
لحوم العلماء مسمومة؛ من شمها مرض، ومن أكلها مات
جزاء من أساء الأدب مع العلماء
فهذا جزاءه عاجلا أو آجلا:
سب العلماء والطعن فيهم والاستهزاء بهم..
الحمدلله والصلاة والسلام علي رسول
الله أما بعد
فالعلماء الربانيون يجب احترامهم وإجلالهم،
لما يحملونه من دين الله جل وعلا، ومن ميراث سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، فالعلماء
ورثة الأنبياء، وهم الذين استشهد الله عز وجل بهم على أجل مشهود به وهو التوحيد وقرن شهادتهم بشهادته وشهادة ملائكته، فقال
تعالى: شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ
الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"(آل عمران:18). وفي ضمن ذلك تعديلهم فإنه سبحانه وتعالى
لا يستشهد بمجروح. راجع مدارج السالكين.
وقال ابن عساكر: إن لحوم العلماء مسمومة،
وسنة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، فمن أطلق لسانه في العلماء بالانتقاص والثلب،
ابتلاه الله عز وجل قبل موته بموت القلب.
واعلم أن كل ما ورد في حرمة أعراض المسلمين
والنهي عن النيل منها، فالعلماء الربانيون هم أولى من يشملهم ذلك، والتطاول على العلماء
-مع كونه محرماً- يهون من قيمة العلم وأهله، وفي هذا من المفاسد ما لا يخفى إضافة إلى
أنه في حالة كون التطاول على العلماء جملة، يخشى أن يصل صاحبه إلى الردة، لأن التطاول
حينئذ يكون على ما يحملونه من الدين، وليس لسبب شخصي
و العلماء هم ورثة الأنبياء، وأفضل الخلق بعد الرسل؛
فهم النبراس الذي يضيء للناس في ظلمات الجهل، ويأخذون بأيدي الناس إلى طريق الهدى،
وسبل الرشاد، وهم أكثر الناس خشية لله تعالى، وخوفًا منه؛ قال تعالى:"إِنَّمَا
يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ"(فاطر: 28).
• وحملة العلم وحفاظ الشريعة لا يستوون
مع غيرهم؛ كما قال تعالى:"قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ
لَا يَعْلَمُونَ "الزمر: 9). ، وقد رفع الله من شأنهم، وأعلى من قدرهم، فمن قرنه
الله بنفسه وملائكته في الشهادة بالتوحيد والحق، واجب إكرامه واحترامه.
• لكن هناك من ابتلي بضعف الإيمان، وسلاطة
اللسان، فصرف همته، ووجَّه طاقته، وضيع أوقاته، سبًّا وتجريحًا، وتنقيصًا وتسفيهًا
لعلماء الأمة ورجالها المخلصين، الذين نذروا أنفسهم لحماية حوزة الدين، وإرشاد المسلمين،
وتنبيه الغافلين؛ فالجناية على العلماء خرق في الدين.
يقول الطحاوي رحمه الله تعالى في
"عقيدته" (2/ 740):
"وعلماء السلف من السابقين، ومن بعدهم
من التابعين - أهل الخير والأثر، وأهل الفقه والنظر - لا يذكرون إلا بالجميل، ومن ذكرهم
بسوء، فهو على غير السبيل"؛ اهـ.
• لذا كان السلف الكرام يحذرون من سب العلماء
والطعن فيهم.
يقول الحافظ ابن عساكر رحمه الله تعالى:
"واعلم يا أخي - وفقنا الله وإياك لمرضاته، وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته
- أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة؛ لأن الوقيعة فيهم
بما هم منه براء أمر عظيم، والتناول لأعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم، والاختلاف
على من اختاره الله منهم لنعش العلم خلق ذميم"؛ (تبيين كذب المفتري: ص 28).
• وروي عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى
أنه قال: "لحوم العلماء مسمومة؛ من شمها مرض، ومن أكلها مات"؛ (المعيد في أدب المفيد والمستفيد: ص
71).
وصدق القائل حيث قال:
لحومُ أهل العلم مسمومة
ومن يعاديهم سريع الهلاك
فكن لأهل العلم عونًا وإن
عاديتهم يومًا، فخذ ما أتاك
ويقول مالك
بن دينار رحمه الله تعالى:"كفى بالمرء خيانة أن يكون أمينًا للخونة، وكفى المرء
شرًّا ألا يكون صالحًا، ويقع في الصالحين"؛(شعب الإيمان للبيهقي: 5/ 316)،
(صفة الصفوة: 3/ 286).
ويقول ابن المبارك رحمه الله تعالى:
"من استخف بالعلماء ذهبت آخرته، ومن استخف بالأمراء ذهبت دنياه، ومن استخف بالإخوان
ذهبت مروءته"؛(سير أعلام النبلاء: 4/ 408).
ويقول أبو سنان الأسدي رحمه الله تعالى:
"إذا كان طالب العلم قبل أن يتعلم
مسألة في الدين يتعلم الوقيعة في الناس، متى يفلح؟!"؛ (ترتيب المدارك: 2/ 14).
ويقول الإمام أحمد بن الأذرعي رحمه الله تعالى:
"الوقيعة في أهل العلم - ولا سيما
أكابرهم - من كبائر الذنوب"؛ (الرد الوافر: ص 197).
عاقبة وجزاء من يقع في العلماء بالسب والطعن:
- استحق اسم الفسوق بعد أن كان كامل الإيمان:
قال تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا
نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ
وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ
لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ"(الحجرات/11).
- سن سنة سيئة، فعليه وزرها ووزر من عمل
بها إلى يوم القيامة:
وكما أن الدال على الخير كفاعله، فكذلك
الدال على الشر كفاعله، وقد قال تعالى:"وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ"(يس: 12).
وصدق القائل حيث قال:
وما من كاتب إلا سيلقى
غداة الحشر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء
يسرُّك في القيامة أن تراه
فالسعيد من إذا مات ماتت معه سيئاته يقول
الشاطبي رحمه الله تعالى: "وطوبى لمن مات وماتت معه ذنوبه، والويل الطويل لمن
يموت وتبقى ذنوبه مائة سنة ومائتي سنة يعذب بها في قبره، ويسأل عنها إلى انقراضها"؛
اهـ.
فمن سن سنة الطعن والسب في العلماء وتبعه
على هذا غيره، فعليه وزره، ووزر من تبعه، فإن مات دون توبة، وخلف هذه السنَّة بعده،
لحقه شؤم هذه المعصية حتى بعد موته، نعوذ بالله من الخِذلان.
أنه من شرار الخلق:
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"خيار
عباد الله الذين إذا رؤوا ذكر الله، وشرار عباد الله المشَّاؤون بالنميمة، المفرقون
بين الأحبة، الباغون للبراء العنت"(أحمد).- وفي رواية: "الباغون للبراء العيب"،
فهؤلاء الأشرار يطلبون العيوب القبيحة للشرفاء المنزهين عن الفواحش.
أنه عرضة لحرب الله عليه:
ففي الحديث الحديث القدسي أن رب العالمين
قال : "من عادى لي وليًّا، فقد آذنته بالحرب.."؛ الحديث.(البخاري).
أنه عرضة لاستجابة دعوة العالم المظلوم:
فدعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب،
فكيف بدعوة ولي الله الذي قال الله تعالى عنه:"ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني
لأعيذنه.."(البخاري)؟!
قال الإمام الحافظ ابن العباس الحسن بن
سفيان لمن أثقل عليه:
"يا هذا، قد احتملتك وأنا ابن تسعين
سنة، فاتق الله في المشايخ، فربما استجيبت فيك دعوة"؛ (سير أعلام النبلاء: 14/ 159).
ولما أنكر السلطان على الوزير نظام الملك
صرف الأموال الكثيرة في جهة طلبه العلم، فأجابه الوزير: "أقمت لك بها جندًا لا
ترد سهامهم بالأسحار، فاستصوب السلطان فعله، وساعده عليه"؛ (تحفة الطالبين: ص 115).
يعاقبه الله من جنس عمله:
وحيث إن الجزاء من جنس العمل، فليحذر الذي
يسب العلماء ويطعن فيهم ويستهزئ بهم عاقبة من جنس فعله.
يقول إبراهيم رحمه الله تعالى: "إني
أجد نفسي تحدثني بالشيء، فما يمنعني أن أتكلم به إلا مخافة أن أبتلى به"، وقد
حكي أن رجلًا كان يجرئ تلامذته على الطعن في العلماء وإهانتهم، وذات يوم تكلم بكلام
لم يدعْه أحد تلامذته، فقام إليه فصفعه على رؤوس الأشهاد، فقيل له:"ذَلِكَ بِمَا
قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ"(آل عمران: 182).
يبتلى بموت القلب:
• يقول الحافظ ابن عساكر رحمه الله تعالى:"..
ومن أطلق لسانه في العلماء بالثلب، ابتلاه الله تعالى قبل موته بموت القلب؛"فَلْيَحْذَرِ
الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ
عَذَابٌ أَلِيمٌ"(النور: 63).
• ويقول مخلد: حدثنا بعض أصحابنا قال: ذكرت
يومًا عند الحسن بن ذكوان رجلًا بشيء، فقال: "مه! لا تذكر العلماء بشيءٍ، فيميت
الله قلبك".
من يسب العلماء لدينهم، وقولهم بأحكام الله،
فهو على خطر كبير إن كان يعلم ذلك؛ قال تعالى:"قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ
كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ
"(التوبة:
65، 66).
يبتلى بسوء الخاتمة عياذًا بالله:
فها هو القاضي الفقيه الشافعي محمد بن عبدالله
الزبيدي، ولد سنة عشر وسبعمائة، وشرح التنبيه في أربعة وعشرين مجلدًا، درس وأفتى، وكثرت
طلابه ببلاد اليمن، واشتهر ذكره، وبعد صيته، ذكر الجمال المصري: "أنه شاهده عند
وفاته وقد اندلع لسانه واسود، فكانوا يرون أن ذلك بسبب كثرة وقيعته في الشيخ محيي الدين
النووي - رحمهم الله جمعيًا"؛ (الدرر الكامنة: 4/ 106).
• ولله در القائل:
إن السعيدَ له في غيره عِظةٌ *** وفي التجارب تحكيمٌ ومعتبر
مخاطر الطعن في العلماء:
تعطيل الانتفاع بعلمهم:
نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سب الديك
فقال:"لا تسبوا الديك؛ فإنه يوقظ للصلاة"(أبو داود)، فكيف بسب ورثة الأنبياء الداعين إلى الله
عز وجل، وأفضل الخلق بعد الرسل والأنبياء؟! قال تعالى:"وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا
مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ"(فصلت: 33).
قال أبو الدرداء رضي الله عنه: "ما
نحن لولا كلمات الفقهاء؟!".
وكان الحسن البصري رحمه الله تعالى يقول:
"الدنيا كلها ظلمة، إلا مجالس العلماء"(جامع بيان العلم 1/114).
وقال الإمام رحمه الله تعالى: "إنما
الناس بشيوخهم، فإذا ذهب الشيوخ فمع من العيش؟!".
جرح شهود الشرع (العلماء) جرح المشهود به
(القرآن والسنة):
فالقدح في الحامل يفضي إلى القدح بما يحمله
من الشرع والدين؛ ولهذا أطبق العلماء على أن من أسباب الإلحاد: القدح في العلماء.
• وذكر ابن كثير عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رجلٌ في غزوة تبوك في مجلس: ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونًا ولا أكذب ألسنًا ولا أجبن عند اللقاء، فقال رجل في المسجد: كذبت، ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فنزل قوله تعالى:"وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ "(التوبة: 65، 66)،
فقال عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: أنا
رأيته متعلقًا بحقب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تنكبه الحجارة، وهو يقول: يا
رسول الله، إنما كنا نخوض ونلعب، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ﴿ أَبِاللَّهِ
وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ... الآيات "(التوبة: 65) اهـ. في "(تفسير ابن كثير " (2/ 193).
• ويقول العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد
رحمه الله تعالى:
"بادرة ملعونة... وهي تكفير العلماء، والحط من أقدارهم، فهذا من عمل الشيطان، وباب ضلالة وإضلال، وفساد وإفساد، وإذا جرح شهود الشرع جرح المشهود به، لكن الأغرار لا يفقهون ولا يثبتون"؛ اهـ.
فالعلماء عقول الأمة، والأمة التي لا تحترم
عقولها غير جديرة بالبقاء؛(حرمة أهل العلم للمقدم - حفظه الله -: ص 319 - 320) بتصرف واختصار).
يقول الحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية: "أي: فليحذَرْ وليخشَ مَن خالف شريعة الرسول باطنًا وظاهرًا " أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ"(النور: 63)؛
أي: في قلوبهم من كفر أو نفاق أو بدعة،"أَوْ
يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"(النور: 63)؛ أي: في الدنيا، بقتل أو حد، أو حبس...
أو نحو ذلك .
قال الإمام الذهبي في ترجمة أبن حزم:
"وصنف كتباً كثيراً وناظر عليها وبسط
لسانه وقلمه، ولم يتأدب مع الأئمة في الخطاب بل فجج العبارة، وسب وجدع فكان جزاءه من
جنس فعله بحيث أعرض عن تصانيفه جماعة من الأئمة وهجروها ونفروا منها أحرقت في وقته".
وما نراه من الواقع المشاهد أن من يسب العلماء
يسقط من أعين العامة والخاصة.
ويقول الحافظ ابن رجب:"والواقع يشهد
بذلك، فإن من سبر أخبار الناس وتواريخ العالم وقف على أخبار من مكر بأخيه فعاد مكره
عليه، وكان ذلك سبباً لنجاته وسلامته أي الممكور فيه".
وعلي العلماء الذين يبتلون بهذه البلوى:
فليصبروا ويحتسبوا و يتقوا الله جل وعلا.
وليعلموا أنهم ليسو أفضل من الأنبياء والرسل.
ورسولنا صلى الله عليه وسلم ما سلم من الكلام
في عرضه، بل حتى في داخل بيته صلى الله عليه وسلم في قضية الإفك وغيرها, فلهم أسوة وقدوة برسولنا صلى الله عليه وسلم، وليعلموا
أن العاقبة للمتقين.
فهذا يوسف يقول الله عز وجل عنه:" قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ ۖ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَٰذَا أَخِي ۖ قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ"(يوسف/ 90).
وعن موسى يقول الله عز وجل:"
قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا ۖ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ
يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ
لِلْمُتَّقِينَ"(الأعراف/128).
ويقول سبحانه وتعالى:"وَلَا يَحِيقُ
الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ "(فاطر/43).
وصدق من قال:
ولست بناجي من مقالة طاعن
ولو كنت في غار على جبل وعر
ومن الذي ينجو من الناس سالما
ولو غاب عنهم بين خافيتي نسر
ويقول الشافعي:"
وَما أَحَدٌ مِن أَلسُنِ الناسِ سالِما
وَلَو أَنَّهُ ذاكَ النَبِيُّ المُطَهَّرُ
فَإِن كانَ مِقداماً يَقولونَ أَهوَج
وَإِن كانَ مِفضالاً يَقولونَ مُبذِرُ
وَإِن كانَ سِكّيتاً يَقولونَ أَبكَم
وَإِن كانَ مِنطيقاً يَقولونَ مِهذَرُ
وَإِن كانَ صَوّاماً وَبِاللَيلِ قائِماً
يَقولونَ زَرّافٌ يُرائي وَيَمكُرُ
فَلا تَحتَفِل بِالناسِ في الذَمِّ وَالثَنا
وَلا تَخشَ غَيرَ اللَهِ فَاللَهُ أَكبَرُ
فعلي العلماء العاملين أن يصبروا
ولاسيماأننا في أخر الزمان وأصبح الكثير ليس لهم تقدير سواء علماْ أو أمراء أو
أغنياء واختلط الحابل بالنابل ..ولاحول ولاقوة إلابالله العلي العظيم .
اندلع لسانه: خرج من الفم واسترخى، وسقط على العنفقة، وهي الشعيرات بين الشَّفَة
السفلى والذقن.