصية بالعلم فالعلم  عنصر أساسي في بناء الشخصيّة الإسلاميّة، فمن أين ستتكوّن هذه الشخصيّة وتُبنى إذا ما اجتهد الإنسان وبذل وسعه في تلقّي العلم في مجالِسِهِ وأماكنه، فلا قيمة للإنسان بغير علمٍ يُثري فِكره ويجعله مُلمّاً بأمورِ دينه وأحكامه في جميع الأمور. عن ابن مسعود رضي الله عنه أنَّه كان يقول: "اغْدُ عالما أو متعلِّمًا، ولا تَغْد إمَّعة فيما بين ذلك"(الطحاوي). 

 وتكمُنُ أهمية العلم في أنّه من الأمور التي يُسأل عنها العبد في قبره، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم:"إنَّ الميتَ ليسمعُ خفقَ نِعالِهم حين يُولُّونَ، قال: ثم يجلسُ، فيقال له: من ربُّك؟ فيقول: اللهُ، ثم يقال له: ما دِينُك؟ فيقول: الإسلامُ، ثم يقال له: ما نبيُّكَ؟ فيقول: محمدٌ، فيقال: وما عِلْمُك؟ فيقول: عرفتُه، آمنتُ به، وصدَّقْتُه بما جاء به منَ الكتابِ ثم يُفسحُ له في قبرِه مدَّ بصرِه، وتُجْعَلُ روحُه مع أرواحِ المؤمنينَ"(الطبراني والبيهقي).  

أيّ أنّه قام بالسّعي لمعرفة رسوله وما أُرسِلَ به، فقرأ القرآن وسيرة الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- وآمن بهم وصدّقهم تمام التّصديق والإيمان، ولا يكون ذلك إلّا بالعلم.  وممّا يدلّل على أهمية العلم في الإسلام أنّ الله -تعالى- لم يأمر نبيه بطلب الاستزادة من شيءٍ سِوى العلم، فقد قال -عزّ من قائل:"وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا" (طه/114). 

اللهم أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

عباد الله أقول قولي هذا وقوموا إلي صلاتكم يرحمكم الله 

google-playkhamsatmostaqltradent